ماهو الوطن؟
سؤال بديهي تنظر الية انه من السهل الاجابة علية وتعريف الوطن ولماذا يسأل احد عن معني الوطن؟ . لكن اذا تمعنا في السؤال جيدا نجد ان الوطن هي تلك الرقعة الجغرافية معلومة الحدود ولها علم ونشيد وطني ينتمي اليها فئة من البشر وفيها يحس الانسان بذاتيته. اي ان الوطن هو الرقعة المتكاملة جغرافيا وسكانيا وثقافيا والتي تمنح الجميع حقوق و واجبات متساوية . اذن تلك هي الديمقراطية التي تعترف بانسانية الانسان وبقيمته وهو راس المال الحقيقي الذي يسهم في تقدم ورفعة واذدهاره الوطن كل حسب مساهمته وفق الاطر المتعارف عليها . اما في دولنا العربية والسودان بصفة خاصة الوطن هو تلك العصبة الحاكمة التي تهدر انسانية الانسان وكرامته في سبيل بسط سيطرتها علي موارد الدولة فيصبح الوطن هو الحكومة والحكومة هي الوطن وبذلك تهدر كل طاقات الشعوب من اجل السيطرة المطلقة وعصبية الفئة وتعمل علي اضعاف الفئات الاخري المناوئة لها والتي تعتقد انها تشكل خطرا عليها فتتسلط وتكبت وتهدر الانسانية
والهدر هو ابشع انواع القهر . القهر ان تاخذ ما ليس لك بسلطة فوقية اما الهدر هو التنكر وعدم الاعتراف بقيمه الفرد وحصانته وكيانه وحقوقه وشن الحرب عليه والتضييق وتهميشه الي ان يصل الحاكم الي مرحلة الاستبداد وهو حجب الديمقراطية ومنع الحقوق واختزال الكيان الانساني للاخرين في فهم ونظر العصبة الحاكمة التي ترتبط مصالحها مع بعض
وحين يصل الاستبداد حد الطغيان وتحيط المخابرات بالانسان وتحصي عليه انفاسه ويتملك الحاكم الاحساس بالحق المطلق في التصرف في موارد ومصير البشر ويهدر حقوق الاخرين بالمواطنه هنا يسقط الوطن وتظهر ثقافة الولاء بدلا من ثقافة الانجاز وبالتالي يقوم الولاء علي معادلة التبعية والمكانية والحظوة من الغنيمة مما يجعل العصابة توفر كل طاقاتها في اثبات تبعيتهم وولائهم الشخصي للفئة التي هم جزء منها ولكل منهم اجندته الخاصة حسب قربه او بعده من المسيطر والمتسلط الذي هو الحاكم فنجد ان مفهوم الانجاز لا مكان له ويتخذ التسابق علي المغانم بين افراد العصبة السمة السائدة وتتسابق علي اقتسام المؤسسات العامة التي تتحول الي مراكز نفوذ مدني وعائلي وطائفي وعرقي بدلا من ان تعمل هذه المؤسسات علي تعزيز النسيج الاجتماعي وهو ما نلاحظة في السودان من حيث ايلولة كافة مؤسسات الدولة سواء الناجحة منها او الفاشلة الي ذوي الحظوة والمقربين وابلغ دليل علي ذلك هو خصخصة الناقل الوطني والتي تعني هدر موارد الدولة اي تخصيص المال العام الي الجهات الخطاء وهدر الطاقات بتولي اصحاب الولاء كل الوظائف ولا يتركون لاصحاب الكفاءه بان يلعبوا الدور المنوط بهم القيام به وهدر امكانيات الشباب بتوجيهها الي التدمير بدلا من البناء كافتعال الحروب الدينية . و من هنا يكون القتل بدافع ديني او طائفي هو تقرب الي الله ومعها لايحس من ارتكب اي جريمة قتل باي وازع انساني يضبط ويهذب سلوك الفرد تجاه الاخرين فنجد ان الحيوانات لاتتقاتل الا في سبيل الحصول علي الحق الغريزي في البقاء و التناسل او الدفاع عن النفس او الصغار اما الانسان فانه يقتل لمجرد القتل ولعدم اعترافة باحقية الاخرين في العيش او ان الاخرين هم عبء علي الدولة فيجب التخلص منهم فنجد ان الغرب الكافر كما يوصف تلاشت فية العصبيات والعرقيات وتبلورت فية ثقافة الانجاز فلذا تقدم وترقي حتي انهم ادركوا او كتبوا انها نهاية التاريخ الانساني اي ان لاهنالك جديد يبتكر من حيث الاقتصاد والسياسة فيما نحن غارقون في عبادة الفرد والتسلط الطائفي المعتقدي.
احمد حامد
[email protected]
Ahmed Hamed Ahmed
HR Employee Services Senior Specialist
Canar Telecommunication company Ltd
AlQibalh Center Building Africa Road
PoBox 8182 Al Amarat
T + 0155553223
M+ 0155552146
F+ 0155550055
Email [email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة