بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ.
بمزيد من الحزن والاسى تلقينا نبأ استشهاد الحبيب الدكتور عبد النبى على احمد الامين العام لحزب الامة القومى اثر حادث مؤسف فى طريق الخرطوم مدنى عائدا من منطقة الشكينيبة .
ونحن اذ نعزى انفسنا وجماهير الشعب السودانى قاطبة فى الفقد العظيم لهذا الوطن نسأل الله العلى القدير ان يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا .
ظل الشهيد الدكتور معتمدا على الرصيد الكبير والعميق من دماثة الخلق التى تحلى بها طيلة حياته متيقنا بالايمان ومبادئ الحقوق والتى ظل يعمل من اجلها متقدما صفوف العمل العام . ايمانه القوى بالديمقراطية وحقوق الانسان السودانى جعلانه يدفع ثمنا باهظا منذ ان كان طالبا مجتهدا يؤسس لفهم الحرية متجاوزا العراقيل الكبيرة التى وضعت امام طريقه .. لم يكن يتوانى فى الوقوف جنبا الى جنب فى صف الحق .. وهب حياته لطلابه فى كلية الهندسة بجامعة الخرطوم منتظما فى الاجتهاد بايقاعات الوطن كى يضئ شعلة التقدم لهذا السودان العظيم ..كان اجتماعيا من الدرجة الاولى يشهد له بذلك حتى الاخرون غير بنى حزبه .
الفقيد الشهيد دكتور عبد النبى .. مات انسانا حمل شعلة الديمقراطية بكلتا يديه مواكبا ومطوّرا للعمل التنظيمى الشاق الذى كان على رأسه فى الحزب .. عمل سرا وعلانية .. وصل واوصل .. فى عهده اجتهد فى ابراز دور الشباب داخل المؤسسات التنظيمية للحزب وقد كان فاعلا فى ترتيب البيت الداخلى وهو المسئول الاول عن التنظيم .. كان لهم القدح المعلى فى توصيل رسالتهم الحزبية ( تاهيلا وتدريبا وحنكة ) .. صنع مع الاحباب فى الحزب جيلا متقدما فى الفكر والسياسة .
صارع الفقيد السلطة منذ مجيئها الغاشم فى يونيو1989م وتعرض ما تعرض له من تنكيل وتعذيب ومصادره للمتلكات .. حاولت الانقاذ اغوائه فى كل مراحلها ولكنه كان متعاهدا مع نفسه بأن المبادئ لا تتجزأ وان الحق مهما طالت ليالى الظلم فيه لابد ان تشرق شمسه ضحى وستعتلى الحقيقة منصة الوطن .. لم يعرف طريقا اخر ليسلكه غير الوضوح الديمقراطى الشفاف .. تربى عليه ومات .. وبذر فى الارض صلابة المواقف والارتهان للمبادئ .
ظل متمسكا بعلاقات طيبة مع الكل وذلك بما يحمله من قلب واسع شمل الوطن .. قاد مع احبابه طريقا حميما لمواثيق السياسة والعرف وقيمة الاخلاق السودانية التى كانت مدخلا جيدا يقدمه للاخرين .. وكان ان كسب ود الجميع .
فقدك الوطن ايها الشهيد عبد النبى وهو فى ظروف ما بين البقاء وفكرة التشتت .. كنت دوما معلقا الامال على الكيفية التى يجب ان تضمنا جميعا فى وطن شامل يسمى مليون ميل مربع .. فقدك وهو ممارس فيه ابشع انواع القهر والتسلط ورائحة التفكك النتنة .. كنت تبسط يدا بيضاء فى سبيل التلاقى من اجل كلمة سواء .. فقدك الحزب ودارفور تنزف ألما ودما وانت ابنها العارف مداخل السلام والوئام بين ابنائها .
لك ايها الدكتور الرحمة والمغفرة من الله تعالى ولنا الصبر وحسن العزاء .
انا لله وانا اليه راجعون ولا حولة ولا قوة الا بالله
حزب الامة القومى
مكتب هولندا
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة