الفرصة الأخيرة لحل الأزمة السودانية
في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم المتوجسة إلى السودان بسبب اقتراب موعد استفتاء تقرير جنوب السودان ذلك الاستفتاء التاريخي الذي سيتقرر بعده هل سيكون السودان كما كان أم لا يكون؟! في الوقت الذي تستعصى فيه عقدة ابيي السودانية على منشار الحوافز الأمريكية بسبب سوء تشخيص الأزمة السودانية التي يصورها البعض في شكل معركة بين فريقي العروبة والاسلام من جهة والزنوجة والمسيحية من جهة أخرى بينما هي في جوهرها صراع بين المركز والهامش، في الوقت الذي تتسارع فيه مجهودات الوساطة القطرية المسنودة إقليمياً ودولياً من أجل حل مشكلة دارفور قبل حلول موعد استفتاء جنوب السودان ، تتوارد الأنباء عن ترحيب حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان بمفاوضات سلام دارفور بالدوحة إذا تم قبول شروطهما المسبقة وتصدر تصريحات من الأمم المتحدة مفادها مطالبة كافة الحركات الدارفورية المسلحة بالانضمام لمنبر الدوحة للسلام بدون تأخير ودون شروط مسبقة من أجل تحقيق سلام دارفور.
من المؤكد أن تحقيق السلام في السودان ككل لن يتأتى مطلقاً إذا أصر الفرقاء السودانيون على إصدار التصريحات الإقصائية وفرض الشروط المسبقة قبل القدوم للتفاوض ، وغني عن القول إن فرض الشروط المسبقة يتعارض مع عملية التفاوض نفسها ويضيع على السودان والسودانيين أندر الفرص لحل مشاكلهم الداخلية ، ولهذا يجب على كافة الفرقاء السودانيين أن يستشعروا خطورة الظرف التاريخي الذي يمر به السودان حالياً وأن يدركوا أن مهمة الحفاظ على وحدة وطن بحجم السودان تقتضي التحرك الفوري لمعالجة الأزمة السودانية بشكل شامل وانتشال الأمة السودانية من السقوط في براثن صراع الهويات بدلاً من الانشغال بالانتاج القومي، لهذا يجب على بعض رموز الحكومة السودانية الكف عن اصدار التصريحات الإقصائية التي تشتت الشمل السوداني ، ويجب على حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان وكافة الحركات الدارفورية الأخرى الكف عن فرض الشروط المسبقة والمسارعة إلى الانضمام إلى مفاوضات سلام دارفور بالدوحة التي أوشك موعدها النهائي على الإنتهاء وعدم تفويت الفرصة التاريخية لحل مشكلة دارفور التي تُعتبر مدخلاً هاماً لحل مشكلة السودان ككل.
من المؤكد أن التأييد الدولي والسوداني لمنبر الدوحة للسلام يعود لسبب واحد فقط وهو أن منبر الدوحة قد أتى بالتشخيص السليم لجوهر الأزمة السودانية الذي ينحصر في الصراع بين المركز والهامش وحدد المعالجة السليمة لتلك الأزمة والتي تنحصر في التقسيم العادل للسلطة والثروة ، ولهذا فإن كافة الفرقاء السودانيين مطالبون اليوم وليس غداً بالقدوم الفوري لمفاوضات الدوحة بعقول مفتوحة وأذرع مبسوطة بدلاً من صب الزيت على نيران الفرقة والشتات فلئن يتمكن السودانيون من تحقيق وحدتهم السياسية في الزمن الضائع أفضل في كل الأحوال من أن يتشظى السودان الكبير ويتحول إلى دويلات صغيرة متناحرة لا حول لها ولا قوة!
فيصل على سليمان الدابي/المحامي
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة