لوكا بيونق: واثقون من الفوز برئاسة الجمهورية
د. لوكا بيونق وزير شؤون الرئاسة بحكومة الجنوب و الذى قدم مع وفد الحركة الشعبية للولايات المتحدة الامريكية وحضر مؤتمر الحزب الديمقراطى فى ولاية كلورادو، اجرينا معه هذه الحوار بعد عودته من كلورادو حيث بدأ عليه الحماس بامكانية تحقيق ما حققه السناتور اوباما فى السودان، وفيما يلى نص الحوار:
اجرى الحوار لاجراس الحرية من واشنطن: عبد الفتاح عرمان
* ماهى الانطباعات التى خرجت بها من مؤتمر الحزب الديمقراطى؟
حضرت مؤتمر الحزب الديمقراطى و كل الذين تحدثوا
|
لوكا بيونق |
فى ذلك المؤتمر، وعندما تحدث السناتور باراك اوباما رايت رؤية السودان الجديد و شخصية قائدنا الراحل الدكتور جون قرنق وسلفاكير متمثلة فيها لانه يخاطب نفس القضايا التى نحاول معالجتها فى السودان مثل قضايا التهميش و الفقر، فرؤية اوباما لتغيير امريكا هى نفس رؤية الحركة الشعبية, و تركيز اوباما على الطبقة الوسطى للتغيير و كذلك المهمشين، و شعرت فى حديثه كيف سوف يغير المهمشين و الطبقة الوسطى امريكا اذا توفرت لهم الفرص، و الشىء الاخر المهم هو دور المراة فى التغيير و امراة مثل ميشيل اوباما فقدت امها و كذلك والدها ولكنها اجتهدت فى الوصول لهذه المرتبة الرفيعة، فالمراة الامريكية مكافحة و مجتهدة و ساعدت فى تغيير النظام الامريكى، و اهم شىء هو الاجتهاد الشخصى و دور الدولة فى خلق مناخ ملائم للفرد و خلق فرص متساوية فهذه كلها رسائل قوية ونفس هذه القضايا تواجهنا فى السودان، فالمهمشين و الطبقة الوسطى فى السودان و عملية التغيير و دور الدولة فى توفير الفرص المتساوية هى ما زالت قضايا نحاول علاجها عبر رؤية السودان الجديد الذى تقوده الحركة الشعبية.
* هل عقدتم اى اجتماعات مع قادة الحزب الديمقراطى؟
نعم، عقدنا بعض الاجتماعات الجانبية مع المركز الديمقراطى القومى و شخصيات مؤثرة فى الحزب الديمقراطى و التقينا ايضاً بمنبر القيادات الافريقية و كانت لقاءات ناجحة، والتقينا ايضاً بقادة من مختلف انحاء العالم و تفاكرنا فى قضايا عديدة من ضمنها قضية الفقر فى العالم و البنك الدولى كان حاضرا،ً و كذلك بعض المنظمات العالمية الاخرى، وتناقشنا فى قضايا التنمية و التعليم و الافكار الرئيسية التى خرجنا بها من تلك اللقاءات بانه فى الفترة القادمة حوالى الثلاثين او الاربعين سنة القادمة سوف تكون هنالك مشاكل كبرى مثل ظاهرة الانحباس الحرارى و قضايا الفقر و التعليم و التغيرات التى سوف تحدث مثل احتمالية ان تحتل الصين المركز الاول و الهند المركز الثانى و ربما امريكا فى المرتبة الثالثة فهذه تغيرات كبرى فى الجانب الاقتصادى، و كذلك السياسة الخارجية الامريكية كيف سوف يكون شكلها فى السنين القادمة. فاهم شىء فى هذه القضايا هوالوضع البيئى للعالم و خصوصاً الاحتباس الحرارى سوف يسبب مشكلة كبيرة. وتحدث الناس بان قارتى افريقيا و اروبا سوف يحدث فيهما تغير مناخى كبير وهذا سوف يخلق فجوة كبيرة فى الانتاج الغذائى، وهذا سوف يسبب مشكلة امن غذائى و الذى بدوره سوف يؤدى الى خلق فوارق كبيرة فى الدخل القومى و سوف يكون هنالك فارق كبير ما بين الدخل فى الهند و الصين و اروبا، وفى الثلاثين سنة القادمة ربما يصل دخل الفرد الى تسعين الف دولار و مستوى الدخل القومى الى ثلاثمائة الف دولار، و مستوى الدخل هذا سوف يتسبب فى فجوة كبيرة جداً فى مستوى دخل الفرد حول العالم مما يفاقم ظاهرة الفقر، و القضية الان هى كيفية التغلب على القضايا الامنية فى العالم مما يعنى تجاهل قضايا اساسية اهمها الفقر مما يخلق صعوبة بالغة فى الاعوام المقبلة فى العالم. وهذه القضايا سوف تتاثر بشكل كبير بالسياسة الامريكية حول العالم و المجاعات حول العالم و وسوء التغذية وخصوصاً فى بعض الدول مستوى دخل الفرد لا يتجاوز دولار امريكى واحد. و هنالك قضية اخرى وهى العدالة و هنالك ما يفوق على الاربعة مليون نسمة حول العالم لا يجدون محامى للدفاع عنهم فهذه قضية مهمة، و العدالة شىء مهم جداً فى الفترة المقبلة، فالتغيرات فى الفترة المقبلة كبيرة جداً. الشىء الاخر موضوع الطاقة فهذا شىء مهم جداً فى الفترة المقبلة وخصوصاً اذا نظرنا لاسعار البترول التى هى فى ازدياد بشكل يومى فهذه سوف تكون مشكلة كبيرة فى الفترة المقبلة، فموضوع البترول شىء مهم بالنسبة لنا فى السودان و فى افريقيا. و تحدثنا الى السيد دونالد باين رئيس لجنة افريقيا فى مجلس النواب الامريكى و كذلك ايضاً نائب مدير البنك الدولى، فتحدثنا عن موضوع الفقر باعتباره مشكلة كبيرة فى العالم و بالاخص فى افريقيا و اهم شىء تحدث عنه كيفية وجود اسواق للمنتجات الافريقية حتى يتم مساعدة الدول الاكثر فقراً بفتح السوق الامريكى لتلك الدول، وكما ترى بان المعونات الامريكية متركزة على العلاقات الاقتصادية و افريقيا غير مستفيدة منها، و الشىء الاخر هو الديمقراطية، و السياسة الامريكية من المفترض ان تقوم على الحوار مع كل الدول و امريكا لديها نظرة ايجابية لافريقيا و لكن عندما تنظر للدعم المقدم لافريقيا تجده قليل جداً، و الدعم الامريكى لافريقيا مهم جداً فى الفترة القادمة و سوف تكون هناك بعض المبادرات لسبل جلب الدعم، فهذه كانت القضايا المهمة و الجديدة التى طرحت للنقاش، فقضايا مثل الصحة و التعليم و المياه و الفقر و التهميش و الديمقراطية هذه قضايا اساسية تهم السودان.
* ابديت اعجابك بالسناتور اوباما.. فهل ترى بان هذا السيناريو سوف يتحقق فى الانتخابات القادمة فى السودان؟
عندما ارى هذا التغيير فى امريكا فانى ارى بان اهم شىء فعلته الحركة الشعبية هى انها رفعت قضايا التغيير منذ النضال المسلح و حتى نضالنا الان فى الخرطوم، فنحن نرى بالنسبة للسودان و مستقبله و لراحة المواطن العادى فنحن نرى بان السودان سوف يكون احسن حالاً اذا حكمته الحركة الشعبية و هذا ليس لانى عضو فى الحركة الشعبية و لكن القضايا التى ترفعها الحركة الشعبية هى قضايا تغيير جذرى فى العالم و فى السودان فقضايا التهميش و الديمقراطية نحن نقول اذا وفرت للشخص الجو المناسب وليس جو تقيد حركة الشخص فهذا سوف يساهم فى بناء الدولة، فهذا جزء من حق المواطنة و لا نقول الديمقراطية هى كل شىء ولكنها تلعب دور اساسى فى تهيئة جو صحى و فى خلق قيادة جديدة لديها فهم كامل للوضع فى السودان، و لقيادة التغيير فى كل السودان فهذه قضايا سوف تساهم فى تطور السودان. فانا ارى بان مصلحة السودان داخلياً و خارجياً مع المجتمع الدولى و للانسانية جمعاء يجب اختيار الحركة الشعبية لحكم السودان، ولذلك اوباما بالنسبة لى نموذج للتغيير فعليه مهما قلنا عن الحركة الشعبية فهى الافضل لحكم السودان فى الفترة المقبلة، و الاحزاب الاخرى حاولت و فشلت فى حكم السودان و علينا فلا يصح اعادة انتاج هذا الفشل و لا يجب ان ينظر للحركة الشعبية فى اطار فهم و منظور ضيق بعيد كل البعد عن الديمقراطية، وهى افكار لا تتماشى مع نظرة المواطن البسيط فنحن سوف نوفر للمواطن البسيط المناخ الذى سوف يساعده فى التغيير على المستوى الشخصى ثم التغيير على مستوى السودان، وهذا التغيير لا يتم عبر هذه الاحزاب الموجودة فى السودان لانها تمت تجربتها من قبل، فعليه الحركة الشعبية هى الحزب الوحيد المؤهل لحكم السودان ومشروعنا يتماشى مع الوضع الداخلى و العالمى.
* اذا انتم فى الحركة الشعبية متفائلون بفوزكم الانتخابات القادمة؟
بدون شك نحن متفائلون، و بل واثقون من فوزنا فى الانتخابات القادمة، فمشروعنا ليس مقتصراً على السودان فقط بل هو يتواكب مع التغيير فى كل العالم.
* تحدثت عن وضع التعليم فى افريقيا ولكن لو عدنا الى جنوب السودان فنسبة التعليم ما زالت متدنية جداً.. ما السبب وراء ذلك؟
طبعاً نحن قمنا ببعض البحوث فى مركز السودان الجديد و بعضها كان بالتنسيق مع مركز الاحصاء القومى و هذه المعلومات كانت عن جنوب السودان فى فترة ما قبل توقيع اتفاقية السلام، و كذلك اخذنا بعض المعلومات من المنظمات الاجنبية التى كانت تعمل فى جنوب السودان ووجدنا بان وضع الجنوب اسوأ من اى دولة اخرى فى العالم، واقمنا بحث فى 2006 مع مركز جنوب السودان للاحصاء و مع الامم المتحدة و تطرقنا لموضوع التعليم و الامن الغذائى و وضع المراة و تعليم البنات و المياه، ولكن دعنى اعطيك بعض المعلومات عن الذى فعلناه فى هذه القضية بعد استلامنا للحكم فى الجنوب فانا كنت فى زيارة مع رئيس حكومة الجنوب الفريق اول سلفاكير و راينا بانه فى عام 2005 كان هنالك ثلاثمائة و خمسون الف طفل فى المدراس، و الزيارة التى قمنا بها كانت فى نوفمبر 2007 كانت نسبة الاطفال فى المدارس مليون طفل فهذا حدث كبير لم يحدث فى تاريخ العالم، فى فترة وجيزة نحنا انجزنا هذا التقدم الكبير. و دعنى اعطيك معلومات عن الوضع الصحى الان فهناك حوالى الف مستشفى و مستوصف فى جنوب السودان و العاملين فى هذه المستشفيات فاق الالف و ستمائة شخص، و فى مستوى المياه حكومة الجنوب قامت بحفر 420 بئراً للمياه الجوفية، وفى عام 2007 لوحده قمنا بحفر 120 بئراً للمياه الجوفية و قمنا بصيانة 271 بئراً اخرى، فهذه طفرة كبيرة. واذا تحدثنا عن الطرق ففى عام 2007 لوحده رصفنا حوالى 1800 كليو متر من الطرق و اقمنا اكثر من 700 ردمية، والان لدينا خطة لرصف ما يزيد على الالف كليو متر فى هذا العام و رصف طريق جوبا نمولى، وزمان اذا اردت الذهاب من جوبا الى رمبيك تحتاج الى ايام و حالياً لا تستغرقك الرحلة سوى ساعات، وكذلك الطريق من جوبا لابيى كان يستغرق ايام كثيرة و اليوم لا ياخذ الطريق من وقتك سوى ساعات، ولو ذهبت الان لمستشفى جوبا فلن تصدق عيناك، وهذا لان هناك عمل كبير تم انجازه لبلد استلمناها مدمرة من جراء الحرب، فهذا هو ما انجزناه فى حكومة الجنوب.
* ذكرتم موضوع التنمية و الامن الغذائى و الان الجنوب يعتمد على دول الجوار فى معظم المنتجات الغذائية.. فماهى خططتم المستقبلية؟
طبعاً هذا الموضوع كان احد اجندتنا عندما قدمنا الى امريكا، و تناقشا حول هذا الموضوع مع الادارة الامريكية للمساعدة فى الجانب الزراعى حتى نستطيع تامين الوضع الغذائى فى الجنوب. طبعاً مشكلتنا فى الزراعة بانه فى العام الماضى يوغندا لوحدها صدرت بضائع لجنوب السودان مثل الخضروات و غيرها من المنتجات الغذائية ما يقارب 256 مليون دولار واخبرونا بان هذا لم يحدث فى طلية تاريخ معاملاتهم التجارية مع الدول المجاورة، وهذا يوضح بان الجنوب معتمد اعتماد كلى على يوغندا و كينيا فى المنتجات الغذائية و لدينا مشاكل فى الذرة و الامن الغذائى، و سوف نكون مجلس جنوب السودان للامن الغذائى حتى نتخلص من هذه المشكلة فى الفترة المقبلة. و الشىء الاخر نحن فى اجتماعاتنا مع المؤتمر الوطنى ركزنا على التجهيزات للقطاع الزراعى و طبعاً كان لدينا اشكال مع البنك الزراعى، و هو مثل بنك السودان اى لكل السودان و كما تقول اتفاقية السلام فعلى كل البنوك العاملة فى جنوب السودان ان تتعامل بالنظام التقليدى و هذا الامر خلق مشكلة فى النظام المصرفى لوقت طويل ولكننا اتفقنا مؤخراً على مواصلة البنك الزراعى لعمله فى جنوب السودان، و سوف يكون فى العام القادم هناك البنك الزراعى لجنوب السودان وعلى وزارة الزراعة و الثروة الحيوانية التزامات محددة تجاه الموسم الزراعى ولكن اهم شىء هو الاستثمار فى القطاع الزراعى، و هذا ما ركزنا حوله فى مباحاثاتنا مع الامريكيين فى كيفية المساعدة فى التنمية الزراعية.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة