لولا اختلاف الآراء لبارت السلع
الشعب السوداني يختلف عن بقية الشعوب العربية والأفريقية الأخرى... نعم نختلف ونتفق حول أهداف كثيرة موحدة وغير موحدة، سواء أكانت تلك الاختلافات حول السياسة أو الكرة أو قضايا خلافية أخرى كثيرة لا نتفق حولها داخل "البيت" السوداني الواحد وتجدنا نأكل ونشرب سوياً ونحن مختلفان في كل شيء، ولكن في النهاية نحتكم لصوت العقل عندما نجلس معاً ونتفق حول تلك القضايا التي اختلفنا حولها بالأمس. وكأن شيئاً لم يكن. هذه هي أخلاقنا وعاداتنا التي نختلف بها عن بقية الشعوب.
لذلك أقول إن "الأمل" مزروع في قلوبنا وهو ما نعيش عليه ليوم غد لكي نجتمع ونتفق حول القضايا الخلافية التي نختلف عليها الآن في دارفور وفي جنوب السودان، ولولا بصيص من الأمل لما آلت الأمور إلى الأحسن في كل شيء، ولما أتى "السلام" بعد 20 عاماً من الاحتراب وسفك الدماء. ولولا التدخلات والوساطات من رؤساء الدول الأفريقية والغربية والمقربين لأهل السودان في مساعدته لحل تلك المشكلات والقضايا المطروحة على الساحة في قطر وليبيا، وأيضاً حنكة الأخوة السودانية الذين تداولوا قضية السلام في نيفاشا وبعد تلك السجالات والجولات والجلوس معاً كسودانيين مع رئيس حركة تحرير السودان جون قرنق التي أسفرت النتائج في نهاية الأمر إلى "السلام" في كل ربوع السودان. وهو المهم والأهم لإيقاف تلك الحرب التي كانت تدور رحاها في جنوب السودان وشرقه والتي استمرت 20 عاماً في جنوبه وتوقفت الآن وعم "السلام" أنحاء كثيرة في السودان... وتبقى لدينا الغرب.
هذه من ناحية، ومن الناحية الأخرى التي لا يعرفها المرجفون والخائفون والخائنون الذين يطعنون السودان بخنجر مسموم على قلب السودان ويتباكون على وحدة السودان، وهم يوالون الغرب في كل شيء، ويقلدونهم في حركاتهم وسكناتهم... وينساقون إليه وهم منقادون ومنبطحون ومنسدحون في خيراته وينفذون كل أوامره في شتى الأمور ويدعون خوفهم على السودان ويخافون على تشتت وتفرق وحدة السودان وانقسامه وانشطاره إلى نصفين أو بالمعنى الأصح إلى "انفصاله" هم نفس الأشخاص الذين ينادون أعداء السودان ومرتزقته أمثال الدكتور خليل وأتباعه وبقية العقد الفريد أمثال باقان أموم وياسر عرمان. الذين ينادون بأفرقته ومسيحيه ومحاربة إسلامه ويقفون مع تلك الدول الغربية التي تحارب السودان، وأما المنافقون والدجالون الذين ينافقون ويكذبون من أجل مصلحة معينة أو من أجل حفنة من مكاسب ينالونها ويضعونها في حساباتهم خارج السودان هم من ينادون الآن بانقسام وتقسيم السودان وانفصاله.
ولكن أهل السودان وشعبه منذ أتوا بالاستقلال، واجتمع ساستهم ومثقفوهم حول تلك المائدة المستديرة، وأعلنوا لنا الاستقلال من داخل البرلمان في ذلك الحين. وهم نفس أبناء تلكم الأفذاذ وسلالتهم الذين توارثوا الحكم منذ تلك الحقبة وإلى الآن مثلهم مثل "الخيول" العربية الأصيلة التي تأتي لتفوز في السباق عند نقطة الانعطاف وتحتل دائماً المراكز الأولى في كل السباقات. فهم أفراد شعب السودان الأصيل الذين يتخاصمون ويتجادلون ويتباحثون في قضاياهم وفي أمورهم، وفي نهاية الأمر يحتكمون إلى صوت "العقل" ولا يصح إلا الصحيح ولا يقرروا إلا ما يصلح لشعبهم وذويهم من أهليهم الذين يجادلونهم من أجلهم ويحاربون من أجل وحدة بلدهم التي يخافون عليها. نعم هنالك من يحاربون ويلهثون من أجل السلطة والكرسي، وأبسط مثال ليس على سبيل الحصر ولكنه كمثال يحتذي به "الصادق" المهدي يلهث وراء السلطة من فجر الاستقلال وحتى وصل إلى أرذل العمر وهو يسعى وراءها ومن أجل ان يجلس على "دست" الحكم للمرة الثالثة. ولكن في نهاية الأمر لا يستطيع ان يخرج من الملة. بل يكون مع أنصاره وشعبه مهما حصل أو سيحصل... وأيضاً هناك الدكتور الترابي ونقد أيضاً كلها أمثال وتجارب تسعى وراء السلطة لتحقيقها والنيل منها والجلوس عليها.
وهو أيضاً مع الوحدة الوطنية، ووحدة الشعب السوداني مهما كان أو سيكون لأنه في نهاية الأمر سوداني أصيل حفيد سوداني أصيل وقائد ثورة المهدية. الذي دافع عن السودان إلى آخر لحظة من عمره ونشر الإسلام في جميع أنحاء السودان. لذلك نقول إن اختلاف الآراء لا يفسد للود قضية ومهما اختلفنا وائتلفنا عندما نجلس حول المائدة المستديرة نرجع إلى أصلنا وفصلنا لنعيش إخوة معاً، في وئام وسلام ونتمسك بوحدتنا وأهدافنا السودانية الموحدة حول وحدة السودان ومن أجل الوحدة الوطنية الواحدة. ويحدونا الأمل في الوحدة والتوحد. ولا للفرقة والانقسام أو الانفصال.
جعفر حسن حمودة – صحفي مقيم في الرياض
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة