صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
 
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

اخر الاخبار English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


نص كلمة البروفسور مالك بابكر بدري استاذ علم النفس السوداني والعالمي المعروف في رثائه للدكتور طه بعشر
Nov 19, 2008, 01:47

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

نص كلمة البروفسور مالك بابكر بدري استاذ علم النفس السوداني والعالمي المعروف في رثائه للدكتور طه بعشر .. ولقد القيت كلمة الرثاء في حفل تأبين الفقيد والذي اقامته الجمعية النفسية السودانية في قاعة الشارقة بجامعة الخرطوم في يوم الأحد 17 أغسطس و قرأ الكلمة بالنيابة عن البروفسير مالك بدري البروفسير شمس الدين عابدين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إنّه لمن العسير حقـّا ً على المرء أن يكتب نعيا ً للبروفسير الدكتور طه بعشر الذي فـُجعنا بفقده ،بل إنّ العالم العربي و الإسلامي و المحافل العلمية العالمية قد حرمت بموته من عطاء ٍ جزيل ٍ لعالم ٍ نحرير أسهم بحق ٍ في تطوير الطب النفسي و العلوم النفسية في عالمنا العربي و الاسلامي. أقول بأنّه من العسير على الناعي أن يوفي هذا الصرح الشامخ حقـّه لأنّ الدكتور بعشر كان قمـّة ً في علمه الطبي و في مجاله النفسي و في قدراته الإدارية و في أفكاره الابتكارية التي سبق بها زمانه في شرق الأرض و غربها و في تفانيه في خدمة من لجأ إليه من المرضي و الأصحاء و في خلقه و استقامته التي جعلت المنظمات الدولية تنافس بعضها البعض في انضمام الدكتور بعشر إلى قائمة مستشاريها.

 

كان أول لقائي بالدكتور طه بعشر في أواخر الأربعينات من القرن الماضي و أنا ما زلت تلميذا ً في مدرسة الأحفاد الوسطى. كنت نزيلا ً في مستشفى أمدرمان أشكو من مرض ٍ تخوّف أهلي من أن يكون التهابا ً سحائيا ًو كان الدكتور طه في ذلك الوقت طبيب امتياز ٍ أو متدرب في المستشفى. أعجبت به أيما إعجاب رغم صغر سنّي. و قد حُفر هذا الإعجاب في ذاكرتي و أنا في تلك السن الصغيرة،  فكأنني أنظر إليه الآن في قميصه الأبيض و بنطاله "البومبتش" البني و سماعة الأطباء تتدلى من عنقه و في وجهه تلك الابتسامة الغذبة المطمئنة التي لم تفارقه و التي ما كنت لأظنّ حينذاك أنها ستصبح رمزا ً للأخوة و الصداقة التي جمعت بيننا خلال سنين حياتنا الطويلة. و كلما ازددت به معرفة ً خلال الأيام و السنين كلما ازددت به إعجابا ً .

 

لقد تعلمت الكثير من أستاذي الفاضل رحمه الله. تعلمت منه الصبر على مضايقات المرضى و الأصحاء والزملاء . و إن أنس فلا أنسى نصيحته الغالية لي عندما شكوت له من سلوك أحد الأطباء النفسانيين في عيادة الأمراض العصبية في الخرطوم بحري حيث كنت أعمل كبيرا ً للنفسانيين. قال لي " يا مالك كل إنسان في هذا الكون له جوانب خيّرة مشرقة و جوانب سيئة مظلمة، و المتخصص النفسي من أمثالنا يجب عليه أن يتعرّف على شخصيـّات زملائه و يستفيد من النواحي المفيدة فيهم و يتجنب ما يؤدي للمشاكل و الأذية" قدم لي هذه النصيحة قبل أكثر من ثلاثين سنة ٍ و عملت بها حتى كادت أن تكون إحدى خصائص شخصيتي .

 

من صفاته النادرة نقاء سريرته و إخلاصه لأصدقائه. فعندما تمّ تعيينه وزيرا ً في انقلاب النميري عام 1969 و هو في زيارة ٍ للقاهرة، جاء إلى السودان وانضمّ لمجلس الوزراء . و كانت تلك الحكومة يسارية المذهب تقوم بتحجيم المؤسسات الإسلامية التي كانت مرتعا ً للإسلاميين و تفصل كل من ترى فيه تعويقا ً لمخططاتها. و كنت وقتها أستاذا ً مشاركا ً في جامعة أمدرمان الإسلامية. فتمّ فصلي مع مديرها المرحوم كامل الباقر. و في نفس مساء ذلك اليوم الذي اتخذ فيه القرار السرّي بفصلي جاءني الدكتور طه بعشر في منزل شقيقي المرحوم يوسف بدري و أخبرني بالقرار الوزاري الذي لم ينشر بعدُ ً ثمّ عرض عليّ العمل في عيادة الأمراض العصبية، و تغلـّب بعد ذلك على كل محاولات المعوقين لتعييني. و استفدت فائدة عظيمة من عملي معه خلال الفترة التي قضيناها في التعاون فيما بيننا في علاج المرضى. و كنت وقتها أول من تخصص  في العلاج السلوكي في السودان وكان يرسل لي المرضى الذين لم ينجح الطب النفسي في علاجهم و يقول لي سوف أرسل لك ال5% ممن فشلنا في علاجهم فاظهر لنا "شطارتك" في علاجك السلوكي الجديد. و عندما أنجح في علاج بعضهم يعلن ذلك بتواضعه المعهود  لجميع الأطباء العاملين في المستشفى.

 هذا التواضع و الاتساع في الفكر والبعد عن التعصب لأسلوب ٍ واحد ٍ في العلاج العضوي هو من أوضح صفات الكتور بعشر التي ورثها من استاذه المرحوم الدكتور التجاني الماحي. فقد استطاع كلا العملاقين أن ياتيا بإسهامات ٍ في العلاج الطبي النفسي سبقا بها أوروبا و العالم بأسره. فقد كان للسودان شرف الأولوية في العيادات النفسية و المستشفيات المفتوحة الأبواب. فعندما كان المرضى العقليين يقفلون في الزنازين و تغلق عليهم أبواب المستشفيات في أوروبا جاء التجاني و بعشر بفكرة الأبواب المفتوحة و إشراك أهل المرضى في علاجهم. كما كان للسودان شرف الريادة في الاستفادة من العلاج النفسي التقليدي و ربطه بالطب النفسي الحديث في وقت ٍ كان أطباء النفس ينظرون إلى العلاج التقليدي و كأنه خرافات و دجل لا صلة له بالطب و العلم الحديث. إهتم ّ فقيدنا بما يمكن أن يقدمه العلاج التقليدي ففتح العيادات النفسية الحديثة بجوار مراكز العلاج التقليدي كما فعل في الشكينيبة بعد زيارته لمولانا الشيخ عبد الباقي المكاشفي.

ثمّ زادت معرفتي له و احترامي و إعجابي به في السفر. فقد جمعتنا ظروف العمل في مؤتمرات شتى في أوروبا و أفريقيا و البلاد العربية. و أذكر اننا اجتمعنا في أديس أببا في عام 1973 في مؤتمر للطب النفسي نظمته هيئة الصحة العالمية مع وزارة الصحة الأثيوبية، و كان إسهام الدكتور بعشر لا يجارى. وفي نهاية المؤتمر زفـّوا لنا نبأ موافقة الإمبراطور هيلاسلاسي لدعوتنا فذهبنا عصرا ً إلى القصر المدجج بالحراس و الأسود. فقابلنا الإمبراطور في قاعة ٍ كبيرة و قدمت لنا كؤوس الشمبانيا فشرب الجميع مسلموهم و مسيحيوهم ما عدا ثلاثة رجال هم الكتور طه بعشر و الدكتور أسامة الراضي من السعودية وشخصي الضعيف. قدمت لنا فيما بعد أكواب عصير البرتقال. و لا أنسى نظرات الإمبراطور لنا بعد رفضنا لشرب الخمر. كنا نقف بجوار بعضنا البعض و كان هيلاسلاسي طوال مدة اللقاء لا يكاد ينظر إلى غيرنا و في عينيه أثر الريبة و التعجب. فقد كان فقيدنا لا يستحي و لا يخفي تمسكه بإسلامه في مثل تلك اللقاءات.

ثمّ التقينا في جينيفا في مؤتمر العلاج التقليدي الذي نظمته هيئة الصحة العالمية و عشنا أياما ً في غرفتين متجاورتين في نفس الفندق. وعندما وصلت عصرا ً دعاني لغرفته لنشرب كوبًا  من الشاي الذي يقوم بإعداده بنفسه. و بعدها أردت أن أصلي الظهر و العصر جمع تأخير ٍ و نظرت إلى ساعتي خوفا ً من دخول الوقت. وكنت لا أعرف إتجاه القبلة ولا وقت الغروب. فشعر بإحساسه اللماح ما يدور بخلدي ففاجأني بسؤاله، "أتريد الصلاة؟" فأخرج سجادةً من تحت سريره و وجهني للقبلة. و كان الكثير من السودانيين في ذلك الوقت يظنون خطأ  ً بأنـّه يساري ليس له شأن بالدين.

 

 ثم التقينا بعدها في مستشفى الطائف في السعودية  حيث كنّا ضمن مجموعة ٍ من الأخصائيين الذين يقومون بتدريس الأطباء للمرحلة الأولى للتخصص في الطب النفسي. و رغم أنني كنت حينها أستاذا ً لعلم النفس في جامعة الملك سعود وجئت مبكرا ً عن طريق جدة و اعتمرت في مكة قبل الذهاب للطائف إلاّ أنني كنت في غاية السرور للاستجابة لطلب الدكتور بعشر لمرافقته للعمرة، وقد أظهر من الاهتمام الشديد بأداء المناسك و من الخشوع في ذلك ما أذهلني وجعلني أتعجب من أولئك "المصنفين" الذين ظنـّوا كذبا ً أنـّه لا اهتمام  له بالتديّن.

 

و إنـّي في نهاية هذا النعي أريد أن أطرح سؤالا ً على هؤلاء "المصنفين"، ما هو في عرفكم مقياس الأسلمة و التمسك بالدين بالنسبة للأطباء؟ هل هو رفع الشعارات مع "الهلع" في جمع المال في العيادات الخاصة المفتوحة إلى منتصف الليل لتفرغ جيوب المرضى الكادحين  و الفقراء أم هو الزهد و التفاني في تقديم العلاج دون مقابل؟ لقد نأى فقيدنا بنفسه عن فتح عيادة خاصة طوال سنين حياته العملية الطويلة و كان بعض المرضى يأتون له في منزله بعد انتهاء مدة عمله في المستشفى. و قد رافقت أحدهم في حالة ٍ طارئة ٍ وطرقنا بابه في الساعة الرابعة بعد الظهر، فأتانا مبتسماً و أثر النوم في عينيه و قدّم له العلاج و طمأنه بقرب الشفاء.

أكتفي بهذا القدر. ألا رحم الله فقيدنا العظيم و ألهم أهله و مرضاه و مواطنيه الصبر و العزاء ...

  البروفسور مالك بابكر بدري

الجامعة الاسلامية العالمية بماليزيا  

         


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

اخر الاخبار
  • s
  • حركة جيش تحرير السودان " قيادة الوحدة " تعلن رسميا إعفاء القائد العسكري صالح محمد جربو من مهامه و تعلن حالة الطوارىء وسط الجيش
  • وفد من برلمان جنوب السودان يصل القاهرة
  • البشير وساركوزي.. لقاء المواجهة
  • مؤتمر حقوق الانسان و الحريات الدينية يتحول الى مواجهة ما بين شريكى الحكم فى السودان
  • مركز القاهرة يدين اعتقال مدافعين عن حقوق الإنسان بالسودان ويطالب بالإفراج الفوري عنهم
  • برقية عزاء من التحالف الديمقراطي بامريكا
  • دارفور استمرار لغة الرصاص ،، فشل (اهل السودان)
  • بدأ عدها التنازلى الإنتخابات...والدعم الخارجي
  • توقيف ناشط سوداني بتهمة اجراء اتصالات مع المحكمة الجنائية الدولية
  • أطفال السودان في مسابقة اليوسى ماس العالمية بماليزيا
  • ندوة هامة يوم الثلاثاء بدار حزب المؤتمر السوداني
  • اتلحالف الوطني السوداني ينعي د.عبد النبي
  • إدوارد لينو : المؤتمر الوطني يسعى لإعادة قانون الطوارئ
  • اطفال السودان بحرزون 12 كأسا في مسابقة اليوسيماس بكوالالمبور
  • شكر وعرفان من حزب الامة بالقاهرة
  • البشير، ديبي...لقاء التسوية
  • مكتب إتصال حكومة جنوب السودان بالقاهرة ينعى د. عبدالنبي
  • الامة القومى بهولندا ينعى الامين العام
  • عبير مذيعة نون النسوة تفتح معرضها الخاص وسط اقبال كبير من السودانيين
  • سفر القاضي للحج يؤجل محكمة غرانفيل
  • جنوب السودان الأعلى عالمياً في وفيات الولادة
  • رابطة الإعلاميين السودانيين بالرياض تحتسب أمين حزب الأمة
  • السفير القطرى يطالب السودانيين بضرورة العمل لتحقيق الوحدة والإستقرار
  • حركة العدل والمساواة السودانية تنعى فقيد البلاد د.عبد النبى على احمد
  • الأمانة العامة لطلاب حزب الأمة القومي بجمهورية مصر العربية تنعي الدكتور الفقيد/ عبدالنبي علي أحمد
  • حزب الأمة الفومى بمحافظة البرتا-كندا ينعي د.عبد النبي علي احمد
  • جمعية الصحفيين السودانيين بالسعودية تنعى الأمين العام لحزب الأمة د.عبدالنبي علي احمد
  • حزب الأمة القومي بمصر ينعي الدكتور / عبد النبي علي أحمد
  • دوريـــــة حـقـــــوق الإنسـان الســــودانى
  • الحركة الشعبية لتحرير السودان ... نعى واعتذار ....وداعا د. عبد النبى على احمد
  • سليمان حامد في حوار مع «الصحافة» لا حوار مع النظام في ظل القوانين الاستثنائية
  • مختارات من الرؤية السياسية لحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي
  • الصادق المهدي: الولايات المتحدة تدعم التمرد بهدف استعادة امتياز النفط من الصين
  • ترايو: لست رجل أميركا في الحركة
  • كم من حقل كامن فى حفنة بذور : اهلا محجوب شريف فى الامارات
  • اجتماع رابطة فشودة بمصر
  • ندوة للسيد أحمد ابراهيم دريج بالقاهرة
  • اقسم حزنك بينى وبينك.. نداء إنسانى
  • ندوة الصحفيين السودانيين بالرياض