في ندوة أقيمت في المركز التاريخي واجتذبت حضورًا متميزًا
جمعية الصحفيين السودانيين بالسعودية تتناول تجارب (أبو الجعافر) والشريان ومعاوية ياسين
أبو الجعافر: الصحف تجري خلف نجوم الشباك من الكتاب
الشريان: في السودان صحفيون من دون صحافة!
ياسين: الصحافة العربية تفتقد المصداقية والشباب متعجلون!
استقطبت ندوة (تجربة الكتابة الصحفية) التي أقامتها جمعية الصحفيين السودانيين في السعودية جمهورًا عريضًا من الصحفيين السودانيين والسعوديين والعرب، والمهتمين من مختلف الكيانات السودانية، وذلك بحضور سفير السودان بالمملكة الأستاذ عبدالحافظ إبراهيم محمد.
وقد أقيمت الندوة مساء الخميس 18 رمضان 1429هـ(9سبتمبر 2008م) بقاعة الملك عبدالعزيز للمحاضرات الواقعة في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، بمشاركة كل من الأستاذ جعفر عباس، والكاتب الصحفي السعودي الأستاذ داود الشريان، والصحفي السوداني الأستاذ معاوية ياسين، وأدارها الأستاذ عبدالمنعم أحمد علي، وقدمها الأستاذ مصطفى يوسف.
وقد تحدث في بداية الندوة رئيس الجمعية الأستاذ حسين حسن حسين، شاكرًا للحضور، ولسعادة سفير السودان تشريفهم الليلة، موضحًا أن الندوة تهدف إلى الاستفادة من الخبرات الصحفية، وتحقيق التواصل بين أجيال الصحفيين، وتمتين الروابط الأخوية والمهنية بين إعلاميي البلدين الشقيقين، والتعريف بالجمعية وأهدافها وقدراتها في تبني قضايا مهنية مختلفة، فضلاً عن إبراز دور دبلوماسية الإعلام في ترسيخ العلاقة بين الدول، فيما عبر عن تقدير الجمعية وعرفانها للمملكة العربية السعودية قيادة وشعبًا على ما يجده أبناء السودان من حسن ضيافة، جعلتهم يعدونها وطنًا لهم، لا يشعرون فيه بالغربة.
ورفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز، وإلى سعادة المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ رئيس مركز المشاريع والتخطيط العليا لتطوير مدينة الرياض، وسعادة المهندس طارق الفارس مدير مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، وذلك على استضافة هذه الندوة في هذا المكان ذات الأبعاد التاريخية العميقة.
وقد شكر لراعي هذه الندوة (التلي موني)، خدمة التحويل السريع بالبنك العربي الوطني، ولمديرها العام الأستاذ جمال الربح، ولمدير الخدمة بالسودان الأستاذ عبدالمنعم عبدالعال، مشيرًا إلى أن هذه الخدمة الرائدة ظلت وقوفًا مع الجمعية بالرعاية والدعم في جميع أنشطها.
بعد ذلك تحدث الأستاذ داود الشريان عن تجربته موضحًا تأثره بعدد من الأساتذة منهم الأستاذ مصطفى أمين والأستاذ أحمد بهاء الدين، ومع ذلك قال إن المدرسة المصرية تتسم بالاستطراد والذاتية، بينما تتميز المدرسة اللبنانية بتكثيف الفكرة والدخول مباشرة في صلب الموضوع.
وقال إن وجود موقف من الموضوع المطروح يسهل الكتابة في حين أن عدم الانفعال بالموضوع أو الخوف من طرح رأي محدد يجعلان الكتابة صعبة، وفي الغالب تأتي غير مقنعة، وبلا طعم، وأضاف ساخرًا بأن الإسلامي الذي يكره الليبرالية سيجد سهولة في سب الليبراليين، وتوجيه ما يريد من اتهامات، كما أن العكس صحيح.
وتحدث الشريان عن اللغة وأهميتها، موضحًا أن الموضوع يفرض المفردات المناسبة، ومن ثم الأسلوب، وقال إن هناك كتابًا وكاتبات سعوديات يمتلكون أسلوبًا جميلاً ولغة رفيعة، وشيئًا جديدًا يجد تجاوب القراء، وعلق ساخرًا: إذا أتيح لهؤلاء الفرصة للكتابة في الصحافة المطبوعة (ما أكلنا عيش).
وقال الشريان إن الصحفيين السودانيين الأوائل الذين عملوا في الصحف السعودية تميزوا بامتلاك ناصية اللغتين العربية والإنجليزية، وأوضح أن السودان فيه صحفيون من دون صحافة، مثله مثل سورية والعراق.
عقب ذلك تحدث الأستاذ معاوية ياسين عن توجهه لدراسة القانون، ثم نيته في الاتجاه إلى المحاماة، وعمله بعد ذلك في صحيفة الصحافة، إذ احتضنه الأستاذ فضل الله محمد، الذي علمه أهمية أن يكون الصحفي شاملاً، وقادرًا على العمل في كل أقسام التحرير، وتناول بعد ذلك تجربته في بريطانية في القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية، حيث كان التركيز في المصداقية، والدقة في التعبير، وهما ما تفتقدهما الصحافة العربية، ثم تحدث عن مدرسة الحياة، التي ترتبط بالأستاذ جهاد الخازن، الذي أوجد أسلوبًا غير معلوم في الصحافة العربية، متأثرًا بخبراته السابقة.
وعاب على الصحافة السودانية كونها أصبحت صحافة رأي، وتعجل الشباب كتابة العمود، من دون التمرس في العمل الصحفي، وتدني مستوى اللغة، نسبة لتدني التعليم، وذكر أن الجمع بين العمل الصحفي الميداني وكتابة العمود أمر صعب، لذا يحرص على أن يكون الفريق العامل معه متفرغًا للعمل الصحفي.
وقال إن السودانيين في الصحافة السعودية أثبتوا حضورًا جيدًا، واكتسبوا خبرات جديدة.
فيما سرد الأستاذ جعفر عباس عبر الهاتف، جزءًا من مشواره مع الكتابة، فقال إنه يعمل في مجال الإعلام أكثر من 30 عامًا، ولم يكتب العمود الصحفي إلا بعد الأربعين، وكان قد بدأ الكتابة باسم مستعار، وعندما وجد الشجاعة الكافية أفصح عن نفسه.
وقال إن الصحافة اليوم أصبحت صحافة رأي، يعد أن أصبح صعبًا الانفراد بالأخبار في ظل ثورة الاتصالات، وأضاف أن الصحف تبحث عن نجوم الشباك من الكتاب، الذين يجدون إقبالا من القراء، وهي تجزل لهم العطاء، مما يوقعها في مشكلة مع الصحفيين الميدانيين، الذين يبذلون جهدًا كبيرًا.
وأوضح أنه لا طقوس له في الكتابة، غير أن يحاول الانتهاء من كتابة العمود قبل الثانية ظهرًا، حتى لا تطارده الصحف.
وقدم الدكتور عزالدين عمر موسى كاتب عمود (صيد الخاطر) في صحيفة الخرطوم مداخلة شبه فيها الكتابة بالمخاض، وصعوبة التزام الكتابة الراتبة.
وأوضح الأستاذ مصطفي شعيب الصحفي بصحيفة الاقتصادية أن الصحافة ليس دورها التغيير، وهي تعكس ما يحدث في المجتمع، والصحفي عليه أن يعبر عما يؤمن به، من دون إملاء.
وذكرت الأستاذة حليمة عبدالرحمن المشرفة على موقع الجمعية الإلكترونية بعض تجربتها في الكتابة في الصحافتين العربية والإنجليزية، ثم في الصحافة الإلكترونية (إيلاف)، مؤكدة وجود كاتبات متميزات في السودان، ومشيرة إلى صعوبة نحت أسلوب خاص بالكاتب.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة