مطار الخرطوم الدولي.. يهدد وسط العاصمة بمخاطر بيئية وصحية
تقيرير : حيدر عبد الحفيظ
يعد مطار الخرطوم الدولي المتواجد حالياً في وسط العاصمة الخرطوم ، خطراً يهدد السكان المحيطين به.
ففي الوقت الذي تنشيء فيه جميع دول العالم تقريباً مطاراتها خارج المدن والمراكز السكانية، نجد أن سلطات المستعمر شرعت في إنشاء مطار الخرطوم الحالي عام 1947م دون التفكير في التمدد والتوسع الذي جعل المطار يقع في وسط البلد لتحيط به الأحياء السكنية إحاطة السوار بالمعصم.
وبالرغم من اعتزام السلطات نقله إلى أطراف المدينة إلا أنها لم تفعل ذلك إلى الآن، مما يشكل خطراً صحياً وبيئياً على من يقطنون حوله.
ويحدد المهندس البيئي ورئيس قسم البيئة بمطار الخرطوم محمد عثمان العطا، المساحة التي يتضرر منها القاطنين بحوالي 100كلم حول المطار، مؤكداً "أن السكن حوالي المطار وعلى مقربة منه يؤدي إلى التلوث السمعي الناتج عن الضوضاء، والذي قد يصيب من يتعرض له إلى فقدان السمع كلياً أو جزئياً".
هذا بالإضافة إلى مشاكل التوتر النفسي والعصبي التي تحدثها أزيز الطائرات الهابطة والمقلعة، والذي يصاحبه اهتزاز الأبواب والشبابيك عند حركة الطيران، ومع طول الوقت تتصدع المباني لكثرة الاهتزازات وربما تنهار.
وبحسب مراكز علاج السمع بالخرطوم فإن الشخص بمقدوره تحمل ضجيج قوته 90 ديسيبل بمعدل يومي من طائرات الجامبو الضخمة، والديسبيل هو (الوحدة المحددة لقياس حدة الصوت عند إقلاع الطائرات أو هبوطها)،غير أن القاطنين حوالي المطار يتعرضون في كثير من الأحيان إلى ضجيج تصل حدته 120 دسيبل وهو ما يشكل خطراً على صحتهم .
وكشف دكتور خالد إبراهيم خبير السمع بمركز الخرطوم الدولي للسمع المتطور، أن تعرض الشخص لأصوات ضوضاء عالية تتجاوز الـ(90 ديسيبل) يؤدي إلى تدمير الخلايا الشعرية الحسية في الأذن،مما ينتج عنه ضعف سمع حسي عصبي,و يؤكد أن "تدمير الخلايا الشعرية الحسية يصبح علاجها بعد ذلك غير ممكن ".
ويرى طبيب الأذن بمستشفى الخرطوم التعليمي دكتور محمد عبد المحسن،أن خطر السكن حول المطار يكمُن فى التعرض للضوضاء المتواصل من حركة الطيران الذي ربما يتلف طلبة الأذن الوسطى مع توالي الايام مؤثراً بذلك على السمع بصورة عامة
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة