أصدرتم بياناً انتقدتم فيه اتفاق التراضي الوطني وقلتم ان الحل في المؤتمر الجامع ذلك رغم ان الاتفاق تضمن قيام المؤتمر الجامع وكذلك تصريحات البشير فما المشكلة إذاً؟
- هنالك فرق بين ما جاء في اتفاق التراضي وتصريحات البشير وبين طرحنا نحن، ظل هذا التراضي - لو لاحظت - يُقصر على احزاب بعينها وحتى اللقاء الذي جمع بيننا والمؤتمر الوطني ظل البشير يتحدث عن احزاب معينة محددة ولكننا نعتقد ان هذا الحوار يجب ان يشمل كل القوى السياسية بأحزابها ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية البارزة، وبالضرورة يجب ان يشمل هذا الحوار الوطني الجميع سواء من حمل السلاح أو لم يحمل ولا يستثني هذا الحوار أحداً لأن كل استثناء يعني خلق بؤرة يمكن أن تتسع وتتمدد لأن الاعتمادات هي على قوة قبلية وقوة اجنبية ونحن نريد ان نقطع دابر هذا الموضوع لذلك نصر ان يكون الحوار الجامع لكل أهل السودان صغرت أم كبرت تنظيماتهم ، المسألة الهامة الأخرى هي أن الحوار الجامع الذي ندعو إليه نحن لا بد له من مقومات لا يمكن أن يكون هنالك حوار جامع في ظل وجود وسيادة القوانين الاستثنائية، في ظل هذا الوضع لا يستطيع اي حزب ان يقول ما يريد على الصحف أو غيرها, فاذا كانت الحكومة جادة في اقامة حوار جامع تشترك فيه كل القوى السياسية لا بد ان تفتح في البداية مناقشات حول ماذا يشمل هذا الحوار وهذا مدخل طبيعي حتى نحكم على هذا «التراضي» نحن لا نقول التراضي نقول وحدة الصف الوطني.
أدنتم الحوار بوصفه ثنائياً ولكنكم انخرطتم في حوار ثنائي مع الحكومة دون أن تثيروا مسألة القوانين الاستثنائية هذه؟
- نحن لم ننخرط في حوار ثنائي مع الحكومة مطلقاً، واعتقد انك تقصد الاجتماع الذي عقد مع المؤتمر الوطني، في هذا الاجتماع ذكر البشير «اننا نثق في الحزب الشيوعي ونعتبره حزباً وطنياً مخلصا ليس له أية علاقات مشبوهة مع العالم الخارجي أو خلافه ولذلك عندما نتناقش مع الحزب الشيوعي فاننا نتناقش معه بمستوى معين من الشفافية»، لذلك هو يرى اننا نحن وهم وبعض القوى السياسية الاخرى يمكن ان نشكل الحل لمشكلة البلد، نحن قلنا بالتحديد اننا لا نعتبر ان هذا اللقاء حوار ثنائي بيننا لأننا في الاصل ضد الحوار الثنائي، قلنا للبشير اننا جئنا لهذا اللقاء لنقول له بوضوح ان مشكلة البلد لن تحل إلا بمشاركة كافة القوى السياسية ، والتاريخ اثبت فشل الحلول الثنائية، وفي هذا اللقاء انا ذكرت للبشير بالحرف: لو قُيض للحزب الشيوعي ان يحكم هذه البلد لما استطاع ان يحكمها منفرداً، لأننا نواجه مشاكل بلد في حجم قارة بكل تعددها الثقافي والاثني وغيره وعدم التوازن في الوضع الاقتصادي من ولاية الى اخرى لذلك - قلت للبشير - نرفض ان نحكم وحدنا، ورد علينا في هذا الاجتماع البشير ونافع علي نافع واجمعا على ان هذا كلام جيد وانهم سيسعون في هذه الوجهة، بل ابعد من ذلك عندما وضعوا اجندة للمناقشة، نحن وضعنا اجندة ايضاً واحتوت على موضوع التحول الديمقراطي والانتخابات والقوانين الاستثنائية الموجودة وكيفية حكم هذه البلاد بتشاور كل الناس، واوضحنا ان هذا لا يعني حواراً بيننا بل قيام لجنة ثلاثية مهمتها وضع اجندة الاجتماع الجماعي المزمع الذي سيعقد و...
- مقاطعاً: ما ذكرته هو عملية حوار؟
- نعم حوار نحنا حاورنا.
- حوار ثنائي؟
- نعم نحن حاورنا حوارا ثنائيا ولكن لكي نرى كيفية حل مشكلة البلد، هنالك فرق بين حوار ثنائي وحوار ثنائي آخر ، يعني الصادق المهدي عندما قام بحوار ثنائي هو حاور وراء الاحزاب الأخرى ووقع بمعزل عن الاحزاب الأخرى، نحن لم نوقع ولم نعد بأن هذا سيكون برنامجا لحل المشكلة بالعكس قلنا ان هذا الحوار هو تمهيد لعقد الاجتماع الشامل. أي حوار سيقود الى اتفاق وإلا ما هو الداعي للحوار أصلا؟ - هنالك فرق بين اتفاق واتفاق، صحيح ان أي حوار يقود الى اتفاق، ولكننا قلنا لن نتحاور على أساس في الآخر نصل الى شئ موحد ثنائي، هنالك حوارات تمت وتم التوقيع عليها مثل اتفاق القاهرة.
- تم التوقيع ولم يتم الالتزام؟
- لا أنا اتحدث هنا عن الحوارات الثنائية، نحن لم نتحاور حواراً ثنائياً في هذه الوجهة، حاورنا في وجهة اشراك كل القوى الاخرى وعندما حدثت مشكلة طالب جامعة الجزيرة اوقفنا الحوار.
- تم ذلك بضغط من جماهير الحزب والقواعد الطلابية؟
- أبداً أوقفنا الحوار دون أي ضغوط بل بتقدير سياسي واضح مفاده اننا لا يمكن ان نواصل الحوار والحكومة تمارس فيه مثل هذه الممارسات «مقتل طالب الجبهة الديمقراطية بجامعة الجزيرة» وليست هذه الحادثة وحدها فهنالك ممارسات عديدة أخرى أضيفت مثل هجومها على صحيفتنا «الميدان» وحرق أعداد منها وغيره، لا يمكن ان يكون هنالك حوار ثنائي في ظل تهديد مثل هذا، وأنا لا اذيعك سراً اذا قلت لك انهم في الاول طرحوا ان يكون هذا الحوار إما في منزل محمد ابراهيم نقد أو في منزل عمر البشير «رئيس الجمهورية» ، وفكروا ان هذه ستكون مجرد «حاجة بلدية.. موية وشاي وضيافة وغيره» ، ثم فكروا في عقده بدار الحزب الشيوعي ولكن واجهتهم مسألة البروتكول «رئيس الجمهورية يجئ دار الحزب وغيره» ، ورغم انها مسألة شكلية فضلنا - حسب قولهم - ان يعقد في دارهم «المؤتمر الوطني» نحن قلنا لهم ما عندنا اشكال ان يعقد في أي مكان طالما وجهتنا هي اشراك كافة القوى السياسية الاخرى في الحل النهائي، وقلنا لهم نحن حضرنا لكي تستمعوا إلينا ونستمع لكم، والقضية في ايقاف الحوار ليست مشكلة الطالب فقط وانما اذا استمروا في الحوار معنا كنا سنصر على هذا الرأي وهو اننا لا نتفق ثنائياً ولن نتوصل الى اتفاقات محددة بدون الرجوع الى بقية القوى والاحزاب الاخرى وهذا هو ما نقوم به الآن بالنسبة لاتفاق التراضي وبالنسبة لقانون الانتخابات.
- ما الذي دفع البشير في رأيك إلى وصفكم بالحزب الوطني غير المشبوه وهل رئيس النظام الذي هو خصم لكم هو الذي يعطيكم صك الوطنية ألا يدل «شكر البشير» على وجود خلل في عمل وخط الحزب؟
- رد ضاحكاً: لماذا شكّر الحزب هذه يسأل عنها البشير ولكن هنالك مثل يقول: «عدوك كان شكّرك امسك راسك» ولكن ربما ما ذهب اليه البشير هو مدخل لمحاولة ان ندخل نحن في حوار معهم، يمكن ان يكون «شركاً» او «تكبير راس» لكي ندخل في الحوار، ولكن مع ذلك نحن لم نتراجع عن ثوابتنا على الاطلاق، واتفق معك انه لا جهة تقيم عمل الحزب الشيوعي الا الشعب السوداني، وصحة موقفنا او عدم صحته تمتحن في الممارسة العملية وسط الشعب.
- رأيتم ان اتفاق التراضي الوطني يكرس للثوابت الدينية وعودة للمربع الاول الذي واصلت منه الانقاذ قوانين سبتمبر. هنالك من يعزز هذا الرأي ويرون فيه اصطفافا لاهل القبلة امام هذا الواقع ماذا انتم فاعلون يعني في تصريحات سابقة لقيادات في الحزب الشيوعي انهم ليسوا ضد وحدة القوى الديمقراطية او وحدة اليسار ولكن ما يرونه في الساحة السياسية هو الاحتياج لجبهة عريضة لكل القوى التي تلتقي في برنامج واسع، يعني هل ما زلتم على موقفكم وهو الالتقاء مع القوى التقليدية؟
- هذا ليس وقت وحدة اليسار هذا يعني ببساطة الانكفاء علي الذات ثم ما هي محددات قوى اليسار. نحن لسنا اوصياء على اليسار ولا ندعي اننا نقود اليسار اطلاقا، هنالك بعض الاخوة اتصلوا بنا وقالوا لنا انتم الاقدر على توحيد اليسار، نحن لسنا مسؤولين عن اليسار بل حزب من احزاب اليسار المتواضعة جدا والتي تعمل على تجميع كل القوى ضد هذا النظام حتى ان كانت هنالك اقسام من الاتجاهات الاسلامية ضد هذا النظام نعتبرهم معنا في البرنامج الذي يشكل معارضة حقيقية ضد النظام والاطاحة به، ليس لدينا الان حديث حول وحدة القوى الديمقراطية، نحن نتحدث عن وحدة كل القوى الوطنية التي تناضل في سبيل التحول الديمقراطي والاطاحة بالحكم الواحد وهذا الفعل لا يمكن ان يكون محصورا في قوى اليسار او قوى ديمقراطية محدودة بل وحدة كل الصف الوطني.
- هل هذا يمنع تحالف القوى الديمقراطية؟
- نحن الآن كحزب طرحنا ان الحزب الشيوعي يجب ان يحيي التحالف الديمقراطي في «الاحياء» المختلفة وهذا تحالف دخلنا به انتخابات من قبل، ولكن هذا ليس بديلا للتحالف الواسع مع كل القوى و..
- مقاطعاً يعني هذا التحالف يمكن ان يتم داخل التحالف الكبير الواسع؟.
- هنالك فرق بين تحالف قوى ديمقراطية تعمل في مكان معين وبين تحالف واسع بين كل القوى الاخرى يعني مثلا نحن في حوارنا مع الحركة الشعبية وهو حوار واسع وطويل جدا طرحنا ان الحل لمشكلة الجنوب انطلاقا من معرفتنا ان الحركة ليست جسما متناسقا في داخله قوميون انفصاليون، وهنالك من هم على استعداد للعمل لاجل الوحدة لكن لوحدهم ليس مع الاحزاب الشمالية وهنالك داخل الحركة ايضا القوى المستنيرة الديمقراطية المستعدة لاجل العمل مع كل الاحزاب، والشيء الجيد ان مؤتمر الحركة الشعبية حسم هذه المسألة وقالوا انهم على استعداد للعمل مع كل القوى السياسية، نحن بالرغم من هذا نعتقد وكما جاء في وثائقنا ووثيقة الشهيد جوزيف قرنق ان الحل لمشكلة الجنوب لا يمكن ان يتم بمعزل عن تحالف القوى الديمقراطية في الشمال وفي الجنوب وحدة القوى الديمقراطية في الجنوب من نخب ومثقفين وعمال وغيرهم ان يتوحدوا مع القوى الديمقراطية في الشمال بغض النظر عن وجود مثل هذه القوى في الحزب الشيوعي او الامة او الاتحادي او غيرهم.
- طيب الان برز ممثل سياسي كبير في الجنوب هو الحركة الشعبية لماذا لا تتحالفون معها او على الاقل دعم تيار الوحدة والديمقراطية داخلها، لماذا هذا التعالي والموقف الغريب تجاه الحركة الشعبية والذي يبرز في التصريحات الاخيرة للزميل نقد من أزمة الشريكين حتى موضوع التعداد السكاني يعني هل تم التراجع عن موقف الحزب في المؤتمر الرابع وعن اطروحات جوزيف قرنق؟
- انا تحدثت معك بوضوح فمنذ ما قبل مجيء الحركة الشعبية وقبل التوقيع على اتفاق نيفاشا كان لدينا في الخارج شغل مشترك مع الحركة الشعبية ووصل الى اخص الخصائص فيما يتعلق بالعلاقات بين التنظيمين، عندما عادت الحركة الشعبية الى الداخل عملنا لجنة مشتركة تجتمع اسبوعيا ومكونة من ثلاثة قيادات من الطرفين رئيس اللجنة من جانب الحركة كان عبد العزيز الحلو ومن جانب الحزب الشيوعي كنت انا ـ سليمان حامد ـ وكنا نعقد اجتماعات اسبوعية لمناقشة كيفية تطوير هذه العلاقة وحتى يكون لدينا برنامج عمل مشترك، بالمناسبة هذا الحديث يقال لاول مرة وهذه اللقاءات المشتركة تمت بناء على اجتماع لثمانية من اعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي برئاسة التجاني الطيب مع ثمانية من جانب الحركة الشعبية، هذا الاجتماع عقد في اول دار للحركة الشعبية بعمارة التأمينات في الخرطوم ثم انتقلت الاجتماعات الى دار الديوم «الديوم الغربية» وبعد استشهاد الزعيم جون قرنق اصرينا على مواصلة الحوار وكنا نحن المبادرين انطلاقا من مسؤوليتنا كحزب قديم وعلى علم بمشاكل البلاد، على ضرورة تعميق وتوطيد علاقتنا بالحركة الشعبية ولكنهم وبعد استشهاد جون قرنق لم يعقدوا معنا اجتماعا وكنا مصرين على الحوار ويمكنك الرجوع الى ياسر عرمان ليخبرك بعدد الاجتماعات التي فشلت من جانبهم هم ،وما زلنا نصر على الحوار مع الحركة الشعبية وقبل شهر ونصف التقيت بباقان اموم ومعي د. عبد السلام عكاشة وجلسنا الى باقان واجريت معه مناقشة مفتوحة، وقلت له في ظل الظروف التي تمر بها البلاد والحركة الشعبية يجب ان نتفق على برنامج عمل مشترك في اطار تحالف القوى الديمقراطية او وحدة القوى الديمقراطية او التنسيق بين القوى الديمقراطية في داخل الحركة الشعبية والحزب الشيوعي، وطلب مني باقان ان اكتب الورقة المحتوية على ما توصلنا اليه، فقلت له من الافضل ان تكتبها انت حتى يكون هنالك وضوح لاننا نعلم ان في داخل الحركة الشعبية هنالك عدم توحد حول كل الاشياء، ولكن حتى الآن لم تكتب هذه الورقة وهذا يوضح لك اننا الاكثر حرصا على العلاقة مع الحركة الشعبية، ونتمنى ان يكون مؤتمر الحركة قد حسم اشياء كثيرة لمصلحة الحوار والتحول الديمقراطي والانتخابات، وموقف واضح من اتفاق التراضي، نحن ما زلنا نصر و«نجري» لاجل الحوار والعلاقة مع الحركة الشعبية. .
- البعض يرى ان الحزب الشيوعي كان من اكبر بوابة الحداثة في السودان ولكن الحزب بعد 1971م وفي ظل القيادة الحالية صار بدلا من قيادة القوى الحديثة والديمقراطية او السير معها يفضل التحالف والالتقاء بالقوى التقليدية وقوى اليمين بدلا من الاستمرار في دوره كحزب يرفع شعار التغيير ويعلي قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعلمانية والمساواة وبالتالي تقطع هذه القيادة الطريق امام الالتقاء بقوى الديمقراطية والاستنارة.؟
- نحن لم ندع اصلا اننا بوابة الحداثة و...
- مقاطعا: احدى بوابات الحداثة ثم ان هذا وصف هذا البعض وليس ادعاؤكم انتم وهذا ليس بالشيء السييء؟
- نعم، ولكنهم في اعتقادي غير دقيقين، هنالك قوى اخرى، صحيح ممكن انها لا تملك تجربة الحزب الشيوعي لكننا نعتقد انه مع مولد اي شخص جديد تولد كلمة جديدة وحداثة جديدة ورأي جديد، ونحن لا ندعي اطلاقا اننا نمتلك ناصية الكلمة، او ناصية الحداثة. هذا موقفي شخصيا فيما يتعلق بالتجديد في الحزب، المسألة الاخرى فيما يتعلق بتحالفاتنا مع احزاب يعتبرها هذا البعض انها يمينية، اقول ان هذه هي الاحزاب الموجودة في البلد، هذه الاحزاب التي توصف باليمينية جمعها ميثاق التجمع الوطني الديمقراطي و...
- ولكنه كان موقفا تكتيكيا؟
- لا، معليش، اصلا السياسة فيها استراتيجية وفيها تكتيك، الموقف الاستراتيجي هو موقفك الذي لا تتراجع عنه، اما التفكير في ان مشكلة البلد لن تحل الا باجماع كافة القوى الوطنية الديمقراطية عندما تستنفد قوى اليمين كل مهامها وادواتها.. الخ، يحدث استقطاب حاد بين القوى التي تدعو الى تنفيذ برنامج يميني كامل، والقوى التي تدعو الى تنفيذ البرنامج الوطني الديمقراطي «ده لسه ما جاء،» its very far away لذلك عندما جاء اكثر من 160 حزبا وتنظيما ووافقوا على ان يوقعوا على ميثاق التجمع، كان ذلك مكتسبا ضخما للشعب السوداني، وكان كل الناس «فرحانين ومبسوطين» لهذه الوحدة السريعة للشعب السوداني حول برنامج حد ادنى ضد هذا النظام، وابعد من هذا وافق حزب الامة على برنامج القضايا المصيرية والتي نصت على عدم اقحام الدين في السياسة، وحتى في اتفاق جيبوتي لم يتحدثوا عن الدين كمرجعية او كشرط في....
- مقاطعا: ولكنهم عادوا وتحدثوا عن الثوابت الدينية؟
- «لا ده ما هسه» ولكن في السابق لم يتحدثوا عن الثوابت الدينية وافقوا على اتفاق اسمرا للقضايا المصيرية والذي ينص على فصل الدين عن السياسة «زول ما بتفق معاك؟» اعتقد ان هذا تطرف يساري، هذه طفولة يسارية وعدم فهم لكيف تمارس التكتيات في الوقت المعين، واقول لك نحن ما زلنا على هذا الموقف، رغم موقف حزب الامة الجديد «اتفاق التراضي الوطني» وعلى استعداد ان نعقد معهم اجتماعا ونناقشهم بمبادئنا ومواقفنا، وكذلك لدينا علاقة مع محمد عثمان الميرغني وعندما قابلت محمد ابراهيم نقد في المطار عقب عودته من الخارج ذكر لي انه قد التقى بالميرغني وان للميرغني اراء مختلفة وغير متفقة مع «التراضي الوطني» لذلك ما ذهبت اليه في سؤال وكما قال لينين هو مرض طفولة يسارية في السياسة وانا آسف ان اقول لك هذا القول لكنني اردت في هذه الظروف وفي هذا الحوار ان يكون رأينا واضحا ولا يكون فيه لبس، لكنني على علم بأن موقفك هو ان يفهم الناس موقف الحزب الشيوعي.
- شكرا: هنالك خبر صغير نشر في احدى الصحف يعلن تأجيل مؤتمر الحزب الخامس. هل هذا صحيح؟
- غير صحيح اطلاقا، لان في الاصل التحضيرات للمؤتمر الخامس تسير في الوجهة المحددة لها، كل الوثائق طبعت، كل الوثائق نوقشت، كل الوثائق ما عدا وثيقة البرنامج رغم انها طبعت لكنها لم تذهب الى المناطق لانها مفترض ان تناقش من قبل اللجنة المركزية، لكن لا يوجد اي تأجيل عن مواعيد عقد المؤتمر العام الذي حدد.
- بعض قيادات الحزب الشيوعي ذكرت ان الحزب «ما شغال قصاد المؤتمر بس، بل لديه اعمال اخرى فهو يريد ان يوازن بين عمل المؤتمر ونشاطه السياسي» وحتى الآن لم يعقد المؤتمر الذي هو «معلق بعقد العزم» وفي نفس الوقت الحزب متهم بعدم الفاعلية في الساحة السياسية بغير التعليق على الاحداث، او المراقبة، او الافتاء احيانا؟
- طبعا من حق الناس ان يقولوا لكننا في واقع الامر نعمل وفقا لقاعدة وهي قاعدة ارساها الشهيد عبد الخالق محجوب ان الحزب الشيوعي يجب ان لا ينكفيء على نفسه وحتى لو في داخله صراعات فان هذه الصراعات تمتحن وصحة الرأي فيها في العمل وسط الجماهير. يعني نحن لا ننكفيء على انفسنا ايا كانت الظروف وعلى الرغم من عمل التحضير للمؤتمر الخامس الا اننا نعمل في كل الجبهات و..
- مقاطعا: ولكن بعيدا عن الجماهير؟
- «هي الجماهير دي وين اصلو؟» نحن نعمل وسط المفصولين ونخرج المواكب و... الخ، ونعمل وسط الذين يحاربون الغلاء وقسوة المعيشة وعدد من اعضاء اللجنة المركزية كانوا في قلب المظاهرات التي ضربت وانا شخصيا ضربت «سوط، سوطين» وكذلك زوجتي وبعض الناس واقمنا عددا من الندوات وانا شخصيا عملت اكثر من عشرين ندوة بالعاصمة وخارج العاصمة، ونحن الحزب الوحيد الذي عقد اكبر عدد من الندوات في العاصمة المثلثة واشتركت فيها قيادة الحزب كلها، وهنالك اشياء غير مرئية بالنسبة للصحفيين مثل الندوات التي تعقد في البيوت والاحياء المختلفة، والندوات التي تعقد في دور الحزب المختلفة، ووصلنا حتى الاقاليم البعيدة الفاشر، نيالا، زالنجي، والشرق والشمالية واقمنا الندوات، وبما تيسر من حريات ومن ديمقراطية نسابق ونصارع في سبيل ان تخرج صحيفة الميدان وتصل الى القارئ سواء جاءت ضعيفة او قوية وما يصادر من اعداد ننشره في المواقع الالكترونية وموقعنا الالكتروني، نحن لا نعمل في ظروف سهلة بل صعبة وعندما يقع حدث مثل الهجوم على ام درمان يصبح الحجر على الحركة، والحرية والديمقراطية اكثر ضراوة واكثر شراسة واستغلال الظروف لتعطيل الديمقراطية.
- تحدثتم كقيادات للحزب عن قضايا لن يحسمها المؤتمر الخامس مثل الماركسية والاشتراكية باعتبارها قضايا مطروحة في الساحة العالمية كلها. ما هو اسهامكم انتم بما يدور في هذه الساحة العالمية وهل تنتظرون كما قال الراحل الخاتم عدلان مركزا في الكون يمتلك سلطة القول الفصل؟
- كان هنالك وحتى فترة ستالين المركز الواحد الذي يقود الحركة الشيوعية، نحن شققنا عصا الطاعة وذلك منذ المؤتمر العشرين عندما تحدث الشهيد عبد الخالق محجوب بوضوح شديد عن استقلالية حزبنا، وقلنا رأيا واضحا عندما جاء برجنيف الى الخرطوم وقال ان انقلاب عبود انقلاب تقدمي وعلينا ان نقف معه، اعترضنا على ذلك ورفضناه وكان لنا موقف مستقل، وحتى ايام غربتشوف حتى ان الاحزاب الشيوعية العربية كانت تصفنا بـ «دماغنا ناشفة» وكانوا يرون ان نستمع الى رأي ومواقف الاتحاد السوفيتي ، ولكن كان رأينا اننا نعبر عن واقعنا في كل ما نعمله، نحن نساهم فيما يتعلق بتطوير الماركسية والاشتراكية بما هو في واقعنا ولا ندعي اننا نأتي باشياء من فراغ بل من واقعنا وفي برنامجنا الجديد «لم ينشر» نحن ذكرنا اننا ساهمنا اسهاما حقيقيا في تطوير الماركسية من واقعنا يعني مثل الحديث عن «الرأسمالية الطفيلية» في دورة اللجنة المركزية عام 2000م قلنا ان طبيعة هذا النظام العالمي مختلفة عن الرأسمالية التي كانت سائدة في العالم وهو نظام رأسمالي طفيلي ومختلفة عن اشكال الرأسمالية التي كانت سائدة في اوروبا. وكذلك مثل الادارة الاهلية غير موجودة في الماركسية ولكننا اسهمنا بها لذلك نحن لسنا اسرى لجمود عقائدي في الماركسية ولا اسرى للنصوص المنتقاة بل نستعمل الماركسية كمرشد في عملنا اليومي لتطوير واقعنا استنادا على الواقع نفسه، بما تيسر، وهنالك كثير من النخب والمثقفين والقوى الديمقراطية من غير الماركسية اسهموا في كثير جدا في تقديم اطروحات فيها بعض الاشياء تساهم في تطوير الماركسية مثل موقفنا من الدين اما فيما يتعلق بمقولة الخاتم عدلان فانا اعتقد ان الخاتم بكل اسف قطع علاقته بالماركسية مطلقا وقال انها ما عادت ملائمة تاريخيا لتحرير المجتمع كما قال ماركس و...
- ولكن الاستاذ الخاتم ذكر انكم اقتربتم منه في لائحة الحزب الجديدة؟
- «خليك من اقتربنا ولا ما اقتربنا» انا بتكلم ليك عن حديثه هو عن الماركسية وهو حديث ذكره على الملأ.
- اعلنتم انكم تستشرفون الافق الاشتراكي ما هو المقصود بهذا «الاستشراف» اللائحة لم تقدم تعريفا للاشتراكية التي تستشرفونها بل حتى «موجهات لتجديد البرنامج» خلت من تعريف لهذه الاشتراكية في طور الاستشراف؟.
- ده ما صحيح، اول من التقط هذه المسألة وروج لها كان الخاتم عدلان، شكك في الاستشراف وقال انه محاولة خجولة للابتعاد عن الاشتراكية، هذا قبل خروجه عن الحزب، لكن كلمة استشراف وردت في المؤتمر الرابع للحزب ويمكنك الرجوع ل «الماركسية وقضايا الثورة السودانية» في كلام لعبد الخالق قال بوضوح ان من غير الممكن استشراف الافق الاشتراكي دون بناء الدولة الوطنية الديمقراطية. الشهيد جون قرنق عبر تعبيرا لماحا عندما قال «لا يمكن ان تعبر الجسر الا عندما تصله» فنحن لا يمكن ان نتحدث عن بناء الاشتراكية الآن واتحدى «اي زول» يتحدث عن امكانية بناء الاشتراكية الآن، نحن الآن نصارع من اجل ان يكون هناك «حبة» ديمقراطية وان يعود المفصولون الى عملهم، وان تقل الضرائب، وان يكون هنالك خدمات على مستوى التعليم، والصحة، والمياه، وان تتوقف الحرب وصراعات القبائل هذا ما نناضل من اجله الآن، واي زميل يتحدث عن بناء الاشتراكية الآن هو «واهم ساكت» ناهيك عن ان نصل الى مرحلة الشيوعية، عندما ننجز ما نعمل لاجله الآن ونقيم مجتمعا حقيقيا يخرج فيه الانسان عن خط الفقر ويصبح هنالك فائض وتنتشر المصانع و... الخ عندما يكون هنالك انتاج وتراكم يتيح الخطوات الاولى للاشتراكية التي تحدث عنها ماركس «من كل حسب عمله ولكل حسب حاجته» هذه مرحلة عالية جدا تكون فيها البلد قد انتجت، وصنعت واصبح هنالك مخزون ضخم، ومن هذا المنطلق نتحدث عن الافق الاشتراكي، ومع ذلك في برنامج الحزب الجديد المقدم للمؤتمر الخامس احتوى على الخطوط العريضة لهذا الاستشراف للافق الاشتراكي.
- كيف تنظرون الى الرأي القائل بأن الحزب تم اختزاله بالكامل في شخص السكرتير العام؟
- هذا غير صحيح، الحزب لديه سكرتارية مركزية تجتمع مرتين في الاسبوع مرة لتناقش قضايا الحزب العامة والمرة الثانية تناقش الى اين وصلت وكيف تسير التحضيرات للمؤتمر الخامس. المكتب السياسي غير موجود في هذه المرحلة ومنذ فترة نميري ما عاد من الممكن وجود مكتب سياسي بحجمه القديم في ظروف السرية هنالك اجتماعات موسعة تعقد الآن في مراكز الحزب المختلفة، وهنا في المركز العام للحزب تعقد اجتماعات موسعة لكافة قيادات الحزب مع اللجنة المركزية هذا غير اجتماعات اللجنة المركزية تعقد اجتماعات موسعة تضم كادرا من مختلف المناطق وتحضر اوراقا في مختلف القضايا المطروحة للمناقشة وهم يسهمون بارائهم في هذه المناقشات والقرارات داخل الحزب تتخذ عبر المؤسسات مثلا السكرتير العام لا يتدخل في عمل صحيفة «الميدان» وانت عايشت هذه الفترة وعلى علم بأن الزميل نقد لم يتدخل ابدا في عمل «الميدان» السكرتير العام كذلك لا يملك حق الاعتراض على صدور بيان ما ورأيه مثل رأي اي عضو في سكرتارية اللجنة المركزية او في اللجنة المركزية واقول لك اكثر من ذلك في غيبة السكرتير العام الايام الفائتة السكرتارية المركزية كانت تعمل واصدرنا بيانات ناقدة وعاكسة لموقف الحزب في احداث مثل احداث ام درمان، واتفاق التراضي الوطني، لم يكن للسكرتير العام اي كلمة في هذه البيانات ورغم ذلك اعتقد ان هذين البيانين من اجود وافضل البيانات التي صدرت في الفترة السابقة، الحزب لم يختزل اذاً في شخص السكرتير العام
- تحدثت عن اجتماعات السكرتارية وهنالك من يتحدث عن غياب المكتب السياسي وعودته؟
- نعم، هذا وضعناه للمؤتمر الخامس، حا يكون في سكرتارية ومكتب سياسي ولجنة مركزية وهذا هرم الحزب المؤتمر العام اولا تأتي بعده اللجنة المركزية، ثم سكرتارية اللجنة المركزية التي حدد دورها في اللائحة والبرنامج ان دورها سيكون تنفيذيا لقرارات المؤتمر العام والمكتب السياسي واللجنة المركزية. |