الزهاوى إبراهيم مالك وزير الإعلام السودانى ل "الخليج":
الحرب الإعلامية الغربية أخطر مانواجه من حروب تستهدف وحدة السودان واستقراره
مشكلة دارفور تستند إلى معلومات مغلوطة فى الغرب وأبوابنا مفتوحة لكل من يريد الحقيقة
لاينبغى أن يكون الإعلام السودانى المشجب الذى يعلق عليه الجميع قصورهم
أجرت الحوار :أسماء الحسينى
|
الزهاوى إبراهيم مالك وزير الإعلام السودانى |
قال السيد الزهاوى إبراهيم مالك وزير الإعلام السودانى أن السودان يسير فى طريق السلام والاستقرار والعمل من أجل دعائم مجتمع ديمقراطى ،وأن المشكلات العارضة التى يمر بها طبيعية وتحتاج إلى صبر وحنكة وحكمة فى معالجتها .
ولكنه أوضح أن أخطر الحروب التى يتعرض لها السودان هى الحرب الإعلامية الغربية التى قال إنها تستهدف النيل من وحدته واستقراره ،وقال إن مشكلة دارفور قامت فى الأساس إستنادا إلى حرب غربية إعلامية تستند إلى معلومات مغلوطة لايستطيع السودان المحدود الموارد مواجهتها بمفرده .
وأكد أن بلاده تسعى بقلب وعقل مفتوحين لإيصال الحقائق بشفافية ودون تعتيم وستظل أبوابها مفتوحة لكل من يريد الوصول إلى الحقيقة من مصادرها الرئيسية ،ونفى الإتهامات الموجهة للإعلام السودانى بأنه لايؤدى دوره فى تعضيد وحدة السودان أو التعبير عن التنوع فى داخله ،وقال :لاينبغى أن يكون الإعلام المشجب الذى يعلق عليه كل شخص قصوره
كيف يسير تنفيذ عملية السلام فى السودان ؟
قرائن الأحوال تدل على أن السودان يسير فى طريق السلام والاستقرار وإرساء دعائم المجتمع الديمقراطى المبنى على الدستور والقانون وعبر إنتخابات حرة نزيهة،كما نأمل أن يأتى عام 2011بما يوحد إردة السودانيين جميعا،وذلك رغم ماكان الناس يشعرون به من أن الخلاف بين الشريكين هونهاية المطاف .
لكن المشكلات بين الشريكين ترسل رسائل سلبية إلى الداخل والخارج معا؟
هذه الحالات تمر بها كل عملية طويلة ،وهى تحتاج إلى صبر وحنكةوحكمة ،وقد استطعنا أن نحل المشكلات العارضة ،وكانت الخلافات بين الشريكين سحابة صيف ومرت ،وهذا يعطينا ثقة فى أنفسنا بإمكانية حل جميع المشكلات فى السودان ووضع أسس راسخة يمكن التراضى عليها ،ونشعر أن هناك مؤشرات إيجابية تم التوافق عليها ،خاصة ما يتعلق بمفوضية الإنتخابات والتعداد وتحديد مواعيد الإنتخابات .
لكن مازالت هناك العديد من العقبات ؟
السودان يسير فى الطريق القويم ،ونحن فى حالة تفاؤل كبير ،وآمالنا لابد أن ترتبط بالعمل لتحقيقها ،ونحن نسعى جاهدين لنحقق للشعب الوحدة والديمقراطية والشراكة فى السلطة والثروة وحل جميع قضاياه بالحوار.
هل يعود الخلاف بين الشريكين مجددا ؟
فى الخلاف الاخير بينهما اتفق الشريكين على مصفوفة تتضمن برنامج زمنى تفصيلى لتنفيذ الأمور العالقة فى إتفاقية السلام ،وهذه هى مانسعى لتنفيذها الآن من خلال الثقة بين الشريكين الحاكمين ،وهى تجعل كل طرف يعرف أين يقف وماهى حدود إلتزاماته .
هناك خلافات بشأنها الآن ؟
الأمور تحتاج المزيد من الثقة والتشاور والصبر .
الخلاف حول أبيى يتصاعد ؟
يحدث ذلك لأن الأمر لم يعد بين الشريكين فقط وإنما وصل إلى المواطنين فى المنطقة ،وإذا خرجت الأشياء من دائرة التفاوض ووصلت للأطراف المعنية يمكن أن تفجر مشاكل وتخلق أحاسيس سلبية ،حيث رأى البعض أن الحركة الشعبية تبيع مواطنى الدينكا أو أن الحكومة تبيع المسيرية .
وماهو حل القضية الآن بعد كل هذه التعقيدات ؟
لابد من حل شامل يجعل مواطنى الطرفين شركاء وفى حالة تواصل ،لأن اى فرض للحلول فى مثل هذه القضايا بدون الرجوع للقواعد يخلق حساسيات ومشاكل مستقبلية ،وفى النهاية لاتوجد مشكلة بدون حل .
الإعلام فى السودان الأن محل شكوى كبيرة ...الناس يقولون أن وسائل الإعلام لاتعبر عنهم ولايجدون أنفسهم بها ؟
الإعلام السودانى يسعى إلى ذلك ،لكنه فى النهاية يعكس حقائق معاشة ولايخترعها من خياله ،لوكان الأمر بالأمنيات لجعلنا واقعنا كأحلامنا ،لكن الواقع يختلف عما نريده،وهذا العامل يعطى البعض انطباعا بأن الإعلام لم يؤد دوره ،فيوجه النقد للإعلام بدلا من توجيه الشكر لجميع العاملين فى الإعلام على دورهم الكبير فى اللهاث و محاولة اللحاق من أجل تمليك الحقيقة للشعب ،لكن هكذا هو الإعلام فى كل مكان كمشجب يعلق عليه كل شخص قصوره .
يقول المنتقدون وهم كثر إن الإعلام لايعبر عن التنوع الكبير فى السودان ؟
نعمل بشفافية من أجل عملية توحيد السودان ،لكن العملية الإعلامية مكلفة،بل باهظة التكاليف ،والإعلام الغربى يعمل على زعزعة الثقة فى الإعلام الداخلى ،وهذه المشكلات ليست مشكلات الإعلام السودانى وحده بل الإعلام العربى كله .
لكن الملاحظ أن صوت السودان كان إلى حد كبير غائبا أو ضعيفا فى طرح رؤاه ومواقفه فى كثير من قضاياه التى لم تعد شأنا داخليا وتم تدويلها بشكل خطير ؟
العالم العربى كله لايستطيع مواجهة الإعلام الغربى ،فكيف يستطيع السودان محدود الموارد الذى ينفق جل موارده من أجل حل ومحاصرة مشكلات صحية وأمنية كثيرة متراكمة أن يفعل ذلك ،الأولوية فى السودان ليست للإعلام ولكن لقضايا أخرى عديدة وملحة ،ومن هنا يأتى الضعف فى الإنفاق على الإعلام ،والآن تتواصل مساعينا لتغطية الفجوة .
صورة السودان الآن لحقها كثير من الضرر فى العالم خاصة بعد تصاعد مشكلة دارفور بعد الجنوب ...أى رسالة توجهونها للعالم بهذا الشأن ؟
فى مواجهة كل دعايات الخارج وحملاته لانقول إلا أن السودان مفتوح على مصراعيه لكل من يريد الوصول للحقيقة وأخذ المعلومات من مصادرها ،كما نسعى بقلب وعقل مفتوحين إلى إيصال هذه الحقائق بشفافية ودون تعتيم ،وهدفنا هو الرد على هذه المغالطات والأكاذيب والإدعاءت بشأن وطننا ،وليس لدينا مانخافه أو نخشاه من بسط الحقائق لمن يريد الوصول إليها ،والبعض ممن يأتوننا ويرون الحقائق بأم أعينهم يعترفون بخطأ ماكانوا عليه فى السابق ،والبعض يعترف بذلك معنا ثم يمشى فيقول شيئا آخر لأن لكل أجندته ،ونحن لانملك تغيير ذلك ،وكل مانفعل أننا نأخذهم إلى أرض الواقع ليستقوا معلوماتهم من مصادرها الرئيسية،وأحب أن أؤكد أن كل هذه الضغوط التى يتعرض لها السودان هدفها النيل من وحدته واستقراره ،وما يجرى الآن فى دارفور أساسه حرب إعلامية قامت بها وسائل الإعلام الغربية المعتمدة على المعلومات المغلوطة.
ومتى تتحقق التغطية الشاملة للبث التليفزيونى والإذاعى فى كل أنحاء السودان ؟
ليس هناك تغطية شاملة تجعل السودانيين جميعا يستقبلون البث التليفزيونى ،ونحن نركز استراتيجيا على تعزيز ثقافة السلام ونشرها وتوضيحها بكل اللهجات واللغات ،ونتعاون فى ذلك مع اليونسكو ومع الولايات ،حيث لكل ولاية الحق فى إدارة رسالتها الإعلامية ،إضافة إلى إعلام موحد ،وهو يحتاج فى بلادناالشاسعة المختلفة اللغات والبيئات والثقافات إلى عملية مزج ونحن نسعى إلى توحيد الرؤى .
هل هناك تعاون بينكم وبين حكومة الجنوب فى إنشاء قناة خاصة للجنوب أعلن عنها ؟
لم نبلغ عن قناة خاصة للجنوب رسميا ،وفى اجتماعى الأخير مع وزير الإعلام بحكومة الجنوب لم يتم التطرق لهذا الأمر ،ومن جانبنا نسعى للتغطية الشاملة لكل السودان ،وفى الجنوب نعمل على تقوية إذاعة جوبا وملكال ،وأنشأنا إذاعة السلام ليغطى بثها كل مناطق السودان ،وتعمل بصورة متكاملة من أجل نشر ثقافة السلام .
وهل هناك تعاون فى مجال تدريب الإعلاميين بالجنوب ؟
نعم هناك تعاون فى مجال التدريب ،وقد وقعنا مع وزارة الإعلامفى الجنوب وثيقة تعاون ،وكنا أول وزارة تفعل ذلك ،وقد اتفقت مع وزير الإعلام بحكومة الجنوب على تفاصيل التنفيذ ،وذهبت اللجنة الفنية واجتمعت فى جوبا لمتابعة تنفيذ ما اتفقنا عليه ،وهناك إتفاق كامل على فتح فرع لوكالة الأنباء السودانية "سونا" فى الجنوب وافتتاح مكاتب لها فى كل الولايات لنقل أخبار الجنوب ،أما التدريب الشامل الأساسى فكان عبر أكاديمية السودان لعلوم الإتصال حيث نستوعب 20% من قيادات العمل فى الإعلاميين بالجنوب من خلال مفوضية الخدمة المدنية .
و ماذا بشان انشاء قنوات فضائية خاصة ؟
نحن نملك 7 اذاعات خاصة ، لكننا لم نصدق حتى الان قناة فضائية لانه ليسفي السودان منصات اطلاق اقنوات فضائية و نبحث الان في امر الاستاجر من عرب سات ومن القمر الصناعي الافريقي "راسكوم" الذى بدا عمله مواخرا، ليكون لدينا منصات اطلاق قنوات فضائية و نبحث الان قنونا ينظم البث الاذاعي و التلفازي وسنستهدى فيه بما وصلنا من إتفاقيات لوزراء الإعلام العرب ،وبعدها تنطلق هذه القنوات الخاصة من السودان ،حيث نسعى لخصخصة الإعلام بصورة علمية متدرجة ،وقناة النيل الأزرق هى صورة للشراكة الناجحة بين القطاعين العام والخاص ،ونسعى أيضا لخصخصة البريد وهى خطوة متقدمة نأمل فى إكمالها ،ونتمنى أن يأتى اليوم الذى تصبح فيه وزارة الإعلام مجرد مراقب تضع المعايير والأسس ال‘لامية وتكون العملية الإعلامية كلها خاصة مثلما هو الحال الآن فى الصحافة حيث كلها صحافة خاصة لاتملك الحكومة صحيفة واحدة ويشرف عليها فقط مجلس الصحافة .
وكيف تقيم عمل القنوات الفضائية السودانية التى ظهرت مؤخرا ؟
لم نجلس بعد لنقيم عمل هذه القنوات تقييما علميا ،والقانون الذى سنصدره سيضع الأسس والمبادىء والمعايير لمراقبة آداء هذه القنوات .
انتقد خبراء وإعلاميون وثيقة تنظيم البث الفضائى الإذاعى والتليفزيونى فى المنطقة العربية واعتبروها ردة وعودة للوصاية على الجماهير ؟
ليس صحيحا أن تكون الوثيقة تضمنت قيودا على حرية العبير ،فالتقدم التقنى الهائل فى وسائط الإعلام يجعل من العبث تصور أن يؤدى تطبيق الوثيقة إلى مزيد من القيود على حركة الفضائيات العربية،والهدف من إقرار الوثيقة هو تهذيب وتقييم نتيجة الثورة التقنية للإستفادة من إيجابياتها والحد من تأثيراتها السلبية ،وقد اقترح السودان إنشاء مفوضية عربية للإعلام كآلية لتنفيذ ماجاء فى الوثيقة .