سودانياتٌ قبل قرار ٍقابل ٍفي الأوَطان
"الثورة... شمس لا تغيب"
من أناشيد الموسيقار محمد الأمين
محجوب التجاني*
السبت: 29 يناير 2011
مصريات
خرج الشارع المصري الشقيق مطالباً بإصلاحات سياسية وإقتصادية عميقة، تتخطي خطة الدولة، وتطبيقات الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. نهض شباب مصر في قوة وإصرار رافعاً شعارات التغيير بيد، وحب وطنه بيده الأخري. وسرعان ما انضمت إلي جموعه جماعات مختلفة منها جموعٌ منظمة حزبيا. ثم خرجت علي العالم شخصيات في قناة الجزيرة بإسم "الأخوان المسلمين"، طارحين "مطالبهم" بإزالة النظام الحاكم، ورحيل الرئيس حسني مبارك، وتبنوا مطالب المتظاهرين بوضع دستور جديد، وإقامة حكم أكثر سماحة للحريات، وأكبر عطاءا للعمل المجزي والخدمات.
هنا اتسعت عدسات "الجزيرة" - كعادتها – تجّحظ في رمزيات أحبابها الأخوان، تنسب لهم ما أمكن لها التصوير مسير الشارع وإرهاصاته: قيادات التحرك أخوان، شعارات التظاهر أخوان، وملامح الشهداء رحمهم الله أخوان. وكالعادة أيضا، مزجت تعليقات القناة بسرعة البرق تصريحات الأخوان ولافتات الإسلاميين بلقطات الشهداء وتدفق الشباب. والخلاصة، تريد قناة الجزيرة ومَنْ وراءها أن تقول للعالم أن غليان الشعب المصري "إخواني"؛ ونهوض شبابه في الشوارع ثوران "إخواني"؛ وأن تضحياته في سبيل إعلاء صوته وإصلاح وطنه برنامج "إخواني". وبهذا، تجعل القناة من نفسها مرارا وتكرارا قيّما إخوانيا علي أحداثٍ شعبيةٍ كبري بكل المقاييس القومية والدولية في شقيقة بلادنا الكبري مصر، أقدم حضارةٍ مؤثرةٍ في تاريخ البشرية، وأكبر مصالح إستراتيجيةٍ في العالم العربي، وأهم مركز ٍللأمن الإقليمي والدولي في المنطقة.
إهمال للقوي الوطنية اللإخوانية
في لحظةٍ ما، "جادت" القناة علي حزب الوفد بلقطةٍ واحدةٍ وتصريح بتبني مطالبات الشعب الجائش في الشارع. لم يسمع مشاهد بعدهما همسة ًمن الوفديين المصريين حول ما يدور في شوارع بلدهم وكأن تاريخهم الوطني الذي قاد إخراج الإنجليز من مصر "نسيّا مَنسِيا". وفي حين ركزت قناة الجزيرة علي الإسلاميين وخصصت شيئا من الإجهار لجماعة "كفاية" و"أبريل" الحديثتين ومجئ العالم البرادعي "لتولي قيادة مصر"، تجاهلت قناة الجزيرة تجاهلا تاما قوي مصر المثقفة الواعية الأخري، طليعة الحياة العلمانية الحديثة، معلمة الوطنية والديمقراطية المصرية الصميمة وعلي رأسها حزب التجمع.
وفي تهميش واضح، أغفلت القناة أي حديث ٍعن نقابات مصر، مركز القيادة النقابية الإقليمية المتقدمة في طول الخارطة العربية وعرضها. والخلاصة أن إعلام الجزيرة من دولة قطر قدم صورة حية لخروج الشعب المصري للشارع، وأبان بوضوح تعلقه بالحريات وحبه للأوطان. ولكن نفس الإعلام فشل فشلا ذريعا في الإلتزام بأمانة التقديم، ورصانة التحليل. ولم يفلح من ثم في إظهار الحقائق المحيطة بهّبة أهلنا المصريين لإصلاح حال إقتصادهم السياسي، ومغزي تعبيرهم الصريح عن حاجة سياسات الدولة للتغيير، وعلامات الصراع السياسي التي لا تخلو منها حركة جماهيرية، ولا يعيبها تلمسٌ للوفاق، أو تصعيدٌ للنضال.
مصريات في السياسة الدينية
الذي يفهم مصريات السياسة الدينية ويستطيع أن يفرق بينها وبين مصريات الديانة السياسية لابد أن يستحضر عبارة "كلنا دينون" التي يرددها قادة المعارضة والحكومة للأخوان المسلمين، متسائلين"ما سياستكم، وما برامجكم؟" كلما أطل حوار حول أوضاع مصر السياسية.
لنقرأ معاً في مؤلف المعلم جمال محمد أحمد "الأصول المصرية للوطنية المصرية" تلخيصا بليغا لجدليات الثقافة المصرية الحديثة في علاقاتها الوطيدة بالمجتمع والسياسة والأيديولوجيا. يتعلم الدارس من المعلم بعض آفاق النضال الشعبي في مصر العريقة، وحدة قواها الوطنية في وحدة البلد، رفضها لحكم الأجنبي، ونخوتها نحو الجيرة والعشيرة. لا يماري عالم في هذه الخصائص الراسخة. وفي مؤلف أستاذ أجيالنا الأدبية جمال ذكرٌ بالعرفان لمنظري التقدم الفكري في الحياة الدينية العصرية منذ مطلع القرن العشرين يتقدمهم شيخ الأزهر الإمام محمد عبده والشيخ حسين عبد الرازق، وأساتذة الليبرالية في شؤون الأدب العربي لطفي السيد وطه حسين والحكيم والندرة أمثالهم، وتحليل بديع لنفاذ الدين في قرائح الأدب. أليست مصر مهد أخناتون المؤمن بالواحد الأحد، ومنبع أديان التوحيد الإفريقية القديمة؟
الدرس أن كوكبة من خيرة المفكرين والأدباء في مصر خاصة وبلاد المسلمين عامة قدموا مشاريع تقدم حضاري نيرة لأهلهم في الوطن والعقيدة والأدب علي أكرم موائد الأدب الرفيع، عالميته العلمانية ومحليته الدينية، أطباقا دسمة من العلم والبحث الجاد والإستقراء الحصيف – لا علي دبابة الإنقلاب كما حدث في سوداننا أوركوب واجهة المظاهرات الحاصل في مصر. ولقد كان حصاد المنهج العلمي في طرح الأفكار إنطلاق قيادة حقيقية ملهمة لحق الشعوب المسلمة في تلمس طرائق نهوضها بالحريات الفكرية والحقوق الإنسانية، وساعد ذلك النهج علي أن تضحي حركة الأدب الليبرالي في مصر وغيرها من البلدان العربية نبراسا ودليلا لأجيال نضالية قادمة، تعبيرا، وتنظيما، وتطبيقا. يمشي بين صفوفها الوفديون والتجمعيون والناصريون وقيادات عليمة في حزب السلطة. ولم يكن فيها من الأخوان المسلمين شريحة ولا قيادة ظاهرة.
صارت لأطروحات الإمام عبده حين أعلن برنامجه التحديثي بالبحث العلمي في مسائل التجديد الديني بحرية الرأي والتعبير، والشيخ العالم عبدالرازق حين أفتي ببطلان تسييس الدين في خدمة المرتزقة بالدين، روعة ما بعدها روع لتطوير مجتمات المسلمين. والشاهد أن تعمق الدين، والفكرة الدينية في حياة المصريين لمما لا يمكن تجاوزه. هذه الأمة من نسل بعنخي وأحفاد ترهاقا، أجداد النوبة الذين حكموا كوش من دلتا مصر. وهي أمة الأقباط، إخوة النوبة والأحباش. وهي أمة المسلمين في عهد الحاكم العادل ابن الخطاب، مَنْ حكم، فعدل، وتوسد حجراً فنام، هكذا قال له المصري القبطي الذي سافر أياما ليراه ويطلب العدل والقصاص من حاكم مصر، فكان له ما أراد.
وسودانيات في المصريات
الغليان الشعبي في حبيبتنا مصر يحسن بالدارس فهمه في ظل إقتصادها السياسي جنبا إلي جنب مع إدراك عمقها الديني، وتمسك شعبها الكبير برفض الظلم، ومقاومة الإضطهاد، والجد في طلب الإحترام، وإقامة العدل. إنه تراث آلاف السنين. يجري في دماء الشباب كما يسير في شرايين الشيوخ. ولننظر القائمة، وهي ما يذكرنا علي الفور بمطالب شعبنا في السودان الكبير: إستمعوا لنا يا حكام ممفيس والمحافظات؛ أوجدوا لنا الأعمال؛ أفتحوا أبواب الحريات؛ إلتزموا بالعقود: وأوفوا بالعهود. خلوا بيننا وبين دمي العصر، الإنترنت والإلكترونيات، وأحسنوا "إن الله يُحبُ المُحسٍنين". ولما جاء ساسة ٌفي الشاشات الملونة، طرب الحقوقيون في أنحاء العالم لسماع مطالب السياسة والإقتصاد: عدّلوا الدستور لفتح الحريات بلا تقييد أو إفتئات؛ أمنعوا الحظر علي الاحزاب؛ أنهوا سياسات الإحتكار والإنفراد؛ حرموا الظلم والفساد؛ وحاكموا المفسدين وكل ناهب لأموال الدولة بالقصاص.
يعلم السودانيون والمصريون أن حياة القاهرة إنعكاس لأحوال الخرطوم. العلاقة عضوية بين المساحتين، عضوية في الزمانين، قديمهما والحاضر. والإختلاف بّين بَين خصائص الإثنين، لحكمة "التعارف" بين القبائل والشعوب. تغلغلت بإنعدام القيادة التنظيمية القومية لهذه الهبة المصرية الشعبية المساندة لغضبة الشباب في الشارع فصائل الراكبين. كان من بينهم الأخوان، ومن ورائهم كاميرات قناة الجزيرة تتغني بعشقهم. ثم تسربت عصاباتٌ من راكبي الفرّص، ينهبون البنوك والأسواق والبيوت وبينهم من حاول إنتهاب المتحف المصري الذي ترقب فيه عالمنا المتغير – والدوام للواحد الأحد - تماثيل النوبة والأسر المصرية الحاكمة من قبل آلاف السنين.
ذلكم حال القاهرة هذه الأيام. وحال الخرطوم يئز بالغليان من ظلم الإسلاميين الإنقلابيين، والغليان يفور تحت الأرض، تتصاعد دخاخينه فوقها. هنالك خرج الشعب. الساسة يرقبونه، والأخوان يركبون موجته. وهنا في الخرطوم، خرج السياسيون، الشعب يرقبهم، وربما لا يتأخر الأخوان في التحدث بإسمه في المعارضة والحزب الحاكم، إذا اتفقت الأحزاب المصرية معهم، فبين الكثيرين منها والقيادة السياسية التي ينادون "برحيلها" مودة ورحمة.
الجيش في خدمة الشعب
الجيش المصري جيش الدولة. يعتز بولائه لمصر. يحترم أبطاله. ويفخر بتضحياته الغالية دفاعا عن قضايا الأمة العربية. وقد أبدي سلوكا حضاريا منضبطا في تعامله مع الشارع الثائر إلي اللحظة التي أكتب فيها هذه الاسبوعية. لم يمس أهله المتظاهرين بسوء. إستجاب أغلب المتظاهرين لإجراءاته في منع التجول. ودفع بلطفٍ محاولات أفرادٍ لأخذ جنوده بشعاراتهم. والرسالة جلية: الجيش يؤدي واجبه في حفظ الشارع من التخريب. يدافع عن البلد. ولا يهاجم الشعب. وبهذا السلوك المتحضر، حافظ الجيش المصري علي علاقته الوطنية السمحة مع الشعب. وكان واضحا إنه لا يرغب في الإستيلاء علي السلطة السياسية. وهو عاملٌ أساسي قد يسمح بإدارة الأزمة السياسية الناشبة بحوار ٍهادفٍ بين القيادة السياسية والقوي الحزبية والشعبية في الشارع العريض.
قرأ مشاهدون في بيان الجيش للشعب بالمعاونة في حفظ الأمن وصون الممتلكات العامة من العدوان أداءا سياسيا إيجابيا يضاف لوطنية الجيش وترفقه بإخوته المدنيين. أما عمليات السلب والنهب التي اجتاحت مدن مصر الكبري، القاهرة والإسكندرية خاصة، فالذي يثير الغبطة أن الحراسة الامنية للمنشآت لم تقتصر علي قوات الدولة الرسمية. ولكن قوي الوعي في الشارع المتمدن تبنت علي الفور دورا أمنيا راقيا، ينُم بالفعل عن ُكنه التظاهر بالتغيير الديمقراطي المنشود، وينأي بنفسه عن عصابات النهب والسلب والتخريب المشوهة لمعاني التظاهر. والحق يقال، ما أحزن المحبون لحضارة مصر العريقة لمشاهد التدمير والتخريب لآثار أجداد أهل النوبة ودلتا النيل في المتحف المصري، وما وقع من تشويه بسببها لسير التظاهر. وكم أسعدنا تطمين مديرها عواس الرأي العام بسلامة التحف.
أما الجديد، فهو إنطلاق المصريين في وطنيتهم المخلصة من فوق مطالبٍ سياسيةٍ حيوية، دون أن تفقد القوي الوطنية وقفتها بشأنها والصراع الحامي حولها: يحمون منشآتهم وأحياءهم السكنية، وينصتون في سلام ٍلحاجات الأمن القومي في شوارع مدنهم، ويطالبون القيادة السياسية بالإستجابة.
فارق في القيادة
صاحبت الهّبة الشعبية في مصر قرارات من رئيس الدولة بإقالة الحكومة، وإنشاء مجلس جديد للوزراء عكست تمسكه بواجباته الدستورية في "حفظ الأمن القومي"، مع تأكيدٍ لأسلوب الدولة في مراجعة سياساتها بالحوار. والإشكال ماثل: فقد أزال إنفراد الحزب الحاكم بالسلطة ثقة الشارع في شرعية الدولة السياسية عبر إنتخابات لم توافق علي نتائجها القوي الوطنية المعارضة. يتواصل الشد والجذب. لايحس كثيرون بإحتمالات تغيير مؤثر إن لم تعاد إنتخابات قومية موثوقة.
في تعليقات الإعلام الغربي حول الأحداث الجارية في الشقيقة مصر، إتجاهٌ واضحٌ للتأمين علي قيادة الرئيس مبارك، وحثه في نفس الوقت علي تبني مطالب الشعب الصارخة في الشارع: تعديل الدستور لحكم ٍإنتقالي يجري إنتخاباتٍ نزيهة لإحضار برلمان جديد يقوم بالتصحيح. وللغرب مصالح كبري في مصر، فهي "تقالة" الأمن والسلام في المنطقة. ولهذا الوزن وحده ثقلٌ لا يأذن بالتخلي عن قيادتها الملتزمة به. فإذا حلّ حكام يناهضون مصالح الغربيين في دست الحكم، تختل موازين الغرب بشان السلم الإستراتيجي للمنطقة. ولا ترغب أمريكا وإتحادها الأوروبي في ذلك.
هل تستقر مصر بموازناتها؟
بوجهٍ عام: السياسة في بلداننا النامية حكمٌ داخليٌ يحتكم نفوذاً خارجيا. ولمصر أهمية خاصة تجعل لعملية التغيير في دولتها عوامل إضافية لا تتمتع كثير من البلدان النامية بمثلها. من ثم، يقع علي الحركة الجماهيرية المصرية عبءٌ كبيرٌ في وضع الصّيغ المناسبة لتطوير المطالب الشعبية في إتجاه التمتع الكامل بالحقوق والحريات، وإصلاح إقتصاد الدولة السياسي، مع الإعتبار الكافي لموازين المصالح الإستراتيجية التي يتعانق فيها مركز مصر الجغرافي الجامع مابين شمال إفريقيا والشرق الأوسط وبحيرة إفريقيا المشتركة مع أوروبا الأبيض المتوسط.
أجاد الرئيس حسني مبارك تحسين مصالح مصر السياسية الرأسمالية مع الولايات المتحدة وأوروبا. وللوزارة المقالة شئٌ من النجاح ضاعف فيها معونات الغرب وأموال الخليج، وربما أعاد نجاحها لباشوات مصر – كما تشهد مسلسلات التلفزيون المصري وصفقاتها المليونية - قبضة لا يستهان بها علي التجارة والعقار، وما قل وما زاد من "مولات" وشركات ومساكن فخمة؛ ولكنه نجاحٌ زاد الفقر، ودّعم الإحتكار، وأشبع الشباب فآقة الحرمان وأسقام العطالة، ثم حشدهم في شوارع الغضب. نرقب في قلق. نترحم علي الشهداء. ونسأله تعالي عاجل الشفاء للجرحي. وللقاهرة الجميلة والإسكندرية الوديعة ومَحَلة النضال النقابي العتيد والصعيد "إمتداد السودان الشمالي" النضارة والإزدهار، عودا سعيدا بالمزيد من المعمار في طريق ٍ يمنع الإنفراد بالسلطة والإحتكار ليضمن التوزيع العادل للثروات.
نقول لأهلنا المصريين: إن أهلكم السودانين العاملين علي إصلاح شأن بلادهم السودانية بكامل الحريات والحقوق وتغيير نظام الدولة وتحقيق الوحدة الوطنية ببرنامج ُقوي الإجماع الوطني القويم، يتابعون ثانية بثانية حال أختنا مصر وأبناء عمنا المصريين. نأمل من قيادة مصر أن ترفع في حكمةٍ من شأن شعبها العربي الإفريقي الكريم: تطبق مطالبه الشعبية العادلة، وتكتسب رضاءه. فهذا يا صاحبي قلب موازنات السياسة الأفلح. وللقيادة فرصة الإصلاح في حالة البلاد الراهنة، فمحبة الشعب جيشها رصيدٌ كبير. ولها في نضاله العسكري الوطني سجلٌ فخور. وأخيرا لنا محبة خاصة للشعب الذي يقوم شبابه بمهام أمنه بعد أن تصلبت يد الشرطة والأمن بخنقه وأدمت بهراوات السلطة سيره، وخضبت شوارع المدن بدمائه؛ فالتحية الخاصة للجيش المصري الذي لم يرفع سلاحاََ في وجه الشعب، يخاطبه بالحُسني، فربما يعالج إشكالات الحكم ٍبأزمةٍ أدني.
وغداً يومٌ جديدٌ في القاهرة والخرطوم...
________________
* الأيام الأسبوعي: يناير 2011
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة