كلام الناس
نور الدين مدني
رأي الجماعة
*ظللنا نبارك أية خطوة جادة نحو الحوار السوداني السوداني الأهم لمجابهة التحديات الداخلية والضغوط الخارجية كما ظللنا نؤكد أهمية الاتفاق القومي لتأمين السلام واستكماله في دارفور ودفع خطوات الإصلاح السياسي والدستوري والإقتصادي بدلاً من التمادي في سياسة الاستقطاب الحادة التي دفعت جزءاً عزيزاً من البلاد إلى إختيار الانفصال.
*نعلم إن الإنقاذ بدأت عمليات الحوار منذ سنواتها الأولى عبر مؤتمرات الحوار الوطني التي سعت فيها لدعوة رموز ألوان الطيف السياسي ولكنها كانت أحرص على تمرير أجندتها السياسية من خلال هذه المؤتمرات وخرجت المعارضة للخارج ودخلت البلاد في سلسلة من النزاعات انتهت مرة أخرى إلى ضرورة الاتفاق السياسي وكان اتفاق نيفاشا أكبر إنجاز سياسي حقق السلام في الجنوب وأعاد الحراك السياسي إلى الداخل, ولكن ظلت الخلافات تسمم الأجواء السياسية ومازالت.
*حدثت محاولات من جانب الحكومة لتحقيق الاتفاق القومي فكانت مبادرة أهل السودان ومخرجات كنانة التي تحفظت عليها بعض أحزاب المعارضة لعدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه وتعديله في وثيقة كنانة، ومن جانب المعارضة حاولت أحزاب المعارضة ومعها الحركة الشعبية تحقيق درجة من الإجماع الوطني ودعت في سبيل ذلك المؤتمر الوطني للمشاركة ولكن أيضاً لم يتم الاتفاق واستمرت الخلافات تهدد أمن واستقرار الوطن.
*الآن وبعد أن أصبح انفصال الجنوب أمراً واقعاً كان لابد من التنادي من جديد لتحقيق هذا الاتفاق القومي وجاءت مبادرة رئيس الجمهورية في خطابه بمناسبة عيد الاستقلال المجيد بدعوة الأحزاب للمشاركة في حكومة ذات قاعدة عريضة نبهنا وقتها إلى أن المهم هو العمل الجاد للاتفاق على الأجندة الوطنية التي تشكل خارطة طريق نحو الإصلاح المنشود.
*باركنا اللقاء الذي تم بين حزب المؤتمر الوطني وحزب الأمة القومي وكنا نعلم أنه خطوة نحو الاتفاق القومي المنشود وبالفعل بدأ التشاور بين حزب الأمة وأحزاب تحالف الاجماع الوطني وخرجوا بتصورهم للإصلاح السياسي والدستوري والاقتصادي والعدلي المطلوب.
*لم يبق هناك وقت للمناورة والكيد السياسي في هذه المرحلة الحرجة التي لا تحتمل تبادل الاتهامات وتخوين الآخرين، ولابد من استمرار الحوار بين حزب المؤتمر الوطني وبين أحزاب المعارضة بروح وطنية صادقة بحيث يتم التفاكر حول البدائل المطروحة، وعدم رفضها مسبقاً وبذل الجهد المخلص لتحقيق درجة من الاجماع الوطني على برنامج يتضمن الحلول العملية للتحديات الراهنة سواء في مجال الاقتصاد أو فيما يتعلق بالدستور والقوانين أو بالحكم الاتحادي مع إيلاء قضية دارفور أولوية قصوي في هذا الاتفاق.
*إن استمرار التشاكس بين أهل السودان يضر بكل الأطراف ولن يسلم طرف من الأذى؛ ويظل الخاسرالأكبر هو المواطن الذي لم يعد يحتمل هذا التشاكس الفوقي الممل.
*تذكروا دائماً حكمة الشاعر الكبير حافظ إبراهيم الذي قال:
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به
رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها.
//////////////////
بله
|