صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
 
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

اخر الاخبار English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


مأساة سناء ...فعلها الشقيق بخدعة من الزوج..!
Feb 27, 2008, 20:29

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

قضية رأي عام

مأساة سناء ...فعلها الشقيق بخدعة من الزوج..!

 

تحقيق /التاج عثمان

 

 

ت 00249912904909 [email protected]

 

سناء الامين عوض الكريم محمد
 

سمعت بمأساتها المؤلمة والغريبة فتوجهت للمنزل الذي تقيم فيه (بالايجار) برفقة شقيقها عوض الكريم بمنطقة السلمة جنوب العاصمة الخرطوم، فوالدها ووالدتها بقريتهم «أم حجار المكاشفي» ريفي الجاموسي محافظة المناقل، ولاية الجزيرة.. المأساة كبيرة والجريمة فادحة، وبشعة وخطيرة، ولا انسانية.. بعد إلحاح مني وافقت ووافق شقيقها علي نشر قصتها مؤلمة الابعاد، غريبة التفاصيل.. وإليكم تفاصيل اغرب واكثر القصص الانسانية مأساوية والتي مسرحها قرية «أُم حجار المكاشفي» بالجزيرة.

 

                                            خيوط المأساة

المأساة بدأت تغزل خيوطها منذ العام 2005م وقتها كانت الفتاة «الحسناء»، سناء الامين عوض الكريم محمد في المرحلة الثانوية، عمرها لم يتجاوز السابعة عشرة، فتقدم للزواج بها موظف من قرية مجاورة، ولا يمت لها بصلة قربى إلا انها رفضته لرغبتها في مواصلة تعليمها، لكن والدها «الامين» اجبرها على الزواج، وتم العقد في غيابها اذ انها كانت وقتها بداخلية مدرستها بمنطقة «الشكينيبة» ريفي المناقل تجلس لإمتحان الشهادة السودانية.. وبعد حوالي العام تمت مراسم الزواج بقرية «أم حجار المكاشفي» تحت ضغط واصرار والدها، رغم انها جهرت له بالقول: «افضل الموت على الزواج من هذا الشخص».

غادر العروسان القرية إلى احد الفنادق بمدينة ود مدني لقضاء شهر «الجحيم» اقصد شهر العسل الذي لم تتذوقه، اذ انها لم تتجاوب مع العريس وكانت ترفضه طالبة منه الطلاق فعاد بها للقرية، وهناك اخبرت اهلها «الموت ولا....» تقصد العريس إلا ان والدها تدخل مرة اخرى واجبرها علي الذهاب معه لمسكن الزوجية بأحد مناطق شمال بحري، وقضيا هناك حوالي «4» شهور وسناء لاتزال مصرة على عدم التعامل مع زوجها فقام بإرجاعها الى اهلها بقرية «أم حجار المكاشفي»، وبعد شهرين عاد وطلب منها العودة معه فرفضت بإصرار العودة إليه نهائياً، فتركها مع اهلها وهو يضمر شراً!!.

بعد مضي نصف عام على الزواج «المعلق» بدأ العريس «المرفوض» التخطيط للجريمة البشعة بدهاء ومكر.. توجه إلى محل بطاريات بمدينة بحري قرب مكان عمله وطلب من صاحبه «خام ماء النار» صودا كاوية وهو للعلم اشد حرقاً وفتكاً من «موية النار» خدعه قائلاً: إنه يحتاج لها لإزالة الصداء من كمر بمنزله فأخذ منه عبوة باقة كريستال ثم عاد في اليوم التالي مباشرة طالباً باقة اخرى بحجة ان الباقة الأولى كانت مثقوبة فتسرب منها خام ماء النار، فعبأ له صاحب محل البطاريات باقة كريستال ثانية..وانتهز الزوج فرصة وفاة عمه وغادر بحري لحضور العزاء بالقرية، وفي اليوم الثاني للعزاء خدع شقيق سناء «مصطفى» بأنه يرغب في العودة لشقيقته «سناء» ولذلك ذهب لأحد الشيوخ واعطاه «محاية» لهذا الغرض، وطلب من «مصطفى» ان يسكب المحاية في وجه «سناء» اثناء نومها عند الساعة الثالثة صباحاً، حسب ما نصح به الشيخ الفكي.. فسأله مصطفى ولماذا لا تسكب المحاية بنفسك؟ اجابه: لان الشيخ قال ان مفعول المحاية لا يسري إلا إذا سكبها احد اشقاء سناء!!.

كانت «سناء» في ذلك اليوم «المشئوم» ترقد في حوش المنزل بقرية «أم حجار المكاشفي»، تتوسط والدها ووالدتها وبينما كانوا يغطون في سبات عميق وفي تمام الثالثة صباحاً تسلل شقيقها «مصطفى» وزوجها الى مرقد سناء فقام مصطفى بصب ماء النار علي وجهها معتقداً انها محاية الفكي، ولم يدر وقتها انه يحرق وجه شقيقته بالماء الحارق.

 

                                            لقاء مع سناء

هنا ندع «سناء» تسرد بنفسها ما حدث بعد ذلك قالت لي وهي تخفي وجهها بالكامل بخمار اسود ثقيل.

شعرت بسائل حارق على وجهي حسبته جاز فصحوت مذعورة وشاهدت امامي مباشرة شقيقي مصطفى بينما زوجي يركض بعيداً.. وبعد «5» دقائق فقط شعرت بألم لايطاق في وجهي اشبه بلهب النار فطفقت اصرخ واصرخ من فرط الألم، بينما أمي بقربي تصرخ هي الاخرى، فتجمع الجيران بل كل اهل القرية وكان أخي «أيمن» ينام مع الجيران فجاء مسرعاً علي صراخي، وقام بصب جردل ماء في وجهي وشعري، لكن الألم ظل يحرق وجهي.. بعدها تورم وجهي وتفسخ واصبحت مسخاً مشوهاً، اذ تيبست عيني واصبحتا لا تتحركان جامدتين كالحجر، وتحول لون وجهي للون الاسود واصبح عبارة عن كتلة من اللحم المنتفخ المهتريء، وتساقط شعري واصبحت صلعاء. وفقدت بصري، وغبت عن الوعي!!.

حكاية سناء مؤلمة لحد البكاء، والألم الاكبر عندما قامت بازالة الخمار وكشفت عن وجهها، بعد إلحاح مني بأن الجميع لا بد ان يقفوا على حجم وآثار هذه الجريمة البشعة فأقتنعت اخيراً على مضض، وازالة الخمار لتكشف عن وجهها، وليتها لم تفعل.. ابكاني منظر وجهها والتشويه الذي لحق به خاصة عينها اليسرى.. الوجه مشوه بالكامل، ألجمني الصمت والحزن والذهول، ولم اجد تعبيراً مناسباً اعبر به من هول ما اراه امامي سوى ان اردد (لاحول ولا قوة إلا بالله العظيم).

 

                                            رحلة العلاج

شقيق سناء عوض الكريم الامين عوض الكريم طالب بجامعة جوبا، كلية الاقتصاد اكثر اخوتها تأثراً بما حدث ظل ملازماً لسناء منذ بداية مأساتها، حكى لي تفاصيل ما حدث لشقيقته بعد سكب خام ماء النار علي وجهها، قائلاً في ألم وحزن دفين:

نقلنا سناء الى مستشفى المناقل، ومكثت فيها ليومين وكانت عينها وجفونها ثابتة لا تتحرك، ووجهها متورماً ومنتفخاً، وتم تحويلها لمستشفى العيون بالخرطوم بحري - عبد الفضيل الماظ لطب وجراحة العيون - مكثت به «10» ايام، وتم تحويلها إلى مستشفى السلاح الطبي بام درمان، وبدأت المصائب تتوالى، اذ اتضح ان عينها اليسري تلفت تماماً، حيث ان خام ماء النار تسرب إليها ودمر كل خلاياها، وجفف سائل العين، واحترقت القرنية بالكامل.. وقرر لها اختصاصي جراحة التجميل بالسلاح الطبي عمليتين لتجميل وجهها، حيث قام باستئصال جزء من لحم الفخذ الايمن لترقيع الوجه والجبهة والانف، وبعد «45» يوماً قام الجراح بكشط فروة الرأس، واخذ رقاقة من جلد الفخذ الايسر وزرعها على الرأس.. وبعد «10» ايام من عملية التجميل الثانية خرجت من المستشفى، ولأن وجهها كان غريباً ومشوهاً توجهنا لخالي بالعيلفون ومكثنا معه شهرين كاملين، ثم انتقلنا الي جبرة بالخرطوم لشهرين آخرين، كنا نتابع خلالها مع اختصاصي التجميل، والذي اوصى بضرورة التوجه الى القاهرة لعلاج العين واكمال عملية تجميل الوجه، حيث ان الرقع الجلدية شوهت وجه سناء.

وسافرت برفقتها الى القاهرة، وبمستشفى القصر العيني بدأ الاطباء اولاً في معالجة العينين، فعملوا رقع للعين السليمة - اليمنى - وللجفون، ثم رقعة تجميلية للعين التالفة - اليسرى - بعدها تم تحويلها لمستشفى «سلمى الدولي» بالقاهرة فأجروا لها جلسات «ليزر» في الوجه «6» جلسات، بمعدل جلسة كل شهر، كما تقرر اجراء عمليتي زراعة للشعر، بين كل عملية والاخرى «6» شهور.. اجريت العملية الأولى فعلاً بالقاهرة بتكلفة «11» ألف جنيه مصري وبدأ شعرها ينمو مرة اخرى في مكان العملية حتى منتصف الرأس تقريباً، لكننا فشلنا في اجراء العملية الثانية التي تبلغ تكلفتها «11» ألف جنيه مصري ولاتزال «سناء» في حاجة لعمليات تجميل لوجهها المشوه، وعملية قرنية وعدسة تكلفتها حوالي «01» آلاف دولار، بدون التذاكر والاقامة للمريضة والمرافق.. كما تحتاج لعملية زرع رموش.

 

                                            بلاغ وعفو

سألت شقيقها: ألم تفتحوا بلاغاً جنائياً بهذه الجريمة ضد الزوج؟

قال: فتحنا بلاغاً بشرطة المناقل بعد الحادث مباشرة، وتم القبض علي زوج سناء، واخي مصطفى والذي قال في اقواله ان زوج شقيقته خدعه بالمحاية ولم يدر انها موية نار ولذلك قام بسكبها في وجه سناء اثناء نومها لاعتقاده انها «محاية» وهو يرغب في عودة المياه لمجاريها بين شقيقته وزوجها.. كما أكد صاحب البنشر ان الزوج اشترى منه زجاجتين خام ماء النار بحجة انه سيستخدمها لإزالة الصدأ من كمر منزله، وتم حجز الزوج وشقيق سناء «مصطفى»، وافرج عن الزوج بكفالة مالية بعد «3» شهور، واحيل ملف القضية للمحكمة غير ان تدخل بعض شيوخ واعيان والأهل أجبر والدي علي التنازل عن القضية وتم شطبها مقابل تعويض مبلغ «21» ألف جنيه، هي التي ذهبنا بها للقاهرة لعلاج سناء ولم تسفعنا لاكمال علاجها.

 

                                            معاناة الاسرة

مأساة «سناء» تركت بصماتها على كل الاسرة، بل كل قرية «أم حجار المكاشفي» بالجزيرة.. سناء لديها «6» اشقاء ذكور، وشقيقة اكبر منها.. فشقيقها عوض الكريم الذي رافقها في رحلة العلاج للقاهرة كان يفترض ان يتخرج من جامعة جوبا منذ العام 2005م، فجمد الدراسة بعد المصيبة التي حلت بشقيقته.. الأم اصيبت بصدمة عصبية وهي بالقرية الآن غير قادرة على الحراك.. أما شقيقها «مصطفى» اداة الجريمة والذي سكب على شقيقته ماء النار مخدوعاً من زوجها فيمر حالياً بظروف نفسية حادة وعقدة الذنب تلاحقه كل وقت لدرجة انه اصبح يتحاشى النظر الي سناء أو الجلوس معها لشعوره بالذنب.. أما الاب المفجوع فلا حول له ولا قوة هزته المصيبة التي شارك في اخراجها.. بينما شقيقها ايمن ترك دراسة العلوم الادارية بجامعة أم درمان الاسلامية ويعمل حالياً في محل «بلاي ستيشن» ليسهم في اعاشة الاسرة الفقيرة، وعلاج سناء.. بينما شقيقها «عبده ربه» ترك دراسته ايضاً وهو يعمل حالياً عاملاً بمعرض للملابس باختصار الاسرة يلفها الحزن والوجوم الكامل.. اما سناء فهي حائرة تردد دوماً الشهادتين وتقرأ يس عشرات المرات يومياً.

 

                                            أهل الخير

«سناء» في حاجة إلينا جميعاً، فهي تطمع في معاودة حياتها مثل كل الفتيات وتعاود تعليمها، وهي حاليا تقيم بمنزل بالايجار مع شقيقها «عوض الكريم» بمنطقة السلمة في انتظار الأمل، يعيشون حياة أقل من مستوى الكفاف بعد ان صرفوا كل مالديهم، رغم اجتهاد اخوتها الذين تركوا جميعهم الدراسة بعد المصيبة التي لحقت بشقيقتهم، ليقفوا بجانبها محاولين توفير ولو جزء من تكاليف العلاج لكنهم فشلوا في ذلك فهم بالكاد يوفرون لها ولأنفسهم ما يسد الرمق فقط، اما مواصلة علاج سناء ففوق طاقتهم وحسب توجيه عميد طبيب علي ادريس اختصاصي جراحة التجميل سناء تحتاج لعمليات، عملية لازالة التشوه الذي لحق بوجهها جراء «نار الحقد»، بتكلفة «11» ألف جنيه مصري.. «سناء» تحتاج لعمليتي تركيب عدسة وقرنية بتكلفة «10» آلاف دولار، وذلك عدا تذاكر الطائرات والاقامة والاعاشة بمصر طيلة فترة علاجها الطويل.. كما انها تحتاج لعملية زرع رموش والتي فقدتها جراء تفاعل ماء النار، «سناء» التي تبكي بلا دموع، فقد جفت دموعها بسبب «موية النار» تحتاج لعوننا جميعاً.. فمن يرغب في المساهمة في هذا الشرف من أهل الخير والمروءة، وعودة البسمة الى الفتاة الصابرة «سناء» واخوتها ووالدتها ووالدها، الاتصال بمؤسسة «الرأي العام الخيرية» الخرطوم على الهاتف الجوال «0912122134» عوض الكريم أحمد حسن.. المدير التنفيذي للمؤسسة.. وثقة «سناء» كبيرة ورجاؤها في أهل الخير والله لا يضيع اجر من احسن عملاً.

عند مقابلتي سناء الأمين عوض الكريم.. لأول مرة الثلاثاء الماضي بالسلمة بالخرطوم، كانت حذرة ومتحفظة في حديثها معي، إذ ان معنوياتها ونفسياتها كانت «تحت الصفر»، ففضلت عدم الاسترسال معها في الحديث، وحصرت حديثي معها عن حادثة حرق وجهها بماء النار «الصودا الكاوية»، كما اشرنا بالتفصيل لذلك في الحلقة الأولى.. وظهر السبت الماضي عدت لها للمرة الثانية، ويا سبحان الله وجدتها انسانه مختلفة تماماً.. قابلتني بترحاب ومودة، وروح معنوية عالية، ولم تستطع اخفاء سعادتها رغم انها كانت تخبيء وجهها خلف النقاب الأسود، إلا انني من نبرات صوتها واسترسالها في الحديث معي، واجاباتها على كل اسئلتي بصراحة وجرأة تنم عن قوة شخصيتها.. جاوبت على كل الاسئلة والتساؤلات العالقة والمتعلقة بهذه الجريمة البشعة والتي تحولت إلى قضية رأي عام ذات ابعاد اجتماعية وقانونية وتشريعية متعددة يمكن ان تقلب وتعدل العديد من الاعراف والمفاهيم الخاطئة المرتبطة بالزواج في بلادنا.

 

---------------------

 

 

                                         مع سناء

سألتها اولاً: ما هي الاسباب التي دعتك إلى رفض الاقتران بالشخص الذي اختاره لك والدك؟

قالت من تحت النقاب: لانه كبير في السن ولايناسبني، فعمره «45» عاماً، وعمري «17» عاماً فقط، فكيف اتزوج انساناً في هذا العمر، والسبب الثاني انني لم اكن ارغب في الزواج، لا منه ولا من غيره لأنني اطمع في مواصلة تعليمي الجامعي وما فوق الجامعي.

هل تربطه أي علاقة قربى بوالدك؟

لا، فنحن جعليون وهو ليس كذلك.

ولماذا اجبرك والدك على الاقتران به؟

انه شخص مخادع، دخل على أبي من باب التدين فلاحظت انه عندما كان يأتي لزيارة والدي كان يحمل معه مصحفاً دائماً، وتتدلي من يده مسبحة وكثير الحديث في شئون الدين، فانطلت حيلته على أبي.

حسب ما جاء في الحلقة الأولى، فان عقد القران تم في غيابك بقريتكم (أم حجار المكاشفي) محلية الجاموسي ولاية الجزيرة اثناء تأديتك امتحان الشهادة.. فماذا كان رد فعلك عند عودتك وعلمك بعقد القران؟

استنكرت هذا الزواج الذي رفضته منذ البداية واصبحت في حالة نفسية سيئة ولولا ايماني لاقدمت على مكروه في نفسي، ولكني طردت الشيطان من رأسي وقررت مقاومة الزواج رغم اكتمال العقد.. ويوم الزواج في الحفل كنت ابكي بحرقة، لكن لم يلتفت إلى احد!!.

هل مارس معك العلاقة الشرعية، بحكم انه زوجك؟

لا.

ولكن حسب ما ورد في الحلقة الأولى على لسان شقيقك عوض الكريم انكما قضيتما شهر العسل باحد فنادق مدينة ودمدني؟

كنت وقتها في حالة «الطمث»، وبعد عودتنا للقرية ظللت اتحايل عليه وامتنع عنه بشتى السبل، واستمر ذلك حتى انتقالنا لمنزله بالكدرو.

إذن انت لا تزالين عذراء؟

اجل لا ازال عذراء، وكنت مصممة ان ابقى كذلك، ليقيني انه لوحدث لي خلاف ذلك، فانني سوف استسلم له بقية عمري.

ألم يمارس معك العنف والاكراه؟

لا، لكنه كان يلجأ للشيوخ والمحايات.

وكيف عرفت ذلك؟

كنت اعثر على اوراق صغيرة بالمنزل عليها كتابة غريبة.

تقصدين بخرات؟

اعتقد ذلك.

اثناء الفترة القصيرة التي مكثت خلالها معه بالمنزل بالكدرو، هل لاحظت أيةتصرفات غريبة عليه؟

حقيقة كنت اشك واتوجس في كل تصرفاته، فذات مرة زارنا شقيقي مصطفى بالمنزل فاحضر له زجاجة مياه غازية، وواحدة قدمها لي، فرفضت شربها، لأنني كنت اتوقع منه كل شئ، لكن أخي أصر علىَّ، فشربتها وقبل ان اتجرعها لاحظت بقايا حبوب اسفل الزجاجة، فادركت انها حبوب منومة ولم اشرب بقية الزجاجة.

ايضاً ذات مرة وجدت بالمنزل باقة كريستال بها ماء يميل لونه للسواد ولاحظت انه يقوم باضافة كمية منها للشربات أو المشروب الذي يقدمه لأهلي الذين زارونا بالمنزل، واعتقد انها كانت تحتوي على «محاية» جلبها من احد الشيوخ، حسب مفهومه واعتقاده الراسخ في مثل هذه الاشياء والتي لا اؤيدها ولا اعتقد فيها فقمت بتفريغ الماء الاسود ووضعت بدلاً عنه ماء مخلوطا ببودرة الفحم النباتي ووضعت الباقة في مكانها، ولم يلحظ ما فعلته فظل كلما جاء احد من اهلي لزيارتي يضيف منها للمياه الغازية أو الشربات الذي نقدمه لهم..كما عثرت على بعض البخرات مخبأة في اجزاء مختلفة من الدار وعندما فتحتها وجدت مكتوباً عليها:

(سناء تكون مطيعة لـ«......» اسم الزواج.

وذات يوم زارني اخي الاصغر مني مباشرة «عبد ربه»، فقام زوجي لعمل شاي له بينما انا موجودة، فاستغربت تصرفه ذلك وشككت فيه فتسللت خلفة للمطبخ، فشاهدته يقوم بغسل ورقة «محاية» داخل كوب شاي أحمر، فقمت بسكب الشاي وكسرت الكباية امامه.. فهو باختصار يتعاطى مع هذه الاشياء، وكان يرتدي كثيراً من الحجبات، ويقضي الليل باكمله يكتب اشياء ويردد طلاسم واقاويل لا افهمها.

احرزت نسبة «07%» في امتحان الشهادة، وتم قبولك بجامعة جوبا.. فيأي كلية التحقت؟

كلية الآداب والعلوم الانسانية.

كم قضيت في الدراسة قبل الحادث؟

«3» أشهر فقط «سنة أولى» وجلست لامتحان السمستر الأول، وكانت نتيجتي نظيفة لكل المواد.

اين تقع الكلية؟

بالكدرو.

ألم يعترض على ذهابك للجامعة؟

حاول إلا انني رفضت وصممت على مواصلة تعليمي، لكنني لاحظت انه كان يخرج خلفي سراً، عند ذهابي للكلية.

أكانت هذه غيرة؟

اعتقد ذلك، بسبب تقدمه في العمر، لدرجة انني اذا عملت «الغير» كريم الوقاية من الشمس، كان يقول لأخي مصطفى: سناء تتجمل لناس الشارع وليس لي.. وكان كثيراً ما يخفي عني الموبايل الخاص بي، فقد كان كثير الشكوك.

هل لاحظتي عليه أي تصرفات غريبة قبل الحادث؟

قبل الحادث باسبوع قام بالاستيلاء على كل مصوغاتي الذهبية «الشبكة» في غيابي، وكنت اضعها بالدولاب بمنزلنا بقرية «أم حجار المكاشفي».

ما نوعية تلك المصوغات الذهبية؟

«سلسل + دبلة + خاتم + حلق + سوار + غويشتين تخصان أمي».. ولاحظت ان الدولاب تم فتحه عنوة بواسطة سكين، إذ ان اثارها بدت واضحة على حافة باب الدولاب.

متى تم طلاقك منه؟

بعد الحادث مباشرة، وبعد ان قام أخي عوض الكريم بفتح بلاغ جنائي في مواجهته بشرطة المناقل، هل تصدق فقد تزوج بفتاة اخرى بينما كنت وقتها بالقاهرة اتلقى العلاج!!.

هل كنت تتوقعين رد الفعل القوي والتفاعل الكبير مع قضيتك من افراد المجتمع السوداني داخل وخارج البلاد؟

حقيقة عندما حضرت لنا بالمنزل بالسلمة الثلاثاء الماضي، انتابني احساس بانني سأتعافى ويعود وجهي لطبيعته.. وبعد مغادرتك المنزل قبيل المغرب قمت باداء صلاة المغرب ودعوت ربي ان تكون السبب في علاجي.. وبعد قراءتي للتحقيق الصحفي بـ «الرأي العام» الخميس الماضي شعرت وكأنني تعالجت.. فشكراً لك وشكراً لـ «الرأي العام».. والحمد لله، السودان وأهله بخير.. كما اشكر أهل الخير الذين تعاطفوا معي وزرعوا الأمل في نفسي بعد ان اصابني اليأس من استعادة شكل وجهي الطبيعي، فاعتقدت انني سأقضي بقية عمري مشوهة.. فالحمدلله.. والشكر ايضاً لكل من اتصل بي، خاصة طالبات الجامعات اللائي لم اتعرف على الكثيرات منهن، لكنها اخلاق وشيم السودانيين.

ما رد فعل والدك ووالدتك عندما شاهدا قصتك وصورك على الصحيفة؟

اتصلوا بي وبأخي من القرية مستنكرين نشر الموضوع، خاصة الصور المشوهة، وكانا غاضبين للنشر لاعتقادهما اننا نستجدي الناس في الخرطوم - حسب اعتقادهما - واننا احرجناهما امام ناس القرية، وشقيقي عوض الكريم، اقنعهم بان النشر يهدف لعلاجي بالخارج، وهل يرضيهما ان أظل مشوهة الوجه طيلة عمري.. وقال لهما شقيقي عوض الكريم.. (ماذا فعل اهل القرية لسناء؟!) وبعد ان علموا بالتبرعات التي انهالت لعلاجي اقتنعا وذهب غضبهما - لكن أمي لم تستطع مشاهدة صوري في الجريدة، بل انها لم تر وجهي المشوه بعد الحادث حتى هذه اللحظة، وعلمت بذلك من احاديث الغير الذين شاهدوا وجهي.

اين شقيقك مصطفى الذي سكب في وجهك ماء النار مخدوعاً من الزوج؟

لايزال متأثراً فقلت له عقب الحادث مباشرة: انا عافية منك، فانت لم تتعمد إيذائي».. رغم انني وقتها كنت اتألم من حريق الصواد الكاوية.

واين مصطفى الآن؟

ذهب للجنوب.

هل هذه محاولة للهروب من عقدة الذنب؟

لا ادري، لكنني كما قلت لك، انني عفوت عنه دنيا وآخرة، وطلبت منه التعامل معي بصورة طبيعية، إلا انه ظل يتحاشى الحديث معي او حتى النظر إلىّ، حتى غادر للجنوب.

اخيراً سألتها: هل ترتدين هذا النقاب طيلة اليوم حتى داخل المنزل، خاصة بالنهار الحار؟

قالت: انني مجبرة على ارتدائه لاتحاشى الضوء.

وماذا يفعل الضوء لوجهك؟

ليس وجهي، بل ان الضوء يؤلم عيني؟

تقصدين العين السليمة؟

لا اليسرى التالفة والتي احترقت قرينتها وخلاياها بماء النار.

 


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

اخر الاخبار
  • s
  • حركة جيش تحرير السودان " قيادة الوحدة " تعلن رسميا إعفاء القائد العسكري صالح محمد جربو من مهامه و تعلن حالة الطوارىء وسط الجيش
  • وفد من برلمان جنوب السودان يصل القاهرة
  • البشير وساركوزي.. لقاء المواجهة
  • مؤتمر حقوق الانسان و الحريات الدينية يتحول الى مواجهة ما بين شريكى الحكم فى السودان
  • مركز القاهرة يدين اعتقال مدافعين عن حقوق الإنسان بالسودان ويطالب بالإفراج الفوري عنهم
  • برقية عزاء من التحالف الديمقراطي بامريكا
  • دارفور استمرار لغة الرصاص ،، فشل (اهل السودان)
  • بدأ عدها التنازلى الإنتخابات...والدعم الخارجي
  • توقيف ناشط سوداني بتهمة اجراء اتصالات مع المحكمة الجنائية الدولية
  • أطفال السودان في مسابقة اليوسى ماس العالمية بماليزيا
  • ندوة هامة يوم الثلاثاء بدار حزب المؤتمر السوداني
  • اتلحالف الوطني السوداني ينعي د.عبد النبي
  • إدوارد لينو : المؤتمر الوطني يسعى لإعادة قانون الطوارئ
  • اطفال السودان بحرزون 12 كأسا في مسابقة اليوسيماس بكوالالمبور
  • شكر وعرفان من حزب الامة بالقاهرة
  • البشير، ديبي...لقاء التسوية
  • مكتب إتصال حكومة جنوب السودان بالقاهرة ينعى د. عبدالنبي
  • الامة القومى بهولندا ينعى الامين العام
  • عبير مذيعة نون النسوة تفتح معرضها الخاص وسط اقبال كبير من السودانيين
  • سفر القاضي للحج يؤجل محكمة غرانفيل
  • جنوب السودان الأعلى عالمياً في وفيات الولادة
  • رابطة الإعلاميين السودانيين بالرياض تحتسب أمين حزب الأمة
  • السفير القطرى يطالب السودانيين بضرورة العمل لتحقيق الوحدة والإستقرار
  • حركة العدل والمساواة السودانية تنعى فقيد البلاد د.عبد النبى على احمد
  • الأمانة العامة لطلاب حزب الأمة القومي بجمهورية مصر العربية تنعي الدكتور الفقيد/ عبدالنبي علي أحمد
  • حزب الأمة الفومى بمحافظة البرتا-كندا ينعي د.عبد النبي علي احمد
  • جمعية الصحفيين السودانيين بالسعودية تنعى الأمين العام لحزب الأمة د.عبدالنبي علي احمد
  • حزب الأمة القومي بمصر ينعي الدكتور / عبد النبي علي أحمد
  • دوريـــــة حـقـــــوق الإنسـان الســــودانى
  • الحركة الشعبية لتحرير السودان ... نعى واعتذار ....وداعا د. عبد النبى على احمد
  • سليمان حامد في حوار مع «الصحافة» لا حوار مع النظام في ظل القوانين الاستثنائية
  • مختارات من الرؤية السياسية لحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي
  • الصادق المهدي: الولايات المتحدة تدعم التمرد بهدف استعادة امتياز النفط من الصين
  • ترايو: لست رجل أميركا في الحركة
  • كم من حقل كامن فى حفنة بذور : اهلا محجوب شريف فى الامارات
  • اجتماع رابطة فشودة بمصر
  • ندوة للسيد أحمد ابراهيم دريج بالقاهرة
  • اقسم حزنك بينى وبينك.. نداء إنسانى
  • ندوة الصحفيين السودانيين بالرياض