اين ياترى يختبئ الدكتور هانئ ارسلان هذه الايام ؟
بقلم :امبروس م الور المحامى
فى زخم ثورة الجماهير المصرية الغاضبة على نظام مبارك.. الشعب والثورة فى ميدان التحريروترنح قوات الامن المركزى وامن الدولة والنيران مشتعلاً فى وسط القاهرة والبلطجية يسيطرون على مداخل المدينة، وماادراك من هم البلطجية، خطر على بالى سؤال غريب ولكنها ليس الاغرب على الاطلاق- فكان سؤالى عن الدكتور هانئ ارسلان ؟ اين هو الاَن؟ لماذا لم نسمع صوته؟ ام ادرك شهريار الصباح فسكت عن الكلام المباح.
المعروف عن هذا الرجل انه احد اصدقاء الانقاذ الاوفياء فى مصر وتربطه صداقات وعلاقات وثيقة مع قياديين فى الموتمر الوطنى امثال نافع على نافع وعلى الكرتى وغيرهم من صقور الانقاذ- وهو الشخص الذى نصب نفسه محللاً وخبيراَ فى شئون السياسة السودانية ، وقد ارهقنا و(كرهنا) فى كتاباته المملة فى كل ما يعنى بالشئون السودانية من الجنوب الى دارفور حتى سئمنا تطاوله المتكرر على قضايانا الداخلية ، ولكن فاته ان برجه العالى الذى ينظر من فوقه علينا قد اوشك على الانهيار وهو لايعلم ، وفى خلال عشرة ايام من الثورة فى مصر اصابه الصم واضحى ابكماً وربما اصابه الخجل او لم يصدق مايراه بام عينيه. فدولة المؤسسات التى كان يتفاخر بها هذا الارسلان كادت ان تنهار فى خلال يومان فقط ،ان لم تكن قد انهارت فعلاً امام ارادة الجياع والمقهورين من عامة الشعب (الهم لاشماتة). فيا ترىى اين يختبى الان ؟.
الحزب الوطنى واصدقاء ارسلان كانوا قد حولوا الشعب المصرى كله الى (اللمبى) “الشخصية السينمائية الذى جسده النجم محمد سعد والذى يمتاز بالبساطة، العباطة والغباء فى ان واحد”. فالشعب المصرى رغم الصورة القوية والشخصية القوية الظاهرة الا انها فى الداخل مهزومة ومقهورة سيطر الحكومة على كل شىئ فى تفاصيل حياتها الداخلية حتى اصبح هم المصرى محصوراً بين رغيف العيش البلدى والكشرى ومشاهدة الاهلى والزمالك وافلام اسماعيل يس المملة.
هانئ رسلان والذى كان ينظر الى جنوب السودان على انها جرثومة فى جسد العالم العربى ومخلب اسرائيل الذى لابد من كسره حتى لا يشكل خطراً على الامن القومى المصرى قد تناسى بأن الخطر الحقيقى لامن القومى المصرى فى حقيقته تقبع فى القاهرة نفسها وفى مواقع السلطة والقرار، فامثال احمد عذ وغيرهم من رجال الاعمال السياسين المقربين من السلطة هم الخطر الحقيقى وليس جنوب السودان الذى تبعد االاَف الاميال عن القاهرة. وحتى لو تعاملت جنوب السودان مع اسرائيل فانها لاتفوق باى حال من الاحوال حجم تعاملها مع مصر. فنصف الغاز الطبيعى المصرى يصدر الى اسرئيل وبنصف الثمنHalf price ، ونصف السواح الذين ياتون الى منتجعات مصر الصيفية اسرائيليين.. ماذا يقدم جنوب السودان اكثر مما قدمتم؟ وهى فقيرة ومعدمة وفاشلة كما تقدمت فى احد مقالتك العبقرية. الاحداث الجارية فى مصر بكل بساطة قد وضع حد لكل متطاول على الشعب السودانى، فبعد الاستفتاة السلمى التى جرت مؤخراً فى السودان ، يتضح مدى التطور والتقدم الفكرى الذى يتمتع بها الشعب السودانى، وقبل قيامها كان الحاقديين يتوقعون اشتعال النيران فيها وتنزلق البلاد مجدداً الى حرباً ضارية بين شطرى البلاد ليتمتع البعض بالمناظر البشعة الذى سيتخلفه الحرب، وهم جالسون يحتسون القهوة على شرفات فندق سمير اميس او هيلتون النيل ويتمتعون بمناظر النيل وهى تحمل خيرات وفيرة من جنوب الوادى. ولكن رياح ميدان التحريرتأتى بما لايشتهى به سفن الحزب الوطنى. الفلاحيين فى القاهرة وابنائهم الاوفياء قد عزموا ان لايتركوا مصر مرة اخرى فى ايدى الارناؤوط الالبان والمماليك من احفاد بيبرز و طومان باى.
لكم ودى
امبروس م الور المحامى
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة