الاعتدال فى نظرية الحرب والسلام أهمية وضرورة
والبلاد تمر بأهم مراحلها التاريخية الدقيقة , والمسرح السياسى يعجّ بالتصريحات والتحليلات من داخل البلاد وخارجها , واصبح السودان مادة دسمة يومية بالفضائيات العربية , والتحركات المكوكية للمسؤولين وهم يجوبون العواصم , وامام هذا المشهد الذى تتعاظم تفاعلاته يوم بعد يوم , يقف المواطن السودانى (محمد احمد) و (منوال ) مذهولا . وفى كثير من الاحايين غير مبال , فهو لايدرى مايخبأه له القدر . لقد ظل لعقود طويلة مقتنع تماما بأنه يعيش فى عالمه الخاص البسيط . سوى عيشته ابان حقبة استعمارية او حفبة حكومة وطنية , فلا فرق فى حياته , فلقد ظل خلال كافة الحقب يعيش دون خط لايعرفه , يسمونه خط الفقر , فشارع الاسفلت لايعنيه , فهو لايستخدمه , والابراج ليست من طموحاته , لانه لايدرى ماتعنيه , والبترول ليس مادة اساسية فى حياته , فهو لايمتلك جرار , ولاسيارة فارهة ليلهث وراء الوقود , فدابته تأكل من حشاش الارض , وهى تحرث جبراكته , وهى تنقل متاعه وانتاجه للسوق وكذلك وسيلة مواصلاته واتصالاته . ومخزونه الاستراتيجى غاية فى البساطة , منذ الحقبة الاستعمارية , لم يتغير . والتعليم تكفيه خلوتهم المتواضعة لينهل منها مايفيده فى دينه ودنياه , رسخت فى حياته القناعة والرضا بماقسمه الله سبحانه وتعالى له ولاسرته , فابنه الذى تعلم فى الحضر هجر بيئته , وقل تواصله , واخذته الفانية , ولم يجلب لهم الا الويلات والخذلان , فاّثروا عدم تداول سيرته , وبتعبيرهم البسيط يقولون العوض على الله .
واليوم ونحن نشهد هذه المهرجانات السياسية على مسرحنا المترامى , يقفذ الى مخيلتنا سؤال حرى بنا أن نطرحه , ما الذى قاد هذا البلد الى مايعرف بحافة الهاوية هذه ؟ وما الذى دفع بنخب البلاد افتراضا ليقودوا هذه الملايين من البسطاء من ابناء هذا الشعب الى هذا الوضع المأساوى ؟ أهى السلطة أم التسلط ؟ أهى الايديولوجيات التى هجرها اهلها أم الوصاية البابوية من خلال صكوكها التى من الله عليهم بها دون العباد ليسنوا ويشرعوا مايشاؤون , وعلى الرعية السمع والطاعة ؟ وببراءته المعهودة يسألهم محمد احمد او منوال ماهو حصاد ماجنت ايديكم ؟ وهل تملكون الامر كما توخيتم ؟ وان كان كذلك , فلماذا تسعون بالبلاد من اقصاى الارض الى اقصاها ؟ ماذا تطلبون ؟ ومن الذى يؤمن مطالبكم ؟ بلا شك فقد تعددت الطرق وتشعبت عليكم فما عدتم تميزون ايها تسلكون ؟
كل هذه التساؤلات تدور بمخيلتى وانا ابحث لها عن اجابة , وجدت نفسى ارجع الى مؤلف الخبير الاستراتيجى السير ليدل هارت البريطانى الشهير , وتوقفت امام احد العناوين " اهمية وضرورة الاعتدال " واعجبت بماطرح هذا الرجل الضليع من نتاج تجاربه فى مضمار الحرب والسلام , فوددت طرحها للقارىء الكريم ليعاير مايجرى على ساحتنا اليوم على ضوء تجربة هذا المؤرخ الشهير , فهو لاينتمى الى الفئة هذه او تلك , وما احوجنا لرجل مثله هذه الايام . فلندعه يقدم لنا خبرته .
نتعلم من التاريخ ان الشعوب والامم والدول المتحاربة كانت تتفق فى الرأى بعد كل حرب طويلة ان احدا لم يكسب شيئا على الاطلاق , وان الجميع كانوا خاسرين . ولايمكن للحرب ان تحقق مكسبا او ربحا على الاطلاق الا اذا جاء النصر سريعا . ولكن مثل هذا النصر لايمكن ان يحرزه الا الطرف المعتدى البادىء بالعدوان . والبادىء اظلم . فأذا صمد الطرف المعتدى عليه , وتصدى للعدوان , واستطاع ان يرد كيده الى نحره بالهجوم الوقائى المسبق او الدفاع الرادع الفعّال , فمن المحتوم ان تكون مثل هذه الحرب حربا من نوع الحروب الطويلة . وحينذاك سيكون الضرر متبادلا والاذى شاملا للطرفين المتحاربين , الا اذا انتهت الحرب بسلام عادل واتفاق متوازن وتفاهم متقابل , طوعا واقتناعا واختيارا او قسرا وانصياعا واضطرارا .
وطالما ان الطرف المعتدى قد بدأ الحرب بالعدوان طمعا فى الكسب والربح والتوسع والتسلط , فأنه سيكون فى المعتاد من الاحوال الطرف الاكثر استعدادا للسلام اذا خابت اهدافه وفشلت مساعيه واخفقت جهوده ومحاولاته , الا اذا كانت الاطماع والاحقاد والشهوات والغرائز قد اعمت بصره وبصيرته , وافقدته عقله وصوابه , واحالته الى وحش هائج وحيوان مفترس . كما ان الطرف المعتدى عليه سيكون الطرف الاكثر طلبا للانتقام بالاصرار على النصر الذى اثبتت التجارب العديدة انه مجرد سراب فى صحراء اوجدتها الحرب الطويلة , الا اذا كان يتمتع بقدرة فائقة ودرجة عالية من الحكمة والروية والعقلانية والشعور بالمسؤولية والنظرة الواعية الثاقبة المتزنة البعيدة . لان هذه الرغبة الجامحة للانتقام قد تكون عاطفة طبيعية فى مثل هذه الظروف , ولكنها لايمكن ان تعود على صاحبها بحسابات الاجل البعيد والمدى الطويل والافق الواسع والمنظور التاريخى الا بالمردودات العكسية والمزيد من الويلات والاهوال والشدائد . وحتى لو استطاع الطرف المعتدى عليه ان يحقق رغبته الجامحة فى الانتقام تحقيقا كاملا على ارض الواقع , فأن مثل هذه الخطوة لايمكن ان تكون الا حلقة جديدة فى سلسلة طويلة , ومرحلة اخرى من المراحل المتلاحقة والمتعاقبة , فى دائرة مفرغة ودوامة مغلقة من الانتقام والانتقام المضاد الى مالانهاية . ومن هنا , ينبغى على السياسى المحنك او القائد الحكيم ان يكون على استعداد للنظر فى امكانية ايقاف الحرب واحلال السلام , وان لايترك بابا الا ويطرقه فى محاولة الوصول الى اتفاق مع الطرف الاخر , بمجرد ان يصبح واضحا ان الخيار البديل الوحيد يعنى اطالة امد الحرب واستمرارها وتفاقم واستفحال خسائرها وفواجعها واحزانها واهوالها , دون فائدة ولانتيجة ولاضرورة ولامصلحة . ومن الحكمة ان يثابر الطرف المطالب بالسلام على خطه المعقول ونهجه المعلن , حتى ولو كان الطرف الاخر يصر على الاستمرار فى الحرب , او يتمسك علانية على الاقل بالمواقف المتطرفة والمطالب المتشددة والشروط التعجيزية . فما ان توافق الحكومة المعتدية المتعنتة على اى شكل من اشكال المقايضة , كائنة ماكانت سلبا او ايجابا , بعروض السلام ومقترحات الصلح حتى تكون قد قطعت الخطوة الاولى من الطريق الذى سيقودها فى النهاية لامحالة , طال الزمن ام قصر , الى التخفيف من غلوائها وتشددها , والتقليل من عنادها واصرارها , والاقتراب المتزايد نسبيا من الحلول المعقولة والتسويات الواقعية . وسواء ارتضت الحكومة المعتدية مثل هذه العروض والمقترحات ام رفضتها , لافرق فى النتيجة عمليا بين الحالتين , فأن سيطرتها على جيشها وشعبها ستضعف وتتصدع , وستتعرض سلطتها فى وطنها الى الاهتزاز والتخلخل . وعلى هذا النحو , وبالاستمرار فى تقديم عروض السلام ومقترحات الصلح دون كلل ولا ملل , سيدس الطرف الحكيم المعتدل المسالم وتدا مميتا , ويدق اسفينا قاتلا , ويحدث شرخا واسعا وجرحا مفتوحا , بين تلك الحكومة المعتدية المتعنتة المتشددة وشعبها , دون ان يطلق رصاصة واحدة , لان العسكريين والمدنيين معا من ابناء شعبها يميلون اصلا الى تفضيل السلام وترجيح الصلح . وسيكون هذا الميل اقوى واوضح واغلب وافعل , اذا اقنعتهم معارك الحرب ودروس الميدان ونتائج القتال وتجارب الواقع , ان وهم او حلم النصر السهل السريع الذى راودهم واغواهم واغراهم والذى لاينطلب صبرا طويلا ولايستدعى جهدا ثقيلا ولايتكلف ثمنا غاليا , لم يعد ممكنا , بل اصبح مستحيلا , وان الطرف الاخر يقدم بالفعل عرضا حقيقيا بالسلام العادل والمشرف الذى لايلطخ شرفهم بالعار ولايمس استقلالهم بالسوء ولايهدد وطنهم بالاحتلال ولاكيانهم بالانهيار او الضياع , بل يحترم ويصون مصالح وحقوق واراضى وحدود الطرفين المتحاربين فى وقت واحد وعلى حد سواء . ومن الافضل بالمقياس المطلق ان لاتنشب الحرب لو امكن . وربما يتحقق النصر احيانا سريعا خاطفا حاسما . ولكن اذا نشبت حرب طويلة , فمن الاصوب والاعقل والانفع , بالمقياس النسبى , ان تحاول ايقافها بأسرع زمن وافصر وقت , وان تختصر مدتها ما امكن , بيوم او اسبوع او شهر او ستة , وفى نظرى حتى الساعة الواحدة تتمتع بأهمية فائقة اذا خصمناها من حساب الحرب واضفناها الى حساب السلام , بدلا من الاصرار على تأجيجها واستمرارها الى اطول مما تقتضى دواعى الحكمة او تستلزم دوافع المصلحة . وتلك هى الطريقة الصحيحة المثلى فى ايقاف الحرب واحلال السلام والتحول من الحوار بالسيف والعنف الى الحوار بالعقل والمنطق , واستبدال القتال بالتفاهم والخيار العسكرى بالخيار السياسى . وسيكون يوما اسودا وكابوسا رهيبا للوطن , اى وطن على الاطلاق , وربما للعالم اجمع فى بعض الظروف , اذا لم يتعلم رجال الدولة درسا من التاريخ خلاصته : انه لاتوجد محطة متوسطة بين سلام الخضوع المطلق والاستسلام الشامل دون قيد او شرط , وبين سلام الاعتدال الحقيقى والاتفاق المشرف والعادل والمتوازن , ولامنزلة بين هاتين المنزلتين . وقد اثبت التاريخ ايضا , ان سلام الخضوع المطلق , الذى يفرضه المنتصر على المهزوم فرضا كاملا بقوة السلاح والحديد والنار , سيورط المنتصر فى متاعب جمة وصعوبات جسيمة , الا اذا وصل فى تحقيقه وفرضه الى درجة الابادة الكلية الشاملة للمهزوم . ولكن هذا الاحتمال ليس واردا ولاعمليا ولا واقعيا ولاممكنا , كما اثبت التاريخ , من جهة اخرى , ان سلام الاعتدال الحقيقى يتطلب تسوية معقولة الى الحد الذى يدفع بالمهزوم ليس فقط الى القبول به والموافقة عليه , بل يتطلب ايضا ان يدرك المهزوم ادراكا واضحا , وان بقتنع اقتناعا راسخا , بفوائد ومزايا وحسنات مثل هذا السلام , وان حرصه على مصالحه نفسها بالدفاع عنه والمحافظة عليه . حينذاك يكون السلام فى مصلحة الطرفين المتحاربين معا بعد ان تضع الحرب اوزارها وتسكت مدافعها وتنطفىء نيرانها . دعونا نضرب مثلا واضحا , لايزال قريبا نسبيا , من الامثلة العديدة التى يزخر بها التاريخ الاوربى الحديث . ونعتقد يقينا ان ابرز واعظم وافضل مساهمة قدمها القائد البريطانى (ويللينجتون) للمستقبل الاوربى فى عصره , بعد ان احرز النصر على (نابليون) , هى التسوية السلمية العادلة والمعتدلة والكريمة والمشرفة التى عقدها مع فرنسا فى حينه . وقد حرص حرصا فائقا فى احتلاله للبلد المهزوم على حماية الشعب المندحر من الظلم والاضطهاد والاغتصاب والاذى والضرر , والتزم التزاما صارما بالقيم الاخلاقية والمبادىء الانسانية , وحافظ بوعى واخلاص وحسن تقدير وبعد نظر على ارواح واعراض واموال وممتلكات المواطنيين الفرنسيين من عبث العابثين وجور الجائرين وحقد الحاقدين وانتقام بعض المنتصرين . وقد اختط هذاالنهج فى السلم تدعيما وتوطيدا وتتويجا للانتصار , تماما كما كان قد اختطه فى الحرب ايضا عندما كان من شأن هذه السياسة ان تساعد جيوشه فى زحفها وغزوها وتقدمها على الارض , وتعينها على الاقتصاد فى جهدها والاقتراب من هدفها والتفوق على عدوها . ولم يدخر جهدا فى كبح جماح حلفائه من المنتصرين الاخرين , والتخفيف من غلوائهم, ومنعهم من الاستسلام الى الغرائز العمياء وارتكاب الاعمال الانتقامية العشوائية الطائشة . بل انه لم يتردد فى حماية المعالم الحضارية التاريخية للعاصمة الفرنسية (باريس) . فأقام نقاطا بريطانية للحراسة من حولها , خوفا من اقدام القائد الالمانى (بلوخر) على نسفها وتفجيرها وازالتها من الوجود . واصر اصرارا شديدا فى جميع الظروف والاحوال على ان تكون القوات العاملة بأمرته مثالا نموزجيا فى التصرف السليم والسلوك المهذب والادب الجم والخلق الرفيع .
وما ان بدأت مناقشات الصلح ومحادثات السلام حتى القى بكامل ثقله ونفوذه ضد مطالب بروسيا والدول الالمانية الاخرى بتمزيق فرنسا الى اشلاء , طلبا للامن ودعما للاقتصاد الذى تضرر كثيرا من الحرب . وادرك بوضوح غيلر اعتيادى ان التطرف فى معاملة المهزوم بطريقة قاسية لايمكن ان يكون عملا حكيما , وان سلام الاستسلام المجلل بالذل والعار والظلم , والمفروض على الطرف المندحر بقوة السلاح , لايمكن ان يحقق لصاحبه المنتصر مايتوخاه من امن حقيقى وسلام وطيد واستقرار راسخ . واتبت التاريخ فى مرحلة لاحقة , ان النتيجة الطيبة التى حققها قد بررت السياسة المعتدلة التى انتهجها . وقد استطاع (ويللينجتون) ان يحقق السلام لانه فهم الحرب فهما واضحا دقيقا على حقيقتها كما هى بالفعل . وكان القائد العسكرى الاقل ميلا الى العنف والقتال والاستعلاء فى زمانه , والاكثر تحررا من شهوة المجد وفورة الحقد ونزوة التعصب ولذة ازهاق الارواح واهراق الدماء . وانتصب من هذه الناحية المعينة بالذات , شامخا متميزا بين اقرانه وانداده . وانفرد بكونه القائد الذى لايمكن ان يهزم فى الحرب , لانه ادرك اهمية وضرورة وفائدة السلام . فوضع الاهداف المتوخاة دائما نصب عينيه , بدلا من الوقوع فى غرام وأسر الوسائل التى تتحكم بها وتسيطر عليها الظروف والمراحل , وامتنع تماما عن استبدال الاهداف بالوسائل او تطويعها لها او اشتقاقها منها . وعلى خلاف (نابليون) , لم تصبه عدوى رومانسية الحرب , التى تولد الاوهام والاباطيل , وتطلق الغرائز والشهوات من عقالها , وتدفع بصاحبها الى مهاوى الغرور ومطبات العدوان . وتلك هى العلة السببية الاساسية التى تفسر لماذا وكيف اخفق (نابليون) وهزم , ولماذا وكيف تفوق (ويللينجتون) وانتصر .
واذا نظرنا الى الموضوع من زاوية اخرى , فسنجد انه من المحتوم ان يخف التوتر فى النهاية , اذا امكن تأجيل الحرب مدة كافية . وقد تكررت هذه الظاهرة مرات عديدة فى التاريخ . والسوابق معروفة والامثلة واضحة . لان الظروف تتغير وتتبدل , ولا تستقر على وضع ثابت معين او نمط دائم بالذات . ولكنك ستتعرض حتما الى الخطر دائما اذا كنت قليل الصبر كثير التعجل سريع الاندفاع . واذا لاحت نذر الحرب فى الافق , وكان الجو مشحونا بالاخطار والتهديدات , فأن الوضع لايمكن ان يهدأ ويعود الى الاستقرار مجددا , الا اذا مارس الطرفان المرشحان للقتال معا اقصى واعلى اشكال ودرجات ضبط النفس والتزام الحذر وتحكيم العقل . ومن المحتوم ان يتحقق الانفراج , وان يتطور الوضع الى الافضل فىالنهاية , اذا امكن تجنب الحرب , دون التعرض الى لعنة الاحتلال , ودون التلوث بعار الاستسلام .
بعد استعراض نتاج خبرة وتجارب هذا الخبير الاستراتيجى الشهير ورؤيته بخصوص الحرب والسلام , فهل تستفيد نخبنا السياسية من هذه الاطروحات لتجنيب البلاد التمزق والتفتت وبناء قواعد سلام راسخة تصون موارد البلاد . غريب على ضوء ماتقدم ان تجد بعض قادة نخبنا السياسية وهو يقرع طبول الحرب , وموضوع منطقة مثل ابيى يقول البعض اتها عقبة كأدا , وهو الذى اعطى حق تقرير المصير لجنوب البلاد برمته , واذا كان الصراع للموارد البترولية فماذا جنى المواطن البسيط بالبلاد من ايرادات البترول خلال السنوات الماضية حتى تشكل ايرادات ابيى كل هذا الزخم , وهل نسعى لوحدة البلاد من اجل الموارد البترولية أم من اجل شطر عزيز من البلاد بكل مكوناته وابعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية والارث الثقافى الضارب فى التاريخ . ام هى طموحات وغرائز الطرف هذا اوذاك التى تعيش اوهام الحرب والامجاد الزائفة التى لم يجنى منها مواطن هذا البلد الا هوانه على العالمين , واصبح يتصدر وكالات الانباء وهو يتككفف الشعوب الاخرى الاعانات والاغاثات وتنامى خط الجوع والفقر والامية والبطالة . ام شعور البعض ان طموحاته الشخصية بدأت تتهاوى وتنكسر فى قبالة حس قومى ينمو ويتقدم بخطوات واثقة بمايفرضه الواقع من تحديات .
حيال ماتقدم , لانملك الا ان ننصح بأن تلتزم قيادات نخبنا السياسية روح المسؤولية التاريخية , والنأى عن اطلاق الرؤى المضللة وغير الواقعية ودافعهم السعى لاصطياد فى الماء العكر , فوزر الاوضاع التى نعيشها الان هى نتاج خالص لسياسات نخبنا السياسية التى لاتتعلم من دروس التاريخ , وعليها جميعا وقد حانت لحظة الحقيقة ان يقروا بما اقترفوا فى حق هذا الشعب , عسى ذلك ان يساهم فى تضميد الجروح والتاّم الشمل بدلا من التمزق والتشتت الذى تسعى وراءه العديد من القوى التى تتربص بنا الدوائر .
والله من وراء القصد
عاطف عبد المجيد محمد
عضو المنظمة الدولية لشبكة المعلومات والعمل لاولوية حق الغذاء-هايدلبرغ – المانيا
عضو الجمعية الدولية لعلوم البساتين –بروكسل – بلجيكا
الخرطوم بحرى – السودان
تلفون:00249912956441
بريد الكترونى :[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة