مداخلة من الإتحادي الأصل في الأهرام اليوم
بقلم : صلاح الباشا
[email protected]
الأخ الأكرم الزميل الأستاذ الهندي عز الدين...
رئيس تحرير الأهرام اليوم المتوثبة دوماً
سلام من الله تعالي .. وتحية طيبة
بمتابعتي اليومية لما ظل يخطه قلمكم في العديد من القضايا والهموم الوطنية .. مساهما فيها بما تراه عين الصحفي الثاقبة ، فقد رأيتُ أن أكتب هذه المداخلة الطفيفة حول عمودكم المقروء ( شهادتي لله ) بعدد الأربعاء الموافق 26/1/2011م حول توسيع مواعين السلطة وأهمية إنفتاح المؤتمر الوطني نحو المنظومات الحزبية الكبيرة ذات الثقل الجماهيري ، بل ذهبت فكرتكم أكثر في تحديد مقاعد وزارية لحزبنا الإتحادي الأصل مثلا ، علي أن يجهد الإتحادي نفسه بترشيح كفاءات من العاملين بالخارج لملئها.
وهنا نقول بأن الهم الوطني بقدر ما هو يشغل بال القوي السياسية التاريخية علي الدوام ، فإن الأمر يستوجب أخذ رأي ومشورة كافة ألوان الطيف السياسي . ذلك أن السياسات العامة للدولة ( أي دولة ) يقوم بتوجيهها النخب المتميزة الناشطة في المجتمع المدني الذين يمثلون قواه الحية ، وهي التي تعمل علي توجيه الرأي العام سواء كان ذلك التوجيه بوساطة الجهد السياسي اليومي الذي تبذله النخبة التي تشغل نفسها بالهم السياسي الوطني أو كان ذلك الجهد عن طريق التناول الإعلامي من خلال كافة أشكال الميديا التي تستنطق تلك النخب علي قلة زخمها القاعدي ، إلا أن آراءها تظل محط إهتمام كافة الأجهزة العربية والدولية.
ومن هنا نخلص لأهمية أخذ رأي تلك النخب حتي لا يحدث إحتقان أيديولوجي كالذي قاد إلي التغيير السياسي الذي حدث من قلة قليلة العدد في 25 مايو 1969م ورفيقه التغيير الآخر الذي حدث في 30 يونيو 1989م حتي وإن جاء الطرح الثاني بمشروع أيديولوجي مخالف عن ذاك الذي حدث في العام 1969م .
كما أن مصالحة الجماهير العريضة يجب أن يأخذ ذات الإهتمام من السلطة حيث كانت كل تجارب الإنتفاضات الشعبية التي حدثت بالسودان قد أتت من رحم قطاعات الشعب المختلفة ، ولعلنا من جمهورية تونس نأخذ العبرة ، بسبب أن النخب الناشطة هي التي حركت مشاعر الجماهير ، وهذا بالضبط ما يحدث الآن في عدة دول عربية.
أما مسألة التفاهم لتوسيع مدارك وهياكل الحكم فإن له إشتراطاته قبل اللجوء للمحاصصة المقترحة بين القوي السياسية والسلطة ، حيث تبقي المحاصصة هي آخر المطاف كتتويج للعمل الدؤوب بين كافة التيارات للوصول إلي حلول ناجعة لكل مايحيط بالبلاد من أزمات إقتصادية لايشعر بها إلا المكتوون بنيرانها فعلا ، وهم غالب أهل السودان بسبب توقف كل مشاريعه التنموية العريضة وصناعاته الوطنية المختلفة التي كانت تستوعب مئات آلاف من العمالة الماهرة ، وحروب أهلية تضرب غرب بلادنا ، أو إرهاصات غضب تطل خجلي من الشرق حيناً ومن أقصي الشمال أحايين أخري .. فضلا علي البعد الدولي الضاغط بإستمرار . وكل ذلك يفرض علي السلطة أهمية التفكير المتسع والمتمهل لإتباع الصيغ الكفيلة بلم الشمل السوداني الحقيقي ( وليس الفهلوي ) بعد أن ذهب جنوب البلاد إلي إستشراف تاريخ جديد للسودان وللقارة جمعاء.
أما مسألة إستقدام خبراء سودانيين من خارج الوطن للإسهام في تشكيلاته التنفيذية القادمة ، فأهلا بهم إن أرادوا إدارة ظهورهم لمراكزهم المهنية المميزة خارج الوطن والولوج إلي غياهب ظلام السودان العاتم الرؤية .. السودان الذي لا يتحمل مصاعب حكمه إلا الذين أكتووا بنيرانه في الحكم والمعارضة معاً ليسهموا في كبح جماح مسلسل إنهياراته ، علما بأن الظروف الآن لا تحتاج إلي الخطاب الرسمي الإستعلائي والإستفزازي الذي يأتي من صقور السياسة من وقت لآخر والذي ظل يعمل علي تغييب الحمائم دوماً ، وهنا نعني خطاب أهل الحكم وأهل المعارضة معاً ، ذلك أن خط حزبنا السياسي ينطلق من الرفق دوماً ، فالأمر يحتاج قدراً عالياً لخطاب ودود ، واقعي ، حميم ، يساعد في لم الشمل الوطني الحقيقي دون تـلبيس للحق أو تغبيش للرؤيا.
وحفظ الله بلادنا من كل سوء ، وأبقي قلمكم لخدمة أهله دوماً ،،،،،،
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة