القاهرة / أخبار اليوم/ نادية عثمان مختار
أعلن السيد الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي عن بالغ أسفه للحادث المُحزن الذي أودى بحياة العشرات في حريق الطائرة المكنوبة التي إشتعلت فيها النيران في مطار الخرطوم مساء أول أمس .
و طالب السيد المهدي بإبداء الجدية التامة في فتح تحقيق عاجل وشامل حول مسببات كارثة الطائرة مشدداً على إن في الأمر شُبهة إهمال ، لافتاً الى أهمية كشف المسئول عن أسباب حريق الطائرة المنكوبة ومسآءلته وإعلان نتائج التحقيق على الرأي العام السوداني مندهشاً من أنه في كل مرة يُفتح التحقيق حول مثل هذه الحوادث ولا يُعلن عن ماوصلت اليه التحقيقات !!
وفي سياق آخرأبدى المهدي إستغرابه من ما أسماه بـ ( إنزعاج) القوى السياسية من إتفاق التراضي الوطني الذي وقّعه مؤخرا مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم في البلاد .
وقال رداً على هذه القوي السياسية من (المنزعجين ) من خلال ندوتين تحت عنوان ( السودان .. المأزق والمخرج ) نظمته أسرة وادي النيل بالتعاون مع المركز القومي لدراسات الشرق الاوسط وندوة أخري تحت رعاية سفارة السودان بالقاهرة تحت عنوان (حتميات وشبهات التراضي الوطني) قال رداً على موقفهم المتحفظ من الإتفاق ( العضُم المابلعتو مابخنقك) !!
وإندهش المهدي من كون إن هذه القوى نفسها موجودة في الحكومة الأن وعلى كافة المستويات التشريعية والتنفيذية ولم يُعب عليهم أحداً ، وتسآءل قائلاً : لماذا يعيبون علينا الأمر ونحن نريد أن نُثبّت حقنا السياسي وخلقنا لأنفسنا حقوقاً كانت ممنوعة علينا من قبل لأننا في الأصل لم نوقّع أي إتفاقات مع الحكومة من قبل !!
الإ أنه شدد على إن هذا الإتفاق هو في الأساس إتفاقه مع القوى السياسية الأخرى في السودان ، مشيراً إلي أن ما أثار ردود الأفعال هو ظن هذه القوى إن الإتفاق ثنائياً ولكن قريباً سيتضح للجميع إن الذي فعلناه هو الذي سيمضي بالسودانيين جميعهم للجلوس سوياً على مائدة حوار من أجل حلحلة مشكلات السودان ، مشدداً على إن الإتفاق ليس ضد الحركة الشعبية ولا أياً من القوي السياسية في السودان مذكراً بإن حزبه كان ومازال وسيظل مواصلاً في حواراته التي فُتحت أبوابها مشرعة ً مع هذه القوى .
وأكد المهدي على إن السودان في حاجة الى إنتفاضة إنتخابية وقال إن الإنقلابات والإنتفاضات الشعبية لا جدوى لها والأفضل للخروج من هذا المأزق هو إجراء إنتخابات حرة ونزيهة ومراقبة داخلياً وخارجياً .
وجدد إن اتفاقه مع المؤتمر الوطني لم يكن تحالفاً وإنما هو لمصلحة كل السودان للتراضي الوطني والذي هو في النهاية الملتقى الجامع أو أي مسمى يجمع تحت مظلته كافة أبناء السودان .
وحول ماهية ضمانات حزب الأمة لتنفيذ الحكومة لهذا الإتفاق وهي التي لم توفِ بغيره مع حزب الأمة وغيره من القوى السياسية بحسب سؤال أحد الحضور رد المهدي بالقول : ضماننا الوحيد هو القوى الشعبية فلحزب الأمة وجود وفاعلية سياسية وشعبية وأردف قائلاً ( ماضاع حقُ ورائه مطالب) الإ انه إستدرك بالقول إذا لم ينُفذ هذا الإتفاق سيكون لدينا خطوات أخري سنقوم بها وقال ( هذا هو الجمل وهذا هو الجمّال) ونحن سنرى فعل الحكومة في تنفيذ الإتفاق من عدمه وفي الحالتين سيكون لنا موقفنا الواضح والمحدد ، الإ أنه بدأ متفائلاً وقال صحيح أن الحكومة لم تُنفذ إتفاق ( نداء الوطن) ولكن لم تكن النتيجة ( صفر) بالنسبة لنا فالمكسب كان رجوعنا للوطن وتنظيم صفوفنا مشددا على إنه من الضروري أن لا ينظُر الناس ويتعاملون مع حكومة الإنقاذ على أنها نظام عام 1989م وطالب بمساندة الحكومة فيما تواجهه من تحديات تمس مصالح وأمن الوطن فيما يتعلق بالتدخلات الخارجية والتحديات الداخلية ..!
ووصف المهدي الصيغة الحالية لحل مشكلة منطقة أبيي بـ ( التسكينية) مشدداً على أنها ليست كافية لحل المشكلة حلاً جذريا يضمن إستقرار المنطقة بشكل نهائي .
وحول شكل العلاقات السودانية الأمريكية ومسارها الحالي طالب المهدي العرب بتحديد موقفهم من الولايات المتحدة الأمريكية مشيراً الي إن الإصطفاف الان في أمريكا يتجه الي التغيير وكل مصالحها في يد العرب الآن فالعرب يدعمون الدولار ويوفرون الأسواق ويقدمون لها النفط وفي المقابل مواقف أمريكا مع إسرائيل مما يستوجب أن تكون هناك وقفة لهذا المشهد المضحك كما أسماه !!
وراهن المهدي على سماحة أهل السودان ونعت الشعب السوداني بـ ( المتسامح الأصيل ) وليس الوقتي ، مستشهداً على هذا التسامح بوجوده وهو زعيم الحزب المعارض في قلب سفارة النظام الحاكم بالقاهرة والالتقاء مع أبناء الجالية السودانية في مصر !! |