ملتزمون بقرارات التحكيم حول أبيي.. فهل سيلتزم الوطني؟
النائب الأول، رئيس حكومة الجنوب في حوار الملفات الساخنة.. «2-3»..
الجنوبيون لا يثقون في الشماليين.. وأنا احمل نفس الفكرة
حاورته بجوبا: هنادي عثمان
"الرأي العام"
اولى الملاحظات التي تلفت انتباه الزائر لمكتب النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت حالة الهدوء التام المحيطة بالمبنى علاوة على الترتيب الدقيق المتسق مع اناقة لافتة للفريق سلفا، فمن الواضح ان الرجل يختار ملابسه بعناية وذوق رفيعين. وعلى عكس ما يبدو في الصور والمناسبات التقيته دون أن يكون معتمراً قبعته الشهيرة التي أضحت محل استفسار وقفشات طيلة زمن الحوار.
استقبلني الفريق سلفا في منتصف مكتبه بعد أن تحرك نحوي من خلف طاولته الرئاسية وشدّ على يدي بابتسامة ودودة وترحيب حار بدد كل هواجسي التي اختزنتها من صوره المنشورة بالصحف والتي يبدو فيها اكثر صرامة.
مجريات الحوار المطول الذي استغرق أكثر من ساعة اثبتت ان سلفاكير لا يختلف كثيراً عن أبناء الدينكا القادرين على تحويل المآزق الى قفشات ضاحكة وساخرة، وطوال فترة الحوار لم يتبرم او يتململ النائب الاول لرئيس الجمهورية بل كان على استعداد للإجابة على مزيد من الاسئلة ولم يتحفظ إلاّ على سؤال واحد بين أكثر من عشرين سؤالاً طرحتها عليه تناولت أبرز القضايا على الساحة السياسية.
..........................................................................................................................................................
? هنالك تضخم في الرتب العليا للجيش الشعبي ووجود لعدد ضخم من الجنرالات ألا تعتبر هذه من ضمن الاشكاليات التي يواجهها الجيش الشعبي؟
- هذا سؤال لا يمكن الاجابة عليه، لان أية دولة تختلف عن الدولة الأخرى، وكذلك تنظيم الجيوش يختلف من بلد إلى آخر. والجيش الشعبي لم يكتمل تنظيمه حتى الآن بسبب الحرب، ولكي يكون جيشاً نظامياً فلا بد من توافر اشياء كثيرة. ونعلم ان هناك رتباً كثيرة لكن لن تكون كلها في الجيش الشعبي، وحتى الآن لم تكتمل عملية اعادة الدمج والتسريح بالجنوب والسبب في ذلك هو عدم ايفاء المانحين بالتزامهم بما يمكننا من تحفيز الذين تم الاستغناء عنهم ودمجهم في الخدمة المدنية، لكن إذا انا قمت بتسريح عدد من الجنرالات دون الالتزام بحوافزهم أي ما بعد الخدمة فسيكون ذلك موقفاً غير كريم وسيأتي بردود افعال سلبية تجاهنا، وكذلك لا تنسى ان هؤلاء قدموا انفسهم وارواحهم فداء للوطن.
هناك تضخم في الرتب لكن لن نستغنى عنهم ما لم يتم تكريمهم وتسليم حوافزهم.
? هنالك مؤتمر يجري بكمبالا باسم المهمشين يقال ان الحركة الشعبية هي التي تشرف عليه والهدف منه تجميع قوى الهامش القبلية لكي تصطف خلفكم في الانتخابات القادمة، وقد كان خطاب الحركة في السابق موجهاً نحو القوى المستنيرة في الشمال من الديمقراطيين والليبراليين فهل يئستم من هذه القوى ام تعتقدون ان بامكانكم ان تجمعوا كليهما في صعيد واحد؟
- أولاً انا لا علم لي بهذا المؤتمر الذي عقد بكمبالا، والسودان اصبحت تمارس فيه سياسات جديدة، باعتبار ان كل خمسة أو عشرة اشخاص يجتمعون في احد الفنادق ويعقدون مؤتمراً، «الحاجات دي بتحصل كثير»، ونحن لسنا لنا بهم علاقة، اما الحديث عن المهمشين فنحن قلناه في الخرطوم وغير محتاجين ان نتحدث به في كمبالا، لذلك نحن كحركة شعبية ليس هناك تغيير في برامجنا.
? فيما يتعلق بأبيي هل الحركة الشعبية ستلتزم بقرار المحكمة الدولية إذا نقضت تقرير الخبراء؟
- منذ توقيع البرتوكول نحن قلنا اننا سنلتزم بأي قرار يأتي إلينا من الخبراء، وهذا كان اتفاقنا مع المؤتمر الوطني، لكن المؤتمر الوطني هو الذي لم يلتزم بوعده، ونحن نقول الآن ان القضية بأيدي المحكمين ولو جاءوا إلينا وقالوا لنا ان «كلامكم غلط» سنلتزم به وعليهم ان يوضحوا لنا ما هي الطريقة الصحيحة حتى نتبعها ونلتزم بها. لذلك يا أختي اطالبك ان توجهي هذا الحديث إلى المؤتمر الوطني. هل سيلتزم هو بقرار المحكمة الدولية ام لا؟
? هناك توترات بين الدينكا والاستوائيين إلى ماذا تعزو اسباب هذا التوتر؟
- لا توجد أي توترات بين الدينكا والاستوائيين والذين يقولون ذلك يريدون ان يخلقوا مشاكل بين الجنوبيين.
هناك من يريد ان يفتعل المشاكل القبلية بين الجنوبيين عندما يرونهم يتعايشون مع بعضهم البعض، (وأنا بقول ليك «كلام زي دا» ما عندنا).
قانون الانتخابات
? قانون الانتخابات أثار جدلاً كثيفاً وبعض القوى السياسية انتقدت اتفاق الحركة الشعبية مع المؤتمر الوطني حول اجازة القانون ماردكم؟
قانون الانتخابات تمت مناقشته كثيراً ونحن لم نتخل عن الاحزاب الأخرى بل العكس نريد من كل الاحزاب الدخول معنا.
لكن عندما كنا نتحدث مع المؤتمر الوطني هم كانوا يتحدثون عن «7%» كحد أدنى لدخول القوائم للبرلمان ونحن إقترحنا «3%» والسبب ان الاحزاب الأخرى لا تستطيع ان تدخل إذا وضعنا نسبة «7%»، لذا قمنا باتفاق وسط وقلنا للمؤتمر الوطني ان يتنازل من «7%» إلى «5%» لذلك نحن قبلنا كحل وسط من «3%-5%» «والمؤتمر الوطني كان غير مبسوط مننا».
وانا اقول لهم ما هو الخطأ الذي إرتكبناه؟! ولو كنا اتفقنا مع المؤتمر الوطني على «7%» لحق لهم ان يتهمونا بأننا وقفنا مع المؤتمر الوطني بدون الاحزاب الأخرى.
? لكن الحركة الشعبية قالت على لسان ياسر عرمان انكم وافقتم مكرهين؟!
- لا بد ان يكون هناك قانون للانتخابات، ولا بد ان نشارك في الانتخابات طبعاً وما كان علينا ان نرفض القانون فإلى متى سنظل نشد الحبل مع المؤتمر الوطني إلى متى؟ وإلا كان علينا كذلك ان نرفض الانتخابات ونقول ليس من الضروري ان تكون هناك انتخابات.
لكن لكي تكون هنالك انتخابات كان لا بد من التنازل من الطرفين بدلاً عن الشد والجذب.
? يشكو الجنوبيون من عدم التزام الشماليين بالمواثيق والعهود وقد كتب السيد أبيل ألير نائب الرئيس الاسبق في ذلك كتابه المشهور، لكن ألا ترون ان تنكر الحركة الشعبية لمقررات اسمرا بتوقيع اتفاقية نيفاشا هو ايضاً نقض للمواثيق والعهود؟؟!
? بصراحة الجنوبيون لا يثقون في الشماليين والكتاب الذي جاء به مولانا ابل الير فيه كثير من الامثلة والادلة التي تجعل الجنوبيين لا يثقون في الشماليين.
وأنا شخصياً لدي نفس الفكرة لانكم انتم الشماليون لا تتمسكون بوعودكم وانتم تعدون ولا توفون بل تعملون اشياء مختلفة.
لكن بعد توقيع اتفاقية السلام الناس كانت متوقعة تغييراً على اساس ان كل الاحتقانات التي توجد في النفوس تزول تلقائياً ويعمل الناس بروح جديدة وثقة، لكن كل ذلك لم يحدث، وانا في رأيي بأنه على الشماليين بمختلف احزابهم ان يقودوا المسيرة ويؤكدوا للناس ان نظام الحكم «الزمان» الموجود في الخرطوم قد تغير وان وجوهاً جديداً قد جاءت تريد تغيير الاشياء القديمة.
- ونحن فعلاً ما زلنا نتمسك بحديث ابل الير.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة