بسم الله الرحمن الرحيم
الدين النصيحة
د.سيد عبد القادر قنات
كان شيء من خوف ممتزج بوجوم يكسو وجه زوجتي عندما فتحت لي الباب ظهر اليوم.سألتها: ماذا هناك قالت بصوت مضطرب: الولد!!أسرعت إلى غرفة أطفالي الثلاثة منزعجاً فوجدته فوق السرير منزوياً في انكسار وفي عينيه بقايا دموع.إحتضنته وكررت سؤالي. ماذا حدث؟ لم تُجبني .. وضعتُ يدي على جبهته .. لم يكنُ هناك ما يوحي بأنه مريض .سألتها ثانية: ماذا حدث؟! أصرت على الصمت.. فأدركت أنها لا تُريد أن تتحدث أمام الطفل الصغير.. فأومأت إليها أن تذهب لِغُرفتنا وتبعتها إلى هناك بعد أن ربتّ فوق ظهر صغيري . عندما بدأت تروي لي ما حدث منه وما حدث لهُ أيضاً هذا الصباح بدأتُ أدرِك . فالقصة لها بداية لا تعرِفُها زوجتي.. هي شاهدت فقط نصفها الثاني.. رحتُ أروي لها شطر القصة الأول كي تفهم ما حدث ويحدث. القصة بإختصار :
أني أعشق النوم بين أطفالي، وكثيراً ما كُنت أهرُب مِن غرفة نومي لإحشر نفسي بقامتي الطويلة في سريرهم الصغير.. كانوا يسعدون بذلك وكنت في الحقيقة أكثر سعادة منهم بذاك . بالطبع كان لابُد من حكايات أُسلي بها صغاري .. كانت أسماء بنت الثمانية أعوام تطالبني دائماً بأن أحكي لها قصة سيدنا يوسف .وأما فاطمة فكانت تُحب سماع قصة موسي وفرعون أو الرجل الطيب والرجل الشرير كما كانت تسميهما هي، وكان مصطفي يحب قصص الأسفاروالترحال،وصلاح يحب قصص المغامرات، وعوض مولعا بقصة قارون والذهب وكنز الأموال، وأما صغيري فكان يستمع دون اعتراض لأي حكاية أحكيها سواء عن سيدنا يوسف أو عن سيدنا موسي . ذات ليلة سألت سؤالي المعتاد سيدنا يوسف أم سيدنا موسي.. صاحت كل واحدة منها تطالب بالحكاية التي تحبها .. فوجئت به هو يصيح مقاطعاً الجميع: عمر بن الخطاب تعجبت من هذا الطلب الغريب.. فأنا لم أقص عليه من قبل أي قصة لسيدنا عمر.. بل ربما لم أذكر أمامه قط اسم عمر بن الخطاب.. فكيف عرف به.. وكيف يطالب بقصته . لم أشأ أن أغضبه فحكيت له حكاية عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. ارتجلت له هذه الحكاية بسرعة. حدثته عن خروجه بالليل يتحسس أحوال رعيته وسماعه بكاء الصِِبية الذين كانت أمهم تضع على النار قدراً به ماء وحصى وتوهمهم أن به طعاماً سينضج بعد قليل ليسدوا به جوعهم. حدثته كيف بكي عمر وخرج مسرعاً.. ثم عاد وقد حمل جوال دقيق على ظهره وصنع بنفسه طعاماً للصبية .. فما تركهم حتى شبعوا وناموا . نام صغيري ليلتها سعيداً بهذه الحكاية.. في الليلة التالية فوجئت بصغيري يعلن أنه سيحكي لنا قصة عمر بن الخطاب قلت له مستهزئاً: أتعرف أجاب في تحد : نعم لا أستطيع أن أصف دهشتي وأنا أسمعه يحكيها كما لو كان جهاز تسجيل يعيد ما قلته. في ليلة أخرى أحب أن يسمع حكايات ثانية لعمر بن الخطاب.. حكيت له حكاية ابن القبطي الذي ضربه ابن عمرو بن العاص.. وكيف أن عمر بن الخطاب وضع السوط في يد ابن القبطي وجعله يضرب ابن العاص، بل أن القبطي أشهر إسلامه عندما رأي العدل أمام ناظريه،وحكيت له كيف أن ذلك الفارسي جاء يسأل عن عمر فدلوه علي شجرة (ليست شجرة إنتخابات ، بل شجرة عدل وتقوي وحلم وقسط وإنصاف)، وعندما وجده نائما لم يصدق ما شاهدته عيونه ، فقال : حكمت فعدلت فأمنت فنمت ،ثم قصة عمر مع المرأة وهي تخاطبه وتجادله وقوله لها: أخطأ عمر وأصابت إمرأة ،و في الليلة التالية يعيد على مسامعي حكاية الأمس .. كان قد حفظها هي الأخرى. وهكذا أمضينا قرابة شهر.. في ليلة أحكي له قصة عن عدل عمر.. أو عن تقواه.. أو عن قوته في الحق.. فيعيدها على مسامعي في الليلة التالية.. في إحدى الليالي فاجأني بسؤال غريب هل مات عمر بن الخطاب؟كدت أن أقول له – نعم مات !! ..لكني صمت في اللحظة الأخيرة فقد أدركت أنه صار متعلقاً بشخص عمر بن الخطاب..وأنه ربما يصدم صدمة شديدة لو علم أنه قد مات.. تهربت من الإجابة.في الليلة التالية سألني ذات السؤال تهربت أيضاً من الإجابة.بعدها بدأت أتهرب من النوم مع أطفالي كي لا يحاصرني صغيري بهذا السؤال .
..صباح اليوم وهو وقفة عيد رمضان ، خرج مع والدته..في الطريق قابلوا إمرأة وعلى كتفها صبي يبكي كانت تسأل الناس شيئاً تطعم به صغيرها،فوجئ الجميع بصغيري يصيح بها لا تحزني سيأتي عمر بن الخطاب بطعام لك ولصغيرك ، جذبته أمه بعد أن دست في يد المرأة بعض النقود .بعد خطوات قليلة وجد شاباً مفتول العضلات يعتدي على رجل ضعيف بالضرب بطريقة وحشيه .. صاح صغيري في الناس كي يحضروا عمر بن الخطاب ليمنع هذا الظُلم ، فوجئت أمه بكل من في الطريق يلتفت نحوها ونحو صغيري ..قررت أن تعود إلى المنزل بسرعة..لكن قبل أن تصل إلى المنزل إعترض طريقها شحاذ رث الهيئة وطلب منها مساعدة .دست في يده هو الآخر بعض النقود ، تقدمت خطوات قليلة فإستوقفتها شأبة في مقتبل العمر وقالت لها إن إبني قد طُرِد من المدرسة بسبب المصاريف ، فدست في يدها بعض النقود ، وعلي بعد خطوات من مسجد الحي أوقفها المؤذِن بأن الخبيثة قد إنقطعت من المسجد وغدا صلاة العيد، فدست في يده بعض المال ، وأسرعت نحو باب المنزل لكنها لم تكد تصعد درجتين من السلم، حتى إستوقفتها زوجة البواب لتخبرها أن زوجها مريض في المستشفي وإنها تريد مساعدة ،هنا صاح صغيري بها :هل مات عمر بن الخطاب؟!
عندما دخلت الشقة كان صوت التلفاز عالياً كان مذيع النشرة يحكي وجلس إبني يسمع : تم إعدام 28 ضابطا لقيامهم بمحاولة إنقلابية فاشلة ، فغر إبني فاه قبل أن يأتيه الخبر التالي: ما فعله اليهود بالقدس ومحاصرتهم للمسجد الأقصى ويحملق في صورة الجنود المدججين بالسلاح وهم يضربون المصلين بقسوة بالهراوات والرصاص المطاطي ،فجأة ظهرت صورة الطفل محمد الدرة وبجانبه أبيه عاجزا عن صد طلقات الرصاص القاتله ،وصورة أخري أكثر وحشية وهو يري في تونس الخضراء أبو عزيزي وهو يحترق، وفي مصر صورة أحد بدو سيناء وهو يتعرض للضرب بالرصاص الحي وتتجول كاميرا التلفزيون ما بين الأردن واليمن ومازال الطفل فاغرا فاه ، إلتفت نحو أمه وهو يقول:مات إذن عمر بن الخطاب !!راح يبكي ويكرر مات عمر بن الخطاب ، دفع صغيري باب الغرفة ، صمتت أمه ولم تُكمِل الحكاية.. لم أكُن مُحتاجاً لأن تُكمِلها فقد إنتهت .توجه صغيري نحوي بخطوات بطيئة وفي عينية نظرة عتاب : مات عمر بن الخطاب؟ رفعته بيدي حتى إذا صار وجهه قُبالة وجهي رسمتُ على شفتي إبتسامه وقلت له أمك حامل .. في 30/1/2011.. ستلد عُمر .. صاح في فرح : عُمر بن الخطاب ؟ قلت له: نعم.. نعم ستلد عمر ، ضحك بصوت عالٍ وألقي نفسه في حضني وهو يكرر عمر بن الخطاب .. عمر بن الخطاب؟؟؟ حبست دموعي وأنا أترحم على عمر بن الخطاب.(إنتهت رسالة الإيميل) ونقول:
الأخ المواطن عمر البشير وجزء من الشعب السوداني تقدم قبل شهور مضت نحو صناديق الإنتخابات التي قاطعتها كثير من الأحزاب ذات الوزن لإسباب كثيرة ، وكانت نتائج ذلك التصويت المشكوك فيه حتي من المراقبين الأمميين وأنها لم ترتقي للمعايير الدولية ، بل دار حديث كثير عن التزوير والغش وتصويت الموتي و الأطفال وتبديل الصناديق وغيره وما ظهر في اليوتيوب وشريط كسلا، بل ما كتبه كُتاب الأعمدة بإختلاف مشاربهم وما تم سماعه في أحاديث المدينة وعلي مستوي السودان قاطبة ،واليوم قد صرت رئيسا للسودان بحدوده الحالية حتي 9/7/2011، ومن بعدها تفصلنا نتيجة الإستفتاء في حق تقرير المصير كجزء مُكمل لإستحقاقات نيفاشا وإتفاقية السلام الشامل ومستحقات دستور 2005، ذلك الإستفتاء لا يعلم إلا الله مدي مآلاته ، إستمرارية وحدة فشل الحزب الحاكم علي مدي سنون مضت من صناعتها وذلك لأن صانعي القرار كانوا بعيدين كل البعد عن العمل من أجل جعل الوحدة جاذبة، بل كانوا يعملون علي تعميق الخلاف وبذر بذور الفرقة والشتات وعدم الإيفاء بإستحقاقات الوحدة الجاذبة، ومع كل ذلك هل يحلم السودان بإنفصال و بجوار آمن ؟ أم بداية لحروب طويلة بسبب مآلات الحدود والثروة والمياه والديون الخارجية وأبيي والمشورة الشعبية والجنسية المزدوجة وشيطان التفاصيل؟ وهل هو إنفصال أم إستقلال؟ المؤتمر الوطني،الحزب الحاكم في سدة الحكم لإكثر من عقدين إنقضيا بطعم العلقم و الحنظل علي الشعب السوداني فأوُرِد الهلاك والإحن والفتن والحروب ، بل نهاية المطاف السودان الدولة الوطن القارة ،الشعب المعطاء، الشعب الكريم، مُقبل علي تجزئة وتقسيم إلي دويلات دون أدني شك، وذلك بفضل سياسة الحزب الحاكم العرجاء وإقصاء الآخر وتسلطه علي رقابه يسوقه إلي حتفه والجميع يعيشون في عليائهم ويجلسون علي كراسي السلطة والتي قطعا ذاهبة غدا بإرادة رب الأرباب ، فعندها إلي من يلجأون ، وبمن يحتمون؟ ببيت العنكبوت؟ ياله من هوان ذلك البيت الذي يطير بأقل ملامسة ويتهدم بأقل نفخة .وفي ذلك اليوم والجميع أمام الواحد الأحد، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم ، فماذا هم فاعلون؟ وماذا يقولون؟ وكيف يجيبون علي تلك الأسئلة؟ نعم إنتخابات صرف الحزب الحاكم علي دعايتها مليارات كان أولي بها الخدمات من تعليم وصحة ومياه وكهربة ريف وأمن وسلام دارفور ، ولكن ؟ إستفتاء كانت نتيجته معروفة سلفا لكل العالم ، ولكن ومع ذلك صرفنا عليه المليارات التي كان يمكن أن تكون سندا ودعما للتنمية والتعليم والصحة شاملة كل أقاليم السودان، أليس من العدل أن يتم توزيع الثروة بالتساوي الديمقرافي وعدم إضاعة تلك المليارات في نتيجة لاتحتاج لكل هذه الجهود ، إذا أين العدل والقسط والأمن والطمأنينة ؟ فالعدل المطلق للواحد الأحد. ولكن ألا يدركون قوله تعالي(أعدلوا هو أقرب للتقوي). شعارات الحزب كانت هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه، و واقع الحال المُعاش يقول: قادة الحزب مفتونون بالسلطة والجاه والصولجان، وحاشيتكم تُصوّر لكم أنكم رمز للشعب وفي قلوب الشعب وأن 40 مليون مواطن قبل الإستفتاء ، هم فداك، ولكن العكس هو الصحيح أن يكون القائد هو فدي الأمة عند الخطب، وهكذا كان السلف الصالح قبل 14 قرنا من الزمان إنقضت، ومع ذلك شعب أوصلته سياسة البطة العرجاء إلي الفقر والجهل والمرض و شظف العيش والبطالة ووطن تم إقتياده إلي العزلة الدولية ، وعقدين إنقضيا فإنتعش الفساد وعشعش الإفساد حتي صار الوطن في قمة قائمة منظمة الشفافية العالمية ، بل وطن صار قائده مطاردا ومطلوبا للعدالة الدولية ، بل حتي من دعموا هذه الإنتخابات البرلمانية أو الإستفتاء من أمريكا والإتحاد الأوروبي ،جاؤا اليوم بتصريحات تصب في صالح الجنائية الدولية بغض النظر عن نسبة الفوز في تلك الإنتخابات المشكوك في نزاهتها أصلا. الأخ المواطن عمر البشير وحملة الحزب الإنتخابية قد أوصلتكم نهايتها بنيلكم ال68%، ولكن كم صرف الحزب؟ ومن أين له ما صرفه؟ بل نقول من أين لكل قادة الحزب هذا والتاريخ يقول أنه في 30/يونيو/1989 لم يكن قادة الحزب يملكون غير مرتباتهم؟ الأخ المواطن عمر البشير إن نسبة ال68% هذه ليس لها أدني علاقة مع الإعلام الإنتخابي ، بل هي دليل علي زهد الشعب السوداني في هكذا إنتخابات،وإلا فأين بقية من تسجلوا وهم حوالي 16 مليون؟ بل أين ال40 مليون مواطن بحسب آخر إحصاء سكاني؟ هل يُعقل أن تكون عضوية المؤتمر الوطني الملتزمة متدنية لهذه الدرجة وأنتم تقولون أنكم قد بدأتم في إستنفار الشعب لهذه الإنتخابات منذ 2007؟ ألا يدل هذا علي زهد الشعب في هكذا إنتخابات تقود إلي إستمرارية الحزب الحاكم لفترة أخري؟ هل يمكن أن نقول أن أجهزة الحزب قد فشلت في إستقطاب المواطنين لصالح برامجها؟ وعليه، لماذا يدعم الشعب المؤتمر الوطني لمزيد من القهر والذل والإفقار والإنكسار والجهل والمرض والبطالة؟ أكثر من عشرون عاما ولم يتمكن الحزب من تحقيق جزء يسير من ما وعد به ، مثال: ناكل من مانزرع ونلبس من ما نصنع ، من لايملك قوته لا يملك قراره، نحنا قمحنا بكفينا، وغيرها من الشعارات البراقة المفعمة بالأمل التي صدقها الأتقياء وإنقاد ورائها الأنقياء، ولكن نهاية المطاف كانت سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، والدليل حسب إحصائياتكم فقط وليس من جهة مُحايدة، أن 32% من الشعب كان ضدكم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، فهل تطمعون في أربع عجاف أخري لتوردوا الشعب إلي الهلاك ؟يتحدثون عن إستكمال النهضة! فأي نهضة هذه؟ نفرة زراعية؟ نهضة زراعية؟ طرق ؟ سدود ؟ تعليم ؟ صحة ؟ كهرباء ؟ أمن إقتصادي ؟ إستثمار ؟ بنية تحتية؟ نعم وعود وآمال رنانة صارت سراب ، هل وجد الجائع غذاءا؟ هل وجد المريض دواء؟ هل وجد الطالب كتابا وكراس وكرسي؟ هل وجد الخريج عملا ؟ هل وجد العطشان ماءا؟ هل وجد الظلام نورا؟ هل وجد العريان كسوة؟ هل وجد المشرد مسكنا؟ هل وجد الخائف أمنا؟ هل وجد الذمي ملاذا؟ هل وجد الوطن الدولة جيرة حقا؟
المواطن عمر البشير وأنت علي رأس حزب المؤتمر الوطني ، ذلك الوعاء الجامع كما يُقال، ولكن نقول أن الأمارة أمانة ويوم القيامة خزي وندامة ، فأين نحن من عدل عمر بن الخطاب وبغلة العراق؟ أين نحن من أعدلوا هو اقرب للتقوي ؟ أين نحن من : متي إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ أين نحن من : أخطأ عمر وأصابت إمرأة؟ أين نحن من : لو رأينا فيك إعوجاجا لقومناك بسيفنا هذا ؟ الأخ المواطن عمر البشير وأنتم قد تقدمتم وطلبتم دعم الشعب للمؤتمر الوطني ، الحزب الحاكم عبر صناديق الإقتراع ، نقول لكم قد نلتم ذلك بما أعلنتموه من نتائج لا يعلم صدقيتها إلا الواحد الأحد ، ولكن الشريعة لها بالظاهر ، وهذا يقول أن هنالك غشا وتزويرا ومعاييرا لم تُطبّق بشهادة المراقبين الدوليين، فماذا أنتم قائلون؟ الشعب لم ولن يدعمكم ولا حتي خلف حكومة قومية بدأ الحزب الحاكم التسويق لها منذ فترة ليست بالقصيرة وإن تسارعت الخطي بعد تونس ومصر واليمن والأردن وغيرها ، وحتي هذه ، فهنالك تصريحات متضاربة ومتناقضة لأن هذا سيقود إلي الموت والفرقة والشتات والقهر والظلم والجهل والمرض وإلي تقسيم الوطن إلي دويلات، وقطعا هذا سيقود إلي تمكين الديناصورات والتماسيح وعندها سنذرف دموع الندم وستقرأ أجيال لاحقة خريطة لدويلات كُتب تحتها: كان هنا وطن إسمه السودان تم تقسيمه علي يد حزب المؤتمر الوطني برئاسة المواطن عمر البشير، الذي كان وقتها رئيس لدولة السودان، فهل ترضي أن تقول أجيال لاحقة ذلك عنكم ؟، إن سياسة الحزب الآحادية الإقصائية قد كانت شاهدا علي تقسيم السودان إلي دويلات ، لا نعلم هل ستكون ذات جوار آمن، أم أن الحروب ستندلع وتقضي علي الأخضر واليابس؟؟.هلا تكرمتم بأن تتخلوا عن من حولكم اليوم قبل الغد، يمكنكم سماع ذلك ومن عامة الشعب وفي حدود المليون ميل اليوم وقبل 9/7/2011 سيأتونكم بالنصائح فهي خالصة لله من أجل الوطن الأمة القارة ، أليس الدين النصيحة؟ نصائح قال عنها زين العابدين بن علي أخيرا إنه فهم الشعب، وحسني مبارك مازال بعيدا عن فهم رغبة شعب مصر ،ولكن العقل العقل أن تتبينوا النصح اليوم لأن ضحي الغد سيأتي بأقوام لايعرفونكم ولا تعرفونهم ، وعندها لن ينفع غير الصدق والإخلاص ، . كثر هم حولكم، ولكن تباعدت بينهم والوطن والغيرة عليه والشعب الأمة القارة متاريس وإحن وأحقاد ، هم خلف المكاسب الشخصية الدنيوية في قالب الدين ، ولكن هل أدركوا أن الدين هو( أعدلوا هو أقرب للتقوي)؟ وهل أدركوا أن ما تبقي من ال40 مليون مواطن بعد أن غادرنا أشقائنا من جنوب السودان، يتساوون في الحقوق والواجبات تجاه الوطن السودان؟ وهل أدركوا أن الذين وقفوا ضد حزب المؤتمر الوطني أولي بالرعاية وأن يسمع لهم في آرائهم ونصائحهم مهما كانت مُرة كالحنظل؟ لأنهم يدركون معني الوطنية والوطن والتجرد.أين نحن من بغلة العراق وسيف التقويم وقول الحق أمام سلطان جائر.نعم إنتهت تلك الإنتخابات ، ولكن هل يدركون الغد لوطن صار غاب قوسين أو أدني من البلقنة والعرقنة والصوملة؟ أليس لكم عبرة في تونس الخضراء ومصر أم الدنيا واليمن السعيد والأردن الهاشمية ؟ أجيال لاحقة ستتحدث عن عمر البشير وأنه كان السبب في تفتيت وحدة السودان إلي دويلات لا يعلم عددها إلا الواحد الأحد، وكل من حولك سينفض سامرهم ويتركوك وحيدا ، ولهذا لماذا لا تلجأون للشعب السوداني ولكن ليس عبر التقارير الرسمية : كلو تمام والأمن مستتب ، ولكن عبر طرق كثيرة ستقود نهاية المطاف نحو الشعب السوداني البطل والذي سيقول كلاما يُبكيك ، لأنه سيقول الصدق والحقيقة المُرة عبر النصيحة خالصة لوجه الله ، هلا تكرمتم بإعطاء الشعب فرصة واحدة لِيُعبّر عن نفسه بحرية كاملة وشفافية لا تنقصها الصراحة في هذا النظام وأنتم ربان سفينته في بحر لجي تتقاذفكم أمواج التسونامي؟ أليس الدين النصيحة؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة