|
|
Last Updated: Jan 25th, 2011 - 17:28:36 |
مابين يناير ويناير
بقلم/أحمد محمد خير حقاني
الخرطوم
في 26 يناير الجاري تهل علينا الذكرى السادسة والعشرين بعد المائة لتحرير الخرطوم على يد الامام الثائر محمد أحمد المهدي في أول ثورة اسلامية خالصة سودانية الصنع تطيح برأس أكبر جنرال انجليزي روعت لمقتله الامبراطورية التي كانت لا تغيب الشمس عن مستعمراتها،غردون الصين الذي اذاق الصينيون شتى صنوف التنكيل في حرب (الأفيون) الشهيرة،فكان مصرعه على أيدي ثلة من مجاهدي الأنصار،الذين بفعلهم هذا قد بهروا العالم...هذا اليوم الخالد رسخ في وجدان الشعب السوداني وكيف لا يرسخ وهو مقرر للدراسة للنشء في مدارسهم وكيف لا يرسخ وحكاياته تروى جيلا بعد جيل خاصة وأن الذين عاصروه عاشوا لزمن قريب...يحكي أبي عن جدي الذي شهد (فتوح الخرطوم ) كما يسمون يوم تحريرها انذاك ،حكى أنهم عندما دخلوا المدينة لم يكونوا يشعروا بأنهم تخطوا (القيقر)، أي الخندق الذي كان يحيط بالخرطوم ومابه من موانع ومتاريس وهذا حسبما ذكر جدي من فرط الحماس والتوق لنيل الشهادة في أعظم ملحمة شهدها تاريخ السودان...تجي ذكرى تحرير الخرطوم هذا العام ويريدها السيد الصادق المهدي امام الانصار وحفيد المهدي أن تكون مفترق طرق ،فاما أن تقبل شروطه التي طرحها لتكوين حكومة قومية أو ينفذ خياريه الذين طرحهما على الملأ :اعتزال السياسة أو الانضمام الى المعارضة لاسقاط الحكم القائم..في كلا الحالتين فقد وضع المهدي الصغير نفسه في ورطة ما بعدها ورطة والبلاد تمر بمرحلة فاصلة...تورط الامام في كونه سينسحب من المشهد السياسي وهذا لعمري خزلان ما بعده خزلان ،فكيف له أن ينسحب والسودان أحوج ما يكون لكبرائه وهم أعمدة حكمته ،هل لأجل أضغان قديمة مع الحكومة القائمة أم من أجل الفوز بغنيمة سلطانية زائلة،أم من أجل التكتيك والمناورة السياسية التي لا تفيد البلاد والعباد خاصة في هذا التوقيت،الورطة الأخرى هي خياره بأن ينضم للمعارضة،وبسؤال مباشر للسيد الصادق ،هل تعتبرون هذه معارضة شرعية تمثل امال وتطلعات شعب السودان حتى تنضموا اليها،معارضة أقل ما توصف به انها عميلة تريد تنفيذ أجندة امريكية من حيث يعلمون أو لا يعلمون ،معارضة خاطبت يوم أمس جلسة الكونغرس الأمريكي للضغط أكثر على السودان في أداء كومبارسي مكشوف ورخيص،مما حدا بالعضوة اليهودية (لينا ليتنين)،أن تهاجم أوباما وطاقمه لمجرد أن قالوا سوف تنظر امريكا في شأن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب هذه(السوف)،اعتبرتها هذه اليهودية المتغطرسة تساهل من اوباما تجاه السودان...هل هذه نوع المعارضة التي ستنضم اليها ..معارضة تجعل من امريكا هي الوصي على السودان ويتبجح قادة اللوبيهات فيها بالعدالة لأهل دارفور كأنما هم أرحم عليها من حكامها وأهلها...أي تفكير هذا الذي أهتديت اليه ايها الامام وانت تتعاطى مع ازمة الحكم في السودان... الأجدى سيدي الامام مواصلة حواركم مع الحكومة وحزبها الحاكم وهم الأقرب اليكم ثوابتا ورحما، والأجدى لكم القبول ولو بسقف متدنئ من المكاسب لحين دنو أجل الانتخابات القادمة ، والأجدى لكم ترتيب صفوف حزبكم الذي تاكل بسبب الانقسامات والتشظى الى فرق وجماعات،ثم الأجدى لكم تقديم وصفة علاجية للأزمة السودانية تعالج اشكالات الاقتصاد والمهددات الداخلية والخارجية ،وتقوي النسيج المجتمعي،نتمنى في هذه الذكرى العطرة ذكرى تحرير الخرطوم أن يتحرر الامام الصادق من مراراته وأن يسمو بنفسه فوق كل ضغائن ،حماية لبيضة السودان كما حماها أجداده من قبل. |
مقالات سابقة
مقالات و تحليلات
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 05 سبتمبر 2010 الى 25 ديسمبر 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 14 مايو 2010 الى 05 سبتمبر 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 14 سبتمبر 2009 الى 14 مايو 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 16 ابريل 2009 الى 14 سبتمبر 2009
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 24 نوفمبر 2008 الى 16 ابريل 2009
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات 2007
© Copyright by SudaneseOnline.com
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة
الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة
عن رأي الموقع