"أعتقد أن الوقت قد حان"
لقد هرمنا .. هرمنا وتعبنا من أجل هذه اللحظة (متظاهر تونسي عقب هروب بن علي)
أرجوك اكتبي اسمي بالكامل أنا مش أحمد وبس أنا أحمد سعيد ومش خايف إنو النظام يعرف اسمي وحتى عنواني (متداخل مصري في برنامج تلفزيوني حول انتفاضة الشعب المصري)
إحنا كرهنا نظام على عبدالله صالح وما عاد في فايدة من التفاوض يجب أن يذهب (متظاهر يمني في صنعاء ضد حكم على عبدالله صالح)
بالفعل حان الوقت... قوة الشعب طاقة جبارة تسعى كل النظم السياسية سيئة كانت أم جيدة للتعامل معها وتفادي الاصطدام بها. الأنظمة الشمولية الأحادية تتعامل مع هذه القوة والقوى بمفهوم التحييد عبر الاستفزاز والقمع والاحتقار، وهذا هو التهميش منذ اللحظة الأولى.
السودان ليس استثناءاً، فمنذ العام الف وتسعمئة وتسعة وثمانين لم ير هذا الشعب شيئاً سوى التحقير والازدراء والتعالي. حرباً ضروس قادها النظام دون هوادة في جنوب السودان حشد لها المال والاعلام ولم يكن وقودها سوى شباب واعد يستشرف مستقبلا كان يجب أن يكون زاهرا ومشرقاً. ولم يكن ميدانها سوى جزءا عزيزا من هذا الوطن أُعيث فيه فسادا وقتل فيه سوادنيون ابرياء وأُحرقت قرى ومنازل وكنائس وحلت بين أبناء هذا الوطن كراهية ومآسي لا حد لها ولا حصر وسط صور الدمار والقتل.
لماذا؟ من منا كان يرغب في قتل روح الوطن فينا؟ نحن لم نرغب، لكنه مشروع فاشٍ أتى بالقوة وفُرض علينا. حينها ربما كانت قوانا خائرة لاسباب كثيرة ...
السياسيون، تحديدا أقرباء الاسلاميين أمثال الصادق المهدي ظلوا يتلاعبون بمستقبلنا ومشاعرنا كثيرا وظلوا يعملون بجد وتركيز من أجل تفريغ الثورة فينا وتركوا حيزا واسعاً للاسلاميين حينذاك ليتحركوا ويناورا. ويبقى الصادق آخر الأمر أقرب للاسلاميين منه الى الينا نحن أبناء الشارع.
لكننا الآن نحمل تجربة مثيرة تفوق العشرين عاما. عبر هذين العقدين الكئيبين استرددنا كل قوانا التي فقدناها من قبل. حولنا القهر والظلم والعنف الكامن فينا الى قوة جارفة، كل القوة التي تشتعل في دواخلنا هي خصم من قوة النظام. وكلما أمعن النظام في استخدام القوة فهو يفقد طاقة يصعب عليه استردادها أو تعويضها لأنها تصبح وديعة في يد الشعب وتتحول الى طاقة جبارة ووقود لهذه اللحظة، لحظة المواجهة الحتمية.
تونس تنتفض للمرة الأولى في تاريخها الحديث، ومصر أيضاً تنتفض. شباب مصر يعملون بكل اصرار على تفريغ طاقة النظام الفاسد لصالحهم وينجحون في ذلك مثلما نجح شباب تونس ومثلما سينجح شباب السودان قريباً.
النظام في السودان نظامٌ فاسد ، البشير وأسرته يعيشون حالة رخاء ويديرون البلد وكأنما هي عزبة مملوكة لهم. الكل يتحدث عن حي "حوش بانقا" الفاخر في ضاحية الخرطوم بحري حيث يوجد في هذا الحي، الذي تجمّع فيه اقرباء وأشقاء عمر حسن البشير، كل سبل الراحة والرفاهية من مجمع رياضي ومنازل فخمة لأفراد لم يعرف عنهم الغنى من قبل.
السودان الآن يقبع في آخر قائمة الفساد في الدول العربية قبل العراق. أصبح المال العام في السودان ينهب في وضح النهار دون أن يتقدم مسؤول واحد ليحاسب أو يحقق. الفساد لم يعد حكرا على المال العام، بل امتد ليضرب الأجهزة العدلية التي لم تكن أبدا حريصة على العدالة منذ اليوم الأول في عمر هذا النظام. هل توجد دولة في العالم تصدر فيها أحكامٌ بالجملة، نعم "بالجملة" هنا تعني أن أي قاضي يمكن أن يصدر حكماً جماعياً في حق عشرين شخصاً أو أكثر مجتمعين. السجون السودانية مليئة بأطفال قاصرين وكذلك مظلومين سجنوا بتعليمات من أجهزة الأمن وباشخاص تلقوا احكاما متباينة في قضايا متشابهة وغيرهم كثرٌ.
السودان لنا نحن السودانيين وليس ملكاً لهذه العصابة القاتلة الفاشية التي تراهن على ضعفنا ووهننا، ومن هنا نبدأ. الآن مضى الوقت ولم يعد هناك مجال للتفاوض، نحن سنخرج وسنهزم هذا النظام الظالم السيئ الصيت الذي لا يتورع في قتل المواطنين في دارفور وشرق السودان وفي شمال السودان سواء في الخرطوم أو في أمري.
نقول لمن يهددنا بالموت إن الموت لحظة قصيرة جداً، والذي يتعذب من الموت ليس الميت بل الاحياء. إذا فلمنضي في سبيلنا و"نمرق برة" دون تردد أو تراجع ، نحن احرار لن يقمعنا هوس ديني ولن يقمعنا أمن دموي ولن يقمعنا حكم فاسد، وإذا أعتقد انصار النظام أنهم سيرهبوننا بالبطش، فسنبادلهم الضرب بضرب والركل بركل والاحترام باحترام.
ما حنتضارى حنمرق بره
أحمد عبدالرحيم الصاوي - كيبيك، كنده والخرطوم تلاتة
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة