أقفلوا الحدود
بقلم/أحمد محمدخيرحقاني
الخرطوم
ذكرت وزارة الداخلية السودانية انها فرغت من كافة الترتيبات الادارية والفنية الخاصة بمشروع الهوية السودانية المتمثل في السجل المدني ،وانها ستشرع في تسجيل المواطنين الشهر القادم عقب اعلان نتيجة الاستفتاء...هذا في اعتقادي خطوة مهمة لطالما انتظرناها طويلا لقفل الباب أمام الذين يتملكون الجنسية السودانية بكافة الطرق سوى كان تزويرا أو عن طريق الرشوة والأساليب الملتوية، وأصبح من السهل الحصول عليها لكل من هب ودب...سادتي كما تعلمون أن بلاد السودان ظلت على الدوام مفتوحة لكل الأقطار بل السودان يعد دولة معبر للدول الأخرى خاصة الى الحجاز ،حيث اتخذته قبائل غرب افريقيا جسرا لها الى الأراضي المقدسة منذ القدم ،ثم اتى اللاجئون بسبب الحرب والمجاعات من اثيوبيا وارتريا وتشاد وافريقيا الوسطى وغيرها من الأقطار الأفريقية...هذا الوضع جعل التركيبة الديموغرافية للسودان في حالة تغير مستمر مما أفرز كثيرا من الاشكالات ولعل أبرزها مشكلة دارفور التي لعب التداخل القبلي دورا كبيرا في تأجيجها فمعلوم ان عدة قبائل في دارفور لها أفرع في تشاد وافريقيا الوسطى وليبيا...يجب على السلطات في وزارتي الداخلية والدفاع اتباع خطوة الهوية والسجل المدني بخطوة أخرى وهي قفل الحدود مع دول الجوار الا عبر منافذ محددة وباجراءات الدخول المتبعة عالميا...ان السودان بعد استخراج البترول وظهور الذهب بكميات وافرة ستجعل منه قبلة لجيراننا في الجوار الأفريقي...ان لم تتخذ اجراءات صارمة على الحدود فسينفلت الأمن الداخلي وسيعيش السودان في دوامة من المشاكل والأزمات لا يعلم مداها الا الله ... ان دولة مثل المملكة العربية السعودية ان لم تكن مشددة لاجراءات الاقامة للاجانب ومحرزة على حدودها لكانت اليوم تعيش في فوضى ما بعدها فوضى ،فاضافة لثراءها الجاذب لكافة خلق الله فانها تستضيف سنويا افواجا من الحجاج بالملايين ولكن انظر الى الانضباط والأمن الذي يسودها وأنظر لحالنا في السودان... عليكم بحراسة الحدود يا ولاة أمورنا، ولتحرك كافة القوات النظامية لتأمينها ،فما فائدة قوات مهمتها الدفاع أن تكون داخل المدن،كل الجيوش في العالم تكون على الحدود ولا يحفظ الأمن الداخلي للمدن الا الشرطة ...سيجئ من يقول أن هناك قبائل متداخلة ولها صلات رحم مع دول مجاورة،وفي ذلك أقول أن سلطات الدولة يجب أن تكون هي العليا على سلطات القبيلة ،فالتعامل دوليا يتم عبر مؤسسات الدولة لا القبائل،ثم أن القبيلة في وقتنا الحاضر ليست كما كانت في العهود القديمة ،ففي السلطنة الزرقاء مثلا كانت القبيلة بمثابة دولة تقدم لمنسوبيها الأمان والمأوى لذلك كان الولاء للقبيلة حتمي ولم تكن مفردة وطنية موجودة في ثقافة الناس لأن الوطن نفسه لم يكن موجودا بحدوده الحالية،أما الان فالقبيلة صار لها بعد معنوي وقداسة موروثة فقط ،ولكن على أرض الواقع فالانتماء اصبح للوطن، رغم بروز النعرات القبلية في الفترة السابقة لأسباب هنا ومزايدات هناك،ومع ذلك يمكن أن يقنن دخول وخروج القبائل وحرية حركتها عبر اتفاقات دولية مع الدول المعنية،أما أن تترك أبواب السودان مفتوحة هكذا فهذا شئ غير مقبول،ولا توجد دولة تحترم سيادتها أن تترك حدودها مشرعة للغادى والرائح ...والا سنكون دائما في حالة أزمات، أمنية كانت أو مجتمعيةأواقتصادية ،ودونكم حديث وزير المالية في أن الدولة تدعم سلعة السكر الا أنها تهرب الى دول الجوار، أي أننا ندعم اقتصادات تلكم الدول رغم مسغبتنا،والسبب الحدود المفتوحة. |
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة