حسرة في القلب...
"الحسرة" التي أريد أن أتحدث عنها في هذه العجالة هي "الحزن" والألم اللذان ينتابان الإنسان ويدميان قلبه جراء ما أصابه، أو من موقفٍ صعب تعرض له في حياته الخاصة أو العامة أو صدمة عاطفية أصابته أو منع من شيء ما يحبه، ومواقف "الحسرة" كثيرة في حياة كل إنسان، لذا نجد أن في داخل كل إنسان منا "حسرة" تعرض لها في حياته الخاصة أو العامة، فحزن وتألم من أجل ذلك الشيء أو الفعل.
وهناك أيضاً بعض من الناس يستهزئون بإخوانهم ويستخفون بهم، سواء في العمل أو في الأحياء السكنية، أوفي الأماكن العامة، حتى ولو كان ذلك الفعل هزواً أو استهتاراً أو استخفافاً بهم لإظهار أنهم هم الأفضل في كل شيء، أو الأفضل في بعض الأشياء التي يعلمونها هم، أو تقليلاً من مكانتهم أمام بعض الأفراد والأشخاص، لذا يكون قد حقره وآذاه وأدخل الحزن في قلب ذلك الشخص المعني المهان!
لذلك نقول يجب علينا ألا نستخف بمن هم أقل منا في كل شيء، من دون ذكر المقام أو المقال، لكي لا ندخل تلك "الحسرة" في قلب أعزاء لنا أو إخوتنا في الإسلام، فنتعامل مع كلٍ منهم بحسب معرفته وإدراكه في أمور الحياة، وديننا الحنيف يخبرنا أن "المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً"، وليس كتعامل بعض الأفراد والأشخاص في بعض المجتمعات مع بعض الإخوة والأخوات من الجنسيات الأخرى أو من الجنسية نفسها، في طريقة التعامل معهم باستخفاف وتعالٍ، كأنهم ليسوا بشراً أو من طبقة الدونية من البشر لا تمت لهم بصلة، وكل ذلك يأتي نتيجة عدم فهمهم وإدراكهم لبعض المسائل والعادات والتقاليد المتبعة في تلك المجتمعات، أو لعدم فهم وإدراك طريقة مخاطبة الآخرين أو التعبير لإيصال معلومة ما لإرضائهم بها، أو لمدى فهم لما قيل لهم، يقوم البعض الآخر بسبه ونعته بألفاظ نابية، أو ضربه في بعض الأحيان، ويكون بذلك قد أوقعه في "الحسرة"، أو حقره وآذاه بما فعل تجاهه.
ومن المفترض ألا نستخدم معه مثل هذه الأساليب غير الحضارية بل نجد له العذر، ونقول عنه إنه خانه التعبير أو أخطأ في القول ونجد له العذر، أو كما يقال "جد لأخيك سبعين عذراً فإن لم تجد فإن الله يجد له عذراً آخر"، فكيف لنا نحن البشر نعامله بتلك الأساليب غير الحضارية وغير المرضية لإشباع غرور الأنا لدينا؟
لذلك أقول يجب علينا أن نتعلم كيفية التخاطب مع الآخرين، أو فن التخاطب والتحدث في إيصال ما نريد إيصاله من معلومات للطرف الآخر، من دون أن نوقعه في "الحسرة" التي تصيب قلبه، وتملأه غِلاً وحقداً وكراهية ضد أخيه الإنسان، ويجب عدم التعامل مع الإنسان بشكل غير إنساني أو بتعالٍ وتكبر وجبروت، في نهاية الأمر كلنا زائلون من على وجه هذه البسيطة، والكلمة الطيبة عنوان صاحبها، وتبسّمك في وجه أخيك صدقة.
جعفر حسن حمودة – صحفي - الرياض
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة