بسم الله الرحمن الرحيم
ثورة الشارع العربى ............ ما معناها ! ؟
بقلم / حــامد ديدان محمد
طٌرد المستعمر الابيض من البلاد العربية منذ زمن ليس بالقريب وخلفه فى الحكم إدارة الدول الحاكم العرب مباشرة وكان يؤمل ان تسير امورالحياة الى الامام وبصورة يلمح معها طرح الحريات والتنمية وذلك ما تنمى به النفس العربية حالها . لكن المؤسف حقاً ان ذلك لم يحصل البتة قسار الحكام العرب فى طريق الهيمنة والظلم والدكتاروية ونهب الثروات فكانت الطبقات الاجتماعية اثنان لا ثالث لهما :-
طبقة الحامين المرفهه وطبقة الجياع والعراه وتمثل السواد الاعظم من تلك المجتمعات . وبدلاً ان يرى المجتمع العربى حاكماً يتفاعل معه وجد نفسه امام (صنم) عملاق يسمى الحاكم العربى، والملفت هنا ان جميع الاقطار العربية واجهت وتواجه ذات الإشكال من قطرسة وعبادة الفرد ونهب الثروات .
اذن ودع الشعب العربى منذ القرن الفايت المستعمر الابيض لكن كان امام مستعمر محلى يرفع راية الاستبداد والسلطة الهوجاء وكبت الحريات انه الحاكم العربى فى كل البلاد بلا منازع . فلم يعرف الوطن العربى الديمقراطية وان يحكم نفسه بنفسه ولم يعرف النماء والتنمية والعلم والرفاهيه طيلت قرن من الزمان على اقرب الفروض . ولما كان لكل بداية نهاية فان الشعب العربى قد إنتفض معلناً ذهاب تلك الانظمة المستبدة فدولة تونس قد سارت فى طريق الثورة حتى ذهب مايسمى بالحزب الحاكم الى الجحيم وتبعتها مصر والجزائر ونأمل ان تعم الشرارة جميع ما تبقى من اقطار العرب : الا ان الافت للانظار ان مصر قد شملها الطوفان والان تواجه ثورة شبابية عارمة رفعت شعارات الحرية والتنمية والتحضر فانه لا يعتبر شعباً تحت نيل الاستعمار بالشعب الحر دون قمع وإزلال .
إن ثورة الشعب العربى فى تونس والقاهرة والجزائر تدل دلاله واضحة وجلية ان (خميرة ) النضال قد بدأت فى الاشتعال وان النار سوف تحرق الظالمين فى كل قطر وكون ان ارض مصر قد شملها الطوفان ، فان ذلك من الاهمية بمكان اذ تعتبر مصر قائدة نضال المجتمعات العربية ، الا ان إتفاقية الزل والهوان فى كامبديفد فى سبيعنات القرن المنصرم قد كبلتها وحجمت سيرها فى طريق النظال فمنذ زمن غير قريب تعيش مصر قيادة عصر الظلم والوصاية الدولية لكن المواطن هناك قد اعياه الجوع والمرض والجهل والقمع فهاج وثار اليوم معلناً وضع خطوة على سكة النظال الطويل فطالما انه شعب قائد فنحن نأمل هدير الشوارع العربية فى سبيل الإنفكاك من البطش والحرمان فحكام الانظمة العربية جبناء ومرتجفون لا يقدرون على الاحتجاج والنظال الصارخ فبدلاً ان يواجهوا مصيرهم ويذهبون بعيداً عن مقدرات البلاد ، نجدهم يحشدون ما يسمى بقوات الامن لتفتك بالثوار تلاً وسجناً وغيره فاسلوب القمع لاخماد الثورات قد عرفه الموطن العربى منذ ان جسم القائد الصم على الصدور فهم يرفعون اخر كرت عندهم ويظنون انهم يحسنون صنعاً وشيئاً مفيداً - ولكنهم – وهم كذلك – يحفرون لانفسهم واظمتهم الفاسدة القبور ، فالرصاص والموت لا يجدى حال ان هاج البركان ...... علينا اذن ، ان نبهل للمولى عز وجل باشتعال ما تبقى من الاقطار العربية . انه نضال حر حتى ينجلى الضباب والغمام .
قلنا ان الانظمة العربية يخيم عليها الجبن والخوف من التغير لان ذلك يعنى طردهم وكنس اثارهم الى الابد . فهيا ياشبيبة القوا الرعب فى نفوس الظالمين واعلنوها نهاية فى سكة الاستبداد ، فنحن نرى ان شمس الحرية قد اشرقت فالى الامام الى ان تذهب كل الانظمة الفاسدة الى الجحيم دون رجعة .
وهيا ننشد :-
اذا الشعب يوماً اراد الحياة
فلا بد ان يستجيب القدر
ولا بد لليل ان ينجلى
ولا بد للقيد ان ينكسر
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة