|
|
Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55 |
الجزء الثالث لحِـديث المسارات مع القائد باقـان أمـوم!
المسـار الثالث: مسـألة دارفور - القضية والحل!
س. أزمة دارفور تتراواح بين تداخل و تعدد المبادرات ، من جانب أخر تباعد المسافات بين القوى " الدارفورية" ، أخر المبادرات ، مبادرة الجامعة العربية بتفويض دولة قطر وإتهام الحركة و المؤتمر الشعبى من قيادات فى المؤتمر الوطنى " الشريك" بأنكم خلف حركة تحرير دارفور كما أن الشعبى خلف حركة العدل والمساواة : أين هى الحركة الشعبية ممثلة القطاعات المهمشة من هذا الواقع والإتهامات وما هو دور الحركة الأن فى معالجة الأزمة؟
ج. الحركة الشعبية قوى أساسية فى السـاحة السودانية. ولها مشـروع للمسـاهمة فى إيجاد حل للأزمة دارفور منطلقة من أن المشكلة فى دارفور هى مشكلة تهميـش . حيث مشكلة الحرب فى دارفور هى مـشكلة سياسيـة . بداية حل هذه المشـكلة يكمن فى الإعتراف بأنها هى مشـكلة سياسية تحتاج لحل سياسيى فى المقام الأول.
- و الحركة الشعبية تسـتقل موقعها التاريخى الفريد بأنها هى قوى تنادى بإنهاء التهميش وفى نفس الوقت هى جزءمن الحكومة الحالية ، بأعتبارها شـريك للمؤتمر الوطنى ، الذى هو طرف فى صراع دارفور. لـهذا الوجود الفريد للحركة و المكانة التاريخية الفريدة ، إن للحركة بحكم منبرها هو منبر المهمشين ، فلها أمكانيات وعلاقات يمكن أن تـساهم فى توحيد الحركات فى دارفور نحو ( موقف تفاوضى واضح وموحد ) لِكل هذ الحركات، لتـسهيل عملية تحقيق السـلام. ولنـا أمكانية وفرص و علاقات للتواصل مع هذ الحركات حيث يمكن أن نلتقى بها حيث ما نـشاء.حيث يمكننا توظيف كل ذلك للبحث عن سبـل تحقيق السـلام فى دارفور. فى نفـس الوقت أن الحركة الشعبية كجزء من حكومة الوحدة الوطنية ، بتعمل فى إطـار هذه الحكومة ؛ لإقناع المؤتمر الوطنى لحل مشكلة دارفور سـلمياً فى بوضعها فى قائـمة الأجندة الوطنية فى إطار حكومة الوحدة الوطنية. وإقناع المؤتمر الوطنى بالعمل لـحقيق السلام فى دارفور وتقـديم ما يمكن من تنازلات للوصول للإتفاق سلام شامل فى دارفور.
- هـذا ما يمكن أن تـقوم به الحركة الشعبية ، وهـذا موقف فريد وتاريخى تـجد الحركة الـشعبية نفـسها فيها. كذلك للحركة الشعبية علاقات مع القوى الأقليمية و الجيران ، يـمكن توظيـفها للمسـاهمة للإستقطاب الدعم لجهـود تحقيق السـلام فى دارفور وعلاقات مع المجتمع الدولى جـيدة ، يمكن توظيف ذلك فى تحقيق السـلام.
- نـحنوا مع حـل سـلمى وعادل لمـشكلة دارفور وإنـهاء التـهميش عبر عملـية سـلمية تـعطى أهل دارفور الحق فى أن يـحكموا أنفـسهم و الحق فى أن يـشاركوا مشاركة عادلة فى السـلطة على المسـتوى القومى ؛ و المشـاركة فى أن يأخذوا نـصيبهم العادل من الثروة القـومية. هـذا هو الحل.
- أما الإتهامات وإتهام الحركة والـشعبى أنهم خلف تكوين الحركات فى دارفور. وخـلق المشكلـة فى دارفور ؛ فـهذه هـى أوهـام أصـحاب نـظريات المـؤامرة و الهروب من الواقع!
المشكلة فى دارفور ليـست من صناعة الحركة الشـعبية ولا أى قوى سياسية من خارج السـودان أو داخل السـودان. إنما هى مـشكلة قديمة ، حـيث هى مشـكلة تـهميش .وما حدث فى دارفور هو إنتفاضة ورفض للتهمـيش و القهر ضـد الأنظمة الشـمولية وضـد هيمنـة المركـز على الهامـش. ، مـا حـدث فى دارفور هو نفـس ما حدث و يحدث حالياً فى أقصى شـمال السـودان ضـد الأنظمة الظالمة . و المحاولة لتجريم أطراف أخرى وتحـميلها المسـؤولية لهذه الأزمة ؛ هى محـاولة للهروب من المـشكلة و الهروب من المـسؤولية. وهـؤلاء النـاس يزيدوا من الأزمة بعدم إعترافهم بالمشـكلة ، لإن نـظرية المؤامرة تـهيمن على عقليتهم.....هـم يـفعلون الأشياء و يتـهمون الدنيا أنها هى سـبب المأسى.
س . الحديث عن هذه الأزمة يقودنا لجوانب تفصيلية أخرى ؛ غائبة لحد ما على البعض منهم المراقبين وأيضاً بعض المواطنين السودانين ؛ الأ وهى التكاليف الإقتصادية ! بـحكم موقعكم فى مركز السلطة كحركة شعبية حيث الأن أنتم أدرى بـجونب تفصيلية فى هذا الشأن ، هل هناك فرصة لإعطائنا بعض الحقائق لفهم حقيقة التكاليف المادية للحرب ... تحديداً بعض الأرقام وما يمثله ذلك من ظلم على واقـع الإقتصاد السـودانى؟
- هـو حقيقة قضية تكاليف الحرب فى دارفور يجب أن ننظر لها أولاً فى الإطار العام للإزمة تاريخياً - حيث الدولة السـودانية هى دولة فاشـلة خلال الخمسين عام الماضية . أى مايقارب 52 عام من عمرها. وفشـل الدولة السودانية فى بـلورة مـشروع وطنى جـامع ؛ مـشروع وطنى لبنـاء دولـة سـودانية - لبنـاء أمة سـودانية - ! غياب هذا المـشروع هو السـبب فى الفشـل . مما أدخل الدولة السودانية فى حـالة حـرب مـع مواطنيه. وإستخدمت هذه الدولة " المال العام" لـتدمير المواطن السودانى ، لتـدمير المجتمع السـودانى وإدخال المجتـمع ككل وقيادة المـجتمع فى طريق الدمار الذاتى. ممـا كلـف السـودان ما يقارب ...لا بل ما لايـقل من 5 مليون نفـس. يـعنى بـواقع مليون كل عشـر أعوام من الأنفـس!
- لا يـوجد مجتمع دخل فى هذا النوع من النفق القاتم مثل المجتمع السـودانى. وهـذا بـكل تـأكيد تـكلفة حقيقية إذا نظرت للِجـهد ... حيث أهم الجهد الذى قامـت به الدولة السـودانية ، هـو الجـهد لِلدمار ؛...لإنها هى دولـة ناقـصة الشـرعية و متـهمة من قبـل مواطنـيها وغير معـترف بـها من قـبل مواطنيها . حيث هى دولة خرج عليها غالبية مواطنتيها ، إذ تـمردت على هذه الدولة حركات كثيرة ، سـواء أن كان فى الجنـوب أو الغرب أو الوسـط على هذه الدولة. كمـا قامـت على هذه الدولة إنقلابات بما فى ذلك الإنـقلاب الأخير للرئيـس البـشير. هو إنقـلاب على الدولـة السـودانية. أى إنقـلاب على نـوع من الشـرعية التى لـم يقبـل بها البـشير. حيث إتـهمها بالفشـل.
- وهـذا النفق ...هذا الطريق هو طريق مكلف. إذ تـحدثنـا عن الدولة السودانية - عن التكلفة فى دارفور - أى ممارسة الحرب.... هذا الصراع فى دارفور فى شـكل الحرب الأن. فيكلف السـودان مالا يقل عن 3 مليـون دولار يـومياً. من دمـار للأرواح ودمـار موارد مـادية أخرى . حـيث يـتم حرق قرى " بالمال" أى عندما تحرق قرى - تحرق أموال كذلك.... بالإضافة للنفـس . حـيث يتم إبادة و تحطيم القدرات الإقتصادية ، وهناك مال كثير يتم تدمـيره. إذا لم يتم إحـصاء ما تم تدميره من المال فى دارفور مثلاً وخسـارتهم من المال . من دون شـك كلفت هذه الحرب الحكومة السودانية ما لا يقل عن 3 مليون تكلفت خزينة الدولة السودانية فى دارفور ... لتدمير دارفور، وطرد المواطنين لمراكز النازحين. حـيث يوجد ما لايقل عن مليونان ونـصف مواطن. .!
س. هل خزينة الدولة مليئة بـهذا الكم من المال ، أم هى أرقام يشـوبها بعض الخيال!؟
- لا بـكل تأكيد يـوجد مال ؛ حيـث يتم جباية الضرائب من المواطنين " وقوت" الموطنين بأشكال متـعدده. وتـزداد جباية جمـع الضرائب كل مـايزداد الـحوجة لـتمويل الألة التـدميرية للـدولة السـودانية. خاصةً أجـهزت الـقهر فيـما يـسمى بالـقوات السـودانية المـسلحة ، وجـهاز الأمـن وغـيره من الأجـهزة. والأن يـضاف لـهذا المال عائدات البترول وعائـدات من الأستثمارات الأخرى.
يتبع الجزء الرابع و الأخير.
© Copyright by SudaneseOnline.com
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة
الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة
عن رأي الموقع