الحملة تواصل تلقي الطلبات

"نور دبي" تعيد النور والفرحة لعيون غفران

دبي – "الخليج"

"أنا شيفاك زين يا عمو" كلمات بسيطة بادرتني بها الطفلة السودانية غفران بعد أن أجريت لها جراحة ناجحة بالعين اليسرى ضمن المجموعات التي يتم علاجها من خلال حملة نور دبي لمحاولة إنقاذهم من العمى.

غفران ذات الاعوام العشرة بدأت رحلة الراحة من الآلام التي صاحبتها كثيرا منذ عدة سنوات بعدما أصيبت بحول شديد وارتخاء فى عضلات العين اليسرى.

ابتسامة عريضة ارتسمت على شفتيها وفرحة غامرة تملكت قلب والدها الحاج عبد الكريم سليمان عامل الحدادة البسيط الذي لم يجد أمامه سوى الابتهال إلى الله والدعاء لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، صاحب مبادرة "نور دبي" التي انطلقت لتفتح أبواب الأمل أمام أعين أطفال العالم المهددين بفقدان البصر.

غفران تمنت قبل خضوعها للعملية الجراحية في مستشفى دبي بصحبة أبيها أن تعود للسودان وهي ترى الحياة بعيون سليمة تخلو من الألم، وما أن خرجت من غرفة العمليات واستراحت حتى بادرتنا بسؤال يحمل براءة الطفولة وطعم الأمل بعد أن اطمأنت على حالها "يعنى خلاص أنا هشوف الكلام على السبورة والعب مع أصحابي ومش هتوجعني عيوني تاني".

عدي البالغ من العمر 18 عاما أجريت له جراحة ناجحة صباح أمس الأول في مستشفى دبي على يدي البروفيسور الأمريكي شين دونانهيو استشاري الجراحة بجامعة فاندر بيلد الامريكية، الجراحة كان من شأنها تصحيح الحول وتقصير عضلات العين اليسرى.

عدي لم يكن يشكو قبل ذلك من أي آلام أو اضرار بعينيه إلا انه تعرض قبل عام لحادث تصادم شديد تسبب في اصابته بآلام استمرت معه حتى الآن وحول بنسبة كبيرة مما دعاه لإجراء أول جراحة بأحد مستشفيات الخرطوم التي لم تسفر عن نجاح يذكر، ليؤكد له الطبيب المعالج انه في حاجة لجراحة أخرى في الخارج لعدم توافر الإمكانات الطبية في السودان التي تسمح بإجراء مثل هذه الجراحات.

ومنذ ذلك الحين وهو لا يقوى على مواجهة الحياة بعد أن ساءت حالته النفسية التي أجبرته على اعتزال أصدقائه والشارع والحياة كاملا إلى جانب إهمال دراسته التي تمثل له كل حياته، إلى أن اخبره احد أقاربه بحملة "نور دبي" التي جددت آماله وزفت الي قلبه الفرحة من جديد.

عدي جاء بصحبة ابنة خالته الكبرى نظرا لوفاة والده تاركا من خلفه أشقاءه ووالدته التي أكد انه يسمع دعاءها من فراشه ويتمنى أن يعود إليها وإلى دراسته من جديد حتى يحقق حلم حياته ويصبح مهندسا مدنيا ليشارك في تعمير بلاده.

أما فاطمة حيدارا من مالي فقد عانت كثيرا من اصابتها بالحول الذي لازمها منذ طفولتها والذي تسبب في عدم قدرتها على التركيز الى جانب الشعور بآلام شديدة بالرأس مما ساهم في فقدها الثقة بالنفس لذلك عبرت عن فرحتها بعد نجاح جراحتها بالعين اليسرى بمستشفى دبي بقولها "سأظل أنا وعائلتي مدينين لنور دبي طوال حياتنا".

وأشارت الدكتورة آفاق المشهري المدير التنفيذي لحملة "نور دبي" الى انه جار استقبال وعلاج المرضى من جميع الدول وحتى الآن تم استقبال آلاف الطلبات من الدول العربية والآسيوية ولا تزال المجموعات تتوافد على مطار دبي لتلقى العلاج وإجراء الجراحات اللازمة لهم وفي إطار اهتمامنا بهم نحرص على استقبالهم منذ وصولهم إلى المطار ليتم تسكينهم وتوفير جميع سبل العناية والراحة لهم ولذويهم فالأب والأم مسموح لهما معا بمرافقة أطفالهما أو من ينوب عنهما أما الكبار فمسموح لهم بمرافق واحد، يتم بعد ذلك الفحص الشامل للمريض لتحديد نوع الإصابة والجراحة المطلوبة وفي حالة القيام بجراحة يوضع المريض تحت الملاحظة حتى يتماثل للشفاء تماما، وتأكيدا على أهمية المتابعة بعد إجراء الجراحات يتم استقدام طبيب مرافق مع جميع المرضى حتى يتسنى له المتابعة الجيدة للحالات بعد عودتهم لبلدانهم خاصة انه يخضع لبرامج تدريبية وتثقيفية أثناء وجوده إلى جانب مرافقته للطبيب المعالج أثناء إجراءات الفحص وداخل غرفة العمليات ليتمكن من الاطلاع على جميع لمراحل العلاجية والتفاصيل المطلوبة أثناء فترات المتابعة.

من جانبه عبر الدكتور الأمريكي شين دونانهيو استشاري الحول عن سعادته البالغة بالمشاركة في حملة "نور دبي" التي وصفها بأنها اكبر عمل خيري في العالم والتي ساعدته على التواصل وتبادل الخبرات والمعلومات مع الأطباء المشاركين في الحملة من مختلف الجنسيات إلى جانب إتاحة الفرصة للتعرف الى أكبر عدد من المرضى مما ساهم في اكتسابه لثقافات جديدة. كما وصف الأطباء المشاركين بالحملة بأنهم سفراء في مهمة غاية في الصعوبة والإنسانية معا.وعن دوره في حملة "نور دبي" أكد انه قام بإجراء العديد من جراحات الحول للأطفال والكبار التي من شأنها تصحيح أوضاع عضلات العين حسب وضع الحول، مشيرا إلى هناك حولاً بسبب ارتخاء في عضلات العين وآخر بسبب شد في العضلات إلى جانب انه يتسبب في ازدواج الرؤية أو طمس إحدى العينين، مشيرا الى أن أكثر من 5% من الأطفال مصابون بالحول على مستوى العالم قاموا بعدد من جراحات ارتخاء الجفون.