الخيانة الزوجية عبر الانترنت!
من المؤكد أن الخيانة الزوجية تعتبر جريمة في معظم القوانين ذات الأصول الدينية أو العلمانية على حد سواء ، والمغزى من التحريم أو التجريم لا يخفى على أحد فهذا الفعل غير المشروع وغير القانوني يؤدي إلى سلسلة من الممارسات غير الشرعية كالإجهاض واختلاط الانساب وتبديد الثروات وانجاب الأطفال غير الشرعيين وتشرد الأطفال وحتى جرائم القتل ناهيك عن ارتكاب الكثير من الموبقات الأخلاقية كالكذب والاحتيال من أجل تنفيذ هذا الانحراف السلوكي المدمر أو التغطية عليه.
ولعل الخيانة الزوجية لم ترق بعد إلى مستوى الظاهرة في المجتمعات العربية والإسلامية بسبب القوة النسبية للروادع الدينية والأخلاقية ولكن يبدو أنها وصلت بالفعل إلى مستوى الظاهرة في بعض البلدان الأوربية ، فقد قدمت إحدى الإذاعات الأوربية الناطقة بالعربية خبراً ، صنفته في عداد الأخبار الطريفة علماً بأنه لا علاقة له بالطرافة بأي حال من الأحوال، الخبر مفاده أن الخيانة الزوجية في فرنسا قد أصبحت ظاهرة متفشية وأن بعض المواقع الالكترونية قد أصبحت تقدم خدمات احترافية لمن يرغبون في ممارسة الخيانة الزوجية ، هذه المواقع تقول إن الأكاذيب التي يختلقها ممارسو الخيانة الزوجية سهلة الكشف ولهذا تروج هذه المواقع لاختلاق الأكاذيب المحبوكة وفبركة الأدلة الوهمية لمنع كشف الخيانة الزوجية من قبيل اختلاق كورسات تدريب ومؤتمرات ظاهرها عمل وباطنها انحراف سلوكي محمي بقوة الأكاذيب الالكترونية المحكمة ، الغريب في الأمر أن مذيع الخبر قد علق في آخر الخبر بقوله إن الترويج لممارسة الخيانة الزوجية عبر الانترنت أفضل بكثير من تعليم المراهقين كيفية صنع وتفجير القنابل الإرهابية! ولعل وجه الغرابة يكمن في أن هذا المذيع لا يعرف أن معظم التقارير الجنائية تثبت أن الميل للعنف الاجتماعي المدمر يأتي في أغلب الأحوال من أشخاص ذوي خلفيات أسرية مفككة!
من المؤكد أن استعمال واستغلال الإنترنت لهدم روابط الحياة الزوجية المقدسة والمحترمة في كل الشرائع والقوانين والأعراف الاجتماعية الخيرة عبر تقديم خدمات الأكاذيب الاحترافية هو أحدث صيحة في عالم الشر الالكتروني والذي يجب الانتباه إليه جيداً ومحاربته بكل الوسائل والسبل القانونية والأخلاقية فالخيانة الزوجية هي أخطر جريمة اجتماعية لأنها تستهدف سلامة وأمن الأسرة بكل أفرادها وغني عن القول إن كافة الحكومات والشعوب الشرقية مطالبة بأخذ الحيطة والحذر من الخدمات الالكترونية المشبوهة المتسللة عبر شبكة الانترنت والتي قد تبدأ عادةً بمحادثة عابرة في غرف الدردشة الالكترونية وتنتهي بجريمة أخلاقية لا يحمد عقباها فالخيانة تبقى خيانة والكذب يظل كذباً مهما كانت المبررات والذرائع.
فيصل علي سليمان الدابي/المحامي
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة