ماذا يحدث في "أبوجنوك" بمحلية لقاوة – ولاية جنوب كردفان؟!!!!
نعود مرة أخرى إلى المنطقة الغربية من جبال النوبة بجنوب كردفان وما تواتر من سعي سعادة والي جنوب كردفان عمر سليمان لخلق وقيام محلية جديدة في (السنوط) بمنطقة أبوجنوك المعروفة بتوتراتها الأمنية وعدم الإستقرار. إنه لأمر جيد أن تحرص إدارة الولاية على توسعة مظلتها الإدارية والأمنية لتشمل جميع بقاع الولاية لتوفير الأمن والطمأنينة للمواطنين وإستقرارهم، ومن ثم إيصال الخدمات الضرورية والتنمية إليهم في مواقعهم. ولكننا نتساءل عن الأسس والمعايير المتبعة لقيام المحليات بولاية جنوب كردفان، وعن الشروط الواجب توفرها لقيام المحلية، وهل توفرت جميع هذه العناصر لقيام محلية (السنوط)؟ وفوق ذلك هل الوقت مناسب لإعلان قيامها؟!!!
إن من أهم العناصر لقيام المحلية في رأينا، "الأرض" و"المواطن" ، فهل تم دراسة وتحديد المنطقة المقترحة والمواطنين الذين ستشملهم المحلية؟ وهل تم الجلوس معهم وبحث هذا الأمر وشرح فوائده لهم والإستماع إلى مرئياتهم؟؟؟ فمن المعلوم أن المنطقة تشهد صراعات قبلية حادة ، وكان هناك تنازع على الأرض رفعت بها قضايا إلى المسئولين منذ عهد المرحوم محمود حسيب، كما أن هناك قضايا لا زالت قيد البحث حتى هذه اللحظة.
نرى أنه يجب الإيفاء وإيجاد إجابات شافية للنقاط والتساؤلات المثارة أعلاه لقيام محلية السنوط ونجاح هذه المحلية في تحقيق الهدف المرجو منها. وقبل كل ذلك يجب حل المشكلة الأمنية بالمنطقة حيث يستحيل الآن السفر أو التحرك داخل المنطقة بحرية، وحل مشكلة ملكية الارض وحدودها بين القبائل القاطنة بالمنطقة والمعروفة تاريخياً من خلال التعايش والمعاهدات والمصاهرات، كما لابد من موافقة المواطنين الذين يعنيهم الأمر ويشملهم نطاق المحلية. ونؤكد أن المحلية المخططة والمرسومة من أجل الإستقطاب أو إرضاءً لفئة معينة أو لتغليب عنصر على آخر، أو لأي غرض آخر مشبوه، فهي مرفوضة جملةً وتفصيلاً ولن يكتب لها النجاح.
فسعي السيد الوالي لقيام محلية (السنوط) بهذه الصورة وبهذه العجالة وبأي شكل وفي هذا الوقت العصيب إنما يدل ويؤكد سوء نية مبيتة لمنح من لا يملك ما لا يستحق، وسيضفي فتنة جديدة ويزكي نار حرب خامدة تحت الرماد. كما أن ذلك يؤكد ما تناقلته الأوساط بجنوب كردفان من نية توطين العرب المرتزقة المجلوبين إلى دارفور في منطقة (أبوجنوك) لخلق وضع قانوني ونظامي لهم ولمآرب أخرى لا تخفى على أحد. وحينئذ نقول لسعادة الوالي: على أشلاء وجثامين النوبة "Over Nubas' Dead Bodies"!!. وعلى الوالي تحمل ما سيحدث من حرب على مستوى الولاية، ومن نتائج لا تحمد عقباها.
إننا نرحب بأي جهد جاد وصادق وأمين للم الشمل وخلق جو أمن ومستقر لتعايش القبائل بالمنطقة، مع الحفاظ على الحقوق التاريخية الثابتة للكل، ونرفض أي محاولة للتعدي على حقوق الآخرين أو فرض هيمنة مجموعة على أخرى. إنه من سخريات القدر ومهازل الدنيا والزمن أن يولى علينا أمثال عمر سليمان لما عرف عنه علاقاته المشبوهة بالجنجويد وتنظيم ما يسمى بقريش، ودوره المشؤم في الجهاد الباطل بجبال النوبة، ورغم ذلك كنا نأمل أن ينتهز هذه السانحة ويقوم بما يشفع له من ماضيه الملطخ بدماء أهلنا في جبال النوبة. ونحذر سعادة الوالي هذه المرة من انه لن يستطيع تنفيذ جرائمه ومؤامراته الدنيئة تحت جنح الظلام ولن يكون سهلا عليه ان يمس ذرة من ارض النوبة، ونرجو ألا يضطرنا سعادته لفتح جميع ملفاته السابقة وسجلاته السيئة.
ونقول للإخوة والقياديين ومسئولي التنظيمات المدنية والسياسية بجبال النوبة بمختلف توجهاتهم، أصحوا وأنتبهوا لما يحاك من دسائس ومؤامرات !!!! نحن مع السلام، والإستقرار والتعايش السلمي ولكن ليس بأي شكل أو بأي صورة، وليس على حساب النوبة وخصماً من حقوقهم الشرعية!!!
تجمع أبناء جبال النوبة
8 سبتمبر 2008م
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة