بلغة الدغمسة ...((ياريس جَلّطَتَ))
ما من جهاد أفضل من ((كلمة حق عند سلطان جائر)) ..وحديث أفضل من حديث سيد الخلق وسيد ولد آدم ((من رأي منكم منكراً فليغيره بيده )) وأنا أسوق هذه المقدمة دار في خاطري أنه وعلي مر التاريخ لم أرَ أو أسمع أقواماً ((ينكنكشون)) في السلطة كما ((ينكنكش )) الإنقاذيون وحزبهم الحاكم ويمسك بجلباهم الإمام ومن خلفة معارضة الظل سليل المراقنة وشيخ الطريقة الإنقاذية (( رهين الحبس))..أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كان يبكي وتتحدر منه الدموح كحبات النظم النضيد وهو يري بأم عينيه أماً يتضاغي صغيرها في حجرها وهي تحاول إسكاته برغيف خبزٍ وهو يرغب في ثديها فيقول لها مغاضباً (( ويحك قتلت الصبي ..ولم تفعلين ذلك؟؟)) فتقول وهي لاتعلم محدثها : (( إن أمير المؤمنين عمر لايفرض عطية من بيت المال إلا لمن بلغ الفطام وأنا أجبره علي الفطام من أجل العطية )) هنا يبكي أمير المؤمنين ويقول قولته الشهيرة وهو يهرول: (( ثكلتك أمك ياعمر كم قتلت من أبناء المسلمين؟؟)) ويهرع باكياً للمسجد ويدعو للصلاة جامعة ويخبر الناس : (( إن أمير المؤمنين عمر قد فرض لكل مولود يولد في الإسلام عطيته من بيت المال)).
رئيسنا الهمام وحجاجه النافعي يهددون ويتوعدون الشعب في حكومة الشمال بالقطع والجلد و لايهمهم مولود يصرخ أو شيخ جائع أو إمرأة مريضة ومعاقبة كل من ((ولغ)) في الإحتجاج وصرخ من ((قرصة الجوع)) .ليس طفلاً واحداً يتضاغي بل ثلاثين مليوناً من المسلمين.
في غزوة بدر الكبري وقبل أن تبدأ غزوة الفرقان كان المصطفي أشرف الأعراب والعجم وخير من يمشي علي قدم يقول لأصحابه : (( أشيروا علي أيها الناس )) وكان يكفيه أن يرفع كفيه الشريفتين بالدعاء المستجاب فيأتيه النصر من الملائكة علي خير بلغ تخرج من ثنايا النقع وهي تصيح (( أقبل حيزوم)) ولكنه كان درساً في الشوري بين المسلمين ..وينزل عند رأي ((الحباب بن المنذر)) في موقع الجيش من ماء بدر .. وهولاء الإنقاذيون وحزبهم الحاكم لايستشيرون الناس وينفردون بالقرارات الجائرة و((المجهجهة)) فعندما صرخوا ((وا أوباماه)) صرخوا وحدهم وعندما (( إستكانوا)) في حضن ((عمهم سام)) ((إستكانوا)) وحدهم وغدا حصادهم((جنة ذواتي أكل خمط وشيء من سدر قليل )) وسيغمرهم (( سيل العرم )) وهم لايعلمون.
عندما فتح الله تعالي علي نبيه الفتح المبين ودخل مكة أحب بلاد الله إلي نفسه وقف في الكعبة علي حجرٍ وجيش المؤمنين حوله ..والمشركين أذلة صاغرين ينظرون إلي الأرض بعد أن أن أذاقوه ثلاثة عشر عاماً صنوفاً من الأذي ..في تلك اللحظة الحاسمة والسيوف المؤمنة مشرعة لضرب الأعناق قال الرسول الكريم : (( لا تثريب عليكم ..إذهبوا فأنتم الطلقاء)) ودولة البشير كانت علي إستعداد لإرسال جيش جرار من القوات النظامية لحي من أحياء بورتسودان الفقيرة الذي يسمي ((ديم العرب )) في يناير 2005م ويأمر بقتل المسلمين بدمٍ بارد ويأمر يقتل ((مجدي ))وهو فتي مسلماً سعت أمه وهي ليس لديها إبناً غيره والدموع تجري من عينيها كحبات العقد النظــيم للعفو عنه ويأبي الرئيس إستخدام سلطاته في العفو وكان يكفيه أن يقول : (( لا تثريب عليك ..إذهب يامجدي فأنت طليق )) ولكنه تمثل بزياد بن أبيه بالكوفة وحول جند الظالمين عندما قال للعربي القادم من البادية (( والله إني لأعلم إنك صادق ولكن في قتلك صلاح هذة الأمة )) ولو فعل لأحيا نفساً مسلمة وأسعد أمة من إماء الله فلم يكن ((مجدي )) صبياً يتضاغي في حجر أمه بل شاباً يافعاً في ميعة الصبا مقبلاً علي الحياة ولكن (( الريس )) أخذته العزة بالإثم وعلي وإستكبر علواً كبيراً وغلبت شهوة الإنتقام والتشفي علي رغبة الرحمة والغفران وحلو التجاوز وإتبع رأي مستشاريه فأضلوه السبيل .وقام في شهر كريم بإعدام ثمانية وعشرين ضابطاً مسلماً لأنهم إقتدوا به ..لم يكونوا كفاراً من قريش آذوه وشتموه بل مسلمين يشهدون شهادة الإسلام وهي تعصم أموالهم ودمائهم إلا بحقها كما أخبرنا بذلك رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
لم يخطيْء الضباط المذكورين فقد حاولوا الإنقلاب عليه كما فعل هو بالإمام ولم ينجحوا وكان يكفيه سماحة العفو لأن فعلهم ليس عيباً فقد فعله آنفاً وهم إتبعوه ولكنه أمر بقتلهم وكأنهم حين أستدبروا الحياة وأقبلوا علي الموت تمثلوا قول الشاعر البحتري (( أحرامٌ علي بلابله الدوح .. حلال للطير من كل جنس )) كل هذا القتل وهو ليس بحق الإسلام لأن حق الإسلام الدماء بين المسلمين في القصاص والجراح وحق الإسلام في الأموال الزكاة والحقوق بين الناس ولم يفتح الله علي أحد من بطانة السوء ليقول لريسه : (( يا ريس جلطت )).
وحين أجمع الريس وحزم أمره علي (( الإنبراشة )) للإدارة الأمريكية وأخذت ((هيلاري كلينتون )) زوجة الزاني وهجين الأمريكان (( أوباما)) (( بحلقوم )) الحكومة حتي أصبحت ((تفلفص )) وتقول (( حقي برقبتي )) وتضع الشعب السوداني تحت قدميها خوفاً من الطوفان القادم وبعدت الشقة بينهم وبين ملك الملوك لم يجد في بطانة السوء من يذكره بقول الصحابي الشهيد (( سعد بن معاذ)) للمصطفي عليه الصلاة وأفضل التسليم حينما عرض علي أصحابه أن يعطي قبائل (( غطفان )) ثلث ثمار المدينة ليرجعوا عن حصار المدينة في غزوة (( الخندق)) ويخفف عن أصحابه فقال سعد (( رضي الله عنه )): (( يا رسول الله .إنا كنا قوم جاهلية حتي هدانا الله ووالله وإنا في جاهليةٍ ماكانوا يطمعون في ثمرنا إلا بحقه ..الآن وقد هدانا الله إلي الإسلام أيطمعون ؟؟ والله لا نعطيهم إلا السيوف حتي يحكم الله بيننا وبينهم )).
حينما أخذ الله روح ((يزيد بن معاويه بن أبي سفيان)) لأجلها وأخذ الهرج والمرج من المسلمين كل مأخذ هرع الناس إلي (( خالد بن يزيد)) وكان رجلاً زاهداً مدبراً من الدنيا مقبلاً علي أخراه ليبايعوه علي الخلافة فقال لهم : ((دعوني أصعد المنبر)) فلما صعد وهو من أوصي له يزيد أبيه بالخلافة قال : (( أيها الناس ..إني قد أوصي لي أبي بالخلافة وإني راغب عن هذا الأمر وقد نزعت يدي منه ..فأنظروا لكم خليفةً غيري )) ونزل ثم لم يري بعد ذلك منغمساً في السياسة وقصور بني أمية حتي وفاته .
أين خالداً من البشير الذي لا زال يطمع في الدنيا والسلطان ويخدع معارضة الظل والشعب بالحكومة القومية أو الحكومة (( العريضة والمستعرضة)) (( يعني حكومة إنقاذية باللفة )) كما حاول فعل ذلك ((الحزب الديمقراطي الدستوري )) في تونس ولم يخدع ذلك الشعب التونسي ولا زال يناضل للحفاظ علي ثورته والحفاظ عليها من ((اللت والعجن والدغمسة وشغل التلاتة ورقات )) فيجتمع الإمام بالريس وهو ((يمطق خشمه)) بالسلطة التي سلبت منه ويحلم بطعمها وهو لا يدري أن هذه الحكومة ماهي إلا السم في الدسم ونية الإنقاذيون أن يغمس يديه في هذه المصيبة ومعيته شيخ طريقتهم المثلي ومن خلفه سليل المراغنة الذي رقصت فرائصه فرحاً وطرباً وتخلت عنه أحلامه التي يري فيها جده في المنام وصار يحلم بالوزارات السيادية وحين يأتي الطوفان وتحين ساعة الحساب سيقول البشير وحجاجه النافعي ومحبوب أوباما النائب : ((نحن مابرانا معانا الإمام ومولانا وشيخ طريقتنا )) .
هذا ((اللت والعجن)) لن ينفع وخداع الشعب لن يدوم و(( حبل الكضب قصير )) وخير لمرتزقة السلطة من معارضة الظل ترك الأمر للشعب ليفعل ما بد له ببلده (( إنشاء الله يديها للغراب)) ويهاجروا من هذا البلد إنشاءالله يمشوا (( الواق واق)) وخير للريس إعتزال هذا الأمر فقد (( جلط ما فيه الكفاية )).
عمر موسي عمر ـ المحامي
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة