السفير التشادى فى واشنطن محمود ادم: لا علاقة لنا بالهجوم على امدرمان و حركة العدل و المساواة لم تساعدنا فى صد الهجوم على انجمينا
د. محمود ادم تخرج من جامعة الخرطوم كلية الصيدلة فى عام 1992م. عاد الى انجمينا و عمل ضابطاً فى الجيش و مسؤولاً عن ادارة المستشفى العسكرى. فى 1995 تم إنتدابه للولايات المتحدة الامريكية للتحضير للماجستير و الدكتوارة فى معهد البحرية الامريكية فى كالفورنيا. عاد الى تشاد فى 1997 وعمل فى وزارة الدفاع التشادية الى ان تم تعينه سفيراً لبلاده فى واشنطن فى 2003م. التقته (اجراس الحرية) فى هذا الحوار الذى تطرقنا فيه لاحداث الساعة، فالى مضابط الحوار:
اجرى الحوار لاجراس الحرية من واشنطن: عبد الفتاح عرمان
* سعادة السفير اين تقف الان العلاقات الدبلوماسية التشادية السودانية؟
و الله يا اخى العلاقات الدبلوماسية هى اصلاً قطعت من طرف واحد، و الان عندما تمت الوساطة بعودة العلاقات الى طبيعتها مع السودان نحن رحبنا جداً بعودة العلاقات الى ما كانت عليه، و اجتماعات اسمرة الاخيرة اكدت على عودة العلاقات و نحن جاهزون لعودة العلاقات الى طبيعتها.
* الرئيس البشير قال من قبل اذا لم تلتزموا باتفاق مكة المكرمة فلن تلتزموا باى اتفاق اخر.. ما قولك؟
و الله يا اخى الكل يدرى من الذى نقض اتفاق مكة، ونحن الان فى مرحلة عودة العلاقات و لا نريد ان نعكر هذه الاجواء بالحديث عن من خرق الاتفاقيات الماضية و لكن ان سمعت هذا التصريح على لسان الرئيس البشير قبل اتفاق داكار و لكن مكة ينص على ان تلتزم الدولتان بعدم مساندة معارضة الطرف الاخر وطردهم من البلد الاخر او نزع السلاح منهم و يعيشوا كلاجئين و يكونوا تحت اشراف الصليب الاحمر. ولكن بعد اتفاق مكة بالعكس قامت الحكومة السودانية بتسليح حركات المعارضة التشادية كماً و نوعاً و دفعت بهم الى انجمينا، وكان هذا تحت مرأى و مسمع كل العالم.
* اذا انتم تتهمون الحكومة السودانية بالوقوف وراء الهجوم على انجمينا حتى بعد ان نفت دعمها ذلك الهجوم؟
و الله هذا شىء واضح و ليس اتهام فقط، وحتى بعد يوم واحد من الهجوم على انجمينا كانت هنالك تصريحات لبعض اعضاء الحكومة السودانية وفى مؤتمر صحفى اكد وزير الدفاع و مدير جهاز الامن بانهم يقفون خلف ذلك الهجوم، وبل قاد وزير الدفاع السودانى بانهم طلبوا من تلك الحركات مغادرة انجمينا و العودة مرة اخرى و فك الحصار عن القصر الجمهورى فمن لديه القدرة اعطاء الاوامر وفك الحصار عن انجمينا فبالتاكيد لديه القدرة لاعطاء الاوامر لضرب انجمينا، وكنا نتمنى ان لا يتم دعم هذه الحركات المعارضة من البداية و لكن للاسف الحكومة السودانية قامت بتسليحها و تدريبها لتقويض نظام الحكم فى انجمينا.
* ولكنكم ايضاً متهمون بايواء بعض فصائل المعارضة السودانية و بل بتوفير الدعم السياسى و العسكرى لها؟
يا اخى هذا حديث مردود، فخامة الرئيس ادريس ديبى ذهب بنفسه الى الفاشر و قابل الرئيس البشير و قال على الملأ باننا لن ندعم حركات المعارضة الدارفورية و لكن الذى حدث هو بان هنالك انقسامات فى الحركات المسلحة وكانت هنالك حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور و حركة العدل و المساواة بقيادة خليل و فخامة الرئيس ديبى كان فى امبشى يجلس بالايام و يدير الاجتماعات بنفسه حتى يساهم فى توحيد الفصائل و حل المشكلة فى دارفور وافضى هذا الحوار الشاق لاتفاق امبشى الاول و اتفاق انجمينا الثانى و هذه الاتفاقات هى التى سمحت لاول مرة بوقف اطلاق النار ما بين الحكومة السودانية و الفصائل المسلحة فى دارفور مما مكن منظمات الغوث و اللاجئين بتقديم المساعدات لابناء دارفور الذين شردتهم الحرب. و السودان لم يتهم تشاد فى يوم من الايام بل الحركات وقتها هى التى اتهمت تشاد و قالوا بانهم لا يامنون على انفسهم فى تشاد ولذلك طلبوا بتحويل المفاوضات الى اديس ابابا ثم الى ابوجا، و الوساطة خرجت من ايدينا لانهم كانوا يعتقدون باننا متواطئون مع حكومة الخرطوم ضدهم. و بعد ان تم الهجوم على انجمينا فى 13 ابريل الماضى كانت المفاوضات تدور فى ابوجا و بعد ذلك اتهمت الحكومة السودانية تشاد بايواءها للحركات الدارفورية فى تشاد و هذا طبعاً كان للتغطية على الهجوم على انجمينا و هذه اتهامات باطلة لانه ليس من مصلحة تشاد زعزعة امن و استقرار السودان لانه سوف يؤثر على الوضاع لدينا فى تشاد. هنالك بعض المسئولين السودانيين صرحوا علناً بان تغيير النظام التشادى سوف يساهم فى حل مشكلة دارفور لانهم يرون بزعزعة امن تشاد بامكانهم حل ازمة دارفور! و هم يؤجلون حل ازمة دارفور و يجعلون من تغيير النظام فى تشاد اولوية بالنسبة لهم و هذا يدل على عدم جدية حكومة الخرطوم فى حل مشكلة دارفور.
* ولكن لو عدنا للهجوم على انجمينا .. وقتها رشحت بعض الانباء بان قوات حركة العدل و المساواة وقتها قاتلت معكم جنباً الى جنب حتى صددتم الهجوم مما يعنى بان هنالك مصالح متبادلة ما بينكم و فصائل المعارضة فى دارفور؟
و الله هذا كان ادعاء حركة العدل و المساواة و حكومة السودان –ضحك- المرتزقة التشاديين الذين هاجموا انجمينا عندما فشلوا هجومهم قالوا بان القوات الفرنسية هى التى ساعدتنا فى صد الهجوم، وفى الهجوم الثانى المرتزقة التشاديين و الحكومة السودانية قالوا بان حركة العدل و المساواة هى التى ساعدتنا فى صد الهجوم عن انجمينا و بل حركة العدل و المساواة عندما سمعت هذا الحديث ادعت ايضاً بانها ساعدتنا فى صد الهجوم عن تشاد وهى بذلك كانت تود الحصول على بعض المكاسب السياسية وتود ان تقول للعالم بانها حركة قوية و فاعلة، وانا هنا لا اود انكر بانهم نشطون و فاعلون بل هم لديهم شعبية كبيرة فى الكثير من المناطق فى دارفور و لكن حديثهم بانهم ساعدونا فى صد الهجوم عن انجمينا هو بالطبع حديث عار من الصحة و الحقيقة هى بان فخامة الرئيس ادريس ديبى و قيادته الرشيدة و شجاعته الشخصية وحنكته العسكرية هى كانت من اهم العوامل التى ساعدتنا فى صد الهجوم عن انجمينا فلم نتلق اى عون خارجى او محلى لصد الهجوم وذلك لاننا قادرون بالدفاع عن انفسنا ولا نريد اى شخص اخر مهما كانت قوته للدفاع عنا. و الذى ساعدنا فى صد الهجوم ايضاً هو بان الحركات المسلحة كانت لديها خلافات داخلية عبود كان يطمح فى ان يكون رئيساً و نور كان يطمح فى الرئاسة ايضاً و الكثيرين غيرهم، وبعد فشل الهجوم على انجمينا اعترفوا بانه لم يكن لديهم برنامج سياسى و رؤية واضحة للتغيير و لذلك فشلوا فى دخول انجمينا.
* الهجوم على امدرمان فى العاشر من مايو الماضى يقال بانه كان رد زيارة منكم وخصوصاً هذا الهجوم سبقته تصريحات للرئيس ادريس ديبى يفهم منه بانه سوف يدعم اى فصيل للهجوم على الخرطوم؟
هذا غير صحيح، الرئيس ادريس ديبى لم يصرح مطلقاً بانه سوف يدعم الهجوم على الخرطوم.
-من المحرر- ولكن هنالك بعض التصريحات نقلت عنه و هى بانه سوف يرد الصاع صاعين للحكومة السودانية؟
هذه تصريحات غير صحيحة لان فخامة الرئيس ادريس ديبى لم يقل ذلك مطلقاً بل الحكومة السودانية صرحت بعد الهجوم على امدرمان بانهم سوف يردون الصاع صاعين لنا فى تشاد لانهم كانوا يعتقدون باننا كنا نقف وراء الهجوم على امدرمان و صرح وزير الدفاع السودانى فى البرلمان بانهم سوف يردون لنا الصاع صاعين و قطعوا العلاقات من طرف واحد و هاجموا سفارتنا فى الخرطوم فى سابقة هى الاولى من نوعها و تم ذلك بقيادة ضباط فى الشرطة و الامن وتم تفتيش مكتب السفير و اعتدوا حتى على الارشيف وصرحوا بانهم وجودوا ادلة فى السفارة التشادية تدعم ذلك. وبعد فترة وجدوا بانهم اعطوا تشاد اكثر مما تستحق و قالوا هذا الهجوم مدعوم من امريكا و اسرائيل.
* دعنا نعود للهجوم على امدرمان هل تم بدعم منكم؟
ليس لدينا اى علاقة بالهجوم على امدرمان و ليست لدينا هذه النوعية من الاسلحة التى تم بها الهجوم على امدرمان، ونحن لا نؤمن بزعزعة استقرار دولة مجاورة وهذه سياسة رشيدة لفخامة الرئيس ديبى منذ وصوله الى السلطة وحتى الان و هذه السياسة كلفته كثيراً حتى الان و حتى الذى تمردوا علينا من كبار قادة الحرس الجمهورى لانهم كانوا يرون بانه علينا دعم حركات دارفور المسلحة و لكننا رفضنا ذلك، ولكن حكومة السودان لديها سوابق كثيرة من ضمنها محاولة اغتيال الرئيس مبارك فى اديس ابابا و تم زعزعة استقرار دول مجاورة اخرى مثل يوغندا و ارتريا و اثيوبيا ولكننا ما زلنا حتى الان نؤمن بسياسة حسن الجوار.
* هنالك بعض الانباء تشير بان لديكم النية لفتح قنصلية لكم فى جوبا فى اكتوبر القادم؟
لا علم لى بهذه الخطوة ولكن حكومة جنوب السودان لديها الحق فى اقامة علاقات دبلوماسية مع اى دولة اخرى وهى حكومة رشيدة و ليس ببعيد ان نخلق معها علاقات دبلوماسية فى اى وقت.
* هنالك زيارة مرتقبة لوفد عالى المستوى من الحركة الشعبية لانجمينا فى مطلع اكتوبر القادم .. ماذا تتوقعون من تلك الزيارة؟
ليس لدى علم بذلك، و لكن تمت زيارة للفريق اول سلفاكير من قبل لانجمينا و ابوابنا مفتوحه لهم فى اى وقت و نرحب بهم فى تشاد و خصوصاً الشعب السودانى و التشادى شعبين شقيقين ونحن نرحب باى جهود لراب الصدع ما بين حكومتنا و حكومة الخرطوم.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة