اللييييلة ...عدالة وعدل وتحرير
فاطمة غزالي
بعد إنتظار طويل قتل عشاق الوحدة الدارفورية شوقا، (وحدة موقف) ترقبها الكثيرون، خاصة قيادات ابناء دارفور الذين كانوا في منظومة منبر أبناء دارفور بقيادة الفريق إبراهيم سليمان، وصحبه الفريق صديق إسماعيل النور، وزيدان عبد الرحيم، وسلوى آدم بنية، وفاروق آدم وغيرهم كثر من الدارفوريين بدول المهجر ، هؤلاء سعوا لتوحيد تلك الحركات وإزداد سعيهم بعد حالة التصدع التي أرهقت الكيانات المسلحة بعد مؤتمر حسكنيتة، وخروج فصائل عديدة من حركتي العدل والمساواة بزعامة خليل إبراهيم، وحركة التحرير بقيادة عبد الواحد محمد نور،ولا شك في ان انتظار الوحدة لم يضيع سدى، فها هو الله قد جمع الشتيتين بعد أن ظنا كل الظن أن لا تلاقي، إلا أن إعلان الاتفاق السياسي والتضامني أمس بين حركتي العدل والمساواة بقيادة دكتور خليل إبراهيم، والتحرير والعدالة برئاسة دكتور تجاني سيسي ،من أجل سلام دارفور ،وحماية أهلها ، لا شك في أنها خطوة ستدفع الحكومة لإعادة النظر في كثير من سياساتها في إطار التعامل مع مجريات الأحداث في دارفور،وهذا الاتفاق كما تشير بعض المصادر إلى أن عبد الواحد محمد نور رئيس حركة التحرير من المتوقع أن ينضم قريباً لمنظمومة هذا التلاقي ، الأمر الذي سيجعل المسرح السياسي السوداني موعود بعرض فصول سياسية وعسكرية جديدة بين الحكومة والحركات ، وهذا يعني أن خيار السلام وحده لم يكن سيد الموقف، بالرغم من اتفاق الحركتين بأن منبر الدوحة، هوالمنبر المعترف به للتفاوض لحل أزمة الإقليم،وأن تجاهل الحكومة لعملية السلام بالدوحة ربما يرجح كفة الذين يميلون نحو خيار الاستمرار في المواجهة العسكرية، خاصة بعد الإعلان المباشر الرافض لاستراتجية السلام التي تستند عليها الحكومة، والواقع السياسي الآن كله ينطق لغة الاحتقان السياسي .وإشارات جميعها تتجه نحو التهديد بالاطاحة بالنظام، مما يجعل الساحة السودانية مفتوحة أمام أي تنسيق سياسي عسكري بين الرافضيين لسياسات النظام بالداخل والخارج، وإذا حدث هذا فإنه الدمار، والحريق الذي لن يفرق بين الموالي، والمعارض، والرصاص الذي لا يفهم إلا الاختراق، لا يدري أيهما الصديق ومن هو العدو .
حقيقة وصول التحرير والعدالة، والعدل والمساواة ، إلى قناعة ضرورة طرق أبواب التلاقي بعد فراق طويل، مليئ بالجراحات الشخصية والتراشقات الإعلامية التي خلفتها سياسة تمزيق الحركات التي انتهجها النظام بهدف إضعافها، ينبغي أن ينظر لها مفكرو المؤتمر الوطني بعين فاحصة، وعقل مليئ بالحكمة، خاصة أن هذا الإعلان جاء بعد دعوة ناشد فيها الصادق المهدي الحركات المسلحة في احتفالات ذكرى تحرير الخرطوم في السادس والعشرين من يناير الماضي، ناشدهم بضرورة الاتفاق على إعلان مبادئ يضم كافة أبناء دارفورن ليكون لبنة ومنطلق للوصول إلى سلام، وهذا يعني حبال الوصل ممدودة بين القوى السياسية المدنية المعارضة بالداخل، والقوى السياسية العسكرية بالخارج، وهذا التواصل يستوجب التنازل من عرش أسلوب المماحكة الذي انتهجته الحكومة في التفاوض مع تلك الحركات، لأنه ربما تفاجأ الحكومة بتوقيع الحركات على وثيقة ضعيفة ليست على وزن(بيع القضية) ولكن من أجل دخول ميدان المعارضة الداخلية وتعضيد موقفها بشأن اطاحة النظام ولو حدث هذا لا نقول إلا (اللييييلة) .
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة