بقلم أسامه مهدى عبد الله- كاتب صحفى سودانى
لو تتبعنا المشهد السياسى العربى والإقليمى فى المنطقه لوجدنا ان مرحله حرق المراحل قد بدأ وأن السيناريوهات التى ظل كثير من المحللين والكتاب واهل الفكر والثقافه ينادون بها قد بدات تظهر على السطح بشكل مثير فبعد الثوره التونسيه التى بدات من الهامش او القرى والنجوع وإستمرت زهاء الاسبوعان غادر الرئيس زين العابدين بن على وأسرته فارآ بجلده وإن لم ينجو من الملاحقه القضائيه الدوليه الآن عبر مطالبه الحكومه التونسيه الإنتقاليه أو حكومه التسيير الأنتربول بضروره تسليمه لها وقد كانت الثوره التونسيه هى الملهم للشعوب فى هذه المرحله المفصليه من تاريخ الأمم فى لعبه الأمم الجديده ليبدا سيناريو جديد عبر حركه كفايه والأحرار بمصر والذى بدا منذ عده أعوام فى مشهد ظل أنصار الحكومه المصريه داخل منظومه الحزب الوطنى يسخرون منه إلا ان هذا المشهد تبلور بشكل عجيب فى أن اجيال الشباب التى ظللنا نقول نحن المراقبون والمحللون فى كثير من الاقطار العربيه والإسلاميه أنهم صاروا ضحيه للإستلاب الثقافى الغربى واصبحوا شباب مودرن لا يعرفون المحافظه على القيم والثوابت والاعراف والتقاليد إلا انهم اثبتوا فى تونس ومصر عكس ذلك حيث كونوا منظومات إجتماعيه وسياسيه وثقافيه حركت الشارع المصرى عبر الوسائط الإلكترونيه فى مصر فإن كان المحرك للشارع التونسى هو العاطفه والإحساس بالغبن الإجتماعى والظلم فإن المحرك فى مصر هو الوسائط الإلكترونيه التى سعت الحكومه المصريه إلى قطعها هى والهاتف النقال الامر الذى جعل الدول الصديقه والكبرى التى تؤمن بحريه الشعوب وحق التعبير السلمى تعلن رفضها لهذا السلوك وتطالب بإعاده شبكات النت وغيرها من الوسائط الإعلاميه إن مشهد يوم الجمعه فى مصر كان متوقع ومقروء من قبل من ينظر فى الأحداث لما وراء السطور وقد كان هذا المشهد هو نتاج طبيعى لواقع الظلم والاسلوب الهمجى الذى مارسته الشرطه المصريه فى قمع الشارع والذى كان نتاجه تعامل المتظاهرين السالب مع دور ومقرات البلد المصريه فى ظل التخريب الذى طال كما ورد إلينا عبر الوسائط الإلكترونيه والصحف ووكالات الانباء عدد من مقرات الشرطه فى عدد من المحافظات المصريه فى ظل وجود فراغ أمنى تام خلال الأربعه أيام الماضيات والذى تم ملأ من قبل القوات المسلحه التى تجد القبول دومآ فى كل بلاد العالم لدورها الكبير فى الدفاع عن البلد وحفظ أراضيه لهذا لم نجد شعب فى العالم منذ الحرب العالميه الأولى ومابعدها يقف ضد مؤسسه القوات المسلحه التى تمثل رئه الأمان للشعوب وهذا ماحدث فى تونس حينما إنهارت البلد تدخل الجيش لإعاده هيبه الدوله وحفظ النظام وكذلك حدث ذات السيناريو فى مصر فى ثوره الجمعه هذا الوضع وهذا المشهد يجب ان يقرأ فى المنطقه العربيه والإسلاميه بصوره أكثر دقه وفطنه ووعى وإنتباه من قبل صناع القرار لأن الإستهتار بمطالب الشعوب وقمعها قاد إلى الوضع الذى شهدناه فى تونس وفى مصر وان التاييد الدولى والإقليمى للثوره التونسيه هو الذى ولد رده الفعل المصريه العنفيه فى الشارع الذى تجاوز القيادات التاريخيه المصريه السياسيه إلا ان خوف الغرب من دخول التيار الإسلامى الغير معتدل فى مصر على الخط وتبنى مطالب الجماهير الغاضبه هو الذى جعل الولايات المتحده الأمريكيه تدخل على الخط بطريق مباشر وتعمل على ضخ الأكسجين فى النظام المصرى الحاكم عبر صفقه إحترام حقوق الإنسان والحريات العامه وتوفير العداله والعمل على تحقيق مطالب الجماهير فى العمل والعيش بكرامه مقابل توفير دعم مادى لمصر لتحقيق ذلك وهو ماقاد الرئيس مبارك رئيس مصر وهو قائد سابق فى الجيش المصرى يعرف معنى الدفاع عن الوطن بإلقاء خطاب مباشر للجماهير المصريه والعمل لحل الحكومه وفقآ للقانون والدستور المصرى ووفق الصلاحيات التى يمتلكها كرئيس لجمهوريه مصر وهنا يبرز التباين فى القراءه مابين المتابع والمراقب للمشهد ومابين الذى يدخل على الخط لإسقاط الحكومات فى المنطقه بأى وسيله ولو على دماء الشرفاء من مواطنيه فالحكومه المصريه لو أعلن الرئيس أمس إستقالته لتحولت مصر إلى ميدان فوضى عارم ولما إستطاع أحد أن يتنبأ بما سيحدث ولكن مع نزول الجيش الشارع وخروج الرئيس مبارك وهو رجل جيش وقائد له لمخاطبه الجماهير المصريه كان فيه رساله واضحه أن الجيش المصرى طوال الأيام الأربعه لم يكن راضيآ عن سلوك أفراد وزاره الداخليه المصريه الذين زادوا النار إشتعالآ فكانت رده فعل الجماهير المصريه ضدهم فوق المتصور وكانت رساله لجماهير مصر وشبابها أن جيش مصر وقائده معكم فى خندق واحد شريطه ان تبعدوا عن طريقكم من يريد أن يمتطى الثوره التى قمتم بها لصالح أجنده إقليميه او مشروع سياسى خاص به ولهذا فإن إقاله الحكومه من قبل رئيس الدوله المصريه كان رساله للشارع بأنه معه وان رهن إرادته فى كل مايصبوا إليه شريطه أن يحافظ على الإنجازات المصريه التى حققت طوال عهده ولأن ثوره الهامش ظلت ملهمه دومآ فإن التجربه تكررت ففى مصر بدات الثوره من الهامش من السويس وسينا والعريش ومن ثم إمتدت إلى الإسكندريه والمنصوره والقاهره وبقيه المدن المصريه وكان التواصل من قبل الشباب عبر الفيس بك بالنت واليوم ظهرت رده فعل شبابيه فى الأردن تحت شعار ذبحونا وظهرت مظاهرات فى الجزائر واليمن وغدا إن لم يتنبه أولى الامر سوف يكون للتواصل عبر النت للشباب بالسودان رده فعل سالبه وكذلك فى السعوديه والخليج لابد للقائمين على المشهد العربى والإقليمى فى لبنان وسوريا ومصر والسعوديه واليمن والسودان وغيرها أن ينتبهوا لحراك الهامش لأن الثورات ماعادت تنطلق من المركز وماشهدناه بتونس ومصر عنا ببعيد إن الإستهتار بصغائر الأمور يقود للأمر الجلل وقد خرج السياسيون من اللعبه وخرج جيلنا وأجيال سبقته من هذه اللعبه وظل الاعب الحقيقى فى هذا المشهد الجديد فى لعبه الأمم هم جيل الشباب من مواليد التسعينيات ومابعدها حيث ظل هذا الجيل متمرد على كل شيء وهو قد تلقى الثقافه من خلال النت والوسائط الإعلاميه المتعدده فى ظل عالم أصبح قريه صغيره لابد من دراسه واقعيه وتحليل فكرى وثقافى وإجتماعى عميق لواقع وتركيبه هذا الشباب المتمرد على ذاته فهل ستكون القراءه غير ام سنظل نفاجا بسيناريوهات جديده ؟؟
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة