مبروك مبارك سليم أمين عام جبهة شرق السودان ووزير الدولة بوزارة النقل
إتفاق الشرق يسير فى الإتجاه الصحيح ووالحكومة أثبتت جديتها فى التنفيذ
جبهة الشرق موحدة وستخوض الإنتخابات ببرنامج واحد ولاتأثير لمعارضيها
الإقتصاد يقود السودان نحو المستقبل الواعد وسيكون تأثيره أقوى من كل الأحزاب والتيارات السياسية
أجرت الحوار
أسماء الحسينى
قال السيد مبروك مبارك سليم أمين عام جبهة شرق السودان ووزير الدولة بوزارة النقل أن تنفيذ إتفاقية أسمرة بشأن شرق السودان بين الجبهة والحكومة السودانية تسير فى الإتجاه الصحيح ،وأن الحكومة السودانية أثبتت جديتها فى الإلتزام بالإتفاق ‘الذى قال إن آثاره الإيجابية ستظهر قريبا وتنعكس خيرا على حياة مواطنى شرق السودان فى مجالات الصحة والتعليم والمياه والقضاء على الفقر .
ونفى سليم وجود أى إنشقاقات داخل جبهة الشرق ،وقال إنها موحدة تماما ،وقلل من شأن معارضى إتفاقية الشرق،وتعتزم خوض الإنتخابات ببرنامج واحد بالتحالف مع أى من الأحزاب التى تتفق معها .
وأعرب فى الوقت ذاته عن تفاؤله بأن الإقتصاد سيقود السودان نحو المستقبل ،وأن تأثيره سيكون أكبر من تأثير كل التيارات والأحزاب السياسية ،وأكد أن جميع الخلافات فى السودان يمكن حلها بالتفاهم والتفاوض وببناء الثقة المتبادلة بين الأطراف .
زرت مصر مؤخرا ...لأى هدف كانت الزيارة ؟
جئنا نطالب المسئولين المصريين بدعم مماثل لما قدموه للجنوب ودارفور، و كذلك الجامعة العربية ،اذ يجب على المنظمات و الحكومات العربية أن تتبنى مشروعات لدعم شرق السودان و آن الأوان أن ترى مشروعات التنمية العربية لإعمار و تنمية شرق السودان النور.
هل كانت الزيارة فى إطار حزبى ؟
نعم الزيارة هى زيارة حزبية لجبهة شرق السودان ،وقد التقينا خلالها بعدد من قيادات الحزب الوطنى الحاكم فى مصر،وعلى رأسهم الأمين العام للحزب السيد صفوت الشريف ،واتفقنا معه على العديد من الأنشطة المشتركة والتدريب لكوادرنا فى الإدارة والإعلام وغيرها ،كما اتفقنا على زيارات متبادلة لكوادر حزبينا ،وعلى تطوير العلاقات بيننا لصالح حزبينا وشعبينا.
أعلن أن وفد اكبيرا من جبهة الشرق سيزور مصر يضم السيد موسى محمد أحمد مساعد الرئيس والسيدة آمنة ضرار مستشارة الرئيس ...لماذا اقتصرت الزيارة فى النهاية عليك وحدك ؟
الدعوة لزيارة مصركانت بالفعل موجهة لنا جميعا ،لكن حدث أن الدكتورة آمنة ضرار كانت فى وقت الزيارة خارج الخرطوم فى البحر الأحمر ،كما أصابت الأخ موسى وعكة صحية أخرته ،وكان قد أعلن فى وسائل الإعلام قبلها أنه سيزور مصر ،وقطعا لايعكس ذلك أى موقف لهما ،وقد عبرت القيادة المصرية عن أن مصر أبوابها مفتوحة لكل السودانيين فى أى وقت .
وماذا دار فى لقاءاتك مع باقى المسئولين بمصر والجامعة العربية ؟
طلبنا من الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوى إرسال أساتذة مصريين من الأزهر لشرق السودان وكذلك إحياء بعثات الأزهر الشريف فى المناسبات والمواسم الدينية ،وقد وافق على ذلك مشكورا ،وأيضا على تبنى مدارس بالمنهج الأزهرى،وقد التقيت بالسيد عمر سليمان وهو شخصية مدركة وواعية بمشاكل السودان وحريص على خير ونماء السودان ،كما تحدثنا مع السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية عن تأسيس صندوق لإعمار شرق السودان ،وضرورة تبنى الجامعة العربية لمؤتمر لتنمية وإعمار شرق السودان على غرار ماحدث فى دارفور ومايعد بشأن الجنوب .
لكن هناك من يرى أنه من الأفضل التركيز الآن على الأوضاع شديدة التعقيد فى كل من دارفور والجنوب ثم الإلتفات بعد ذلك إلى قضية الشرق وغيرها ؟
بالطبع لانقلل من ضرورة الإهتمام بدارفور والجنوب ،ولكن عندنا مثل سودانى يقول :"السخل يرضع ويكوريك"،وهو يعنى أن هناك ناس لديها خير وتبكى،أما نحن فى شرق السودان فنعيش على الشظف والمعاناة،ولكننا هادئون ،وليست هناك مصالح دولية حتى يركز عليها الإعلام الدولى .
احيانا يطغي صوت الازمات فى السودان على دعوات البناء والتنمية ؟
المتابع لتطورات الأوضاع فى السوان سيلاحظ كم التغييرات التى حدثت فى البلد ،فإتفاقيات السلام التى تم توقيعها فى كل من نيفاشا وأبوجا وأسمرة أحدثت تغييرات كبيرة ،و الإقتصاد هو الذى سيقود السودان نحو المستقبل وأنه هو الذى سيحدد المستقبل أكثر مما ستحدده التيارات السياسية فى السودان .
ماهى المجالات التى يمكن أن يتحقق فيها تكاملا فاعلا بين مصر والسودان ؟
المشروعات المشتركة بين البلدين يمكن أن تفعل شيئا عظيما ،وكذلك العمالة المصرية مدربة وكفؤة ومؤهلة ،وهى التى دفعت عجلة التنمية فى دول الخليج ولوحدث تكامل بين البلدين لحقق إنجازا كبيرا،وكل قبائل شرق السودان هى قبائل مشتركة مع مصر ومرتبطة بها وجدانيا ،وهذا مفيد .
انطلقت مؤخرا دعوات فى مصر لإقامة مشروعات زراعية كبرى لتحقيق الإكتفاء الذاتى من القمح وغيره من المحاصيل ...كيف تنظر إليها ؟
السودان قطر شاسع يمكن أن تتم زراعة مساحات شاسعة فيه ،ولابد من قرار سياسى لدعم هذه المشروعات الزراعية المنشودة ،ومعلوم أن رأس المال ينتظر الربح بعد فترات قصيرة ،ولذا فإن الزراعة فى بلدينا تحتاج دعما كما فى أوروبا ،وبدون إرادة سياسية وحماية وتشريعات سياسية وإقتصادية لتشجيع الناس ومعالجة مايمكن أن يحدث من مشكلات لايمكن أن يحدث بها طفرة حقيقية،وهناك أرض واسعة جدا يمكن استغلالها لتحقيق الإكتفاء الذاتى من القمح ،وهناك شركات جاءت من الخليج العربى لزراعة الأعلاف .
وهل إقامة هذا التكامل ممكنة بحيث يتجاوز الشعارات ؟
فى منظورى تحقيق هذا التكامل ممكنا كما الوحدة من نيمولى إلى الأسكندرية ،وإتفاقية الحريات الأربع بين البلدين أعطت الكثير من الحقوق للمصريين فى السودان وكذلك للسودانيين فى مصر ،لكن للأسف مازالت مشاعر التوجس والتخوف تسيطر على البلدين بعد فشل مشروع التكامل بين البلدين فى السابق بسبب ظروف فرضت عليهما فى وقت سابق ،ومايجب فعله الآن هو تفعيل الحريات الأربع بين البلدين لإقامة تكامل ووحدة لن يتحققا إلا عبر الإقتصاد المشترك .
هناك دائما لوم أو عتاب أو شكوى من الدور المصرى حيال السودان ...كيف تنظر إلى ذلك ؟
مصر ليست بعيدة عن السودان،وإن كان السودانيون يتمنون دوما أن يكون لها دور أكبر ،لكن المسئولين المصريين لايفصحون عن تفاصيل الدور الذى يقومون به ،وهم مدركون لحجم المخاطر التى تتهدد السودان ،ونحن بالطبع نريد أن يزيد الإسهام المصرى فى السودان عموما ،وعلى وجه أخص فى تنمية شرق السودان .
والدور العربى ؟
رسالتنا للمصريين والعرب أن السودان بلد واعد وبه كل مقومات الإستثمار والبنية التحتية به فى سبيلها للإنطلاق ،وفرص الاستثمار به عظيمة،والحكومة تقدم العديد من التسهيلات لتشجيع المستثمرين المصريين والعرب .
ماذا عن العقبات التى تعترض تنفيذ إتفاق الشرق ...هل وفت الحكومة بالتزاماتها ؟
للأمانة أقول أننا حاربنا هذا النظام وعاديناه لكنه صادق وملتزم باتفاقه معنا ،والسيد على عثمان طه نائب الرئيس هو رئيس لجنة تنفيذ إتفاق شرق السودان ،وكانت لدى فكرة سيئة عنه قبل توقيع إتفاق السلام والإنضمام إلى الحكومة ،ولكننى من خلال تعاملى معه وجدته صادقا ووطنيا ولمست إلتزامه وجديته ورغبته فى تنفيذ إتفاق السلام،كما أنه شخص يفرض احترامه على الآخرين .
هناك حديث عن مشكلات فى التنفيذ متعلقة بقوات الجبهة وغيرها ؟
تنفيذ الإتفاقية يسير فى الإتجاه الصحيح وتنفيذ بروتوكول الترتيبات الأمنية يتم ،وقد تم دمج القوات وفقا للأعداد المقررة فى الإتفاقية ،والبقية تم تسريحهم ،ويتم بحث كيفية إستيعابهم فى الحياة المدنية .
ماذا قدمت الإتفاقية لأهل الشرق ؟
أوقفت الحرب ,وأحلت ثقافة السلام محلها ،وقدمت برنامجا لإعمار الشرق ،وتحقيق طموح أهله فى مجالات التعليم والصحة والمياه ومحاربة الفقر،وستظهر هذه الإنجازات وتصبح محسوسة للمواطنين جميعا،فى ظل تنفيذ بروتوكول قسمة الثروة الذى نص على إنشاء صندوق لشرق السودان وإيداع مبلغ 600مليون دولار به ،100مليون دولار منها العام الماضى ،و125 مليون دولار فى كل عام من الأعوام التالية .
بصراحة أسألك ... بعض من وقعوا إتفاقيات مع حزب المؤتمر الوطنى يشكون من التهميش وبأنهم مجرد ديكور فى الحكومة ...هل تعانى مثلهم ؟
الأزمة بين حزبى المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية هى أزمة ثقة فى المقام الأول ،أما نحن فى جبهة الشرق فلا خلاف عقدى لنا مع المؤتمر الوطنى ،كانت عندنا مظالم إجتماعية وحمل لنا اتفاق السلام حلولا لهذه المظالم ،والواقع أن الأوضاع فى السودان تتغير ،وهناك تحول يحدث وتنازلات تتم من قبل المؤتمر الوطنى عن كثير من سلطاته بعد توقيعه لإتفاقيات السلام واقتسامه للسلطة فى نيفاشا وأبوجا وأسمرة ،والمحك الآن هو فى التداول السلمى للسلطة بعد أن انتهت الحرب والاحتراب الداخلى ،ولو جاءت الانتخابات المقبلة وكانت هناك أحزاب منظمة لأمكن لها أن تصل للحكم .
هل تمارس صلاحياتك كاملة كوزير فى الحكومة ؟
كوزير لم أشعر إلا أننى فى عائلة مفترض أن أكون فيها من قبل ،وقد انتهى أى شعور سابق بالعداء من نفوسنا تماما ،ولايوجد شىء ينتقص منا على الإطلاق ،والإنسان فى النهاية لاتخلقه الوظيفة ،بل يخلقها هو،ونحن الآن جزء من الحكومة ،ونأمل فى تغيير الحاضر إلى الأفضل .
هناك حديث عن إنقسامات حادة داخل جبهة الشرق وتوجه لدى مؤتمر البجا للتراجع عن إتفاقية السلام ؟
جبهة الشرق موحدة تماما ،ومؤتمر البجا جزء لايتجزأ من جبهة الشرق ،وليس لديه أي نية للتراجع عن إتفاقية السلام ،لكن هناك آخرون غيره يسمون أنفسهم مؤتمر البجا هم الذين يصدرون مثل هذه الإعلانات .
وهل يمثل هؤلاء المعارضون للإتفاقية خطورة عليها ...ألم تسعوا للقائهم والتفاهم معهم ؟
الفصيل المسلح من البجا معنا ،والآخرون فقط أسمع بهم لاأعرفهم ،وكيف ألتقى بأحد لاأعرفه ،وحتى هذه اللحظة لم ألتق بأحد يعترض على إتفاق الشرق الذى وقع بين طرفين هما جبهة الشرق والحكومة السودانية برعاية أريترية ،وكل من ليس داخل جبهة الشرق وله ملاحظات على الإتفاقية من حقه التحدث بحرية عن رأيه .
البعض يرى أن السلام فى شرق السودان مرهون بعلاقات السودان مع أريتريا سلبا وإيجابا ؟
السياسة تقوم دائما على المصالح ،وعدو عدوك صديقك ،ولذا كانت أريتريا مرتكزا لنا أيام المعارضة ،أما الآن فقد اختلف الوضع وهناك مشاريع واعدة بين البلدين ،فهناك مزارع السكر على الحدود المشتركة ،وقد أقيمت بتمويل قطرى ،والسودان مستعد الآن لمد أريتريا بكل احتياجاتها من البترول ،ونحن نعتبر أن تأثير أريتريا إيجابى ‘فهى التى دعمت الوصول لإتفاق سلام الشرق ،والقبائل المشتركة معها كثيرة البنى عامر والرشايدة والبجا .
الإنتخابات على الأبواب ....مع من ستتحالفون ؟
يمكن أن نتحالف مع المؤتمر الوطنى أو الحركة الشعبية أو أى حزب آخر ،والسياسة هى فن الممكن ،ونحن سنطرح برنامجنا الإنتخابى فى جبهة الشرق سواء فيما يتعلق بشرق السودان أوخارجه ،فلسنا متقوقعين على أنفسنا.
وكيف تنظر إلى سبل حل مشكلة دارفور ؟
الصراع داخل دارفور غذاه الجفاف والتصحر ،واستغل ككسب سياسى رخيص ،وتدخلت فيه المصالح الدولية .
الأن أصبحتم جزءا من الحكومة ولك علاقات بقيادات التمرد بدارفور ...لماذا لاتساعدون فى حل الأزمة ؟
نحن فى جبهة الشرق لدينا رؤية للحل وأيضا توايا حسنة،لكننا لم نطرحها ولم نبلورها كمبادرة ،ونعتقد أن دارفور تهمنا كمايهمنا شرق السودان ،وأن السودان شرقه وغربه وشماله وجنوبه جزء لايتجزأ من الوطن الواحد ،ولى علاقات طيبة بالدكتور خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة وبعبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان وببعض الإخوة الآخرين ،ونحن بالتأكيد نقر بأن هناك قضايا يجب أن تناقش ،ولكننا نطلب منهم التوحد تحت مظلة واحدة كما توحدنا فى جبهة الشرق وجلسنا مع الحكومة لأن ذلك يسهل التفاوض ،وعلى حركات دارفور أن تجلس معا من أجل تشخيص القضية الدارفورية وتحديد الطريق لمعالجتها ،وأن تعمل للتوافق على عقد إجتماعى يتراضى عليه أهل دارفور ويحدد الثوابت التى يمكن أن تحل على أساسها قضية دارفور ،وهذا يتوقف على توحد الحركات فيما بينها ,وأن تحدد ماذا تريد وكيف يمكن الوصول إليه بوسيلة واحدة وتحقيق التعايش ثم التراضى على تقسيم مايحصلون عليه ،وبعد ذلك العمل على معالجة الإشكاليات التى حدثت ورتق النسيج الاجتماعى ،وأعتقد أنه عندما يطلب منا بذل جهد مع الدكتور خليل وعبد الواحد لن نتأخر وعلاقتى بهم ستسهل أى دور أقوم به ،وقد جلسوا من قبل فى أبوجا ،ويمكن أن يجلسوا مرة أخرى ويجب الاستماع إليهم .
أعلنت من قبل حتى قبل التوصل إلى إتفاق مع الحكومة معارضتك لدخول قوات دولية فى دارفور ..كيف تنظر لدخول القوات الهجين الآن ؟
حينما تأتى القوات الدولية ببرنامج استفزازى يمس السيادة نكون ضدها ، لكن القوات الهجين جاءت بعد تفاوض وقبول من الحكومة ،ولكن وجود أى قوات أجنبية فى دارفور ليس فى مصلحة الحكومة أو الحركات أو السودان كله ،ومشاكلنا شأن سودانى يجب العمل على حله سودانيا .
وكيف تنظر لمستقبل السودان ؟
المشكلات فى السودان أزلية وموجودة من تراكمات العهود الماضية ،ولابد من حلها بالتفاوض وليس بالإقتتال،والخلافات فى السودان فى بعض الأحيان تكون نتيجة أزمة ثقة بين الأطراف ،ولو تولدت هذه الثقة بشكل متبادل لحلت الكثير من المشكلات فى السودان ،ويتم الإلتفات إلى إمكانات السودان الكبيرة التى تستطيع أن تسع أبناءه جميعا ،ومعرفة أن من يريد أن يشعل حربا سيكتوى بنارها قبل الآخرين .
.........................................................
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة