"حابوا من شئتموا أو داهنوا من خفتموا فالزاحفون إلى الفجيعة أنتموا"...
( رسالة إلى شعب )
كوري كوسا
* رغم أن كل شئ بات واضحاً وضوح الشمس في عز الظُهر و أصبحت كُل الملفات فوق سطح الطاولة و ليست تحتها لازال الشعب في الشمال كما قُلت و سوف أظل أقول دائماً، يصر إصراراً أعمى على ممارسة صفة الشيطان الأخرس بجدارة.
* لا هو يريد أن يعدل بيديه الحال ( المايل ) و لا هو يريد أن يقول للظالم في وجهه أنت ظالم ( مجرد كلمة حق في وجه سلطان جائر ). ظانين (جهلاً) أو(مكراً) أن نظام الإنقاذ لازال حتى الآن يُرجى منه خيراً لهم و للسودان.
*نظام إنقض على الشرعية و تمكن في زمن وجيز أن يبُث الكراهية العمياء في أنفس أبناء الوطن الواحد بحرب جهادية (كاذبة) شهد عليها شاهد من أهلها، ثُم فتن الناس في دارفور و فصل الجنوب و إستعدى العالم و روع الآمنين و جوع البطون و تورط في محاولات إغتيال و في الإرهاب العالمي و في ملفات مخابراتية خارجية مُدلهمة و في و في....... إلى آخر الدواهي.
* السودانيون الشماليون حتى الآن يرفضون بتصميم غريب أن يصدقوا معنا أن (السفينة) التي تُسمى السودان بدأت تغرق بفعل ثقوب عملاقة أصابت هيكلها و هي الآن منزلقة بسرعة قاتلة لتستقر في جوف دوامة هائلة في عرض بحر لا قرار له.
* و بدأ مستقبل هذه البلاد مُظلماً في الأُفق ما دفع بعض أطرافه لينشطر مودعاً فيما لازال البعض الآخر منها يتململ تململات عملاقة آخذة في التفاقم يوماً بعد يوم.
*لا تقولوا لنا أيُها الشماليون أن السودان (و نظامه بتوجهه الرسالي الخالد!) مُستهدف من دول (البغي) و (الإستكبار) و النظام العالمي (الجديد)، لذلك فرضوا عليه الحصار و إلتهبت أطرافه و ذهب الجنوب، فذلك هو (الجهل) بعينه لو قُلتم به.
*أو أن تقولوا لنا أن الأمر برمته لا يعدو عن كونه (خوف) من بطش النظام و إرهابه الذي لا يخفى على أحد، لكن لنا في تجربتي إكتوبر و أبريل ما يدحض ذلك حين نزلنا الشوارع لنتلقى الرصاص و الهراواة بصدور مؤمنة بحتمية زوال الظُلم و إنتصار الشعب، فتبدد الخوف من قلوبنا كأنه السراب ليتأكد أن التهديد و الوعيد لا يجعلان الحق يضيع أبداً مادام وراءه مُطالب.
*أو قولوا لنا أن الشعب يصدق حقاً و عن (عمد) بأن الإنقاذ هي (الإنقاذ)، النظام الذي طبق الشريعةً (مظهراً) و على (الضعاف فقط). و مكنوا لدين الله في الأرض (بتجويع) الأفواه. و حولوا المجتمع إلى مجتمع فضيلة بمحو الرزيلة و نقلها إلى داخل (البيوت!) و في (الصالات المغلقة). و ألبس الفتيات و النساء الحشمة و العفاف لدرجة أن المحزق و الملزق من الثياب صارت (تدخل البلاد بكثرة!) و لا تجد من يلبسها!. و الشباب أصبحوا ورعين و أتقياء حتى أن أتقاهم (يتعاطى الحشيش!) مرة واحدة فقط في اليوم لا أكثر.
*لو أن الناس في الشمال يصدقون فعلاً أن نظام الإنقاذ هو (المُنقذ) و أن الإنقاذيين هُم (الرُسل الربانيون) و هُم من يطبق شرع الله في الأرض فهذا لا شك أنه هو (المكر عينه) ليس إلا.
*ختام قولي أن مسلك الأستكانة و حشر الرأس في الرمال لم يثبت قط على مدى التأريخ أنه يُجدي. و لا يعني أن الجنوب قد إنفصل فهو نهاية مشكلات الشمال، فاليوم ذهب الجنوب و غداً يحزم جزء آخر من الوطن حقائبه ليرحل أيضاً. و لا يعني أن الحرب تشتعل هُناك بعيداً في دارفور فالباقين في مأمن، فاليوم الحرب في دارفور و غداً قد تنفجر في الشمال أو في الشرق أو الوسط و قد بدأت الأطراف الآن تفر ناجية بنفسها من لعنة سفينة الشمال التي كانت لابد أن تغرق. ستظل عوامل الإنهيار و الفشل موجودة و كامنة بكل قوة في نظام و بنية الشمال لطالما أن هناك مُسبب دافع لها ( و ما يُغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة