صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

اخر الاخبار : حـــوار English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


ترايو: لست رجل أميركا في الحركة
Nov 23, 2008, 23:26

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

مسؤول الشؤون الخارجية بحركة تحرير السودان لـ(الصحافة)

ترايو: لست رجل أميركا في الحركة

 

حوار علاء الدين محمود \ تصوير عصام عمر

الأستاذ ترايو أحمد علي، مسؤول الشؤون الخارجية بحركة تحرير السودان وعضو المجلس الوطني من الكوادر التي تلقَّت تأهيلاً رفيعاً، درس كلية الاقتصاد والدراسات الاجتماعية بجامعة الخرطوم، وكان مساعداً للتدريس بشعبة علم الاجتماع بالكلية وعضواً وقيادياً بتنظيم الجبهة الديمقراطية للطلاب بجامعة الخرطوم، زامل الأساتذة مأمون محمد سيد احمد والحاج وراق وصلاح الزين وآدم فضل المولى ومحمد جاد كريم من ضمن آخرين، التحق بالجامعات الغانية حيث نال درجة الماجستير في العلاقات الدولية وقد تبوأ منصب نائب رئيس اتحاد طلاب عموم أفريقيا، وهي منظمة قارية، وقد عمل مستشاراً لعدة منظمات دولية كما عمل مترجماً واعلامياً قبل أن يلتحق بحركة تحرير السودان وأصبح من رجالها الأقوياء وكان مسؤولاً عن ملف الترتيبات الأمنية طوال مفاوضات ابوجا.

 لك عدة زيارات للولايات المتحدة الاميركية والبعض يتحدث عن علاقات لك متميزة مع أمريكا نريد ان نلقي الضوء على هذه الزيارات؟

- علاقة حركة تحرير السودان بالحكومة الاميركية ليست بجديدة، فالولايات المتحدة لها اهتمام مباشر بما يجري في السودان حتى قبل قيام المقاومة المسلحة في دارفور، بل منذ اندلاع الحرب الأهلية في جنوب السودان منذ أكثر من عشرين عاماً، ولك أن تتذكر بأن امريكا هى مهندس اتفاقية السلام الشامل ولكن الاهتمام الاميركي المتزايد بدأ بعد تفجر الأوضاع في دارفور نتيجة للاوضاع الانسانية السيئة والتخوف من انتقال الصراع الى صراع اقليمي يهدد أمن المنطقة بما يعني ايضاً تهديدا للمصالح الاميركية في المنطقة، وكان من الطبيعي ان تنشأ مثل هذه العلاقة مع كل القوى ذات الصلة بالصراع وخاصة اللاعبين الاساسيين (حركة تحرير السودان على وجه خاص) ومن ثم تطورت العلاقة والتي تسميها أنت بالمتميزة

 

 من المعلوم انك قد قمت بزيارة الى الولايات المتحدة والتقيت بالسيدة جينداي فريزر ما هي طبيعة هذا اللقاء وماهي نتائجه؟

 

-      كنت في مهمة بتفويض من مني مناوي رئيس الحركة وبتوجيهات منه. الزيارة نفسها امتداد لسلسلة لقاءات سابقة مع الادارة الاميركية وغيرها من شركاء اتفاق سلام دارفور، وفي هذا اللقاء تحديداً تم التفاكر حول كيفية الدفع بعمليات السلام في دارفور وتنفيذ الاتفاقية، كما تم تنويرنا بالدور الاميركي في تسريع نشر قوات اليوناميد في دارفور، وكذلك دورهم في تقديم الدعم الإنساني للنازحين واتصالاتهم بالحركات غير الموقعة، وهي في جملتها مشاورات تصب في كيفية الاستفادة من الدور الاميركي الايجابي وتوظيفه لصالح السودان كدولة.

-       ما مدى صحة ما يثار من أن زيارتكم للولايات المتحدة كانت لمتابعة الوعود المالية الاميركية التي قطعتها خلال مفاوضات أبوجا؟

-      الولايات المتحدة لم تقطع بأي وعود مالية سواءً كانت أثناء المفاوضات أو بعدها، وبالتالي هذا الكلام لا أساس له من الصحة.. الولايات المتحدة معنية بتنفيذ اتفاق سلام دارفور واستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، وهذا يفترض تشاوراً مستمراً معهم، خلاف ذلك نحن كحركة نسعى لايجاد فرص للتدريب والتأهيل من المعاهد والمؤسسات الاميركية الاخرى لأبناء دارفور.

-       البعض يعتقد أن لك علاقات مميزة مع الولايات المتحدة الأميركية وأنك رجل أميركا داخل الحركة وبل يذهب بعضهم بالقول بأن رئيس الحركة السيد مني مناوي كان بإمكانه تكليفك بعمل تنفيذي كوزارة اتحادية او رئيساً لمفوضية، وذلك وفقاً للمؤهلات والخبرة التي تحملها ولكنه فضّل تعيينك عضواً في البرلمان فقط حتى يتسنى لك إدارة الملفات الخاصة كالعلاقة مع اميركا مثلاً؟

-        في ما يتعلق بالجزء الاول من سؤالك، أنا لست رجل اميركا في الحركة لأنه ببساطة ليس لاميركا رجال في الحركة، كما هي علاقتها مع اية دولة اخرى، فحركة تحرير السودان حركة وطنية مستقلة ولاؤها للسودان اولاً، ولكن، لظروف موضوعية لديها علاقات متميزة مع اميركا، ولأن الأميركان مهتمون بدور الحركة لأنهم وصلوا لقناعة بجدية ومسؤولية حركة التحرير بقيادة مناوي، وهذا يقتضي وجود شخص ذي كفاءة تؤهله لإدارة هذه العلاقة، اما في ما يتعلق بتعييني بالبرلمان فأنا لا اتفق معك بأن البرلمان اقل شأناً أو أن دوره أقل اهمية خاصة في هذه الظروف الانتقالية الحساسة.

-       مع وصول باراك اوباما الى البيت الابيض رئيساً كيف تنظرون في حركة التحرير لاهتمام الديمقراطيين بقضية دارفور خاصة أن اتفاقية أبوجا تمت في عهد الجمهوريين وبرعايتهم؟

-      السياسة الاميركية تديرها مؤسسات، ولذلك سوف تظل الاستراتيجية واحدة، ولكن ربما يكون هناك اختلاف او تغيير في الأسلوب أو الوسائل. اهتمام الديمقراطيين بقضية دارفور لا يقل من اهتمام الجمهوريين بها، ان لم يزد، ووعي الديمقراطيين بالقضية لا يقل من وعي الجمهوريين بها، ولذلك في تقديرنا ان الادارة الديمقراطية الجديدة بقيادة اوباما سوف تولي قضية دارفور بما تستحقه من اهتمام، واعتقد ان اوباما كفرد وهو رمز لنضال الهامش وتجسيد له يعي تماماً باستحقاقات السلام والاستقرار في دارفور وفي السودان بل وفي كل المنطقة، لذلك انا اعتقد ان الادارة الجديدة ستسهم بشكل فعَّال في تحقيق السلام والاستقرار. ذهاب الادارة القديمة لا يؤثر على اهتمام الحكومة الاميركية بقضية دارفور.

-      هناك من يتوقَّع سياسة متشددة من قبل الديمقراطيين من خلال مواقفهم السابقة منذ عهد كلينتون وضربهم لمصنع الشفا؟

-      نحن لا نعّول على تشدد الادارة الجديدة تجاه السودان ولكننا نعتقد من الحكمة والمسؤولية السياسية ان تبدي الحكومة السودانية رغبة كافية في حل مشاكلها بنفسها واستعداداً كافياً للتعاون مع الآخرين بما في ذلك الادارة الاميركية الجديدة لتحقيق السلام والاستقرار في دارفور والسودان بشكل عام. ? هل التقيت بأوباما؟ - لا، ولكنني التقيت شخصيات بارزة من فريقه واخرى بارزة من فريق الجمهوريين، ولكنني اؤكد لك بأن كلا الفريقين يعرفان أو يدركان تماماً جدية قيادة حركة تحرير السودان واستعدادها لتحمل المسؤولية واهتمامها بقضية السلام والاستقرار في دارفور وفي السودان عامة.

-       بعد اتفاق أبوجا مرّت الحركة بعدة منعطفات كيف تقيِّم عملية الاصلاح التي تجري في صفوف الحركة؟

-      بالفعل لقد مرَّت حركة تحرير السودان بعدة منعطفات منذ التوقيع على اتفاقية أبوجا، ولكن الحمد لله الحركة مرَّت في كل هذه المنعطفات بنجاح بالرغم من التكاليف السياسية الباهظة، وكان لا بد لقيادة الحركة والحال هكذا ان تعمل على بحث وتشخيص الأسباب الرئيسية ومكامنها واجراء اصلاحات تدفع بالحركة الى الامام، وقد تم تشخيص المشكلة في الاساس على انها اشكالية تنظيمية وتكمن في الامانة العامة وتحديداً في شخص الامين العام السيد مصطفى تيراب، فقد اتضح ان الامين العام السابق مصطفى تيراب قد عمل على تكبيل الأمانة العامة وخنق الجهاز التنفيذي مما أصابها بالشلل التام، وبما ان الامانة العامة هي الماكينة والدينمو المحرك للعمل فقد أقعدت تماماً وعن قصد ومع سبق الاصرار. الامانة العامة بقيادة مصطفى تيراب لم تجتمع طيلة السنوات الثلاث (اكتوبر 2005- اكتوبر 2008م) أكثر من خمسة أو سبعة اجتماعات، وكان من المفترض أن تجتمع مرة في كل اسبوع على اقل تقدير. وقد عجزت الأمانة العامة بقيادة مصطفى تيراب طيلة هذه الفترة من ان تجيز حتى اللوائح لتنظيم عملها ولم يجز برامج الامانات المتخصصة ولم تحتفظ حتى بمحضر واحد للاجتماعات، كما قام الامين العام السابق بتوقيف المبالغ المخصصة للجنة العليا لتنفيذ الاتفاقية وبقرار منه، وبذلك فقد انقطعت الامانة العامة عن بقية جسم الحركة ومن الجماهير العريضة، كما لم يزر الامين العام الميدان ويقف على اوضاع جيش الحركة منذ اكثر من سنتين منذ ان اصبح وزيراً.. على ضوء هذا الوضع فقد كان على رئيس الحركة وبما لديه من صلاحيات ومسؤوليات تاريخية أن يتخذ القرار المناسب لتجميد الأمين العام وتكليف شخص ذي ولاء للحركة وكفاءة وخبرة ولديه الاستعداد للعمل والتضحية، وقد جاء قرار التصحيح ليعالج هذا التردي التنظيمي المشلول واليأس الذي اصاب جماهير الحركة واحتجاج المقاتلين. على اية حال يمكن أن نقول إنه ليس هناك امين عام او امانة عامة بالفعل وعلى ارض الواقع قبل اعلان قرار التجميد. فالامانة العامة كانت مجمدة بالفعل ولكن للأسف عن سوء قصد.

 

كثيرون من الناس ينظرون الى ما تقومون به من اصلاح الى انه مجرد تصفية لحسابات قبلية داخل حركة التحرير ويستندون بذلك من ضمن اشياء اخرى على ان مصطفى تيراب ينتمي الى قبيلة غير قبيلة غالبية أعضاء الحركة؟

 ـ اولا، هذا كلام غير صحيح على الاطلاق ومغرض وينطوي على تفكير دسائسي. هذه اسطوانة ممجوجة ومشروخة ويكررها خصوم حركة تحرير السودان للتقليل من شأنها ويقولون ذات الكلام عن الاخ عبد الواحد محمد نور وتنظيمه وكذلك في الدكتور خليل وتنظيمه. هذه حرب نفسية وسيكلوجية ضد الحركات المقاومة في دارفور نعرفها تماما وهي تهمة توجه دائما لتنظيمات وافراد قوى الهامش ولم تسلم منها للاسف حتى الحركة الشعبية بجلالتها وهي ايضا سلاح تأتي من قوى معروفة يائسة وهو منهج قديم يقوم على منطق الهجوم افضل وسيلة للدفاع، فلن تشغلنا مثل هذه الدعاوى مرة اخرى ثانيا، ليس هناك تصفية حسابات ونحن بصدد الحديث عن الاصلاح في حركة تحرير السودان هي حركة وطنية قومية كما ذكرت لك وعضويتها مفتوحة للجميع بصرف النظر عن القبيلة او الجهة او الاثنية ولك ان تعرف بأنه ليس في الحركة فقط اعضاء اساسيون مؤثرون من خارج دارفور بل هناك مقاتلون من مختلف ابناء السودان من الشايقية والجعلية والدناقلة وجبال النوبة وجنوب السودان افرادا وقياديين. ولكن التصعيد للمواقع القيادية او التنفيذية يبنى على الولاء للتنظيم والقدرة على العطاء والاستعداد للتضحية. الاجراءات التصحيحية جاءت نتيجة لحاجتها الى امين عام يملك القدرة والاستعداد والارادة السياسية وتتوفر فيه معايير بما في ذلك الارتباط بالمقاتلين ومعايشة واقعهم وكذلك القبول الجماهيري. ولذلك اية محاولة للاختفاء وراء العبارات المغرضة مثل «تصفية الحسابات القبلية» ومحاولة وصف ما يجري من اصلاحات بها هو كلام غير موضوعي. واذا كان الشيء بالشيء يذكر فانا اقول لك ان جل اركان قيادة مصطفى تيراب هم من غير قبيلته بل من قبيلة رئيس الحركة اجرؤ واقول هم من ذات القبيلة التي توصف بأن معظم اعضاء حركة التحرير منها. لماذا وقفوا معه اجراء الاصلاح جاء لتصحيح العطب التنظيمي الذي خلقه مصطفى تيراب ومن معه عن قصد، ولقد اوضحت لك سلفا بما فعله.

ما رأيكم في دعوة مصطفى تيراب «للعودة» لعبد الواحد نور؟

ـ دعوة مصطفى هذه فرية ولصوصية سياسية قديمة ومسرحية مكشوفة ولكنها غير محبوكة ايضا. ولا اعتقد ان هذه الدعوة قد خرجت منه ولكنه ربما قول تقويلا. ليس لمصطفى تيراب من الشجاعة السياسية او الحرص السياسي لقضية دارفور بأن يأتي بصدق بمثل هذه الدعاوى. وليس من غباء الاخ عبد الواحد بأن يستمع لمثل هذه الدعاوى المشبوهة، فعبد الواحد اكثر ذكاء وحرصا من ان يحتضن شخصا مثل مصطفى تيراب وهو يختلف معه طولا وعرضا في المبدأ. مصطفى تيراب في مقدمة المعارضين للقوات الدولية «اليوناميد» لحفظ السلام في دارفور وقد صرح ذلك في الاعلام معلنا بانه يختلف حتى مع المؤتمر الوطني لان المؤتمر الوطني قبل بقوات حفظ السلام واصبح مصطفى تيراب ملكا اكثر من المؤتمر الوطني نفسه. عبد الواحد موقفه معروف ومعلن وواضح من موضوع القوات الدولية لحماية مواطني دارفور هذا علي سبيل المثال. يبقى اذن في تقديري انه من غير المفيد ان يطلق الاخ مصطفى تيراب مثل هذه التصريحات المشبوهة اللهم الا اذا دفع مصطفى تيراب دفعاً من قبل آخرين لديهم اجندة وقصد منه ان يلعب نفس الدور التخريبي في داخل تنظيم عبد الواحد. واقول اللهم لا تخريب بعد الآن. كما اعتقد بأن مصطفى تيراب بخطابه القبلي قد اساء التقدير وكان من الاجدى ان يتجه الى جماهير الحركة بخطاب موضوعي يعالج مشاكل الجماهير والمقاتلين ولقضايا اهل دارفور. اما العزف بذات اللحن الذي يعزفه اعداء وخصوم الحركة فلا يزيد الاخ مصطفى تيراب الا عزلة. وعليك ان تسأل نفسك كيف يعقل ان يسعى السيد مصطفى الى الرجوع لعبد الواحد او خليل بينما هو وشيعته واركانه يسعون الى تصوير الحركات غير الموقعة كاعداء ويعملون على دفع حركة تحرير السودان الى مواجهة هذه الحركات عسكريا وذلك لخلق المزيد من الفتنة بين ابناء دارفور. هذه سذاجة ولا مبالاة سياسية ليس الا.

 مبادرة اهل السودان. ما هو رأيكم فيها؟

ـ طبعا انت عارف الحركة ايدت المبادرة ولكن بفهم. فهمنا هو ان يطور المبادرة باستمرار شكلا من حيث توسيع قاعدة المشاركة السياسية للقوى السياسية السودانية المختلفة بما في ذلك الحركات غير الموقعة، ومضمونا بأن يستجيب لمطالب اهل دارفور بصورة ترضيهم. ? الى اي مدى يمكن ان تسهم اتفاقية ابوجا في حل ازمة الاقليم وخاصة ان حركة العدل والمساواة تصر على ان اي تفاوض مقبل يجب ان يتم خارج اطار ابوجا؟ ـ حركة تحرير السودان وقعت على اتفاقية ابوجا بوعي تام ونتيجة لتقدير ظروف محددة. ولك ان تتذكر ما قاله السيد مناوي لحظة التوقيع على الاتفاقية بانه اذا لم نوقع على هذه الاتفاقية ونحن ثلاث حركات، فسوف نعود مرة اخرى للطاولة وعندها سوف نكون اكثر من عشرين او ثلاثين فصيلا. ذلك كانت في اعتقادي تقدير صائب وقراءة عن معرفة. ثانيا وكما قال مناوي ايضا علينا ان نستفيد من زخم الدعم الدولي آنذاك لانه صحيح القضية مستمرة ولكن الفرص لا تتكرر كثيرا. بالاضافة الى ذلك انه هناك مكاسب واضحة لاهل دارفور حققتها اتفاقية سلام دارفور وكان يمكن ان يستثمر اكثر من قبل اهل دارفور خاصة اذا كانت هناك نية وارادة سياسية من جانب الشريك «المؤتمر الوطني». الشيء المهم هو انا لا اعتقد ان التفاوض المقبل يخرج كثيرا او نوعياً من الاطار الذي حددته ابوجا وهو اطار يحتوي على المحاور الرئيسة «محور تقاسم السلطة ومحور تقاسم الثروة وجانب الترتيبات الامنية». في السلطة اتفاقية ابوجا ثبت المطلب المركزي وهو العودة الى الاقليم الواحد ولكن بالاستفتاء الشعبي لاهل دارفور. ويبقى اذن موضوع الاقليم الواحد محسوم ومقر في ابوجا وعلينا ان ننتبه بأن السلطة نفسها تسمى بالسلطة الانتقالية الاقليمية لدارفور. وعليه سوف يتحقق الاقليم الواحد عاجلا ام آجلا. والخلاف في الاسلوب: هل بقرار سياسي ام عبر استفتاء شعبي؟ وانا على قناعة بأن اهل دارفور سوف يصوتون للاقليم الواحد الموحد. وكذا في محور الثروة فقد ثبتت ابوجا مبدأ التعويضات الفردية وتوزيع الثروة على اساس معيار عدد السكان مع اضافة مبدأ التمييز الايجابي لدارفور وإعماره. هذه بصورة عامة. في محور الترتيبات الامنية ابوجا ثبتت مبدأ نزع وتجريد سلاح الجنجويد وهذه مهمة وكذلك اصلاح المؤسسات الامنية الخاصة مثل الشرطة بكل اداراتها والاجهزة الامنية الاخرى وتصفية الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية وكذا في موضوع دمج قوات الحركات فابوجا اقرت واثبتت مبدأ دمج القوات بالوحدات وليس بالافراد وهذه نقطة فنية مهمة ولكنها ايضا سياسية. وكذلك حددت الاتفاق على مناطق نشر هذه القوات المدمجة باتفاق الاطراف وليس على مزاج طرف واحد فهذه ايضاً نقطة مهمة لزوم توفير الحماية للمواطنين والعودة الآمنة لمناطقهم الاصلية. ولكنني اؤكد لك باننا في حركة تحرير السودان نستصحب كل المستجدات طالما نناضل من اجل تحقيق مطالب اهل دارفور لا يمكننا ان نقف حجر عثرة في مقابل اي مكاسب اضافية حقيقية لاهل دارفور. الشيء الاساسي هو الموضوعية في طرح المطالب واقناع الآخر لقبوله.

 كل المراقبين السياسيين يعتقدون ان العقبة الرئيسة الآن في طريق التفاوض هي تشرذم الحركات المسلحة. الى اي مدى في تقديرك هناك امكانية لتوحيد الحركات المسلحة؟

