بدأت قناة الشروق السودانية بثها بشكل رسمي من مدينة دبي بالتزامن مع احتفالات السودان بعيد استقلاله بعد ان واصلت البث التجريبي أشهراً عدة يرأس إدارتها رجل الأعمال جمال الوالي رئيس مجلس ادارة مؤسسة الشروق الإعلامية ورئيس مجلس ادارة نادي المريخ الرياضي بمشاركة عدد من رجال الاعمال. و”الشروق” قناة إخبارية منوعة تعنى بالشأن السوداني خاصة والدولي بشكل عام وهي مستقلة لا تمثل حزبا سياسيا ولا فصيلا عرقيا.
متابعة: عايدة عبدالحميد
بمناسبة انطلاقها التقت “الخليج” بمدير عام القناة محمود عبدالهادي خلال هذه الجولة داخل استديوهات القناة والذي قال في بداية حديثه ان “الشروق” قامت على اساس متين وتجربة مدروسة واضحة الأبعاد والملامح، وأسست لمرحلة إعلامية جديدة تدرك أهدافها الذاتية بالقدر الذي تدرك فيه مسؤولياتها تجاه الجمهور المخاطب واحتياجاته التنموية وهي تخوض في حقول تعدد الثقافات والأعراق السياسية المضطربة في السودان وترفع شعار “مع الجميع من أجل الجميع” دون استعداء أو انحياز أو إثارة.
وتوقع أن تصبح “الشروق” الأكثر انتشاراً في المنطقة كونها محطة واعدة اقتحمت بسرعة قلب المجتمع السوداني، الذي هو زادها وقاعدتها لبلوغ أقصى درجات النجاح وسبيلها لدخول كل بيت سوداني، مدعمة بقسم كامل لمعرفة رأي الجمهور وردود فعله على برامج القناة ومدى مشاهدته لها وتفاعله معها، ولا سيما الدراما التي ستشهد خلال هذا العام انتاج عمل ضخم تحت عنوان “الحريق” بطاقم عمل سوداني متكامل.
كما أشار عبدالهادي الى ان “الشروق” تنطلق من مكونات حضارية متنوعة منها الثقافي والاجتماعي ضمن سياسة إعلامية راسخة تلتزم بمبادئ المهنة وتحترم حق الجمهور في المعرفة وحرية الرأي والتعبير، كما تسعى لأن تصبح مؤسسة إعلامية متكاملة في مجالاتها ووسائلها وتنوع إنتاجها، محققة الريادة العالمية على المستوى السوداني والتميز على المستوى العربي والإفريقي والدولي، كما يتحقق لها الجانب المالي والربحية التجارية، مشيراً الى ان لكل بدايات أخطاء، ولكن بالدراسة والوعي يمكن أن تقل هذه الأخطاء كي نصل لهدفنا المنشود في إرضاء جمهورنا.
وعن مغزى إنشاء “الشروق” في هذا التوقيت الذي يمر فيه السودان بمنعطف كبير، أشار عبدالهادي الى ان هذه القناة تعبر وترسخ في آن واحد وحدة الصف الوطني وتعزز اهداف الوحدة المنشودة بين جميع أنحاء السودان، وقد اتخذت القناة خطا تصالحيا مع الذات الوطنية، وبرنامج “حديث الوحدة والسلام” مقدمة لهذا الاتجاه، وهذا أمل جميع شعوب المنطقة بأن تكون لها قناة فضائية تعزز مكانة الشعوب في ظل انتشار مئات القنوات الفضائية التي تعبث بعقول المشاهدين بإسفاف وابتذال واضح للعيان، وهي عبارة عن دكاكين تبيع بضاعة فاسدة، ولا تستهدف سوى تحقيق أعلى ربحية من خلال الكم الهائل من الاعلانات الترويجية التي تغطي مساحات شاسعة من شاشاتها عبر الرسائل النصية الفجة بين شريحة الشباب والمراهقين.
وحول اختيار “دبي” لانطلاق القناة، اعرب عبدالهادي، عن سعادته بالمستوى التقني الذي تشهده هذه المدينة، والتي تضاهي كبرى المدن الإعلامية في المنطقة، حيث تتوافر فيها التقنيات الحديثة في التشغيل، مع الدعم الكبير الذي توليه دولة الامارات باعتبارها مدينة إعلامية أنموذجاً في الساحة العربية مشيراً الى ان خطة القناة تهدف الى الانتقال الى السودان بعد ثلاث سنوات، وستصبح هذه المكاتب اقليمية.
وعن فلسفة الاستعانة بالخبرات العربية في تشغيل القناة، أكد أنها تأتي في إطار أهمية دمج الخبرات والكوادر السودانية والاستفادة القصوى من التأهيل بالتقنيات الحديثة وتدريبهم بأحدث الوسائل مشيداً بدور الاعلاميين السودانيين الرائد في هذا القطاع ومدللا على ذلك بوجود إدارات وخبرات سودانية تدير كبرى المحطات الفضائية في أنحاء العالم.
من جانبه قال د. أحمد حسن عوض السيد مساعد المدير العام لقناة الشروق، إن رأسمال القناة يقدر ب 25 مليون دولار دولار سنوياً يقف وراءه مجموعة رجال أعمال سودانيين، وهي مشروع إعلامي متكامل توافي انطلاقته حاجة ماسة للحضور السوداني في الفضاء الإعلامي ويبلغ عدد العاملين في القناة 238 موظفا نسبة السودانيين منهم 70%.
وعن الأهداف الاستراتيجية للقناة يقول د. أحمد: إن القناة تعمل لنهضة السودان في تعزيز الاستقرار، وترسيخ الوحدة والسلام، وتنمية الجمهور حضاريا واجتماعيا وثقافيا مع احتلال مرتبة الصدارة في اكتساب تقدير المشاهد العربي، وتستهدف القناة شريحة كبيرة من المجتمع يأتي في مقدمتها الشباب والنخب والأسر والاطفال من خلال البرامج التنموية والترفيهية والتوعوية والترويجية الى جانب البرامج الإخبارية.. تأتي جميعها في قوالب فنية مدروسة على شكل برامج حوارية ومنوعات ودراما وأخرى وثائقية إلى جانب الكرتون.
ويشير ابراهيم الصديق مدير الأخبار في قناة الشروق إلى انه تم تخصيص الحصة الكبرى من إجمالي مدة البث للبرامج الإخبارية وهي 25% اي ما يعادل (2520) دقيقة اسبوعياً بالاضافة إلى التغطيات الاخرى على المستويات العربية والإفريقية والدولية، وتم تخصيص الجزء الأكبر من هذه الحصة للأخبار المحلية، وذلك لإتاحة الفرصة للتعبير أمام المشاهدين العاديين ولقرارات المركز أو الحكومة وانعكاسات ذلك وبخاصة في مناطق التوتر، وقد نشرت القناة 18 مراسلا يعملون من خلال (15) مركزا إخبارياً في جميع أنحاء ولايات السودان، وذلك عبر وحدات انتاج وإرسال بتقنيات وكاميرات حديثة عبر الانترنت لنقل الاخبار طوال 24 ساعة.
وحول السياسة المتبعة للأعمال التي تعرض على شاشة “الشروق” قال أسامة أحمد المصطفى مدير البرامج في قناة الشروق: جميع الأعمال تقوم على دراسة مسبقة، وذلك لقناعتنا بأننا لن نحصل على الشيء المميز إلا من خلال دراسة جيدة، وجميع الاعمال تم اختيارها على أسس موضوعية وفنية، كما اننا نختار المنتج المنفذ لأعمالنا من شركات ذات مقاييس معينة، ولعل الأهم من ذلك أن لدينا فريق متابعة انتاج يتابع الأعمال خطوة خطوة سواء في السودان أو الإمارات أو الدول الأخرى.
وعن أهمية وجود برامج تتناول الشأن الإفريقي عبر قناة “الشروق” قال المصطفى: إن قضايا القارة لا تنفصل بأي حال من الأحوال عن اهتمامات الشارع العربي عامة والسوداني خاصة، باعتبار ان السودان هو مزيج لثقافات وأعراق متباينة وتجتمع في كل ما هو عربي وإسلامي وإفريقي، ووجود برنامجي “حوارات إفريقية” و”أخبار القارة السمراء” يعني التفاف الشعوب الإفريقية المجاورة للسودان وحتى البعيدة عنها جغرافيا حول القناة، حيث خصصنا جولات إخبارية منوعة اسبوعيا تتناول عمق القارة السمراء بآمالها وآلامها بهدف الاقتراب منها والتعرف إلى خيراتها وثرواتها، وهذان البرنامجان من أوائل البرامج التي تستهدف دراسة الشأن الإفريقي والإعلام عنه.
