مخطط الحركة الشعبية
بقلم : حامدين أبشر عبدالله
بعد ان نجحت الحركة الشعبية فى فصل الجنوب .... وبعد هذا الانفصال السلس وبدلآ من التفكير فى بناء دولة حضارية تقوم على أساس السلام و التنمية المستدامه التى يحتاجها شعب الجنوب بعد ان عانه من ويلات الحرب و الاجدر بهذه الحركة هى احترام شعبها وذلك يضمان أسقراره وصحتة وتعليمة وكذلك أحترام شعب الشمال الذى احترم خيار الشعب الجنوبى و أن تصل بين الشعبين بأحسان وأن تكون واسطة العقد بين الشعبين ليكون نموذج للتعايش الايجابى لشعب الجنوب و شعب الشمال ....و لكن هيهات فقيادات الحركة متعطشة للدماء والحرب ويحركها فى ذلك أبناء "دينكا نقوك" فى قيادة الحركة برغبات ذات دوافع انتقامية مريضة ، يحركها "نـَفس حار" ودماء تغلي تنطقاً بالجهل فى حق المسيرية ومنطقتهم وموطن اجدادهم ومتجاهلين حقيقة أن تواجد المسيرية في منطقة أبيي سابق للتواجد دينكا نقوك. وأن دبنكا نقوك المتواجدين حاليا بمنطقة أبيي إنما هم نازحون في الأصل جاءوا لهذه المنطقة من جنوب بحر العرب " وفق الخرائط التي رسمها الإستعمار البريطاني خلال إحتلاله للسودان"
بدأت تتكشف تفاصيل خطة ذكية من الحركة الشعبية ودينكا نقوك ( من قبل وبعد الاستفتاء) لضم منطقة أبيي الشمالية المتنازع عليها إلى دولة الجنوب الجديدة فالحركة الشعبية وجيشها يجريان استعدادات كبيرة وتجهيزات وتحشيد للقوات لفرض الأمر الواقع وطرد المسيرية من منطقتهم التاريخية، بعد اجتماع أبناء دينكا نقوك مع سلفاكير" ديسمبر 2010" بجوبا ومحاولة منع المسيرية من مراعيهم فنتجة عنه أحداث ماكير يناير 2011 م.
وفي سبيل تكريس ذلك ايضآ ووفقا للخطة ..الاكثار من الذهاب الى الادارة الامريكية "باقان ودينق ألور واخرون " والتودد لها ومحاولة اقناعها ونقل ما يوحي كذبا أن منطقة أبيي هي منطقة جنوبية محضة ولا علاقة للشمال وقبائل المسيرية العربية بها .. والتشجيع من الزيارات الامريكية والاروبية الميدانية لقرى ومناطق يقيم بها جنوبيون، وعلى نحو يوجه الرأي العام العالمي إلى الإقتناع التام بأنها منطقة جنوبية.
واضح إذن أننا أمام مخطط خبيث بدأ من الداخل و الخارج حين أوعزت الحركة الشعبية وحكومة الجنوب بعد الأحداث التي حدثت في ماكير الأسبوع الماضي والخسائر التي مني بها جيش الحركة في مواجهات مع مواطنين قلة من المسيرية، فقد سارعت جهات في الحركة لعقد مؤتمر في كادقلي لتهدئة الأوضاع ... ولكن فى نفس الوقت استغلتة في صالح الجيش الشعبي الذي التقط أنفاسه وعزز إمداداته العسكرية، بجانب استمرار التحرك السياسي للحركة الشعبية وعمليات التعبئة التي تقوم بها من أجل معركتهم مع المسيرية. " ومستقلين الاعلام الخارجى بأن دينكا نقوك ضحايا للمسيرية"
مما يدل على أن المسيرية يواجهون الجيش الشعبي، نتساءل «أين الجيش السوداني من هذا الذي يحدث؟« ولماذا لا يتدخل لحماية قبيلة المسيرية ... و المعروف أن من اقل واجبات المواطنة هى فى اى دولة فى" العالم" مهما كان وضعها هى حماية ارضها و مواطنيها وعلى حكومة البشير هى حماية وعدم تعريض أبناءنا قبيلة المسيرية لأى تصفية عرقية أو التهجير القسري من أرضهم هناك ونهب ثرواتهم وسرقة ممتلكاتهم بواسطة الحركة الشعبية.
و الواضح ان تجاهل التاريخ والوثائق فى سياسة على عثمان هو منهج مقصود للصيد فى الماء العكر. فالوثائق والارشيف تضعنا أمام "حقائق" ولكنة كان يريدها " تراضيآ" . و لا يبدو أن هنالك ضعف فى المعلومات و الوثائق فى الارشيف ، فقد ظلت دار الوثائق توفر هذة الخدمة بكفاءه مرموقة... فقد كانت سلبيات إتفاق نيفاشا عام 2005م التى خلقت برتكولآ لأبيى في تلك المباحثات و لم يحسم مسألة أبيي في حينها بل وافق على تركها معلقة للظروف . وسبب هذا الموقف آنذاك هو خوف حكومة الانقاذ من أن تصاب مباحثاتها في نيفاشا بالفشل....فكانت "المتوالية" من التنازلات التى تقدمها حكومة الانقاذ الهزيلة الإنهزامية في كل الأصعدة التى تختص بمسألة أبيى بعد هذة الاتفاقية حتى لا تكون سببآ فى زعزعة الإستقرار الأمني والسياسي في الخرطوم ... و " المحصلة " هى لن يغامر نظام الإنقاذ في الشمال بإستقراره وإستمراره من اجل المسيرية فيرخي الحبل ويطاطيء الرأس لمخطط الحركة الشعبية بواسطة ضغوط الادارة الأمريكية بضرورة أيلولة أبيي إلى دولة الجنوب. |