 ـ نعم اعتقد انه يجب ان تكون هناك امكانية وعلينا جميعا وفي مقدمتهم قادة الحركات ان تعمل جميعا بالقدر الكافي لتحقيق ذلك. هنا علي ان اذكر انه من الضروري على قادة الحركات التحلي بروح المسؤولية وبالتجرد عن الذات الى درجة التنازل مما يمكن التنازل عنه على الصعيد الشخصي حتى يتحقق التوافق فيما بينهم. شيء آخر ودعني اقول بأنني على قناعة بأن القائد مناوي والاستاذ عبد الواحد والدكتور خليل وآخرين لا يختلفون في المبدأ. اي مبدأ الدفاع عن حقوق اهل دارفور ولكنهم قد يختلفون في تقدير الظروف. وعلى الاخوة عبد الواحد والدكتور خليل ان يقدروا ظرف ضرورة التوحد لتسهيل عملية التفاوض وعلى الاخ مناوي عليه ان يلعب دوره المحوري من موقعه لحثهم والتأثير عليهم. وانا على علم بأنه على اتصال بهم سواء عبر الهاتف أو عن طريق القادة الميدانيين وما نتج في مدينة امبرو بولاية شمال دارفور من مجهوداته الاخيرة خير مثال على ذلك. واضيف واقول بأن الامكانية موجودة ولكن علينا ان نعمل من اجل تحقيق ذلك. فرص تحقيق تجسدت في اجتهادات الحركة الشعبية التي افضت الى تجميع اكثر من عشرين فصيلا دارفوريا في اجتماعات جوبا السابقة الى خمسة اطر تنظيمية. ولكن اذا تعذرت الوحدة التنظيمية في الوقت الحالي يمكن العمل على توحيد الرؤى التفاوضية في القضايا والمطالب. شيء أخير في موضوع توحيد او توحّد الحركات هو كثرة او تعددية المبادرات وهذا شيء مضر كما اثبتتها التجربة ومصدر تشويش واحيانا من قبيل التسويف السياسي ولذلك علينا ان نقاوم هذا الاتجاه وندعم الوساطة الافريقية الاممية المشتركة واي مجهود آخر يجب ان يصب في هذا المجرى ويساند مساعي الوساطة.

ولكن ماذا سيحدث في حال تعذرت وحدة الحركات، كيف يملأ الفراغ وما رأيك في مواقف سالم احمد سالم ويان الياسون التي تقول في حال عدم وحدة الحركات يمكن اللجوء الى ملء الفراغ عبر تنظيمات المجتمع المدني؟

ـ انا اختلف مع تقديرات سالم والياسون. الامور ليست بهذه البساطة. صحيح قد يصاب المرء احيانا بنوع من الاحباط ولكن دعنا ان نعمل باستمرار من دون استسلام. الشيء المهم الذي يجب ان نعيه جميعا هو ان القائد مني مناوي والاستاذ عبد الواحد ود. خليل قد اصبحوا ارقاما ورموزا سياسية اساسية ليس في واقع دارفور وانما السودان كله وقد حفروا مكانتهم في الواقع السياسي بالظفر واي حديث عن تجاوز لهم من معادلة حل المشكلة هو اما من قبيل المؤامرة السياسية «وذاك شيء مرفوض او من قبيل «احلام ظلوط». التفاوض في المفهوم السياسي لاي صراع مسلح يعني التفاوض مع حاملي السلاح. دور المجتمع المدني في واقع اي صراع مسلح هو دور دعم ومساندة وتكملة وليس ملء فراغ او بديل. هذه هي طبيعة الاشياء. يبقى اذن التحدي كما قلت لك هو العمل الدؤوب في توحيد الحركات المسلحة. ونحن نسأل هل نستطيع ان تقوم او تعمل منظمات المجتمع المدني بملء الفراغ الامني الذي هو موضوع الترتيبات الامنية مثلا؟ لا يمكن بالطبع.

 الى اين وصل تنفيذ مصفوفة الفاشر؟

 ـ بالرغم من انني لست عضوا في لجان مصفوفة الفاشر الا انني لا ارى جديدا. ولكني اعرف ان مصفوفة الفاشر هي تجديد للارادة السياسية فيما يتعلق بتنفيذ اتفاقية ابوجا وهي ايضا اختبار للطرف الآخر «المؤتمر الوطني» لكي يستفيد من هذه الفرصة لتدفع عن نفسه تهمة نقض العهود والمواثيق الملازمة له على الدوام. في ملف الترتيبات الامنية: هل عملية استيعاب عناصر فصائل DOCs التي اعلنت عنها الحكومة اخيرا تعتبر جزءا من تنفيذ المصفوفة وهل هي خصما من حصة حركة تحرير السودان؟

ـ اولا: ليس هناك اي عملية لاستيعاب اي عناصر حتى من فصائل DOCs كما يدعيها مفوض الترتيبات الامنية. هذه عملية زر رماد في العيون وما يمارسه او يقوم به مفوض الترتيبات الامنية هي مسرحية هزيلة وفقيرة وهي عملية تفتقد حتى الى مهنية اي جنرال وكذلك تفتقد الى مصداقية. المفوض في رأيي يسعى الى تقنين مليشيات من خلال بوابة الترتيبات الامنية وهي محاولات لا تقنع حتى DOCs ناهيك عن حركة تحرير السودان التي هي مسؤولة مباشرة عن مصير اتفاقية سلام دارفور وترتيباتها الامنية. وقد خلقت ممارسات المفوض خلافات في داخل قيادات الفصائل المعنية بدمج عناصرها، اي DOCs الترتيبات الامنية مفهوم شامل وكامل ومرحلة ومفصلة اكثر في اتفاقية سلام دارفور، تبدأ بعملية وقف اطلاق نار شامل، ثم تتبعها تحديد مناطق سيطرة الاطراف لدواعي نشر قوات حفظ السلام «هنا اليوناميد» وخلق مناطق منزوعة السلاح وضبط ونزع سلاح الجنجويد وفتح طرق اغاثة بحماية من الطرفين وتأمين معسكرات النازحين باعطاء تلك المسؤولية لقوات حفظ السلام. وفي سياق الاتفاقية تأتي بعد كل هذا تجميع قوات الحركات يتم فيها التصنيف والدمج واعادة نشرها في شكل وحدات في اطار القوات المسلحة. كل هذا يتم بالتزامن مع حماية المواطنين وتأمين مناطق عودتهم بعد التأكد من نزع سلاح الجنجويد. اي كلام خارج الوصفة اعلاه والتي حددتها اتفاقية سلام دارفور بوضوح سوف يكون كلام «خارم بارم». وانا اشفق على مهنية مفوض الترتيبات الامنية ان يتحمل تاريخيا مثل هذا العبث بدلا من توظيف قدراته وخبرته ووقته بصدق لتنفيذ اتفاق ابوجا كما ورد في الاتفاق.

الاستاذ ترايو انت دائما تصنف كواحد من الصقور داخل حركة تحرير السودان؟

ـ أنا لست من الصقور او لا اعتبر نفسي كذلك وليس هناك ما يؤيد ما نقوله. ووصفك لي بهذا الوصف اعتبر وصفا تعسفيا. ولكنني اقول لك اذا كان الثبات على المبادئ ووضوح الرؤية والاصرار مثلا في تنفيذ ما اتفق عليه يعتبر او يفسر على انه موقف «صقوري» فذاك شيء آخر.

 


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

حـــوار
  • ترايو: لست رجل أميركا في الحركة
  • المسؤول السياسى لجبهة القوى الثورية المتحدة يوسف ابراهيم عزت: تربطنى بالشيخ موسى هلال علاقة دم ولحم و لكن...!!!
  • لا يستمع لوردي لأنه غنى لمايو.. عصام الترابي: سأعطي صوتي لأمي لو ترشحت لرئاسة حزب الأمة!
  • أنور الهادي نائب رئيس اتحاد أكتوبر يروي لـ( الصحافة) تفاصيل الإنتفاضة (1-2)
  • مراجعـــة الإتفاقيات...سيناريو الحل
  • مستشار رئيس الجمهورية منصور خالد: البعض يعتقد على عثمان باع القضية
  • أنور الهادي نائب رئيس اتحاد أكتوبر يروي لـ( الصحافة) تفاصيل الإنتفاضة (1-2)
  • حوار الشيخ النيل أبو قرون حول مراجعاته الفكرية وأحوال العالم (الحلقة الأولى)
  • حوار الشيخ النيل أبو قرون حول مراجعاته الفكرية وأحوال العالم (الحلقة الثانية)
  • ين ماثيو شول: اشعر بالفخر و الاعتزاز بان اكون تحت قيادة عرمان
  • القائد باقان أموم فى حوار متعدد المسارات
  • نضال يوسف كوة مكى: درست فى مدرسة مسيحية ووالدى لم يعترض على ذلك
  • شريف حرير: انا من حرض على الثورة فى دارفور
  • حوار الدكتور مارك لافرينج منسق لجنة خبراء الأمم المتحدة للسودان(1)
  • لوكا بيونق: واثقون من الفوز برئاسة الجمهورية
  • سيد شريف عضو المجلس الثوري لحركة تحرير السودان فصيل الوحدة في حوار لم ينشر ل((الصحافة)) حاورته من أمستردام / أمل شكت
  • موسى محمد أحمد::خلافاتنا في غاية البساطة لكن آمنة «اتغيرت»
  • حوار مع فاولينو ماتيب
  • وزير الخارجية الاريتري:هذه هي المشكلة التي ستواجه السودان
  • لقاء اوكامبو في قناة الجزيرة
  • البشير لـ«الحياة»: لا تسوية أو صفقة مع المحكمة الدولية
  • الوسيلة: لا توجد موانع تعيق سفر الرئيس للخارج.
  • مناوى فى حوار مع راديو مرايا
  • على الحاج:هذا الصحفى مرتشى وينسج حولى الأساطير ويقبض الثمن
  • ميلاد حنا:الجنوب سينفصل عن الشمال (مافيش كلام)
  • حوار الملفات الخاصة جدا مع دكتور على الحاج محمد حاوره عبر الهاتف عبدالباقى الظافر
  • النائب الأول، رئيس حكومة الجنوب في حوار الملفات الساخنة.. «3-3»
  • وليامسون: نشجب ما يجرى للمدنيين فى دارفور و محكمة مجرمى الحرب لسنا طرفاً فيها ويجب ان لا تكون هنالك حصانة لاحد من منها
  • النائب الأول، رئيس حكومة الجنوب في حوار الملفات الساخنة.. «2-3».. الجنوبيون لا يثقون في الشماليين.. وأنا احمل نفس الفكرة
  • النائب الأول رئيس حكومة الجنوب في حوار الملفات الساخنة 1-3
  • د. لبابة الفضل .. من ظهر حمار الى ظهر الحركة الاسلامية..
  • خليل ابراهيم: نحن البديل المنتظر في السودان في ظل رفض الخرطوم للسلام
  • مصطفى احمد الخليفة فى حوار شامل
  • رئيس وزراء السودان السابق: يجب أن لا نضع جميع القيادات الحزبية في سلة واحدة.. هناك «الدرة» و«البعرة»
  • المتحدث الرسمي باسم البعثة المشتركة لحفظ السلام :القوات الهجين ترافق النسوة في الخروج إلى الاحتطاب
  • روجر ونتر مستشار حكومة الجنوب فى حوار الساعة من جوبا
  • حوار القناة القومية وأسئلة التنوع
  • مبروك:إتفاق الشرق يسير فى الإتجاه الصحيح ووالحكومة أثبتت جديتها فى التنفيذ
  • السفير المصري بالسودان:حلايب موضــوع مغلـق!!
  • الزهاوى إبراهيم مالك:الحرب الإعلامية الغربية أخطر مانواجه من حروب تستهدف وحدة السودان واستقراره
  • حوار مع الأستاذ / بحر ابو قردة رئيس حركة العدل والمساواة القيادة الجماعية ورئيس الجبهة المتحدة للمقاومة !!
  • حوار: أسرار 19 يوليو "انقلاب هاشم العطا" :لماذا وصف هاشم العطا بيان ثورته بالأرعن؟؟؟
  • حوار ساخن مع القيادى بالحركة الشعبية ازيكيل جاتكوث رئيس بعثة حكومة الجنوب فى واشنطن
  • حوار رئيس البرلمان السودانى من أسماء الحسينى
  • حوار مع الدكتور :جمال عبد السلام المدير التنفيذى للجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب بالقاهرة
  • مبروك سليم: فتح مكتب لحركة تحرير السودان بإسرائيل لا يزيد أو ينتقص من عداوتها لبلادنا
  • الم نقل ان جبهة الشرق صنهة اريتري ؟ القيادي بجبهة الشرق صالح حسب اللة يستنجد باريتريا لتغيير القيا
  • اللواء توماس..أشهر ضابط مغامرات بالحركة الشعبية يقول:هجوم جوبا حقق مراده..ولم أقتل زملائي بالعنبر .
  • تيراب: السلطة الانتقالية فوضوية تحتاج للتصحيح وإلا...؟/حوار: فتح الرحمن شبارقة
  • محمد فتحى إبراهيم صاحب جائزة الحكم الرشيد:الجائزة رسالة أمل لإعادة الثقة للأفارقة بأنفسهم وبقارتهم السمراء
  • حوار صريح مع الأستاذ ميرغنى حسن مساعد القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي