ريـــــــاح الحرية (1)
تابعنا كما تابع كل العالم ثورة الياسمين في تونس التي كان بوعزيزي ملهما لشعب مل وسأم من الفساد والعطالة. الا ان دهشتا كانت كبيرة حينما تحركت رياح الثورة الشعبية شرقاً نحو مصر ارض الكنانة بسرعة وعبر تنظيم عن طريق استخدام تكنلوجيا الاتصالات وشكل الموقع الاجتماعي facebook عصب التنظيم , فعبره تمت الدعوات الي الخروج الا ان المدهش كان موقف حسني مبارك المخزي والذي اثبت فيه ان السلطة عنده اهم وفي سبيل ذلك سعي بكل السبل الي افشال المظاهرات عبر بث المخبرين والبلطجية (الرباطة) ومعتادي الاجرام وسط المتظاهرين . ولكن الثوار اثبتو ان لديهم القدرة الفعلية لادارة نضالهم وفق معطيات الايام الحالية فشهدنا كيف يتم تفتيش اي متظاهر قبل الدخول الي ميدان التحرير من قبل المتظاهرين انفسهم تحسبا من مندسين يحملون متفجرات او اسلحة وكذلك الالتفاف علي ايقاف خدمة الانترنت عبر اللجوء الي وسائل قديمة الا انها فعالة لايصال صوت من قطعت عنهم الخدمة الي كل العالم وتواصلهم مع غيرهم من المحتجين.
يقودنا الحديث الي تظاهرة الثلاثين من يانــــير في السودان والتي سعي النظام الحاكم كما هي عادته دائماً اولا الشك الذي يكاد يصبح يقين في خروج اي سوداني الي الشارع وثانيا تحذير شديد اللهجة بعدم التظاهر او المشاركة في التظاهرات واخيراً اتهام المتظاهرين باحداث الشغب والتعامل بعنف مع المتظاهرين رغماً عن سلمية المظاهرة.
محصلة النهائية ان التظاهرة خرجت في عدة مدن واثبتت للمتخوفين ان الخروج الي الشارع هو خيار السودانيين قبل ان يكون خيار التوانسة او المصريين حيث ان نصيب الفرد من الناتج القومي الاجمالي 9488 و6367 $ والسودان ياتي في اسفل القائمة 2466$ المصدر
http://en.wikipedia.org/wiki/List_of_countries_by_future_GDP_(PPP)_per_capita_estimates
هذا غير النسبة المتزايدة للاختلاس من المال العام والفساد والمحسوبية حتي صارت مؤسسات الدول عبارة عن عشائر واسر تتحكم بها وكذلك الحيث عن فساد اخوة الرئيس وبطانته والتي صارت مضرب امثال وتندر في مجالس المدينة. هذا غير الزيادات الخرافية في اسعارالسلع الاستهلاكية والمحروقات والادوية والعوائد والجمارك. غير التعدي علي الحريات وانعدام المسأواة والاستبداد بالحكم والتفريط في ارض الوطن.
الا تدعو تلك الاسباب الي الخروج الي الشارع. وفق استراتيجية جديدة واهداف محددة ومطالب في راسها الديمقراطية المحاسبة لكل من سولت له نفسه الاعتداء علي ممتلكات شعبنا الي يومنا هذا حتي لايجني ثمار النضال من لا يستحقون.
ونواصل المرة القادمة الحديث عن اساليب النضال المدني
محمد مصطفي محمد
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة