|
|
Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55 |
مؤتمر حقوق الانسان و الحريات الدينية يتحول الى مواجهة ما بين شريكى الحكم فى السودان
تقرير:إسكرانتون: اجراس الحرية: عبد الفتاح عرمان
عقد معهد الاديان و السياسة العامة مؤتمره السنوى حول حقوق الانسان و الحريات الدينية فى مدينة (إسكرانتون-بنسلفانيا) بمشاركة اعضاء من برلمانات القارة السمراء و اروبا و الشرق الوسط فى الفترة من 23 الى 25 من شهر نوفمبر الجارى. حيث شارك من السودان الاستاذين انجلو بيدا عضو البرلمان القومى و مهدى ابراهيم عضو المكتب القيادى فى المؤتمر الوطنى و رئيس بعثة حكومة الجنوب فى واشنطن الاستاذ ازيكيل جاتكوث و مساعدته الاستاذة ايبوك ايويل. ودارت النقاشات حول الحريات الدينية، حقوق الانسان، الهوية الوطنية، ثم حول مفهوم السيادة الوطنية الذى تتذرع بها بعض الدول عند إنتهاكها لحقوق الانسان حيث انقسم الحضور حول ايهما ياتى اولاً السيادة الوطنية ام مراعاة حقوق الانسان خصوصاً فى تلك الدول التى ترقى فيها إنتهاكات حقوق الانسان الى التصفية العريقة. وفى اليوم الختامى للمؤتمر وهو يوم امس اعطيت الفرصة للاستاذ ازيكيل جاتكوث رئيس بعثة حكومة الجنوب فى واشنطن للحديث حول الوضع فى السودان، وإبتدر السيد جاتكوث حديثه بنبذة تعريفية باتفاقية السلام الشامل و ما نتج عنها من وضع علمانى فى الجنوب و اخر اسلامى فى الشمال ثم اضاف"الحكومات المتعاقبة على حكم السودان عرفت السودان على إنه عربى اسلامى، و انا افريقى مسيحى، وكما هو معروف بان 65% من سكان السودان افارقة، و لو طبقنا هذه المعايير على امريكا و عرفنا امريكا على انها كاثولكية بيضاء لحدثت مشكلة فى هذا البلد، لدينا مشكلة هوية ادت الى حرب فى الجنوب وفى الشرق و الان الحرب تدور رحاها فى الغرب لان النخبة الحاكمة تصر على ان نكون عرب و مسلمين. الحرب فى الجنوب راح ضحيتها مليونين و نصف وفى دارفور الان قتل ما يقارب الاربعمائة الف مواطن، وكنا نعتقد فى الحركة الشعبية بان الحرب لن تشتعل فى دارفور لان اهل دارفور مسلمين ولكن تاكد لنا بان الاسلام وحده لا يكفى ولكن عليك ان تكون مسلم و عربى ايضاً، ولكن قبل ان نكون عرب او مسلمين علينا ان نكون سودانيين اولاً وهذا يكفى، وصراع الهوية ادى الى تصفيات عرقية كثيرة فى السودان من ضمنها ما يحدث فى دارفور الان وهو غير مقبول لدينا فى الحركة الشعبية. وكما قال قائدنا الراحل دكتور جون قرنق السودان لن يكون كما كان فى السابق لان اتفاقية السلام تنص على التحول الديمقراطى و تغيير السياسات الحالية ولكن إن لم يتم تغيير هذه السياسات فالسودان سوف يتم تقسيمه وسوف ينفصل الجنوب و كذلك دارفور". هذه الكلمات ازالت عن الحضور البلل الذى اصابهم عند قدومهم لقاعة المؤتمرات و ذلك بسبب هطول الجليد الذى جعل من مدينة إسكرانتون مدينة تبدو كانه مصنوعة من الثلج. ثم تحدث الاستاذ مهدى ابراهيم عضو المكتب القيادى فى المؤتمر الوطنى معقباً على حديث جاتكوث بان افة السودان كانت المستعمر وليس حكومات ما بعد الاستقلال حيث ورثت هذه الحكومات المشاكل التى خفلها المستعمر ولا يمكن محاسبتها على اخطاء هى من صنع المستعمر-على حد تعبيره- و اضاف" فترة الاستعمار هيات الارض لحرب جديدة، و قانون المناطق المقفولة و استخدام اللغة الانجليزية و الديانة المسيحية باعدت الشقة ما بين ابناء الوطن الواحد وكل هذه المشاكل تركها المستعمر كقنابل موقوته. و الحرب بدات قبل الاستقلال كما اشار جاتكوث، و التهميش حدث قبل استقلال السودان و ليس فى فترة ما بعد الاستقلال، وكل السودان كان مهمشاً لان الحرب استمرت طيلة الاربعين سنة الماضية، هل نحن نريد نكأ الجراح ام تضميدها؟ الحكومة السودانية هى الحكومة الوحيدة فى افريقيا التى قبلت حق تقرير المصير و اقتسام الثروة و السلطة، فعلينا ترك الماضى خلفنا." ثم عقب احد اعضاء البرلمان الكينى رافضاَ نسب المشكلة للمستعمر لانه خرج من القارة الافريقية لاكثر من اربعون او خمسون عاماً (اى المستعمر) واضاف " عندما نقول هذه المشاكل هى من صنع المستعمر فكاننا نحاول إيجاد الاعذار لانفسنا حتى لا نتحمل مسؤلية ما يحدث فى بلداننا، فعلينا ان نتحمل مسؤلياتنا كاملة بدل القاء اللوم على المستعمر". واخذ الفرصة مرة اخرى الاستاذ جاتكوث حيث قام بالتعقيب على حديث الاستاذ مهدى ابراهيم و اخرج مزيداً من الهواء الساخن محاولاً تفنيد كل ما ادلى به السيد مهدى ابراهيم، و اتفق معه فى الختام على النظرة الى المستقبل و ترك الماضى خلفهما، فى مشهد بدأ غريباً على البرلمانيين الغربيين الذين تركتهم هذه المدفعية الثقيلة من قبل شريكى الحكم فى السودان غير واثقين من مستقبل السودان، ولكن هذه المشاكسة كانت بالنسبة لنا كمراقبين لا تحتوى على جديد سوى تغير فى الملعب و اللاعبين (بلغة اهل الكرة) و يبقى المشهد على ما هو عليه الى ان يقضى الله امراً كان مفعولا.
© Copyright by SudaneseOnline.com
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة
الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة
عن رأي الموقع