السبت، 27 أيلول، 2008
تضامن دارفور بالمهجر يحذر من تعقيدات أزمة دارفور
تعدد المبادرات و المدخل الخاطيء
بعد ان توارى مسلسل أبوجا الذي و لد في الأصل ميتا حيث أنه فرض على من وقعوه و غيب عنه أهل القضية الأصليين فأصبح حبراً على ورق و لم يجلب الأمن حتى لمن وقعوا عليه، و أهدرت بسببه أموال الشعب في توزيع الرشاوى السياسية في شكل حقائب وزارية عديمة الجدوىً لا هدف لها و لا كفاءة لمن إعتلاها، فزاد المفسدون فساداً و زادت معه معاناة أهل دارفو. و انتهت مؤتمرات طرابلس الي لا شيء سوى تبادل الإتهامات في هجومي أنجميا و أم درمان، و من ثم أستحدث ما يسمى بمبادرة أهل السودان و التي لايعرف عنها حتى الآن سوى العنوان مما يدل على عجز نظام الخرطوم في معالجة قضايا الوطن و أصبح لا هم له سوى التمسك بالسلطة حتى و لو كانت على أنقاض كل أهل السودان. ان الأخطاء التى إرتكبها هذا النظام المتمادى فى غية أهدت الفرصة لأعداء الوطن للتربص به، نظام احتار به الدليل و أصبح لا يدري في أى الإتجاهات يسير أو في أى المبادرات يمكن له ان يعلن النفير. و في هذا الخضم المتلاطم تطل علينا مبادرة أمة العرب و التي نحسب أنها ستواجه نفس المصير ان لم تتدارك أخطاء من سبقوها في هذا المجال بمراعات الأبعاد التالية:
1. الحركات المسلحه وعدم قدرتها فى تحقيق السلام بمفردها
نعم ان الحركات المسلحة هي التي تسببت في الكارثة الإنسانية التي يشهدها الإقليم اليوم و صحيح أيضاً انها تستطيع ان تحدث الدمار و الخراب و تسهم في حالة اللا أمن و لا استقرار، و لكن في المقابل أيضاً فهي وحدها لا ولم ولن تستطيع تحقيق السلام. و نؤكد للعالم أجمع رداً علي إفتراءات الخصوم و الأعداء على حد سواء ان هذة الحكومة لا تمثل أحداً سوى نفسها، و لذلك أي مبادرة لا تحترم التركيبة الإجتماعية لأهل دارفور أو ان تعطي اليد الطولي لحركات دارفور المسلحة دون غيرها لن يكتب لها النجاح
.
2. الصراع الدولى حول الموارد فى دارفور
البعد الآخر و الذي نحسب أنه هو العقبه التي تحول دون حدوث انفراج في الأزمة، هو الصراع الدولي من أجل الموارد و مصالح الدول الكبرى فالوجود الصينى في السودان يثير قلق الغرب، و لم يفعل نظام الخرطوم ما يطمئن تلك الدول.
و عليه فإن لم تأخذ المبادرة الجديدة هذا البعد فى الحسبان لن تستطيع التقدم كثيراً في هذا المجال. ان الحناجر التي بحت أصواتها من الصراخ ضد الصين في كثير من العواصم الغربية فإنما هي تعبر عن قناعات أجنبية بأفواه سودانية.
3. المبادرات التى لا تستصحب جميع المجموعات و الفئات فى دارفور مصيرها الفشل
و نقولها بكل وضوح ان أي مبادرة لم تستصحب كل المجموعات و الفئات الي تمثل أهل دارفور أو أي أفكار لم نشارك في صنعها لا تعنينا في شيء.
و نقول لأقطاب حكومة الخرطوم لقد برعتم في توزيع الرشاوى و تفتيت الحركات و ما جنيتم شيئاً سوى الفشل و الخزلان، أما آن الأوان ان تنتهجوا اسلوبا مغايرا باشراك جميع اهل دارفور لحل هذه المشكله. و نذكركم حتى لا تنسو ان سيناريو نيفاشا المتمثل في توزيع الكعكة بين نظام على سدة الحكم وآخر متمرد عليه لن يتكرر بدارفور.
و نقول للحركات المسلحة لقد دمرتم القرى و شرتم الأهالي، قطعتم الطرق ووضعتم أهل دارفور بما فيهم أمهاتكم فى سجون كبيرة ، وإعتليتم صفحات الإعلام الغربى والاقليمى و المحلى و لكن ماتزالون تعيشون على فتات الموائد وكروت فى لعبه البوكر السياسيه العالميه و ظلت إرادة الشعب كما هي قوية متماسكة لن تنكسر، فهلا تواضعتم قليلاً حتى يرفعكم شعب دارفور.
دائرة إعلام التضامن
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة