باقان يحمل المؤتمر الوطني مسؤولية تنامي النزعة الإنفصالية في الجنوب
القاهرة :
حذر الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان أموم من تنامي رغبة الجنوبيين في الإنفصال، كاشفاً عن إستطلاع للرأي العام تم إجراؤه مؤخراً يشير الى أن أكثر من 90% من الجنوبيين سيطالبون بدولة مستقلة في الإستفتاء الذي سيجرى عام 2011 لتقرير مصير جنوب السودان بين الوحدة والإنفصال، وعزا أموم تراجع شعور الجنوبيين بالوحدة مع الشمال لأسباب عدة أجملها في الرحيل المفاجئ والمفجع لزعيم الحركة الشعبية الراحل دكتور جون قرنق الذي أدى الى الشعور بالإحباط، والأحداث التي أعقبت الإعلان عن رحيل دكتور قرنق يومي الإثنين والثلاثاء، والتشاكس بين شريكي الحكم (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية)، وإزدياد النزعات الإنفصالية في الشمال والجنوب وضرب مثل بصحيفة (الإنتباهة) التي تجد الدعم من المؤتمر الوطني، وأبان أن الحركة الشعبية موقفها واضح تجاه قضايا الوحدة والإنفصال، مؤكداً دعم الحركة الشعبية للوحدة وإعادة بناء الدولة السودانية وتحقيق تغيير جذري، وأشار الى إمكانية إتفاق الفرقاء السودانيين على قواسم مشتركة لبناء دولة سودانية موحدة، وقال : (وإذا لم يحدث ذلك فسنقول – باي باي سودان-)، محملاً المؤتمر الوطني مسؤولية تنامي النزعة الإنفصالية في الجنوب.
وأشار أموم خلال حديثه في الندوة التي نظمها مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بالقاهرة ظهر (الأحد) تحت عنوان (موقف الحركة الشعبية من أزمة دارفور والمحكمة الجنائية الدولية) الى أن الحركة الشعبية تتطلع الى وحدة أكبر تضم دول الإقليم، داعياً الى تحقيق وحدة وادي النيل من نمولي الى الإسكندرية، مشيداً بالعلاقات المتطورة بين مصر وجنوب السودان والتي تعززت من خلال الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس محمد حسني مبارك الإسبوع الماضي الى جوبا، وقال أن علاقة مصر مع جنوب السودان إضافة حقيقية لتمتين العلاقات السودانية المصرية، وأضاف قائلاً : (الدور المصري حالياً مهم للمساهمة لجعل الوحدة خياراً جاذباً لأن من مصلحة مصر جعل السودان دولة موحدة)، مبيناً أن من بين الطرق التي يمكن أن تساهم بها مصر لتحقيق الوحدة الجاذبة العلاقة مع جنوب السودان، مشيراً الى أن زيارة الرئيس مبارك جاءت في هذا الإطار، وعبر عن شكره وتقديره لمصر للمساهمات الكبيرة التي قدمتها في تنمية جنوب السودان، وأعلن عن ترحيب الحركة الشعبية بالعلاقات بين مصر وجنوب السودان.
وحول الأزمة التي يمر بها السودان أشار أموم الى أن الحركة الشعبية طرحت ثلاثة أولويات وطنية ينبغي تحقيقها للخروج من هذه الأزمة، وأبان أن هذه الأولويات تتضمن تحقيق وبناء السلام الشامل في كل السودان من خلال التنفيذ الصادق لإتفاقيات السلام والبحث عن حل سلمي عاجل وعادل لقضية دارفور, وتحقيق الحرية وبناء نظام سياسي ديمقراطي يتيح لأي مواطن أن يكون له الحرية الكاملة وأن تنتهي الشمولية ومصادرة الحريات والتي كلفت السودان الأزمة التي يعيشها الآن، وتحرير طاقات الإنسان السوداني وقدراته لخلق ثروات وتحقيق الرفاهية للشعب السوداني، وأوضح أن الحركة الشعبية ترى أهمية الوصول الى إتفاق سلام عادل في دارفور يتيح لأهل دارفور المشاركة في الحكم وفق حجم الإقليم، وأضاف أن الحركة الشعبية تعمل في إطارين لتحقيق ذلك من خلال توحيد الحركات المسلحة في دارفور حول موقف تفاوضي موحد والعمل مع شركاء الحركة الشعبية في الحكومة لوضع حل مشكلة دارفور في قمة الأجندة الوطنية، مبيناً أن مشاركة الحركة الشعبية في ملتقى أهل السودان جاءت في هذا الإطار، وأشاد بالنتائج التي خرج بها الملتقى، وقال أن رئيس الجمهورية أدار جلسات الملتقى بروح ديمقراطية وأثبت أن المنبر ليس للعلاقات العامة، وأضاف أن القرارات التي إتخذها رئيس الجمهورية تعتبر تطوراً جديداً في إتجاه حل القضية، وتوجه بالمناشدة الى الحركات المسلحة بأن تتجه لطاولة المفاوضات وتأخذ قرارات الرئيس مأخذ الجد، وأبان أن توصيات ملتقى أهل السودان يمكن الإستفادة منها في بلورة الرؤية التفاوضية للوفد التفاوضي الحكومي.
وفيما يتعلق بموقف الحركة الشعبية من أزمة المحكمة الجنائية الدولية قال أموم أن الحركة الشعبية ترى أن إدارة هذه الأزمة تتطلب أن تركز القوى السياسية والحكومة على بحث حل لمشكلة دارفور وأن يتم التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، مشيراً الى الحركة طلبت من المؤتمر الوطني التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية وعدم التعامل مع الأزمة بسياسة دفن الرؤس في الرمال، داعياً الى ضرورة تجنب أي مواجهة مع المجتمع الدولي، محذراً من أن هذه المواجهة يمكن أن تقود الى إنهيار الدولة السودانية.
وفي ندوة نظمتها نقابة الصحفيين المصريين بدارها مساء نفس اليوم أشار باقان أموم الى أن التقرير الذي رفعته لجنة التحقيق حول ملابسات مقتل زعيم الحركة الشعبية الراحل دكتور جون قرنق قدم تساؤلات أكثر من إجابات، وقال : (حتى الآن لا نعرف من قتل دكتور جون قرنق وما زلنا نبحث عن الحقيقة)، وأضاف أن الحركة الشعبية ترفض أن تكيل الإتهامات لأي جهة.
وطمأن أموم الصحفيين المصريين الذين أبدوا تخوفهم من أن يعمل مشروع السودان الجديد على إقصاء الثقافة العربية، وقال أن الحركة الشعبية لا ترفض الثقافة العربية وإنما ترفض فرضها على بقية الثقافات، وأكد أن الثقافة العربية واحدة من الثقافات السودانية ولا خوف عليها، ودعا العرب الى ضرورة أن يحترموا ثقافات الأكراد والأمازيق وأن يعملوا على تطويرها.
وعبر الأمين العام للحركة الشعبية عن أسفه لقيام الأجهزة الأمنية السودانية سبإعتقال الصحفيين، وقال أن ما تعرض له الصحفيين يوم (السبت) أمام مبنى البرلمان أمر مؤسف والبلاد تتجه لتحقيق التحول الديمقراطي، وأشار الى أن جهاز الأمن يقوم بقرار من مكون المؤتمر الوطني بفرض رقابة على الصحف، معتبراً ذلك خطأً يتناقض تماماً مع روح إتفاقية السلام وإجهاض لعملية التحول الديمقراطي، وناشد المؤتمر الوطني وجهاز الأمن بالكف عن إعتقال الصحفيين.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة