بسم الله الرحمن الرحيم
مختطافات من قصة الاستقلال وعلمه الاخضر والاصفر والازرق
بينما كانت الاحزاب السياسية التى شكلت وجدان النبض السياسى فيما بعد تتحاور وكعادة سياسيى السودان الاختلاف والذى ولد مبكرا منذ ماقبل الاستقلال , وفى كثير من الاحيان قد يكون الخلاف محمدة اذا كان متجردا ينشد الوطن ومواطنه , ولكن فى احايين اخرى الاختلاق هو مقبرة للسياسيين خاصة الذين لهم اجندات تغرد خارج السرب الوطنى والمواطنى والديمقراطى , فى هذا الاثناء كانت الوالدة الحاجة السريرة مكى عبدالله الصوفى تلك المرأة التى كانت تشتعل ثورة وشعرا لكى ترى السودان الوطن ينعم بالحرية والاستقلال وذلك عندما كان رجال الحركة الاتحادية بعد التئام خلافاتهم وتوحدهم تحت مسمى الحزب الوطنى الاتحادى وبجانبهم الحزب الجمهورى الاشتراكى الحليف لحزب الامة وايضا الاستاذ المحامى احمد خير الذى كان يمثل شخصه لحضوره المتصل ونضاله الذى قاده من الجزيرة الخضراء ودمدنى حيث كان لايخضع لاى انتماء حزبى كانوا مهمومين بكيف يكون اعلان الاستقلال لاسيما رجال الحركة الاتحادية بقيادة الزعيم الازهرى .
الحقيقة كانت تلك ايام حبلى بالكثير والمثير لاسيما ان للمرأة السودانية نصيب كبير عندما اعلن الاستقلال حيث تفجرت ثورة الوالدة الحاجة السريرة الفنية والشعرية التى ولد منها تصميم علم الاستقلال بأناملها البضة وبفكرتها الثاقبة التى صممت تلك الالوان الثلاثة الزاهية التى تحمل اسمى المعانى, الاخضر وهو رمز الزراعة وهى مهنةاغلب الشعب السودانى فى ذاك الزمان, ولاشك ان اللون الاصفر هو الصحراء حيث المساحات الواسعة التى يملكها قطر السودان, اما النيل والذى بدوره كان حاضرا فى مخيلة الوالدة العزيزة حيث كان اللون الازرق هو نصيبه, قمة الابداع يا اماه متعك الله بالصحة والعافية ونسأل الله ان يمتد هذا العطاء الى احفادك لانه كان مجدا مثوارثا و شرفا عظيما للمرأة السودانية, امين يارب العالمين.
الحقيقة فى غمرة التجرد ونكران الذات مر ذاك المجهود الوطنى الفردى للوالدة مرور الكرام حيث لم تعر الوالدة هذا العمل المتجرد لله والوطن اى اهتمام لا مادى ولا ادبى , حيث كان الكثيرون يعتقدون ان هذا العمل كان للراحل المقيم مبارك زروق وفى هذا السياق ومن هذا المنبر اقول للاتحاديين لكم العتبى واللوم!حيث كان من اوجب الواجبات ان يتحرى الاتحاديون ويكرموا الوالدة العزيزة الحاجة السريرة , لانهم هم الاولى بذلك السبق.
الحقيقة ان الاختلاف الحميد ثمرته كانت استقلال البلادوذلك حيث خرج الزعيم الراحل المقيم السيد اسماعيل الازهرى فى صباح يوم الخميس الموافق 15 / 12 / 1955 مبكرا من منزله بامدرمان قاصدا البرلمان حيث كانت هناك جلسة عادية لمناقشة ومساءلة رئيس الوزراء وغالبا كان اليوم المقرر لها هو يوم الخميس من كل اسبوع وفى سؤال لعضو البرلمان الذى كان اتحاديا وخرج عن الحزب وهو النائب والى الدين وقف وقال للزعيم الازهرى اود ان اتقدم بسؤال للسيد رئيس الوزراء لماذا نشاهد طائرات حربية انجليزية تحلق فى سماء الخرطوم كانت اجابة الزعيم هذه شئون خارجية تتبع الحاكم
العام واذا اردتم ان تضعوا نهاية لهذه القصة فهذا فى ايديكم ولايكلفكم شيئا اطلب منكم فى اول جلسة قادمة وهى يوم الاثنين ان تعلنوا الاستقلال.
الحقيقة مازالت الخلافات قائمة خاصة من اعضاء الحزب الجمهورى الاشتراكى وحليفه حزب الامة حيث وقف احد النواب وسأل الزعيم وقال له هل تم اتفاق بين الاحزاب لكى تعلن الاستقلال من داخل البرلمان فرد عليه الراحل الازهرى ان شاء الله حتى صباح الاثنين يمكن ان يتم اتفاق فى هذا الخصوص, وبالفعل جاء يوم الاثنين المشهود الموافق 19 من شهر ديسمبر 1955 ومازال الخلاف جار ولكن كان الزعيم سباقا وما كان منه الا ان اعلن استقلال جمهورية السودان من داخل البرلمان وارجىء التسليم والتسلم الى الاول من يناير 1956 حيث رفع علم الاستقلال (تصميم الوالدة الحاجة السريرة) والذى يحمل الالوان الثلاثة الاخضر والاصفر والازرق.
ومن بعد بدأت مسيرة الخلافات التى لم تكن موفقة الى ان انتهت بتسليم الامين العام لحزب الامة ورئيس الوزراء السيد المرحوم عبدالله خليل رحمة الله عليه الحكومة الى الجيش والتى كانت على طبق من ذهب للعسكر حيث لم يفكر على الاطلاق ذلكم العسكر فى انقلاب او حكم ,اللهم الا كان التسليم والتسلم من قبل الحكومة المدنية المنتخبة والتى فشلت فى ادارة دفة امور الحكم وبذلك طمع العسكر بعد تسلمهم السلطة, وهذا امر طبيعى , مالكم كيف تحكمون ياايها …......!! وغيركم و الذين تجرعوا مرارات الخلاف حيث الديمقراطية هى تعليم وتعلم , ولن نرضى بغير الديمقراطية والوحدة يا اماه كما علمتينا.
حسن البدرى حسن/ المحامى
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة