أسرائيل والقوى الامبريالية تنجح فى الالتفاف على الامن العربى عبر بوابة الدول الافريقية جنوب الصحراء
ظلت قضية الامن العربى يتم التعاطى معها من قبل الساسة العرب بشىء من الاستخفاف, على ضوء الانكفاء على الامن القطرى بدلا من الامن القومى , بل والذهاب الى ابعد من ذلك بالعمل بكافة الوسائل لاجهاض الحركة القومية العربية ووضعها على قائمة اهم المهددات للمنظومات القطرية , وواقع اجهاض اتفاقية الدفاع المشترك يعكس بجلاء تجليات مايجرى على الساحة العربية فى قبالة الحروب التى جرت وتجرى بالساحة خلال العقدين السابقين .
وفى ظل انحسار الخط الاستراتيجى للعمل العربى المشترك والذى تعكسه كافة الاتفاقيات والمؤسسات والتى يفترض انها تعبر عن هذه الاستراتيجية وعلى رأسها الجامعة العربية التى تمثل قمة فشل العمل العربى المشترك , وما اخفاق المساعى الاخيرة بالقمة الاستثنائية للجامعة بسرت الليبية لاجهاض مقترحات بعض الاصلاحات الا ترجمة الى مدى انحسار التوجه القومى , وحتى التجمعات العربية المصغرة تعكس ايضا ذلك الواقع .
حيال كل ذلك , ظلت الدولة العبرية ومن خلال لوبياتها الفاعلة بالعالم الغربى , التحرك ومن خلف الكواليس للالتفاف على المنظومة العربية وتهيئة مسرح حرب جديدة واسعة النطاق ,واكثر تقدما فى استراتيجيتها لاستنزاف الموارد والقدرات العربية , مستغلة استخفاف الساسة العرب بواقع مايجرى بالدول الافريقية جنوب الصحراء , من انعدام الامن الغذائى وارتفاع معدلات الفقر والجوع والبطالة ,وتدهور مجمل اوضاعها الاقتصادية وكأن الامر لايعنيهم من قريب او بعيد , وحتى تنجح هذه القوى فى تأمين الغطاء لتمرير استراتيجيتها , فكانت حرب غزة وحرب لبنان والوضع فى العراق والصومال واخيرا اليمن وفزاعة ملف ايران الذى يجرى تضخيمه , وكذلك الارهاصات بتطورات قضية اغتيال الحريرى والمفاوضات المياشرة بين الكيان والفلسطينين والاستيطان ...الخ .
ولكن بتوجيه الاضواء على مايجرى بالدول جنوب الصحراء , ومايجرى الاعداد له منذ سنوات للالتفاف على الامن القومى العربى , حيث جنوب السودان قاب قوسين او ادنى للانفصال وعلى ضوء مرارات الحرب , فالقائد الامريكى بأفريقيا يصرح جهارا بالعمل على تأسيس قاعدة عسكرية امريكية بجنوب السودان لصيانة الامن الامريكى واخرى بالشمال لمحاربة الارهاب , والتى عبر وقتها الناطق الرسمى بأسم الجيش السودانى ان هذا الحديث سابقا لاوانه . كذلك قضية دارفور وتجلياتها والحركات المسلحة , وحيث احداها تفتح مكتبا لها بتل اّبيب , والاستيلاء على اسلحة اسرائيلية الصنع بالمنطقة . والتواجد الفرنسى العسكرى ونموه كما ونوعا بالدول من تشاد وحتى مالى مستغلين حوادث اختطاف رعاياها بالنيجر ومالى واغتيال الرهينة الفرنسية قبل شهرين من قبل تنظيم القاعدة بالمنطقة . اضف الى ذلك مايجرى بدلتا نيجيريا المنطقة الغنية بالبترول ونشوء جماعات مسلحة , اخذت تطورا ملحوظا فى الاونة الاخيرة , وحيث يعيش السكان هناك ادنى مستويات الفقر رغم عظم ثروتهم . واخر التطورات ماتم اكتشافه قبل يومين من قبل السلطات التيجيرية من ثلاثة حاويات محملة بصواريخ ومنصات اطلاقها بميناء البلاد الرئيسى وتناقلت هذا الحدث مختلف وسائل الاعلام , وحيث يلعب البترول واليورانيوم اهم منتجات بالمنطقة تعمل القوى الامبريالية بكافة الوسائل لوضع يدها عليها .
على ضوء كل ماتفدم , تكاملا مع اوضاع عدم الاستقرار السياسى وانعدام الامن الغذائى والفقر والجوع والبطالة , وحيث تضم المنطقة كافة الدول اكثرهم فقرا بالعالم , وبعد تهيئة المناخ المناسب من قبل الكيان الصهيونى والقوى الامبريالية بأضفاء زخم تنامى القوى الارهابية بالمنطقة ,مع توجهات بالمؤسسات التشريعية والقوى اليمينية بالدول الغربية لارفاع سقف العداء للاسلام وعلى ضوء الازمة المالية التى تواجهها واعلان السياسات التقشفية من قبل هذه الدول , وحركة النقابات الضخمة التى اضحت تهدد استقرارها والنزول للشوراع والاضرابات الضخمة , ونجاح القوى اليمينية فى النجاح فى الانتخابات الاخيرة من خلال العزف على هذه الاوتار بالاضافة الى تململ هذه المجتمعات من المهاجرين والحديث عن صرف المليارات من موازنة هذه الدول عليهم , كل هذه الظروف مجتمعة تم استغلالها وتوظيفها بنجاح لتهيئة الظروف المواتية لعودة القوى الاستعمارية للمنطقة فى تحلف جديد يضم الكيان الصهيونى وفرنسا صاحبة النفوذ التقليدى بالمنطقة منذ الحقبة الاستعمارية وبقيادة امريكا بوصفها قائدة القطب الاحادى بالعالم اليوم .
على ضوء كل هذه الاسقاطات والمؤشرات التى تنذر بأشتعال المنطقة برمتها , والتى تمثل البوابة الخلفية لكافة الدول العربية الافريقية , نجد التحرك العربى على هذا المحور يكاد يكون منعدما , وبحسبان ان هذه الدول تواجه كافة هذه التحديات فى ظل انظمة تتسم بالضعف فى مواجهة تحديات بهذا الحجم , فسوف تكون اكثر استجابة لتمرير استراتيجية هذا الثلاثى الذى يمتلك من الامكانات وادوات الفعل الضخمة , وهو ما سيدفع صنع شرخ جديد فى الجسم العربى , حينما تجد الدول العربية الافريقية مضطرة لمواجهة الامر فرادى , حيث تخضع علاقاتها للعديد من عناصر الاصطراب .
بناءا على ماتقدم نقول , على الاخوة العرب ان يشرعوا للتحرك السريع وبصورة فاعلة ووفق استراتيجية مدروسة لمواجهة الموقف الاّخذ فى التداعى بوتيرة أسرع مما يتصورون , وهى الاستراتيجية التى أس سنامها برامج التنمية والامن الغذائى ومحاربة الفقر والبطالة وبناء القدرات بشكل موسع , والا فسوف يكونون قريبا مضطرون لصرف المليارات من الدولارات لتكديس الاسلحة بالمنطقة , وتوجيه جيوشهم لمواجهة من يقاتلون بالوكالة , على طول الاّف الكيلومترات , وفى بيئة يدرك الجميع حجم تعقيداتهعا .
والله من وراء القصد
عاطف عبد المجيد محمد
عضو المنظمة الدولية لشبكة المعلومات والعمل لاولوية حق الغذاء –هايدلبرغ-المانيا
عضو الجمعية الدولية لعلوم البساتين- بروكسل – بلجيكا
الخرطوم بحرى – السودان
تلفون:00249912956441
بريد الكترونى:atifabdu1959@hotmail,com
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة