|
|
Last Updated: Jan 25th, 2011 - 09:15:53 |
حتي لا نلدغ من نفس الجحر
بقلم/احمد محمد خير حقاني
الخرطوم
ما رشح من أخبار يفيد أن هنالك توافقا عل وثيقة السلام التي قدمتها الوساطة القطرية لانهاء أزمة دارفورمن كافة الأطراف...فقد صرح وزير الدولة للخارجية القطرية أن عملية سلام دارفور قد كللت بالنجاح بنسبة 95% حتى الان..وافادت الأنباء ان عبد الواحد نور رئيس حركة تحرير السودان بصدد عقد مؤتمر صحفي يبين فيه موقفه من الوثيقة مع التلميح أن المؤتمر سيكون مبشرا...وموجودة الان في الدوحة حركة العدل والمساواة وحركة التحرير والعدالة الدارفوريتين بجانب وفد الحكومة السودانية...كل ذلك يبشر أن السلام بات وشيكا في دارفور خاصة بعد اعلان الحكومة أن لا مانع لديها من اعطاء منصب نائب الرئيس لشخصية دارفورية وكذلك منح دارفور حكما اقليميا..
ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر قبل أن تنتهي العملية التفاوضية الجارية الان ،هو تجربة اتفاقية السلام مع الحركة الشعبية ،التي أفضت لانفصال الجنوب وما صاحبها من مشاكسات وابتزازات متكررة من طرف الحركة الشعبية،في مقابل تنازلات وتهاون من جانب المؤتمر الوطني بحجة أنه في سبيل الوحدة يمكن تقديم أي شئ،فلا طال المؤتمر الوطني عنب الوحدة،ولا بلح توفير المال والموارد لبلد منهك اقتصاديا،نفس هذا السيناريو تكرر مع مني أركو مناوي ،فبعد اتفاقية أبوجا أعطيت له الأموال الطائلة لاجل اعمار دارفور ونصب كبيرا لمساعدي رئيس الجمهورية،فلا عمر دارفور ولا انهى الحرب ولا قام بمسؤوليته كمساعد للرئيس،وهاهو الان يعود للتمرد مرة اخرى بعد ان وجد التمويل التام لحركته ليعود اكثر قوة كما كان يخطط..لا نريد لهذه السيناريوهات أن تتكرر مع الحركات المسلحة التي ستوقع وثيقة السلام المعروضة حاليا،لا تعطوهم مكافئات على تمردهم وهلكهم للحرث والنسل ،نعم للسلام تبعات مادية ولكن يجب أن تصرف الأموال لتعمير دارفور التي خربتها الحركات ذاتها ،وأن يتم ذلك من خلال صندوق اتحادي حتى يتم صرفها في مصارفها المحددة،كما لا يجب المساومة على المناصب فالمنصب يجب أن ينظراليه كتكليف وليس لارضاءات ، وأن تقدم الكفاءة على الترضية،وفوق ذلك يجب أن يكون الحكم الاقليمي لدارفورمعززا للوحدة والتواصل مع بقية الولايات له ما لها وعليه ماعليها،ودارفور لا تحتاج لكثير في ذلك فوضعها مختلف من الجنوب من حيث هويتها المشتركة مع بقية ولايات السودان دينا وعرقا ،لا نريدللحكم الاقليمي كحكومة الجنوب التي بعد امتصت اموال البترول التي قوت بها جيوشها ونهب منها قادتها ما نهبوا،ثم مدوا ألسنتهم للمؤتمر الوطني في أبشع ما تكون صور الاحتيال...على قادة هذه البلاد ألا يكون هدفهم تحقيق السلام كانجاز مقصود في غايته،ولكن لينظروا لتبعات أي اتفاق يبرم ومالاته على مستقبل السودان كافة لا دارفور وحدها،ودونكم تجربة الحركة الوطنية الأولى التي أنهكت كل قواها الفكرية من أجل الاستقلال من الحكم الثنائي وعندما تحقق لهم ذلك لم يكن عندهم من الخطط والبرامج ما يرسخ لحكم وطني أصيل سوى كان على مستوى الدستور أو حلحلة القضايا الكبرى وفي أولها مشكلة الجنوب،فانهارت أول حكومة مدنية بعد سنتين من قيامها ،لتبدأ بعدها الدائرة الخبيثة انقلاب ثم ديمقراطية،حتى وصلنا اليوم لما نحن فيه،كل الجهود الدائرة الان لاحلال السلام في دارفوربلا شك هي جهود مقدرة ونرجو ان تكلل بالنجاح، ولكن يجب النظر لما بعد ذلك،فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين،ولكن لو تكرر سيناريو نيفاشا ستكون ثلاث هذه المرة. |
مقالات سابقة
مقالات و تحليلات
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 05 سبتمبر 2010 الى 25 ديسمبر 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 14 مايو 2010 الى 05 سبتمبر 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 14 سبتمبر 2009 الى 14 مايو 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 16 ابريل 2009 الى 14 سبتمبر 2009
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 24 نوفمبر 2008 الى 16 ابريل 2009
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات 2007
© Copyright by SudaneseOnline.com
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة
الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة
عن رأي الموقع