وحدة الاتحاديين .. العرض مستمر
الخرطوم :مزدلفة محمد عثمان
على غرار الرمزية التاريخية التى وسمت يوم الحادى والعشرين من اكتوبر فى اذهان السودانيين وجعلته عنوانا لتحكيم ارادة الشعب والثورة على الفردية والتسلط .. اختارت قيادات فى الحزب الاتحادى ذات اليوم لاطلاق مشروع اعلان " الوحدة الاتحادية" فى محاولة ترمى بالاساس الى انقاذ الحزب من وهدته الحالية ومعالجة كبواته التى اقعدته عن خانة الفعل السياسى وجعلته مسرحا للخلاف والتشرذم غير ان التيار الرافض لمشروع الوحدة بالشكل المعتزم اعلانه فى دار الزعيم الازهرى غدا بمشاركة سبع فصائل هى ( الاتحادى "الموحد" ، الهيئة العامة، مجموعة ازرق طيبة ، التيار الوحدوى فى المرجعيات، قوات الفتح ، الوطنى الاتحادى ، الحزب الاتحادى "جناح الهندى" ) يرى فى الخطوة محاولة جديدة لشق الحزب وتكوين تنظيم جديد وانها دعوة حق اريد بها باطل كما صرح جهرا قبل ايام القيادى عثمان عمر الشريف بينما تتمسك الفصائل المتجهة للتوقيع على ميثاق الوحدة بنبل المقصد وسمو الاهداف الداعية فى الاساس الى لملة التفكك وتذويب الخلافات التى انتجت سبع تيارات غالبها ان لم يكن جميعها يحمل فى داخله اهداف الحزب الاتحادى ومبادئه الجوهرية ، وتظهر تلك المجموعات يأسا بائنا من جدوى انتظار "رضى" رئيس الاتحادى محمد عثمان الميرغنى بل تدمغه بعدم الرغبة اصلا فى الانضمام الى اى مساعى من شأنها الافضاء الى توحيد الحزب تحت راية واحدة على الاقل فى المرحلة الراهنة وبحسب ما يقول احد ابرز المشاركين فى مشروع الوحدة مفضلا حجب هويته - فان الجميع قرر انتهاج اسلوب "الامتحان" وكان يعنى اللجوء الى حل الاسئلة السهلة وتأجيل المستعصية ما يعنى ارجاء التفكير فى كيفية التعامل مع الميرغنى الى حين ترتيب الوضع الداخلى ، ومع ان المسؤول اظهر ياسا من امكانية تجاوب "السيد" مع اى مساعى للوحدة فان الوضع حينها سيكون مفاصلة جرئية كما قال لكنها تبقى ايجابية لان الاتحادى سينشطر الى قسمين فقط مقارنة بسبعة تيارات او ثمانية ، ويخلص المصدر وهو يتحدث الى "الاحداث" الى تصارع تيارين يؤيد احدهما الوحدة المشروطة برضا السيد محمد عثمان بينما يفضل آخرون عدم انتظار الرجل والابتعاد عن ربط مصير الحزب بشخص واحد بما يعنى العمل الجدى لاقرار وضعية مختلفة تضع فى حسبانها ما وصل اليه الحزب من انحدار مقارنه برصفائه من القوى السياسية . والمحك الرئيس الذى يراهن عليه دعاة الوحدة كما يقول المتحدث باسم اللجنة العليا للوحدة التوم هجو هو التاييد الواسع للمشروع من القواعد الاتحادية ويؤكد لـ"الاحداث" بثقة مفرطة ان جماهير الاقليم الاوسط بلا استثناء تدعم الوحدة الاتحادية وتسنده شخصيا القواعد فى سنار وما جاورها فضلا عن الثقل الصوفى الذى يتمتع به تيار الشيخ عبد الله ازرق طيبة والذى يعد ابرز الفصائل المشاركة فى المشروع ، المرتقب اعلانه مساء الغد ، ويقول هجو ان الدعم الذى وجده من الوسط والشرق والشمال دفعه الى عدم التراجع عن خيار التوحد فى ثوبه الجديد الذى يختلف كما يقول عن غيره من التحركات السابقة التى شهدتها قاعة الشارقة العام الماضى او مؤتمر ام دوم الذى تزعمه نائب رئيس الحزب على محمود حسنين ، ويؤشر الى ان العمل المرتقب اعلانه يحمل فى داخله عوامل النجاح بعد ان استغرق تحضيره قرابة الاربع اشهر ، واستصحب كل المحاولات السابقة لتفادى القصور المحتمل فضلا عن الجميع يتراضى على حتمية الوصول الى المؤتمر العام وقبلها انزال الرايات كافة ليرفع العلم الاتحادى ويجلس الجميع تحت مظلته للتفاكر حول تطوير الحزب والاسباب التى دفعت به الى الحالة الراهنة وبالتالى اقرار حلول ومعالجات فورية من شأنها ، حلحلة الازمة الراهنة ولو جزئيا بما يتيح للاتحادى دخول الانتخابات والمنافسة على المقاعد الاولى .. ويمضى هجو الى القول ( نحن متجهين صوب قيادة جماعية تتكون من خمسة عشر من الفصائل او تزيد ودورها محدود وفقا للاتفاق السياسي الذى اقر العمل خلال شهر على دمج الاجهزة وخلال ثلاثة شهور سنذهب الى المؤتمر ومن داخل المؤتمر تعلن التوجهات و القياده الجديدة ) ، غير ان التوم هجو الذى يتزعم التيار الوحدوى فى المرجعيات ويشغل فى ذات الوقت امانة التنظيم واجه نقدا لاذعا من قيادات الحزب واتهم بخرق المؤسسية و اعتبروا تحركاته "شخصية" ، وبذات المنطق يتحدث حاتم السر حين يقول لـ"الاحداث" ان الاتحادى لم يفوض احدا للتوقيع على المشروع الوحدوى الذى لم يعرض على اى من مؤسسات الحزب ، لكن هجو يدافع بقوة عن الخط الذى انتهجه ويؤكد بالقول ان المجموعة التى ارتضت خيار الوحدة ليست انفصاليه ، لكنها تنفذ خيار القواعد واعتبر التشكيك فى تلك التحركات ليس فى محله واردف (يصفونا بالمخربين لكن عندما يخرج مشروعنا "سيحرجهم") غير ان القيادى عثمان عمر الشريف اكد لـ"الاحداث" امس الترحيب بخيار الفصائل المتنادية واعتبر تحركاتها فى اطار الاجتهاد الذى يثاب فاعله ، لكنه رفض فكرة تحدث البعض باسم التيار الوحدوى داخل المرجعيات ونوه الى ان تلك التسمية تحمل قدرا من "التزوير" واكد ان حزبه يكن احتراما للقيادى التوم هجو ، وينتظر منه المثول امام لجنة التحقيق التى استدعته مؤخرا ، والا فان عليه الاستقالة والانضمام الى التيار الجديد الذى ارتضاه ، واستبعد كليا ان يصدر الحزب قرار بفصل اى من قياداته خاصة وانه لم يجند احدا ، واظهر عثمان عمر لا مبالاة بالنتائج المفضية الى اعلان الوحدة وقال ان الخطوة ليست مزعجة بالاستناد الى ان القاعدة الاتحادية محصنة ضد الانقسام واضاف يقول (هم اتحاديين وطنيين اذا رضوا بالحوار الموضوعى يمكن لم الشمل ، وليس وحدة الاتحاديين ) .
وفى المقابل فان بعض الفصائل المشتركة فى احتفال التوحيد تعانى انقساما داخلها وتباينا فى الرؤى حيال المشروع المرتقب ، فالحزب الاتحادى الموحد يختلف قياداته على الخطوة التى تؤيدها جلاء الازهرى بينما يتحفظ عليها القيادى ميرغنى عبد الرحمن ، وفى الهيئة العامة اظهرت مركزية الطلاب فى بيان تلقته "الاحداث" امس نقمة على مايجرى فى الساحة الاتحادية من دعوات للتوحد واعتبروا ما يستضيفه منزل الازهرى غدا تحركا لمجموعات ادمنت التكتيك باسم الوحدة الاتحادية طوال عقدين من الزمان واكدوا مايجرى لايعبر عن الحزب الذى يمثل الوطن المرجو ، اما قوات الفتح فاكدت على لسان قائدها عوض البارى السر ان المجموعة المشاركة لاتمثل الفتح ولا الحركة الوطنية الثورية ، واشار الى ان التنظيم يمتلك هيئة قيادة منذ تاسيسه فى العام 96 ، وهى غير ممثله اصلا فى المشروع ، ونبه البارى فى حديث لـ"الاحداث" امس الى ان الحركة الوطنية الثورية لم تكن جزءا تنظيميا من الحزب الاتحادى انما تيارا ، منفصلا و قائم بذاته وممثل فى هيئة القيادة للتجمع
وبرغم العثرات التى تبدو على المشروع الاتحادى المرتقب والتى غالبا ما تلازم كل الخطوات المماثلة فان تصميما بائنا يعترى متسيدى الحفل على انجاز الخطوة وتحقيق وحدة اتحادية على اسس جدية ودعا اعلام الهيئة العليا فى بيان امس الى انجاح الملتقى الذى استنفذ بحسب بيان صحفى امس وقتا طويلا . فضلا عن كون المشروع يعد محاولة لانقاذ الحزب من التفكك الذى اقعد ه عن النضال الوطنى .
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة