حركة تحرير السودان – قيادة الوحدة
- بيان تهئنة بفوز الرئيس باراك حسين اوباما
باسم شعب السودان العظيم في كل مكان، ضمنهم شعب دارفور الجريح في معسكرات النزوح، واللجؤ ، وفي كل قرية، وفريق وفي كل قطية، وام دندنقتي، وكل راكوبة وكل خيمة، وفي كل ظل شجرة يفترشونها الي حين. وكل المضطهدين ، والمهمشين في كل شبر من الارض. باسم هؤلاء جميعا نبعث من القلب باسمي ايات التهئنة والتجلة الي الشعب الامريكي العظيم بفوز مرشح الحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية ، السناتور باراك اوباما ذو الاصل الافريقي الذي حقق معجزة القرن بوصوله عبر الانتخاب الحر، الي سدة رئاسة الويات المتحدة الامريكية محققا معجزة القرن . حيث كان هذا الحدث العظيم قد ظل حلما يراوح مكانه في دواخل مجموعات مقدرة من الشعب الامريكي. والكثيرون من شعوب الارض حتي الان.
حيث ان شعوب كثيرة لا يزالون يرزحون تحت نير الظلم والغبن و الاضطهاد و الرفض والاقصاء سنين طويلة . و التمييز العنصري البغيض لدرجة الابادة ، لا لشئ الا للون بشرتهم وثقافتهم في ارضهم التي اوجدهم الخالق فيها. وما يحدث في السودان خير مثال.
ونحن اذ نزف باعطر التهاني الي كل الاحرار في الارض. بهذا الحدث التاريخي الجلل الذي يعد تحولا تاريخيا لدي العالم اجمع. ونحن اذ نهيب بكل الاحرار الي ربط حزام الكفاح والنضال من اجل تحقيق احلام المظلومين والمكلومين كما فعل الشعب الامريكي العظيم. الذي اكد نهاية التاريخ بسيادة النظام الديمقراطي كخيار وحيد اوحد لتحقيق ارادة الشعوب المقهورة وقاهريهم ايضا وبناء التصالح بين الجميع سلما . فان الديمقراطية هي السبيل الاوحد للخروج بهم من نيران الظلم والطغيان، وتكريس روح الغبن الاجتماعي ، الي افاق اوسع و ارحب بنيل الحرية وتحقيق العدالة والمساوة بين الجميع. ليس بين الشعوب المتعددة في الدولة الواحدة وحسب، وانما بين ما يقارب السبعة مليار انسان علي ظهر الارض. ولا يراودنا ادني شك في ان شعب الولايات المتحدة الامريكية عبر تاريخه القصير الا انهم دائما لديهم القدرة علي تحقيق المعجزات، منذ الكفاح ضد المستعمر الانجليزي، مرورا بالصراع الداخلي، وتجارة الرق، الا انهم عبر النظام الديمقراطي استطاعوا تحقيق ما يجعلهم في صدارة سكان الارض قاطبة. فالتحية لهذا الشعب العظيم، كما اكدوا ان لديهم قدرة خارقة في تجاوز المرارات، وخلق وتعزيز روح التعايش السلمي بين كل الاعراق المكونة لشعب للولايات المتحدة الامريكية ارض المهاجرين من كل صوب التي اكدت انها ارض الاحلام الكبيرة بالفعل.
ولساننا يلهج بالتهئنة والثناء لهذا الشعب العظيم، والي قيادة الاحزاب السياسية وكل الفعاليات الاجتماعية وعاملي وسائل الاعلام والاتصال، لما اظهروه من روح متفاني في العمل الدؤوب المتواصل من اجل تحقيق الوعد الحلم الامريكي، ولما اظهروه من روح في غاية التسامح المنقطع النظير لتحقيق الاحلام الكبيرة. من البناء الوطني للارتقاء بالانسان الفرد اين ما كان اولا. وان ما قاموا به سيظل نبراسا يحتذي لكل شعوب الارض.
كما اكد الساسة الامريكان بان السياسة كقيمة انسانية لادارة صراع المصالح الانسانية سلما فان ممارستها بعزيمة صادقة ووعي، وارادة قوية من اجل المصالح العليا الفردية والمشتركة بين بني الانسان، فانها ظلت وتظل في مقدمة القيم والعلوم الانسانية التي اوصلت الشعوب الحرة الي ما هم فيه الان من تطور مشهود في كافة المجالات. بخلاف ما يزعم مرتزقي السياسة وتجار الاديان وبائعي الاوهام لسفك دماء شعوبهم عبثا من اجل مصالحهم الضيقة وجرنا الي قرون مضي .
فالتهئنة لهذا الشعب صانع المعجزات مجددا ومكررا وعلي راسهم الرئيس المنتخب باراك حسين اوباما وافراد اسرته الكريمة.
ولا يفوتنا ونحن في غمرة هذه الفرحة العارمة التي اجتاحت كل شبر في الارض بفوزه التاريخي، لا يفوتنا ان نتقدم له وللشعب الامريكي بالتعازي في في رحيل جدته التي سهرت الليالي في تربيته ليكون خير خلفا لذويه ولنا جميعا سائلين لها بالرحمة والمغفرة.
كما واجبا ايضا ان نستذكر بكلمات السناتور اوباما عندما زار معسكرات اللاجئيين من اهالي دارفور في الاراضي التشادية حيث قال:
( عندما يؤرخ التاريخ الكارثة الانسانية في دارفور قد لا يتذكر الناس كم من المسئولين قد زاروهم في معسكرات النزوح واللجؤء، وكميات الاغائة التي نقلت اليهم ولكنهم حتما سيتذكرون موتاهم)،
(السناتور باراك اوباما)
كما نتذكر جيدا ونذكر تماما الكلمات التي قالها السناتور جون بايدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكنغرس الامريكي عندما زار معسكرات اهالي دارفور مع الوفد المرافق له في ( 23 -7 – 2007 ) - انذاك - نائب الرئيس المنتخب اوباما الان - حيث قال:
( اذا لم نتمكن من ارسال 21 الف جندي من قوات الامم المتحدة لحفظ السلام ووقف الابادة في دارفور، فان ارسال 2500 جندي امريكي يكفيان لهذا الغرض، بوقف الابادة والتصدي لقوات الجنجويد واعادة الامن والسلام للمدنيين ).
ونحن الان نسطر هذه العبارات ونقول نعم نحن هنا الان. فلقد جاء دوركما لتحويل عباراتكما الي افعال نراه في ارض الواقع . لنتمكن معا من اعادة الامن والسلام لشعب دارفور وانتزاع حقوقهم المهضومة، ولكل الشعوب المقهورة والمهضومة حقوقها في عقر دارها.
و ان التغيير التي رفعتموها شعارا لكما للتغيير في المجتمع الامريكي والعالم اجمع. فباحرازكما لهذا الانتصار التاريخي العظيم فانكما قد حققتما نصف الشعار؟ وان وصولكما الي سدة الرئاسة الامريكية في حد ذاته تغييرا كبيرا لدرجة الاعجاز. وعليكما بالنصف الباقي وهو تعزيز الامن والسلام الدوليين. ونحن معكم لانتزاع بؤر التوتر والانتهاك في كل مكان في الارض هذا اولا. لكي نفتح الطريق للتنمية الشاملة. والارتقاء بالانسان والقيم الانسانية المثلي في كل شبر من الارض .
كما يجدر بنا بهذا الحدث التاريخي الكبير ان نتوجه الي فرقائنا في الدولة السودانية بان ساعة الحسم قد هان لنتجاوز ازماتنا والخروج بالشعب السوداني من عنق الازمة التاريخية الي بر الامان والسلام الدائم ، وبناء الدولة السودانية علي اسس متينة تشمل المواطنة دون ادني تمييز، وتبني الخيار الديمقراطي لافساح المجال الكامل للشعب ليمارس حريته وتحديد خياراته، لنبي وطنا يليق بهذا الشعب العظيم. الان بات لزاما علينا التحلي بشئ من الواقعية. وابراز حقائق واقعنا واخطائنا التاريخية المزرية والاعتراف به لتجاوزه بروح من الشفافية والمسئولية التاريخية و الانسانية في المقام الاول. وعلي قادة الحكومة والموتمر الوطني القيام فورا بواجبهم المناط بهم. بوضع الحقائق علي الطاولة ، والاسراع في عملية التفاوض بغية التوصل الي حل سلمي عادل يلبي مطالب شعب السودان في كل مكان. و لا يتاتي كل هذا الا بتقديم التنازل الكامل عن حقوق الاخرين او ما يظلوا ترونهم اخرين في وطنهم. فان الكرة الان في مرمي قادة الموتمر الوطني، وعليهم التحلي بروح عالية من الشجاعة والوطنية لاتخاذ قرارات مصيرية صعبة وحاسمة يمكن ان تفضي الي حل سياسي سلمي شامل للازمة السودانية ضمنها قضية شعب دارفور. والا فان علي الظالمين تدور الدوائر.
ونختم بهذه العبارات :
( لم تكف مطلقا عن الاعتقاد بان رجالا عاقلين مهما كانوا متعارضين - من حيث المبدأ- بامكانهم دائما ان يتفقوا سلميا علي عدد كبير من الافكار والتدابير، شريطة ان يبقوا بعيدين عن التعصب الذي لا ينظر الا للمبادئ المتناقضة ، وان يدفعهم لذلك الحماس الذي يستطيع وحده ان يحي الروح !.) – مدام دوستايل-
اللواء/ ابوبكر محمد كادو
عضو هيئة القيادة السياسية
والقائد الاعلي لقوات جيش حركة تحرير السودان - قيادة الوحدة .
6 - 11 - 2008 - دارفور – الاراضي المحررة
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة