ازيكيل جاتكوث: المؤتمر الوطنى يلعب على الحبال و غير جاد فى حل مشكلة دارفور
ازيكيل جاتكوث رئيس بعثة حكومة الجنوب فى واشنطن، و الذى تنسبه جهات عديدة للتيار المتشدد فى الحركة الشعبية وهو التيار الذى عٌرف سابقاً ب(اولاد قرنق). التقيته هذه المرة فى مقر بعثته فى واشنطن منشرح الصدر و منبسط الاسارير خصوصاً بانه قاد معركة إعفاء السفير السابق من منصبه فى واشنطن و قد كسب الجولة.
اجرى الحوار لاجراس الحرية من واشنطن و ترجمه للعربية:
عبد الفتاح عرمان
* حضر اليوم الى مكتبكم سفير السودان فى واشنطن د. اكيج كوج و بعد تسلم منصبه البارحة وكان بينكم اجتماع مطول.. ما الذى دار فى ذلك الاجتماع؟
ناقشنا فى ذلك الاجتماع كيفية التعاون و العمل معاً من اجل مصلحة السودان و خصوصاً باننا نخدم حكومة واحدة وهى حكومة الوحدة الوطنية. و بالتاكيد سوف ترى فى الفترة المقبلة تعاون كبير ما بيننا و ذلك لان د. اكيج عضو حركة شعبية ملتزم و عمل سابقاً فى الجيش الشعبى و سوف لن نخرج عن خط الحركة الشعبية كما كان يفعل جون اكويج.
* ولكن البعض يقول بان السفير السابق كان يقوم بعمله و ذلك لانه كان يمثل السودان و ليس الحركة الشعبية؟
هذا غير صحيح، جون اوكيج حركة شعبية (بماكينة مؤتمر وطنى) و جاء الى هنا لتنفيذ اجندة المؤتمر الوطنى ، و لذلك تم اعفاءه من منصبه فى واشنطن، وهنا لا اقول نحن فى الحركة الشعبية نريد السفير ليمثل وجهة نظر الحركة الشعبية فقط و لكنى اقول على السفير خدمة السودان و ليس اجندة المؤتمر الوطنى كما كان يفعل جون اوكيج.
* هل باستطاعتنا القول الان بان الازمة بينكم و السفارة قد انتهت؟
نعم، باستطاعتك قول ذلك ولكنى اريد اوضح لك شيئاً لم تكن لدينا ازمة مع طاقم السفارة و علاقتى بهم جيدة ولكن كان لدينا مشلكة مع السفير جون اوكيج و هى ليست مشكلة شخصية و انما كانت حول خروجه عن خط الحركة الشعبية وهو كان يعتقد بان السياسة الخارجية هى تنفيذ اجندة المؤتمر الوطنى و هذا خلط واضح و ذلك لان السياسة الخارجية هى سياسة حكومة الوحدة الوطنية و ليس سياسة حزب واحد. و قام ايضا بمهاجمة حركات التحرر الدارفورية و تصوير اوضاع حقوق الانسان فى السودان بالجيدة على الرغم من التجاوزات الكبيرة التى يرتكبها المؤتمر الوطنى بحق المواطنين فى كجبار و دارفور و حتى فى الخرطوم، هذه هى القضايا التى جعلتنا نختلف معه و نطالب بتغييره.
* حضرت مع وفد الحركة الشعبية الزائر مؤتمرى الحزبين الجمهورى و الديمقراطى .. ماهى الانطباعات التى خرجت بها؟
انطباعاتى كانت ايجابية جداً، فى البداية عندما ذهبنا لمؤتمر الحزب الديمقراطى قابلنا الكثير من الشخصيات المهمة فى الحزب الديمقراطى و اتفقنا معهم على العديد من القضايا، وفى حالة فوزهم اكدوا لنا بان الاوضاع لن تتغير بخصوص تنفيذ اتفاقية السلام الشامل. و مؤتمر الحزب الديمقراطى كان منظم تنظيماً جيداً و اوباما يمثل نفس اشواق الحركة الشعبية فى التغيير و معالجة قضايا التهميش و الفقر و البطالة. و بعد ذلك ذهبنا الى مؤتمر الحزب الجمهورى و قابلنا جميع الشخصيات المهمة فى الحزب و اتفقنا معهم ايضاً فى العديد من القضايا من ضمنها دعم تنفيذ اتفاقية السلام الشامل و الانتخابات القادمة، وخرجنا بنتائج طيبة من مؤتمرى الحزبين الجمهورى و الديمقراطى.
* زيارة وفد الحركة الشعبية لواشنطن.. هل كانت ناجحة؟
كانت اكثر من ناجحة، التقى الوفد بكل الشخصيات المهمة فى الادارة الامريكية و فى الحزب الديمقراطى و منظمات المجتمع المدنى و السودانيين الموجودون هنا. مع الادارة الامريكية ناقشنا موضوع الانتخابات القادمة و سبل دعمها و اكد لنا المسئولين فى الادارة الامريكية بانهم سوف يدعمون الانتخابات القادمة، و الزيارة حققت جميع اهدافها.
* نقلت بعض التصريحات عن وزير الخارجية دينق الور قال فيها بان هنالك انقسام فى حكومة الوحدة بسبب قرار محكمة الجنايات الدولية بتوقيف الرئيس البشير؟
ما قاله دينق الور صحيح، هنالك انقسام فى حكومة الوحدة الوطنية وذلك لان الحركة الشعبية ترى بانه يجب التعاون مع محكمة الجنايات الدولية ولكن المؤتمر الوطنى يرفض التعاون معها. المؤتمر الوطنى غير جاد فى حل مشكلة دارفور و انا كنت ضمن وفد الحكومة السودانية فى مباحاثات روما لتحسين العلاقات السودانية الامريكية ودينق الور و شخصى اتفقنا مع الجانب الامريكى بحل مشكلة دارفور مقابل التطبيع الحكومة السودانية و قيادات المؤتمر الوطنى كانت حاضرة و مشاركة فى هذه المفاوضات و اتفقوا معنا على هذه الخطوات ولكن عندما ذهبوا للخرطوم لم ينفذوا مع وعدوا بها الادارة الامريكية و هذا هو السبب لتوقف عملية التطبيع ما بين الادارة الامريكية و السودان، وهذا ما يدعونى اقول و بكل ثقة بان المؤتمر الوطنى غير جاد فى حل مشكلة دارفور. و المؤتمر الوطنى يلعب على الحبال و سياسة اللعب على الحبال ولى عهدها و الان عليهم مواجهة المحكمة الدولية و قائمتها لن تتوقف عن الرئيس البشير او احمد هارون او على كوشيب بل هنالك الكثير من الاسماء فى تلك القائمة. و اذا ارادوا ان تساعدهم الحركة الشعبية فى حل مشكلة محكمة الجنايات الدولية عليهم ان يكونوا اكثر جدية فى حل مشكلة دارفور و من غير ذلك نحن فى الحركة الشعبية لا نستطيع مساعدتهم فى مواجهة محكمة الجنايات الدولية، وحتى ان اردنا ذلك فماذا نقول للمجتمع الدولى و المؤتمر الوطنى ما زال يهاجم معسكرات النازحين و يقتل الابرياء. الحركة الشعبية تدين ما حصل فى معسكر كلمة للنازحين و على المؤتمر الوطنى وحده تقع المسئولية و ذلك لاننا لسنا جزءاً من عمليات القتل التى يقوم بها المؤتمر الوطنى.
* و لكن دينق الور وزير فى حكومة شراكة وهى حكومة الوحدة الوطنية و ليس وزير حركة شعبية فقط؟
هذا صحيح، الشراكة تعنى ان تمثل وجهة نظر المؤتمر الوطنى و رؤية الحركة الشعبية و هذا ما قام به دينق الور، ونحن شركاء فى السلام و لسنا شركاء فى قتل الابرياء ولن نكون فى يوم من الايام شركاء لمن يقتل و يؤيد القتل و التشريد و التعذيب، هذه هى سياستنا فى الحركة الشعبية.
* و لكن الفريق اول سلفاكير ميارديت رئيس لجنة ادارة ازمة محكمة الجنايات الدولية.. فهذه التصريحات يقول البعض بان لها تاثيرات سلبية على اداء اللجنة؟
هذا الحديث غير صحيح، ما قاله دينق الور ياتى داعماً لقيادة الفريق اول سلفاكير و ذلك لان مهمة اللجنة هى الوصول الى حل سلمى و قانونى مع محكمة الجنايات الدولية ولنكن واضحين الوصول الى حل سلمى و قانونى ياتى اولاً بالاعتراف بمحكمة الجنايات الدولية ثم التعاون معها هذا هو الطريق الوحيد الذى سوف يؤدى الى حل الازمة و ليس هنالك طريق اخر غير ما تقول به قيادة الحركة الشعبية لاننا نحن فى الحركة الشعبية لن نتصادم مع المجتمع الدولى لمجرد اصدقائنا فى المؤتمر الوطنى يريدون منا ذلك.
* كثرت التصريحات حول ترشح الفريق سلفاكير للرئاسة الجمهورية .. ما الذى يجرى داخل اروقة الحركة الشعبية؟
انا لست عضواً فى المكتب السياسى و لكنى عضواً فى مجلس التحرير الوطنى ولكنى على علم بما دار فى اخر اجتماع للمكتب السياسى و هو بان الحركة الشعبية سوف تخوض الانتخابات و فى كافة المستويات بما فيها رئاسة الجمهورية، وهنا من البديهى بان من يخوض انتخابات رئاسة الجمهورية هو رئيس الحزب و ليس شخص اخر و فى هذه الحالة هو الفريق اول سلفاكير ميارديت.
* كيف ترى عملية نقل السفير جون اوكيج من واشنطن الى جنيف؟
هذه خطوة موفقة جداً و اتت فى وقتها لتخدم اجندة السودان الجديد و جميع المهمشين من كجبار الى دارفور و كل المناطق المهمشة الاخرى. و السفير السابق كان سفيراً للمؤتمر الوطنى فى واشنطن اما السفير الجديد د. اكيج فهو شخصية ملتزمة بالسودان الجديد و ابوابه مفتوحة لكل المهمشين واعرفه معرفة شخصية و كما رايت بنفسك بانه قدم الينا بعد يوم واحد بعد تعيينه و قبل ساعة كان لدى اجتماع معه بحضور برايان دى سلفا و روجر ونتر وتباحثنا حول التعاون المشترك كما ذكرت لك.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة