هل ستندلع الحرب الأهلية في السودان؟
المتتبع للموقف السياسي السوداني في الوقت الراهن، والمراقب لما يجري في الساحة السودانية، يرى أن الموقف في السودان سينفجر في أي لحظة، لأن الوضع صار متأزماً للغاية، للتدخلات الأجنبية والضغوط الخارجية التي نتج عنها كثرة الانفلاتات الأمنية في بعض أنحاء السودان.
وخير دليل على ذلك، تلك الأحداث التي وقعت فما هي إلا مستصغر الشرر لاندلاع الحرب الأهلية المقبلة، أو اندلاع حرب المدن المتوقع انفجارها في أي لحظة، هذا إذا لم تتدارك الحكومة والجهات الموقعة على اتفاق السلام ذلك.
وإذا تعاملت مع تلك الأحداث بشيء من البرود واللا مبالاه، وبأنها حالات فردية وانفلاتات من بعض الميليشيات، أو من بعض الجماعات التي لم تدرك ركب السلام أو مسائل قبلية، ستقع تلك الحرب عاجلاً أم آجلاً لا محال، وإذا لم يعطي موقعو السلام والحكومة أهمية بالغة لما يحدث في تلك البقاع والمناطق، والتعامل معها بردود الأفعال في إيجاد الحلول السريعة الناجعة لتلك الأحداث، التي ظهرت إلى السطح، ومعالجة المواقف وتداركها بكل جدٍ واجتهاد لتلافي تلك الكارثة المتوقعة قبل فوات الأوان، تأكد تماماً بأنها ستعصف بكل شيء بذل أو سيبذل من أجل السلام أو الاستقرار الذي ننشده جميعاً في السودان، الذي نبحث له الاستقرار.
لذا يجب على الحكومة والشريك في الحكم الجلوس معاً، لإيجاد الحلول السريعة لما يدور في الساحة السودانية وخلف الكواليس، من أجل الشعب السوداني ومصالحه العامة والخاصة منها، ومن أجل تراب هذا البلد الطاهر مثل أهله، حتى لا تزيد معاناة الشعب أكثر من اللازم، ويكفي ما أصابه من وهن وضعف في البنية التحتية والجسدية، إضافة إلى غلاء المعيشة الذي يتحمله، على رغم وجود النفط الذي لم يحل مشكلة غلاء المعيشة، التي أثقلت كاهل كل الأسر السودانية، وأصبحوا يعانون منها أشد المعاناة، على رغم كل ذلك، أتت عليهم الانفلاتات والاقتتال والحروب القبلية، التي تحدث في بعض الولايات المختلفة.
الشعب السوداني صابر وصبر على كل الحكومات السابقة والحكومة الحالية، وعلى الحروب التي عانى منها في السابق، والأحداث التي حدثت وتحدث الآن، كل ذلك من أجل الاستقرار الوطني، ومن أجل النمو والتطور وتحسين الوضع "المعيشي" العام والرقي إلى الأمام، من أجل سودان الغد المشرق، ومن أجل السودان الواحد الموحد، وازدهار الصناعات وتقدمها في جميع أنحاء السودان، ومن أجل الإنسان السوداني الذي يحلم بوطن واحد ومستقر في تعايشه مع الآخرين منذ أكثر من خمسين عاماً مضت.
ولكن ما نراه الآن ماثلاً أمامنا ليس ذلك الوطن الذي نبحث عنه ونحلم بأن يكون مأوى لكل أبناء السودان داخل الوطن وخارجه.
لذا يجب علينا أن نتكاتف من أجل تنمية وترقية الوطن، بدلاً من أن نختلف ونحترب ونتقاتل، حتى ولو كانت الحرب على سيادة الوطن والمواطن. هنالك أسئلة تطرح نفسها، لماذا ومن أجل ماذا؟ هل من أجل أن نصيب شيئاً ما على وجه هذه البسيطة الفانية، أم من أجل السلطة والتسلط على هذا الشعب الذي عانى الأمرّين، من تسلط الحكومات السابقة والحكومة الحالية، والغلاء الطاحن الذي يعيش على رحاه الآن.
لذا أقول لكل أفراد الشعب السوداني كافة، كلنا زوار على وجه هذه البسيطة، نقضي بها الأيام التي كتبها الله لنا لنمشي على وجهها بخيرها وشرها ونذهب إلى عالم وملكوت آخر يتم في الحساب بحساب الربح والخسارة في الأعمال التي أنجزناها في الحياة الدنيا.
لذا يجب علينا أن نلتفت إلى أنفسنا ونعيد النظر مرة أخرى، ولا ننسى أننا سـود... انيـون، في المقام الأول، ويجمعنا السودان البلد الشاسع الذي يسعنا جميعاً، على رغم التباين في وجهات النظر، واختلاف في اللهجات المحلية والعادات والتقاليد والسحنات بين القبائل في تلك الأقاليم الممتدة، التي تندرج تحت مسمى (السودان) منذ أمد بعيد.
لذا أقول وأعيد السؤال مرة ثانية، هل ستندلع الحرب الأهلية في السودان؟! أم كما قال الدكتور البوني في عموده في مقال سابق: "هل نحن على استعداد بأن نكون وقوداً لتنفيذ الاستراتيجية الأميركية وهي تبني في إمبراطوريته" أم كما قال دكتور زهير في عموده أيضاً بأن السودان سيكون "بح". يعني بالعربي الفصيح مافي.
قبل أن يكون هذا أو ذاك يجب علينا أن نلتف جميعاً نحن أبناء السودان ونتفق حول كلمة سواء من أجل هذا الوطن العزيز الغالي الذي ينبط في دواخلنا وبين ضلوعنا نحن السودانيون. وقبل ان ينشطر السودان إلى دولتين. شمال وجنوب. والله من وراء القصد.
جعفر حسن حمودة – صحفي - الرياض
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة