انفصال جنوب السودان
عبدالله البشرى الجبلابى
إن مآلات الاستفتاء على مصير جنوب السودان أصبحت صورة واضحة اليوم. إنها خيارات غير مقبولة لعامة الشعب السوداني لأنها انقسام والانقسام ضعف. فأولا إن الانفصال يهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعى للبلاد وان التصريحات التى اطلقها بعض المسؤولين لدى الطرفين إزاء القضية التى تمثل أحد البنود الرئيسية باتفاقية السلام الشامل التى أبرمها الطرفان فى 9/ يناير/ 2005 كانوا يدعون فيها للسلام والوحدة في بدية اللامر ولكن ظهرت الحقائق التى تم اتفاق الطرفين عليها والتى كانت أنهم لم يعلنوا عنها ولم يطلع عليها أحد وصارت سرا بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية في كل مداولاتهم.
ثانيا : إن الإتفاقية كانت هشة في مداولاتها وغير مفيدة للشعب السودانى بأكمله بشقيه الشمالى والجنوبى لانه اتفاق ولد غير مكتمل وغابت عنه أحزاب المعارضة والتى هى أساس في المسألة وتمثل الشعب السودانى بشرعية تامة وكأنما أراد المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية إقصائهم ورفضهم التام لمشاركتهم ليخلو لهم الجو فيقوموا منفردين برسم المخطط الشنيع والمسلسل الفظيع الغامضة حلقاته الاولى المغلف باسم السلام والذى لن تتبين لنا حقائقه إلا بعد أن شاهدنا الحلقة الاخيرة من مسلسل الاتفاقية التى آلت إلى الإنفصال.
ان الذى حدث فى الجنوب لا نستبعد أن يتكرر فى دارفور وشرق السودان لأن مجريات الأحداث تشير الى ذلك وإلى ما لا يتصوره المحللون إلا بعد حدوثه في قادم الأيام.
ان محادثات نيفاشا التى جاءت بالإتفاق لحق تقرير المصير للأخوة فى الجنوب لم يراعوا فيها الطرافان ماذا يحدث ما بعد الإنفصال ومن هو المستفيد من الانقسام.
ان قرار الوحدة هو الامثل وهو الذى يجدوا فيها الطرفان تقوية النسيج الإجتماعى والأسري لما تحققه من تألف بين القلوب وتناصر وتألف بين النفوس ما يترتب عليه حل الكثير من المشاكل والتى سرعان ما تبدأ في خلال فترة الستة أشهر القادمة.
وهذا كله من الممكن ان تكن نواة أو وسيلة للمطالبة بحق تقرير المضير لدار فور والشرق كما حدث في جنوب البلاد.
ثم اان مشكلة أب يي لن ولم تكن ساهلة لآنه هنالك شيئ مهم وهو النسيج الاجتماعى الذى يربط بين الأسر المتجاورة وما لها من علاقات اجتماعية التى تعيش فيها أسر مترابطة تمثل عائلة واحدة وقبيلة واحدة يعرف بعضها البعض اجتماعيا وأسريا وثقافيا واقتصاديا وبينهم علاقات حسن الجوار يرجع تاريخها الى الاف السنين فكيف هدمها من غير الرجوع لمن له المصلحة وصاحب الشان.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة