الانتربول في ضيافة الجزيرة
بتاريخ 6/11/2010 ، قدمت قناة الجزيرة القطرية حلقة من برنامج لقاء خاص استضافت فيها السيد/رونالد نوبل مدير عام الشرطة الجنائية الدولية المعروفة اختصاراً بالانتربول ، ولعل أهم ما جاء في تعليقات الضيف الدولي المعتبر أن أكبر التحديات الإجرامية الدولية التي تواجهها المنظمة تكمن في كثرة الثغرات الأمنية الدولية بسبب تسهيلات الانتقال السريع التي توفرها رحلات الطيران العالمية وبسبب تسهيلات الانترنت التي تتيح للمجرمين ارتكاب جرائم سرقة وتزوير الكترونية عابرة للقارات يستحيل تعقبها ورصدها في بعض الأحيان ، وتطرق مدير الانتربول إلى مخاطر المنظمات الإرهابية في افغانستان وباكستان والعراق والصومال وأكد أن مكافحة الإرهاب الدولي عبر الوسائل الشرطية هو أجدى نفعاً من المكافحة العسكرية كما أكد أن الأسلوب الأمثل لمكافحة الإرهاب على المدى البعيد لا يكمن في الحل الأمني أو العسكري وإنما يكمن في الحل السياسي والاجتماعي.
مما لا شك فيه أن منظمة الانتربول ، التي تأسست عام 1923 ويقع مقرها الرئيسي في مدينة ليون بفرنسا، هي أهم منظمة دولية في مجال مكافحة الجريمة المنظمة ومكافحة الإرهاب ، فهذه المنظمة ، التي تنضوي تحت لوائها مائة وثمانية وثمانون دولة ، تمتلك إمكانات دولية جنائية هائلة تمكنها من العمل بفعالية في مجاليّ مكافحة الجرائم الدولية المنظمة والجرائم الإرهابية ، علماً بأن الهيكل التنظيمي للانتربول يتكون من الجمعية العامة ، اللجنة التنفيذية ، الأمانة العامة ، المكاتب المركزية الوطنية ، المستشارين ولجنة ضبط ملفات الانتربول ، ومن الملاحظ أن آلية عمل الانتربول لا تخضع لأي فيتو من أي دولة وتمكن هذه الآلية الدول الأعضاء من تبادل المعلومات عن المجرمين الدوليين ، والتنسيق في مجال مكافحة الجرائم الدولية المنظمة، مثل جرائم الاتجار بالبشر ، وتهريب الأطفال وتهريب الرقيق الأبيض وتهريب الأسلحة وجرائم تزييف وتهريب العملات وجرائم غسيل الأموال ، والتنسيق في مكافحة الجرائم الإرهابية والاحتفاظ بسجلات جنائية للجرائم الدولية.
من المؤكد أن منظمة الانتربول تستحق الهالة الأسطورية التي تنسج حولها من قبل الجميع ولعل مصدر قوتها يكمن في استغلالها للإمكانات الأمنية لسائر الدول الأعضاء في هذه المنظمة ولكن يبقى هناك تحد دولي بارز يحد من قدرات هذه المنظمة الأمنية الدولية المعتبرة وهو أن الخلط المتعمد بين المقاومة والإرهاب ومحاولة إلصاق الإرهاب أو الإجرام المنظم بدول أو أديان بعينها هو أمر غير مقبول وغير مبرر إطلاقاً ، فالجرائم الدولية والإرهاب الدولي لا دين ولا وطن لهما ويجب على المجتمع الدولي التعامل مع القضايا الجنائية الدولية الشائكة بعقلية قانونية دولية متوازنة لا تجنح إلى الانحياز أو الكيل بمكيالين بأي حال من الأحوال.
فيصل علي سليمان الدابي/المحامي
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة